ملتقى القصة يدعوكم في الغرفة الصوتية وقصة الليلة للأديب ربيع عقب الباب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    ملتقى القصة يدعوكم في الغرفة الصوتية وقصة الليلة للأديب ربيع عقب الباب

    [align=center][table1="width:95%;background-color:navy;border:10px double purple;"][cell="filter:;"][align=center][frame="2 98"]

    دعــــوة


    تسهرون الجمعة 11-05-2012
    في تمام 11 بتوقيت القاهرة
    في الصالون الصوتي

    مع قصة جديدة تتناول هذه الحلقة
    قصّة للأديب الكبير :


    "ربيع عقب الباب"

    بعنوان :
    "أسرة طيبة جدا ..!"

    رافقونا في سهرة ممتعة و راقية أيّها الأعزّاء




    [/frame][/align][/cell][/table1][/align]

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2
    <b>
    [align=center][table1="width:95%;background-color:navy;border:10px double purple;"][cell="filter:;"][align=center][frame="2 98"]

    أسرة طيبة جدا ..! / ربيع عبد الرحمن





    رائع هذا الظلام
    ثقيل الثياب
    لكن سوادها يجعلني أرتخي أكثر
    أبحث عن جلباب أبي لأنام مستدفئا
    لا أخاف شح السنابل
    تلف الكرمة
    أو جفاف النيل

    لا يهم أن لطمني أمام أم الأولاد
    أو حتى صغاري
    ونعتني بلفظة امرأة حين استبد برأيه
    ألا يرى كم أنا محب
    وحضاريّ
    حين أناقش امرأتي في أمر تربية الأولاد
    لا يهم أن يكون لي رأى
    أو ربطني مع بهائمه في زريبة منعزلة
    من أجل أن يربي الأولاد و الأعمام و الأخوة
    و الزوجات كما يحب
    فنحن أسرة طيبة


    يشهد الله كم هو عادل إلى أقصى حد
    لا يهم أن أعطى أحد الأخوة بلا حساب
    فهو حنون يضنيه البكاء
    بينما لم يقدم لآخر أي شيء
    بل عنفه و صده و لطمه على مؤخرته
    و قفاه !
    لا يهم
    فنحن أسرة طيبة


    لا يهم أن كان نصفها مرضى نفسيين
    يعانون من كوابيس
    يصرخون في منتصف العناء على أشباح
    لا شك أنهم ممتلئون ومشحونون
    في عيادات باهظة الوجع !
    لا يهم كل هذا
    فأنا لا أخاف شح السنابل
    تلف الكرمة
    أو جفاف النيل
    فبأى حق أزأر أو أتذمر
    إلا أن أكون معدوم الأصل و الفصل !!
    نحن أسرة طيبة
    إلى أقصى حدود الله

    نعرف ما لنا و ما علينا
    والفضل عائد لرب أسرتنا
    فهو برغم حكمته
    وصبره الطويل
    قد ينسى حين أتكلم دون إذنه
    لغة الكلام
    فيضربني من غيظه بفأس طالها
    أو يطاردني في الغيطان
    لا أنسى أبدا
    يوم لطمني أمام أم الأولاد
    و الأخوة من حولنا يرتجفون
    لا يهم أن أحست زوجتي بالإهانة
    فتقدمتني
    كأنها تزود عني
    فما كان منه إلا أن التقط ( صفيحة كبيرة )
    و نزل بها على أم رأسها
    لا تهم خيوط الدم
    تروى الأرض تحت أقدامنا
    و لا الخمس عشرة غرزة
    و عاهة تلازمها حتى الممات
    لا يهم كل هذا
    فنحن أسرة طيبة
    لا تخاف شح السنابل
    تلف الكرمة
    أو جفاف النيل
    فبأى حق نزأر أو نتذمر !


    لكن الذي همّني
    تخلي الأخوة و الأعمام
    حين اصطدم بهذا الرجل الغليظ
    المفتول الساعدين
    بأحد أجران القمح
    أرداه غارقا في دمه
    و هم عاقدون سواعدهم
    يشهدون
    أو كأنهم ينتظرون لمن تكون الغلبة
    وهم في حيرة من أمرهم
    فأسرعت إلي قضيب حديدي قريب
    و أفلحت في تفتيت رأس الرجل
    بل هاجمت الأعمام و الأخوة
    لم يمنعني عنهم إلا هو
    فتركت القضيب يهوي إلي الأرض
    ألقيت بنفسي في أحضانه صارخا
    ليحملني بعد ذلك
    إلي قسم الشرطة كي أنال عقوبتي


    رائع هذا الظلام
    ثقيل الثياب
    لكن سوادها يجعلني أرتخي أكثر
    أبحث عن جلباب أبي لأنام مستدفئا
    لا أخاف شح السنابل
    تلف الكرمة
    أو جفاف النيل !


    [/frame][/align][/cell][/table1][/align]

    رابط المداخلات


    رائع هذا الظلام ثقيل الثياب لكن سوادها يجعلني أرتخي أكثر أبحث عن جلباب أبي لأنام مستدفئا لا أخاف شح السنابل تلف الكرمة أو جفاف النيل لا يهم أن لطمني أمام أم الأولاد أو حتى صغاري ونعتني بلفظة امرأة حين استبد برأيه ألا يرى كم أنا محب وحضاريّ حين أناقش امرأتي في أمر تربية الأولاد

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • سليمى السرايري
      مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
      • 08-01-2010
      • 13572

      #3
      قراءة للأستاذ
      سالم وريوش الحميد






      النص النقدي

      النص مجموعة من التناقضات أراد بها القاص طرح مفهوم سياسي ورؤيا عقائديه ، فقد يكون هذا الطرح تطبيقا لقول الله- تعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ﴾(* و نظرة فلسفية انطلقت من خلال مفهوم أفلاطوني هي أن سلطة الدولة الكبيرة ، تعادل سلطة الفرد الصغيرة ( الدولة شخص كبير ، والفرد دولة صغيرة ) * *
      والنص قد قسم بشكل مقاطع كل مقطع ينتهي بلازمة
      لا أخاف شح السنابل
      تلف الكرمة
      أو جفاف النيل

      ملخص النص
      وأبتدئها في دور الأب وحقوقه على الابن ووجبات الابن اتجاه الأب ومن بين تلك الواجبات هي مصادرة الرأي ، وحق الأب بأن يمارس ما يراه مناسبا في فن التربية ، ومن ثم يتطرق إلى العدالة الأبوية ، وهذه السلطة معفاة من المسؤولية في اختيار نوع العقاب وعلى من تطبق ، حتى وإن كان التطبيق على
      مرضى نفسيين فقانون العدالة هي مواد وبنود أقرت في دستور الأب الدائم، والعقاب وليد لحظته بما يقع تحت يده من أدوات ، أذن الأب سلطة تشريعية وتنفيذية ،وبعد عرض وصفي لشكل العلاقات التي تربط العائلة ، وبنقلة مفاجئة ينقلنا القاص إلى عراك في الغيط ينشب بينه وبين رجل مفتول العضلات صراع دامي تكون فيه الغلبة لذلك الرجل ، لكن بطلنا خرج عن المألوف ولم ينتظر نهاية الصراع ، فقلب الموازين بأن قتل الرجل ، بعد محاولاته اليائسة في استثارة أعمامه وأخوته إلا إنه لم يجد من يستجيب لدعواته ، ثم يكافئ على فعلته بعد أن أنقذ أباه من موت محقق بأن يرسله أبوه إلى السجن ، وهو بذا لم يحقق مبدأ الثواب والعقاب بل أنه قلب مفهومه التطبيقي ،بحيث إن الثواب يتحول إلى عقاب
      وفي الريف عادة تفرض سلطة العشيرة ، ولاتحقق عدالة الدولة ، لذا فإن تسليم الابن إلى الشرطة ، حدث نادر
      ولايتم إلافي حالات إستثنائية ، وهو بذا يؤكد أن حالة الصراع أنتجت قوة جديدة فاقت قوة الأب ، وحتى لايفقد الأب صورته
      السلطوية وحتى لايكون منافسا له ينازعه سلطانه ، يدخل أبنه السجن فيقتل بذلك كل بذرة أو محاولة للتحرر

      وسائل الإنتاج والتطور
      صحيح إن القاص لم يتناول الدور الإقتصادي في نمو العلاقات وتطورها ، وأنه تناول الموضوع بشكل أحادي ( الريف والقرية ) وتناول شكلا واحدا من القوى المنتجة الفلاح
      إلا أنه أعطى ضمنا تأكيدا لهذا الدور بحيُث أنه أوحى لنا أن العلاقات في القرية تبقى أسيرة تقاليد موغلة في القدم وهذا ما أكده علماء الاجتماع والمؤرخين
      (
      إن الصفة الرئيسية التي تميز المدنية عن الحياة البدائية هي حالة الإبداع ) ***
      وهذا ما نجده سائدا في العلاقات الريفية التي رسمها لنا القاص ، فهي عادات تكاد أن تكون نمطية وتقليدية ، وهي تختلف عن العلاقات المدنية ، حيث ا لإبداع ومحاولات التغيير المستمرة في إيجاد وسائل وظروف جديدة لتغيير نمطية الحياة ، عبر الدور الكبير الذي يلعبه العمل في تطور الإنسان وتخلصه من قيود التقليد ، كما أن التفاوت الاقتصادي الكبير بين الريف والمدينة جعل هناك تفاوتا فكريا وسياسيا ,كبيرا ، لأن الإنتاج الزراعي يعتمد بشكل كبير على جهد العائلة بأكمله للحصول على أفضل إنتاج وهو عادة لايتطلب جهدا فكريا كبيرا ، لذا فيجب أن يمارس الأب سلطة مطلقة كي يستطيع أن يسيطر على قوى إنتاجه ، وهي سلطة إقطاعية ، وهذه الشروط غير ملزمة للحياة المدنية وهي التي تؤكد على مبدأ الديالكتيك والتطور
      (أن كل شيء في حالة تطور ، فلاشيء مطلق سوى الحركة والتطور والتحول فالحركة لا تعرف النهاية والتطور لا يقف عند حد ) ****لذا فإن التفسير الجدلي لعلاقة الأب بأولاده يخضع لهذا المعيار ، فالريف لاتنعدم فيه حركة التطور لكنها بطيئة جدا قياسا لحركة التطور في المدينة بسبب تنوع وسائل الانتاج ، ودور الفكر في العملية الأنتاجية
      العلاقة المحيرة
      لم تأت البداية ، للتعبير عن حياة مليئة بالسعادة والألفة ، والجمال ، فالسارد يصور حياة قاسية بمعنى الكلمة ، و مظلمة داكنة السواد ، ورغم ذا فأن هذه الحياة لا تعط أمانها ودفئها ، إلا بأن يتدثر البطل بجلباب أبيه ، لأن القسوة تخلق نمطا خاصا من الرجال عندهم القدرة على مواجهة أقسى الظروف الطبيعية هذا من جانب ، أو لأنه ما تعلم من الحياة إلا هذا الشكل من التربية لذا فأنه امتداد للماضي ، وإلا فهو في قرارة نفسه غير راض عن تصرف أبيه وسلطاته الغير مقيدة ، فأن أي شكل من أشكال التعلم الحضاري يصبح خروجا عن تلك السلطة ، حتى وإن كلم زوجته بكلام رقيق أو مناقشتها بأمور التربية ، فلا يوجد مفهوم للتربية لدى الأب غير مفهوم العصا ، ولذا يجب أن يعاقب من يحاول الإخلال بهذا النظام الذي بني على أسس ودعائم قوية ، قد تكون امتدادا لمن سبقه ، فالعقوبة هنا إهدار لكرامة الابن ، وأوصاف قد تأباها رجولته ، وربما تتعدى ذلك إلى شج رأس الزوجة ، أو صفعة
      هناك استسلام وخنوع لتسلط الأب ، بكل أشكاله ، فحتى صغير حق الابن على أبيه ، نجد إنكاره على الابن أنموذجا للاحتذاء به ، يتضمن موافقته على أن يستخدمه كدرس تطبيقي للاستفادة منه فيما لو نقلت تلك السلطة إليه ،
      فاحترام الابن وكرامته قد تكون شيئا ثانويا ، حتى و إن ضرب ، و حتى إن صودر رأيه ، أوحين يبلغ به الإذلال إلى حد أن يربط مع البهائم ، فهو الأب الذي يجب أن لا يعلى أي صوت على صوته، حتى وإن كان باطلا ، وهذا ما تبنته بعض الأفكار الدينية والتي تعتبر سلطة الدولة هي سلطة ولي الأمر ، لذا لا يمكن الخروج عليها ,
      ينتهي صوت البطل في تكرار مقصود ، إلى حقيقة مقلوبة مؤداها أنهم عائلة طيبة ، ويبقى السؤال كامنا في ذات السارد أين هي الطيبة من كل هذا ، أهي حالة تهكم ..؟ أراد بها قلب الأمور ، أم أنها كوميديا سوداء ، أم هي محاولة للوصول إلى حقيقة مجهولة سنكتشفها لاحقا ، وهذا ما نتلمسه من سياق النص والبداية التي أستهلها به
      أبحث عن جلباب أبي لأنام مستدفئا
      لا أخاف شح السنابل
      تلف الكرمة أوجفاف النيل


      فهناك حقائق ، لم يرغب بكشف المستور منها في خبايا نفسه ،و أنه ما كان يروم الحقيقة بما ذهب إليه ، لأن الحقيقة هي حالة أخرى فهناك عرف يجب أن ينقاد إليه حتى في حالة عدم الإيمان به ، يقابلها حالة رفض في داخله ، تبقى كحالة كبت لأن القوى الدافعة لها قدرة أقل على إظهارها إلى عالم الوجود ، وهو ما يسمى بعلم النفس الخنق الإرادي للتصورات الذهنية المؤلمة والتي يمكن استبدالها بنوع من الرضا ليبدد الشحنات الإضافية ، هي حالة دفاع ذاتي ،

      والعدالة التي أرادها السارد هي الأخرى عدالة موهومة

      يشهد الله كم هو عادل إلى أقصى حد
      لا يهم أن أعطى أحد الأخوة بلا حساب
      فهو حنون يضنيه البكاء
      بينما لم يقدم لآخر أي شيء
      بل عنفه و صده و لطمه على مؤخرته
      و قفاه !

      ولو راجعنا مناظرات كل من سقراط وبوليماخارس في المدينة الفاضلة عن العدالة لثبت لنا أن العدالة نسبية وأن ما ذهب إليه البطل كانت حقيقة فلسفية ، فهي في الوقت الذي تكون فيه فائدة للبعض تكون مضرة للغير ، و في علم التربية حقيقة تربوية مغلوطة فبطلنا يتكلم عن تلك العدالة التي تطبق بتناقض على اثنين ، أخ يبذل له كل ما يريد حيث لا يستطيع الأب مقاومة رغبات هذا الابن المدلل إذ يصبح ضعيفا أمام بكاء ه، في حين أنه لا يطبق هذا المبدأ مع غيره من الأخوة ، وهو تطبيقا للعدالة (عدالته هو ) لأن لديه ما يبرر كل تصرفاته الميكافيلية ، وهذا كثيرا ما نلمسه في سلوكيات بعض الآباء مع أبنائهم
      ثم يعيد نفس اللازمة ( فنحن عائلة سعيدة ) فهو تكرار مقصود ، لم يكن نشازا أو ثقيلا على النص ، بل على العكس جاء ليعمق من الأسلوب القصدي للنص ، الذي راح البطل يحكي عنه ويكرره أكثر من مرة
      هذه الأسرة مجبرة على تحمل كل قسوة الأب ، رغم ما ينالوه من سوء عذاب ،
      فهم أسرة طيبة
      حتى وإن أصبحوا مرضى تتراءى لهم أشباح في خيالاتهم وليس هناك من أشباح غير شبح الخوف من الأب وهي أسرة سعيدة تمتلك كل مقومات السعادة مادام الأب يمثل القوة الربوبية التي لا تقهر ها إرادة ، يبقى متسلطا
      فالابن الممتلئ بالطاقات النفسية المكبوتة ، يجئ سؤاله وكأنه محاولة إقناع ، واقتناع بما يقول
      فبأى حق أزأر أو أتذمر
      إلا أن أكون معدوم الأصل و الفصل !!

      أن الواقع المرير يجب أن يقبل بكل تفاصيله كأمر واقع وإلا فأن الاعتراض أو التذمر هي انعدام للأصل والفصل ، وهو خروج عن العرف والقانون الإلهي ، لذا فإن محاولة بقاء العائلة سعيدة ، هي بالطاعة العمياء ، وفجأة ودون مسبقات تتحول أدوات السرد ، فمن الكلام المعتمد على التصورات الذهنية ، إلى حالة فاعلة يمكنها أن تغير
      في المقطع الذي يتحول فيه النص من حالته التقريرية ، والاكتفاء بالمظهر السطحي لطبيعة تلك العائلة ، ثمة هزة قوية تفاجئنا غيرت من مجرى السرد ، ربما تكون أشبه بالهزة السياسية التي تفاجئ بها الشعوب نتيجة أمر طارئ ، غيرت كل الحسابات وأوجدت للقوة الغاشمة المتمثلة بالأب قوة أخرى أكثر بأسا وأشد فتكا ، فقوة الأب إذن كانت قوة موهومة لم يستطع ممارستها إلا على الأبناء ، وهذا ما أبقى الأبناء والأعمام في حالة ذهول ينتظرون الغلبة لمن تكون ، وهي محاولة ذكية من الكاتب فبقائهم بحالة ترقب هو لفضح الزيف ، أو محاولة لكسر الخوف والرعب المستشري فيهم ، ولدت الثورة في لحظة ، وإن البطل المستضعف أصبح ذا قوة تفوق قوة من صرع أبيه ، ليقتله ويحطم جبروته ، وينتصر لأرادته قبل أن يكون انتصارا لأبيه ، ولكن الثورة توأد دون أن تحقق هدفا من
      أهدافها لم تكتمل الفرحة بعد في قلوب من قاموا بها ، فتسلمه اليد التي أنقذها إلى مركز الشرطة ، ويبقى إعلامه يكرر تلك الأسطوانة المشروخة أنهم (عائلة سعيدة )،
      أننا أمام قصة محبوكة ومنسوجة بإتقان ، وهي سهلة التركيب عميقة المضمون والدلالة ، فهي تعبير عن رؤى سياسية واجتماعية ونفسية
      وهي صوت حواري داخلي هامس ، يلغي كثير من التفاصيل ، ليضعنا أمام نص متعدد التأويل ، وهو إزاحة نفسية عن هموم متراكمة كأن تكون صورة لماض معاش ، أو حاضر مرموز ،، وهذا ما دأب عليه
      الأستاذ ربيع عقب الباب ، بأن يعطي للنص انسيابيته دون أن يفرض نفسه عليه . وليجعل القاريء في حالة تفكير بالقيمة الفكريةالمكتسبة من أعماله ، بحيث أن القراءة العابرة للنص ، لايمكن الاستفادة منها ، لأن الدرر تكمن دوما في الأعماق .. لوهذا مايجعلنا دوما ننظر إلى نصوصه بتوغل عميق .


      لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

      تعليق

      • سليمى السرايري
        مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
        • 08-01-2010
        • 13572

        #4
        قراءة للأستاذة دينا نبيل



        أسرة طيبة جدا ! ..


        لم لا ( طيبة ) ؟!

        وقد صارت الطيبة الآن تفسر تفسيرات شتى ! .. هناك الأحمق الطيب ، والساذج الطيب ، وهناك المريض الطيب ، و الشرير الطيب !!


        نعم النص به سخرية .. ولكن ( شر البلية ما يضحك ) ! ..

        وأنا أقرأ السطور الأولى من النص تذكرت قصة إحسان عبد القدوس ( لن أعيش في جلباب أبي ) ..
        كيف أن الابن يريد الانفصال عن والده .. أن يعيش حياته التي يختارها ويشق طريقه بذاته وإن كان نفس طريق الوالد وهذا طبيعي .. لكن الغير طبيعي هو أن يبحث الولد عن جلباب أبيه ليشعره بالاطمئنان .. ثم في نهاية النص ينزل على رأسه تهشيما..حالة مرضية بامتياز !


        وهكذا الظلم يفعل بالنفس البشرية الأفاعيل .. تصير سقيمة ترى الضيم وتستعذبه وتراه أفضل من غيره ..

        مناقشة السلطة ( الأبوية ) في مجتمعاتنا تفتح النص لتأويلات عدة ، الأب ممكن أن يكون نموذجا ونمطا أوليا لكل ما يحمل صفة السلطة والتحكم .. وما تؤول له الأمور في النهاية من إفراخ أنفس مريضة ..

        وهاهي ( رحلة ) يوسف إدريس وذلك الأب الميت في السيارة وابنه الأهوج يسير به في طريق اللانهاية وقد فقد عقله لأنه تحرر أخيرا من تلك السلطة ( الأبوية ) .. قد يكون أبا أو رئيسا أو مجتمعا ، لكن الأدهى لما يكون الإنسان وحيدا في معركة غير متكافئة !


        تأويلات عدة وكلام كثير يقال حول هذا النص الثري .. لكن

        يكفي أن نقف ها هنا متعلمين متأملين هذا النص في صياغته الرائعة و (موتيفاته ) ولازماته اللغوية والرمزية ، وصوره التعبيرية الموحية .. لنقف على مشهد أشبه بالصراعات الملحمية على مسرح الحياة

        لك كل التقدير معلمنا الجليل على هذا النص الراقي ..

        تحياتي


        لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

        تعليق

        • أحمد عيسى
          أديب وكاتب
          • 30-05-2008
          • 1359

          #5
          لا أعتقد أن حلقة كهذه يمكن أن تفوتني
          أو تفوت أياً منكم
          سأكون - باذن الله - موجوداً
          لأن حلقة مع ربيع القدير
          ستكون حلقة مميزة
          وهي فرصة لكل دارس يحب أن يتعلم شيئاً عن القصة

          تقديري وشكري لمن اختار هذه القصة المميزة
          والكاتب المميز
          ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
          [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

          تعليق

          • سالم وريوش الحميد
            مستشار أدبي
            • 01-07-2011
            • 1173

            #6
            هذه خطوط عامة لدراسة شاملة عن أدب الأستاذ ربيع تناولت منها موضوعا واحد بإيجاز عن شخصية البطل

            البطل في قص الأديب ربيع عقب الباب
            هوالبطل الشعبي الفقير المعدم والإنسان العادي المثقلة رأسه بهموم الحياة اليومية والمثقف البسيط ـ أبطاله هم أبطال الشارع المصري جذورهم ضاربة بعمق التأريخ فهو رامبو الأعرج وهو لامبو صاحب العريضة المعجزة وهو محسن الفقير الحالم وهو المعلم
            قد يكون هو البطل المصلح الذي لا يملك من أدوات الإصلاح إلا أحلام كأحلام دون كيشوت ـ فبطلة امتداد للماضي وارتباط بالحاضر يريد أن يغير من نمطية الحياة ويعطيها بعدا آخرا ، قد يجسدها بطله في نص رامبو بطله تلك الشخصية البسيطة ، شخص عادي / يحلم بالتميز أراد أن يكون مثل سلفستر ستالون خارقا بطلا فقلد حركاته وراح يتنطط هنا وهناك ليثير سخرية من يراه ،
            الواقع المرير وحجم التحديات المحيقة به تجعل استحالة في تحقيق أحلامه الكبار لذا تراه يتمنى أمان عكسية وغير منطقية لكنه مقتنعا بها
            يمني نفسه أن يكون خنفسة ليتخلص من كل هذه الهموم والهواجس ،والأخطاء والعيوب التي يغص بها المجتمع
            والتي تضيق الخناق على البطل
            بطله هنا محبط رغم عفويته ورغم انه يحب أن يعيش بلا قيود وبانفلات عن الأعراف الاجتماعية والقيم ضاربا تلك القيم بعرض الحائط لكن هذا لا يمنع من أن يحمل شخصية مزدوجة ممتزجة باليأس والمرارة والحسرة ، فهو منتقدا الأوضاع بشكل ساخر وبكوميديا سوداء ولكنه يعيش عبثية مفرطة
            وتراه يكتب عن لامبو في عريضته العبقرية التي دوخته سنينا طويلة فراحت تشكل هاجسه الأكبر هي حديثه المستمر مع نفسه في كل مكان في البيت في دائرته في الحمام انها ليست هموما فردية بل هي هموم ملايين من المواطنين الذين عاشوا وهم لا يجدون من يلبي طلباتهم منذ فجر التأريخ وحتى هذه الساعة
            يبقى الفقير بمنأى عن المشاريع الحكومية التي تحست من أوضاعه المعيشية
            الفقير يبقى يدور في دوامة مفرغة يحمل عريضته بيده عل أن يشفع له أحدا
            بطله غير مقيد بزمان أو مكان ، و غير مرتبط بالمعقول أو الا معقول ، بطل شعبي وله جذور ممتدة في عمق التأريخ يعيش في وطنه لكنه يعاني من محنة الاغتراب ، شخص أمي أو شبه أمي لكنه يمتلك فلسفة فلاطون و أبن خلدون
            في نص جنيه تجد بطله المدرس يستفسر من طالب صغير عن سبب شجاره مع صديقه ليفاجئنا الطالب بسر كبير يخفي وراءه معضلة تربوية كبيرة
            ليطرح من خلال بطله الصغير هذه المشكلة ويقول لنا أحذر فهناك خطوط حمراء عليتا أن لانتجاوزها ـ طفل صغير لكنه غير قادر على كبح جماح شهوته
            وضعنا أمام تسائل محير هل إن الاختلاط في المدارس خطر على التربية
            وهو سؤال سئل لحكيم هل إن الاختلاط بين المرأة والرجل واجب فقال ربوا أولادكم تربية صحيحة ولا تخشوا الاختلاط وكانت الإجابة مفاجئة لنا وهي إجابة متشابهة من حيث المضمون مع ذلك الحكيم
            بطله هنا معلم راح ينبهنا إلى أن الطفل في هذه القصة هم كل أطفالنا ـ ومن خلاله حملنا الأستاذ الربيع وزر أخطاء كبيرة في تربيتنا فنحن نتركهم بلا توجبه يتابعون ما يشاءون من مسلسلات وأفلام خليعة ،، وهي رسالة تربوية لكل أب وأم أن لا تخشوا الاختلاط قدر خشيتكم
            من هذه الأفلام التي تهدم كل ما بنيتموه
            وفي نص قد يكون موتي أو هكذا خيل لي الاسم لأني قرأته منذ وقت ليس بالقريب ،، بطله يحمل رفض بداخلة لكل ماهو شاذ وغير طبيعي ـ أراد أن يغير بالقوة ، أن يسل خنجره ويحاول قتل معلم اعتدى على فتاة عمرها خمس سنوات ولكنه يحمل على الأكتاف بين الحياة والموت بعدما فقد القدرة على أن يغير بيده فكان هو الضحية
            وفي نص ظهر مجددا
            البطل هو المعلم الذي كان يحسب له ألف حساب والذي فقد عقله بفعل لا إنسانية التحقيق في مراكز الشرطة وسجون الأمن في ظهر مجددا
            وفي نص بطعم الليمون
            يظهر لنا محسن الرسام الذي مازج بين الواقع والخيال ـ وبين الأسطورة والحقيقة ،رسم رسوما فتحولت أفاعي امتلأت بها الحقول ، وهي قصة أشبه بخرافات أيسوب مؤطرة بإطار عصري تقول لتا لا تعالجوا الخطأ بخطأ أكبر منه إضافة إلى المعاني الرمزبة التي تحملها النصوص
            القاسم المشترك في أبطال ربيع
            1.أنهم فقراء أو ينتمون إلى تلك الطبقات الفقيرة
            2.أنهم أنصاف مثقفين
            3. أنهم متذمرون من الواقع ولا يملكون قوة التغيير
            فالكاتب هنا مصور لكنه يريد التغيير عبر التوجيه ودق نواقيس الخطر

            4. حالمون
            5. ينظر القاص إلى الخاص لطرح العام فهو لا بطرح هموما فردية
            بل هما اجتماعيا ، وليؤكد لنا أن النفس البشرية هي صنيعة الجماعة ، ومن هذا المنطلق يحاول الأستاذ الربيع أن يعطينا العصا السحرية (المتمثلة بالبطل ) لتقودنا عبر دياجير الظلم ـ نستكشف الطريق بروية ـ لنرى كنوزا من الإبداع ، ننهل من أدب شائقا تمتعنا طريقة السرد التي هي أشبه بالحكايا التي كانت تقص لنا أيام الطفولة
            على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
            جون كنيدي

            الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              أخذت على غرة
              لكن و لم لا
              توقعت أن تكون قصة دكتورة وسام ( حين تتعانق الأكف ) و هذه الدراسة الشيقة و الممتعة للمبدعة ( دينا نبيل )
              أو تكون امتدادا لحلقة الأسبوع الماضي ، و قصة الجميل ( محمد فطومي ) - ( ترى )
              و التى تناولتها الأقلام بجمال لم يحدث من قبل مع اي عمل !

              أرجو أن يمنحني النت فرصة التواجد
              شكرا لكل من ساهم في الاعداد
              سليمي السرايري
              صادق منذر
              سالم الحميد
              دينا نبيل

              خالص محبتي
              sigpic

              تعليق

              • سالم وريوش الحميد
                مستشار أدبي
                • 01-07-2011
                • 1173

                #8
                عذرا أستاذنا الربيع
                سبق وأن طلبت منك أن يكون نصك من ضمن النصوص
                التي تناقش في الغرفة الصوتية ، ولكنك كنت رفضت أن
                يدرج أسمك لتفسح المجال لبقية الأدباء لمناقشة نصوصهم وكنت في كل مرة تحرمنا من دروس كبيرة يمكن أن يستفيد منها الكاتب في مسيرة حياته الأدبية
                لأن لك تجربة كبيرة يمكنها أن تكون منهلا كبيرا لكل من يريد المعرفة
                وعذرا منك مرة أخرى لأننا مهما كتبتا لانوفيك حقك
                وعذرا من الأستاذة سليمى السرايري لأنها هي صاحبة هذه الفكرة بأن نفاجئك بها ،ولكني أذعت سرا ما أردت أن أكتمه لأنها تعمل وراء الكواليس
                بهمة ونكران ذات
                وشكرا لها لأنها انتظرت مني أن أرسل لها روابط النصوص حتى الساعة الثالثة صباحا ، رغم مشاغلها الكثيرة ..
                تقديري للجميع
                ولأستاذنا ربيع عقب الباب ألف تحية
                على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                جون كنيدي

                الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                تعليق

                • أحمد عيسى
                  أديب وكاتب
                  • 30-05-2008
                  • 1359

                  #9
                  قراءة في رائعة ربيع عبد الرحمن :
                  أسرة طيبة جداً


                  رائعٌ هذا الظلام ثقيل الثياب

                  لست ناقداً ولكن سأحاول تقسيم القصة عبر عدة أبعاد
                  الأول : الشكل
                  قصة أ ربيع تعتمد على الجمل القصيرة مقطعة ، تبدو من ناحية الشكل مثل قصيدة نثرية
                  وهو في رأيي تجديد في القالب وثورة في المحتوى ولا شك
                  شكل القصة يبدو ملتفاً تنتهي كل فقرة بجملة تبدو كلازمة في القصة وهوما زاد التقارب بينها وبين القصيدة

                  الثاني : اللغة
                  اللغة هنا سهلة سلسة منسابة في نعومة ، ورغم رصيد الربيع الكبير من اللغة القوية الا أنه حاول استخدام اللغة السهلة
                  التي يفهمها الجميع ، فكانت المعاني مفهومة وهو لا شك يتناسب مع عنوان القصة فتكون القصة لكل العائلة لأنها تتحدث عن موضوع عام


                  الثالث الأسلوب
                  القصة بأسلوب المتكلم - الراوي ، وهو ما يتناسب مع الحالة النفسية للراوي ويجعلنا ندخل في تفاصيل العلاقة النفسية وخبايا البطل
                  ويبدو البطل منذ السطر الأول متأثراً بالسلطة الأبوية ومستسلماً لها وسوف نعرف لاحقاً الام يرمز هذا

                  الرابع الشخوص
                  الشخصية الرئيسية للراوي\الابن المستسلم الذي يتعرض للظلم والتفرقة - وتبدو ملامح الأب المتسلط ، والأخوة المستسلمون والأعمام الصامتون جميعهم من خلال منظار الراوي
                  دون ظهور واضح في الأحداث الا بعين الراوي -كما يراهم - وهم على كل حال دورهم غير بارز باستثناء الأب الذي يمثل البطل الحقيقي للقصة من الجانب الآخر لو افترضنا أن أي قصة
                  يجب أن تحتمل الخير والشر ويمثل شخص واحد على الأقل كل جانب .


                  الخامس البناء :
                  1- البداية : رائع هذا الظلام ثقيل الثياب لكن سوادها يجعلني أرتخي أكثر أبحث عن جلباب أبي لأنام مستدفئاً
                  وصفٌ مبتكر للظلام بأنه يلبس ثياباً ثقيلة سوداء ، وهذا السواد يجعل الراوي مرتخي أكثر فيبحث عن جلباب والده ليستمد الدفئ منه
                  هذه البداية تجعلنا نرى القصة من منظار البطل ، ورؤيته وحالته النفسية ، هذا البطل الذي تعود على سلطة والده الأبوية القوية
                  كما سنرى فيما بعد ، لكنه في البداية يبدو الابن المحب الذي لا يجد راحته الا في حضن والده
                  ثم تبدأ اللازمة التي تتكرر فيما بعد : لا أخاف شح السنابل ( الفقر )
                  تلف الكرمة ( الجوع ) جفاف النيل ( العطش )

                  2- ما بعد البداية :
                  تبدأ ملامح القصة في التكشف في هذا الجزء ، مخالفة البداية الخادعة
                  ويبدأ الاحساس بلا مبالاة الراوي لما يحدث له من والده ، وهو ان دل فانما يدل على حنقه منها مع احساسه بالاختناق
                  لأنه لا يستطيع أن يفعل شيء أو يغير شيء مع سخرية واضحة متعمدة في رواية الأحداث بطريقة المفارقة ، فيحدثنا عن طيبة والده ثم يذكر كيف يضربه
                  وعن قلب والده الكبير ثم يذكر كيف يظلمه ويهينه وهكذا
                  يقول : لا يهم ان لطمني أمام أم الأولاد (الزوجة ) أو حتى صغاري ( الأبناء ) ونعتني بلفظة امرأة حين استبد برأيه
                  فهذا الأب المتسلط يضربه أمام زوجته وأبنائه ويسبه بقوله : يا امرأة ، يا مرة بالعامية
                  وهي سبة لا شك اختارها الكاتب لأنها أبشع سباب يمكن أن توجهه للرجل ، ليس انتقاصاً من قيمة المرأة
                  ولكن لأن المرأة مرأة والرجل رجل ، وعبر التاريخ تعود الرجل أن مناداته بهذا الوصف تعني اهانة شديدة له
                  وهذا يدل على تأثر الراوي بمحيطه الاجتماعي الذي جعل هذا السباب يمثل ضربة قاصمة لأي رجل ، فهو في النهاية طعنة في رجولته هي اذن ممارسة
                  لحالة من الاخصاء اللفظي لهذا الرجل .
                  ثم تبدأ أمور أخرى في التكشف مثل قوله
                  أو ربطني مع بهائمه في زريبة منعزلة ( أي تخلى عنه وتركه ليعيش منفصلاً عنه )
                  من أجل أن يربي الأولاد والأعمام والأخوة والزوجات كما يحب ( وهذا يدل على أن الأب ليس قاسياً فحسب
                  انما ظالمٌ أيضاً ، لأنه لا يعدل بين أبنائه ، ولعلنا جميعاً نعلم المقولة التي تقول / العدل في الظلم عدل
                  يعني لو كان ظالماً للجميع لكان أفضل للراوي ولنا
                  ثم يتحدث عن موضوع العدل بطريقة مباشرة حين يقول :
                  يشهد الله كم هو عادل إلى أقصى حد
                  لا يهم أن أعطى أحد الأخوة بلا حساب
                  فهو حنون يضنيه البكاء
                  ثم يضيف : بينما لم يقدم لآخر أي شيء ، بل عنفه وصده ولطمه على مؤخرته وقفاه
                  وهنا تبدو الفكرة واضحة ، في قسوة هذا الأب وظلمه ، وسوف نقول في النهاية فيم يذكرني هذا

                  3- الوسط - الذروة
                  مع استمرار الوصف الدقيق لحال هذا الأب ، والأسرة المدمرة والمفككة والضائعة مع اصرار الراوي أن
                  ينعتها ب أسرة طيبة جداً
                  يضيف الراوي : لايهم ان كان نصفها مرضى نفسيين يعانون من كوابيس ويصرخون في منتصف العناء على أشباح
                  ثم يصر / فأنا لا أخاف سح السنابل وتلف الكرمة أو جفاف النيل
                  ثم نصل الى استطراد ربما يكون زائداً وكان الكاتب قد أخبر عنه منذ البداية ، فوصلنا الى مرحلة عرفنا فيها الأب وظلمه وقسوته
                  لكن الكاتب يصر أن يجعلنا نبغضه أكثر ، حين يروي لنا على لسان بطله :
                  قد ينسى حين أتكلم دون إذنه
                  لغة الكلام
                  فيضربني من غيظه بفأس طالها
                  أو يطاردني في الغيطان
                  ثم يروي لنا قصته حين لطمه والده أمام زوجته وأخوته يتفرجون ،
                  فتحاول هذه الزوجة محاولة يائسة أن تذود عن زوجها وهي تراه يهان للمرة الألف ربما ، فتتقدم كأنها تهم أن تفعل شيء
                  ودون أن تفعل تجده يبادر الى ضربها بصحيفة كبيرة ، فينزل الدم على رأسها لتروي الأرض تحت أقدامهم مع عاهة تلازمها ولا تختفي
                  أما الذروة فكانت حين يبدأ الحدث الرئيس الذي يجري بزمن المضارع في القصة
                  حين يصطدم الأب برجل غليظ قوي ( القوة تجد القوة التي تضاهيها ) فيجلس الأبناء والأخوة ليتفرجون ليرو لمن تكون الغلبة
                  ورغم أن الأب كان يظلم هذا الابن = الراوي أكثر من أي أحد آخر
                  الا أنه كان هو الوحيد الذي لم يبق ليتفرج ، وانما انقض على القوة الأخرى ، الرجل القوي ، وقتله بقضيب حديدي
                  ثم انقلب على أعمامه وأخوته ليفتك بهم ، ولم يمنعه الا والده
                  3- النهاية
                  الحدث يبللغ الذروة بالفعل ، حين يلقي البطل بنفسه بين ذراعي والده بعد أن قاتل من اجله
                  فيصدمنا الكاتب بقمة نكران الجميل ، حين يحمله الأب بنفسه الى الشرطة لينال عقوبته
                  وهنا تكون النهاية الصادمة ، حين يصدمنا الكاتب مرات عبر متناقضات حملتها سطور القصة
                  فالأب يعامل أولاده بتمييز ويكون أشد قسوة وظلماً للابن \ البطل ، وعندما يتعرض لموقف صعب لا يجد الا هذا الابن ليذود عنه
                  بينما يتفرج الاخرين ، ليقابل الأب هذا الجميل بنكران له واقتياده لينال جزاءه على طيبة قلبه واصراره على الارتماء في حضن الأب
                  ويصر الراوي في النهاية على مبدأه ذاته
                  حين ينهي القصة بقوله ، أبحث عن جلباب أبي لأنام مستدفئاً ، لا أخاف شح السنابل - تلف الكرمة - أو جفاف النيل

                  أما ما تبقى من عناصر فسوف أنظر لها من بعدين ، الأول اجتماعي والآخر سياسي
                  ولنرى

                  السادس : الرؤية

                  السلطة الأبوية والظلم الواقع على الأبناء وتعود الأبناء على هذه السلطة تماماً كما قالت الناقدة دينا نبيل حين تذكرت رواية احسان عبد القدوس
                  لن أعيش في جلباب أبي
                  هذا في البعد الاجتماعي أما في السياسي فاني أسمح لنفسي أن أرى هنا سلطة الدولة وهي تلغي سلطة الفرد
                  وتعامل الأفراد على أساس طبقي وبظلم وتحيز واضح ، دون أن يسمح هذا الفرد لنفسه حتى بمجرد التفكير في الثورة أو التمرد
                  على هذه السلطة ، ويظل طوال عقود يعتقد أنه بدون هذه السلطة - جلباب أبي - سيموت عطشاً وخوفاً وجوعاً
                  وهذه المعاني الثلاث تبدو من خلال العبارات الذكية جداً في قول الكاتب
                  أبحث عن جلباب أبي لأنام مستدفئاً لا أخاف شح السنابل - تلف الكرمة أو جفاف النيل
                  يقول لوثر كينج
                  " المصبية ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار "
                  الفرد يظن في السلطة التي تحكمه أنها سلطة الهية اجبارية وليست اختيارية ، وأنه بدونها سيموت جوعاً وعطشاً وخوفاً
                  لا سبيل لتغييرها أو الثورة عليها أو مجرد التفكير في التمرد ، وهو ما يحدث لكل الشعوب التي تحكمها الأنظمة الشمولية
                  حين يتعايش الفرد مع الظلم ويقاتل في سبيل استمراره ، لأن التعود على الظلم يجعل الفرد مستمتعاً به ، ومتمسكاً به ، في البداية
                  لأنه يستمتع بشعور أنه مقهور وأن سبب كل مصائبه هم أولياء أمره وبالتالي يستطيع أن يلقي بفشل حياته كلها عليهم دون أن يلوم نفسه
                  ولو مرة ، ثم مع الوقت يغلبه التعود ، فيختفي حتى هذا الشعور بالظلم ، ليحل محله اقتناع كامل يحتاج الى ثورات لتغييره وليس مجرد ثورة واحدة
                  الموضوع المستخدم لتمرير هذه الرؤية هو قصة هذا الشاب المتزوج الذي يهينه والده أمام زوجته وأبنائه
                  ويعامله بطريقة بها الازدراء والاهانة دون أخوته ، وعندما يتقابل هذا الأب المتسلط مع سلطة أقوى منه
                  يتخلى عنه كل أصدقائه ، ويدافع عنه هذا الابن المقهور
                  هذه القصة تحيلني الى ذات البعد السياسي الذي لا أجزم هل قصده الأستاذ ربيع أم لا ، وان كنت أعتقد أنه كان وراداً في باله ولا شك فهو يبدو واضحاً
                  في ملامح القصة منذ السطر الأول ، لكنه مستتراً يحتاج الى من يبحث عنه فقط
                  يقول همنجواي :
                  " أتعس أنواع السلطة هى التي تفرض عليك أن تذكرها صباح مساء
                  ويقول بيدل : الحقيقة تؤلم من تعود طوال حياته على الأوهام

                  وهذه الشعوب التي تعيش في كنف الأنظمة المتسلطة ، تنقسم الى قسمين رئيسيين
                  الأول يمثله هذا الشاب المقموع ، وهي شريحة الشعب الفقيرة التي يمارس عليها النظام كل ظلمه وتسلطه وجبرته دون أن يعامل
                  بقية الشعب بذات الأسلوب
                  والثاني تمثله الفئة المستفيدة من الوزراء والمقربين والأثرياء الذي يبنون امبراطورياتهم عبر علاقاتهم بالأب \ النظام
                  هاتان الفئتان تعيشان ضمن نفس الدولة وفي كنف ذات النظام ، لكن هناك اختلاف كبير في المعاملة ، وكأن كل منهم في عالم مختلف رغم وحدة الأرض
                  والجغرافيا والنسب
                  ثم تأتي اللحظة الفارقة / عندما تتعرض الدولة الى خطر حقيقي ممثلة برأس نظامها \ أو نظامها كله
                  هنا يختلط الأمر على الجزء الأول من الشعب : الجزء المقموع
                  فهو كثيراً ما يصل الى رؤية مفادها أن النظام هو الدولة ، وهذه الرؤية توصلها له وسائل الاعلام الحكومة عبر عشرات السنوات
                  ولنضرب مثالاً على مصر التي ينتمي اليها الكاتب ، حين حاولت وسائل الاعلام المصرية عبر ثلاثين عاماً أن تقنعنا أن مصر هي مبارك
                  ومبارك هو مصر ، وان سقوط مبارك يعني سيطرة الظلاميين والفوضى وتقسيم الدولة ، وهذه الرؤية نفسها سوقها
                  القذافي قبل سقوطه وغيرهم في كل من يشبههم من حكام طغاة
                  أما القسم الآخر : المستفيدون والمتنفذون في الدولة فانهم يراقبون ، وينتظرون في ذكاء ما تسفر عنه هذه العملية أو هذا الصراع
                  وفي النهاية لو فاز الأب\ الحاكم \ النظام ، سيهللون له ويدعون البطولة ، ولو سقط سيهللون للمنتصر ، وتجدهم فجأة صاروا في ركبه
                  وادعوا أنهم معه منذ البداية ، ولعلنا نرى في بعض اركان النظام السابق اليوم في مصر ادعاءات البطولة والثورة ونجدهم يركبون
                  الموجة الجديدة كما كانوا يمتطون صهوة البحر كله من قبل

                  الصراع الآن يحتدم بين الشعب بفئته الأولى ، وبين القوة الجديدة
                  وينتهي بانتصار الشعب ، وارتمائه في أحضان النظام من جديد
                  هنا يفائجنا النظام\الأب ، بما لم يكن مفاجئاً ، حين يقبض على شعبه ويسلمه بنفسه الى العدو
                  أو يلقي به في غياهب السجون ، ويبقى النظام ومن يصفق له ، بينما يدفع الشعب الثمن
                  تحضرني هنا قصة النشطاء الأمريكيين الذين اعتقلهم المجلس العسكري \ الذي يمثل النظام اليوم
                  فصفق الشعب ، ووقف مع نظامه ضد هذه القوة التي تقف خلف النشطاء ، وتمثلهم أمريكا
                  وتحدى أمريكا وكان مستعداً كشعب أن يقف ضدها الى النهاية حتى لو خسر كل شيء في سبيل أن يربح معركة الكرامة
                  فكانت المفاجأة حين تراجعت القوة الأولى : النظام ، في وجه القوة الثانية ( العدو وتمثله أمريكا )
                  وتم تسليم النشطاء الى بلدانهم وذبح الشعب في مناسبات عدة وأماكن عدة وسحل وعذب ويكفي خوض في السياسة
                  حتى لا ندخل في مشاكل نحن في غنا عنها


                  هذه باختصار شديد هي رؤية القصة ، وأقول باختصار رغم طول حديثي لأن قصة من قصص ربيع تحتاج الى مجلدات
                  لفك طلاسمها وتفسيرها وتوضحيها ، فهو كاتب متميز يمتلك اللغة القوية والأسلوب المبدع المتجدد كل مرة والأفكار الذكية جداً
                  التي يطرحها بأسلوب الرمز والتلميح معتمداً على ذكاء القارئ وفطنته

                  في الأخير أوجه شكري للمبدع الأستاذ الكبير / ربيع عبد الرحمن
                  وللأخوة جميعاً

                  تقديري لكم
                  ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                  [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    كان النت يلعب معي لعبة قديمة
                    عرفناها منذ زمن طويل
                    و كم كنت إلي حد ما متماسكا وأنا ألعبها
                    و اكاد أبهر رفاقي الصغار
                    فقد كنت عريض المنكبين ، عريض الصدر ، كمصارع روماني قديم
                    و كم كان على أن أغلب و أدعي الدهشة
                    لنكون في نهاية الجولة أحبة و أصدقاء
                    كانت لعبة ( التلبيط)
                    التي ومنذ غادرني الطفل أهزم فيها
                    و على طول الخط
                    حتىو أنا محمل بالأماني و الأحلام
                    و أنا محمل بالحب و الخير و الهزيمة
                    هكذا كان حال النت معي بالأمس
                    ليدلل على شيء ما أردت أن أرسخه أو أؤكده
                    أني كنت دائما هكذا .. مهزوما أمام هبات الريح و مفاجآت الهوى و ما تتلو الشياطين على ملك الخديعة !

                    ليس معنى ما تقدم أني كنت حزينا أو يائسا
                    بل كنت في تمام حزني
                    و أنا أرفع الستار لأكتشف نقاشا حول الندوة ، و لم كنت أنا ، و كان من المفترض أن تكون لفلان أو فلانة
                    و ما يحدث نوع من الضحك على الذقون ، و اللعب الذي أراده المهيمنون على الغرفة ، يتخلص في
                    محاباة لا مبرر لها ، و مجاملة رخيصة و مكشوفة !

                    سوف أكمل!
                    sigpic

                    تعليق

                    • ربيع عقب الباب
                      مستشار أدبي
                      طائر النورس
                      • 29-07-2008
                      • 25792

                      #11
                      و أجمل و أروع ما يحمل النت إلينا العماية ، فلا تعرف من قال و من فعل ، إلا من خلال الاسم المطروح ، حتى و إن كان ليس هو ، كأن يستولي ابن أو ابنة أو صديق على الاسم و كلمة السر بمعرفتك أو بدونها !
                      المهم أني لم اعرف من هذا المتألم ، و أحمد الله في عدم يقيني ، من شخصه ؛ فقد يكون الأقرب إلي نفسي ، و ربما من يتعاطى محبتي ، في هذه الشبكة ؛ و خاصة الغرفة الصوتية ، يدخلها أيّ من كان .. أي عابر سبيل دفعه الهوى إلي أن يقضي بعض وقت ، أو بعض سفه .. و لا عذر لمن اكتوى ، أو هوى من حيث لم يرد !

                      بطابع بريد .. و أعيد هذه دائما ، لست مدينا لأحد .. رئيس تحرير ، أو ناقد ، أو رئيس اتحاد الكتاب ، أو رئيس الدولة نفسه بشيء فيما يخص كتاباتي .. ليس إلا لطابع بريد ، نشرني في المجلات ، و في الكتب ، حتى أني كنت أفاجأ و إلي الآن بكتبي في الأسواق ، و بيد الأصدقاء دون أن أعرف !
                      ليس لي سوى كبريائي و كرامتي ، و أنا بهما غني ، و قانع .. أو أحاول أن أقنع نفسي ، فلربما أشعلت النار في حياتي كلها بلحظة ، فأكلت كل العمر ، ولم تخلف إلا بعض أنين !

                      معكم أصدقائي
                      و آسف على تقطع أنفاسي
                      sigpic

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        ليس معنى ما تقدم أن الصورة كانت قاتمة
                        و المشهد كان غائما
                        أبدا
                        لقد قيض لهذه الأمسية من الدراسات و القراءة ما جعلها من انجح الأمسيات التي تابعتها أنا على وجه الخصوص ؛ لولا تهور النت ، و اسلاك البرق
                        فقد قرأت الشاعرة سليمي النص بإجادة
                        و تحدث المبدع أحمد عيسى حديثا كبيرا ، إلي حد تفخيخ الجلسة بالسياسة ، و ربطها بالعمل ، و العمل بالتأكيد لم يكن بعيدا عن هذه أبدا
                        ثم دكتور فوزي المبدع المعتق بالأرض و التراب و الزيتون
                        و من بعد سالم الحميد الممسوس بالأدب ، و طال حديثه ، وحلا بشكل فرض على الصمت و الاهتمام رغم تعثر الشبكة
                        ثم قطعت الدكتورة زهور عبد السيد حاجز المرور ، ضاربة كل الإشارات ، لتدلي بدلوها ، في أستاذية و تعمق ، نال مني كلمة لا أجيد سواها ( الله )
                        و كانت مداخلات أستاذنا صادق ، و سليمي و بعض قراءات لدينا نبيل على سبيل المثال ، ثم دكتور فوزي ، ثم العربي الثابت الجميل ، الذي أينما مشى يخضل اليباب بين كفيه

                        و كانت بالفعل أنجح الأمسيات التي تابعتها
                        عن كثب .. و كان لي كلمة راقصها النت ، لكنها قيلت ، على كل حال ، لتصل فرحتي و ابتهاجي بما يتم !

                        لكل هؤلاء خالص محبتي
                        سليمي
                        صادق
                        أحمد عيسى
                        سالم الحميد
                        فوزي سليم
                        العربي الثابت
                        محمد الموجي
                        دكتورة زهور عبد السيد ( الناقدة المبدعة )
                        دينا نبيل

                        و لكل مبدعي الملتقى شكري و امتناني
                        و إلي لقاءات قادمة يسودها الحب و روح الصدق ، خالية من قيظ مجاني ، ليس يحمل سوى
                        بشاعة الأرواح !
                        sigpic

                        تعليق

                        • سليمى السرايري
                          مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                          • 08-01-2010
                          • 13572

                          #13
                          عاشق النبل

                          أ. ربيع

                          حين اقرأ غموضك، أضع يدي الصغيرة على قلبي وتتوقف أنفاسي للحظة.......
                          تجعلنا ردودك نركض بسرعة خارقة ثم نتوقّف فجأة بلا استعداد للتوقّف....
                          ينتج عن هذا كلّه، دقات اضافيّة في القلب.

                          أستاذي الجميل،
                          كن هكذا دائما فقد كرهنا الروتينيّة.....

                          تقديري
                          لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                          تعليق

                          يعمل...
                          X