سـكن اللـيل
سكن الليل وهدأت أمواج بحري وعانق القمر ظله الممتد بأمواجي وأخذت النجوم تسكن سحباً تغازل أحلامي ، فتزاحمت خواطري تنادي الحرف تعبيراً وعبورا ، سكنت أواصلي لتبدأ رحلتي وطيفي ، فأرتمي بأحضان مدينتي التي أبنيها ، طُهر سكانها ، عميقة هي أفكارهم ، منفذ وصالهم ، تجتاحك أطيافهم ، لتتحد وتتوحد فأكون أنا همُ وهمُ أنا .
يسكن الليل لتعصف بي أشواقي ، وأهيم في الفضاء كنجة تسبح بالملكوت تلقى أنجُم صفيت وتلألأت بقدر روحهاالنقية ، ومن داخل دوائرالسكون جاءني حس طيفي يناديني نحو العلا استسلمت له الروح وغمض له الجفن فكان دليلي ومرشدي لعبور حدود المدى حيث لا صوت إلا للصدى ،كلانا نسمع دون نبرات ويكون اختراقنا للأعماق دون نظرات ، فيقرؤني ولا عجب فلسنا بحكم نواميس البشر ، أهٍ على هذا الصعود على الارتقاء آهٍ وآهٍ من اجتياح الروح وسُكناها ، آهٍ وآهٍ على الاتحاد والعبور والاختراق، يالصفاء السماء وكأنها صفت بصفائنا لتشهد صعودنا واللقاء ، وهذه النجوم لتبارك بطهرها شوق الأنقياء .
حُملت وطيفي على جناح السحب يلتقط النجمات ويدونها بقاموسي دليل اللقاء ، أسمعني تراتيل السماء ، وسقاني الطهر ببحور المطر ، ورواني برؤية ملائكة السحر ،هنا سمعت وعودهم لنا بــ لا لا للفراق وستحيوا لما بعد الحياة وتكونا من نجوم السماء لتشهدوا يوماً .......... مثلكما لقاء الأرواح.
تعليق