لا يا دنيا(قصه قصيره)
عبد الله ومحمد
منذ يومين ومحمد لم يكلم عبد الله بالهاتف ولم يأتي لزيارته فشعر بالقلق عليه وهو لايستطيع ان يفارقه أكثر من ساعات وبدء يفكر يجب ان أكلمه بالجوال وفعلاً كلمه الا ان جواله كان مغلق وأتصل بالبيت فقد يكون جواله فقد منه فكلمهم على البيت ورد على عبد الله شقيق محمد
تفضل من المتصل
انا عبد الله يا محمود الم تعرفني
اهلاً يا عبدالله ولكن منذ فترة لم تتصل
ماذا افعل ان أخوك بخيل فلا يتصل أبداً فهل هناك امر ما
محمود وصوته تخنقه العبرة لا لا أطمأن لاشيء لكن هو
ما الذي حصل لمحمد قل يا محمود أرجوك قلبي يخبرني ان هناك شيء
محمود: تعال يا عبدالله الى المكان الفلاني وانا اشرح لك الأمر
حاضر سوف أأتي حالاً
وذهب الاثنان الى المكان المحدد
ولما التقيا وسلما على بعض
قال عبدالله : قل ما ألأمر يا محمود
مسح محمود دموعه وقال لعبد الله ان محمد مصاب بمرض .. وبدء يبكي بصوت عالي
قل يا محمود ما هو مرض محمد
ان محمد مصاب بالسل الرئوي وهو في حالة متأخرة وقد كان مريض منذ شهرين ولكن لا احد يعلم
عبد الله والدموع تجري من عينيه وأين هو الان خذني اليه
هو ألان في المستشفى وغداً يسافر لأجراء العملية ولكن الأمل ضعيف فالطبيب قال ان حالته متأخرة وقد يموت
عبد الله :ان الطبيب يكذب وهل يعلم الغيب فالأعمار بيد الله
ذهب الاثنان الى المستشفى الذي يرقد فيه محمد
ولما دخلا عليه رأى محمد صديقه عبد الله فبكى الا ان عبد الله هدئه وقال له كن رجل قوي وسوف ترجع لنا بالسلامة إنشاء الله
وألان لماذا لم تتصل بي يا بخيل ام تريد ان اخسر انا الرصيد
ضحك محمد وقال انا اعرف انك أنت البخيل تتذكر عندما قلت لك أعطني خمسون دينار فقلت لي أنني كريم بكل شيء الا النقود
وضحك الجميع فقال عبد الله سوف ترجع الينا بالسلامة إنشاء الله
قال محمد لا أضن إنني سوف ارجع واراك ثانيةً
قال عبد الله لا تيأس من رحمة الله من منا ضامن انه يعيش الى الغد او بعد غد
فقال الجميع لا أحد
ثم أكمل كلامه أين أبوك أين جدك كلهم ماتوا فالموت رحمة للإنسان وهذا هو حال الدنيا
بقي عبد الله مع محمد في المستشفى الى وقت متأخر من الليل ثم ودعه على ان يأتيه في الصباح الباكر
أصبح الصباح وجلس محمد وأهله والبسوه ملابسه وجلس ينتظر أن يأتيه عبدالله لكي يذهب معه الى المطار ويودعه ومرت ساعات ولم يأتي عبدالله وقال له أهله سوف تتأخر عن الطائرة فنهض وبدء يسير وعيناه تنضران في جميع الجوانب عسى ان يرى عبدالله الا انه لا جدوى فاتصل به بالهاتف الا انه مغلق.
جلس عبدالله متأخراً ونضر الى الساعة وقال يجب ان الحق بمحمد فلبس ملابسه بسرعة وخرج وركب سيارته وتوجه الى المطار عسى ان يجد محمد ويودعه قبل السفر وفي الطريق جاءت سيارة مسرعة بالاتجاه المعاكس وضربت سيارة عبدالله وتجمع الناس عليه ونقلوه بسيارة الإسعاف الا انه فارق الحياة قبل ان يصل الى المستشفى.
وصل محمد الى المطار وهو يقول أين عبدالله وأتصل به مرة أخرى ولكن الجهاز مغلق أيضاً فودع أهله وعند صعوده الطائرة دمعت عيناه وقال سلموا لي على عبد الله فأن إحساسي يقول اني لن أراه مرة أخرى وأدار وجهه وصعد
وصل محمد الى المستشفى وأجريت له العملية وكانت ناجحة وأكمل فترة النقاهة ورجع وهو كله أمل ان يجد صديقه عبد الله بالانتظار الا انه تفاجئ حين لم يجده فسأل أخوه محمود لماذا لم يأتي عبدالله لاستقبالي فقال له انه مسافر
مرت أيام ومحمد يتصل ويسأل عن صديقه وحبيبه عبدالله ولما شعر بأن شيءً قد حدث قال لمحمود انه سوف يذهب الى بيت عبد الله ليعرف لماذا لم يأتي لزيارته
أجلسه محمود وقال له سوف أقول لك الحقيقة يا أخي
إن عبد الله حصلت له حادثه بالسيارة
فنهض وقال وأين هو ألان هل حصل له شيء
لقد لقد....لقد مات
صاح محمد يا أخي يا عبد الله وسقط على الأرض
نقلوه الى المستشفى وهو يردد(لا يا دنيا لا يا دنيا.........) ولما كشف عليه الطبيب قال لهم انه ميت فهو لم يحتمل موت صديقه ويبدو ان صديقه كان كل شيء لديه
رحمة الله عليه وليرحمنا الله جميعاً
انتهى
أخوكم
احمد عيسى نور
تعليق