قراءة انقلابية في قصّـ(انقلاب لحظي/أحمد عيسى)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    قراءة انقلابية في قصّـ(انقلاب لحظي/أحمد عيسى)

    قراءة انقلابية في قصّـ(انقلاب لحظي/أحمد عيسى)
    محمد سليم :
    بين حانة ومانة,,تذكرتُ في آن..أهل قريتي النائية والفقيرة,,كلما أشتد بهم الفقر وفتك بهم الجوع أكثر وتخطفهم العوز والحرمان تخطّفا..كلما خلعوا ثيابهم بطيب خاطر وذهبوا لـ ترزي القرية..طوابير مُكدسة طوابير مُهلهلة تنتظر المقص أن يفعل فعلته الشنعاء بها..ليعودوا أكثر سعادة بعدما "قيّف, ضيّق, ظبّط, رقّع" ثيابهم تلك إلتي تستصرخهم طالبة حريتها من دكتاتورية جلودهم..والفائز بحريته" خِرقة من قماش" يسرقه الترزي أُجرة ما فعل بها,,هذا مقارنة بالعودة لزماننا هذا إذ تتكدس خزائن الغنى بثياب ما أنزل الله بها من سلطان و..الفقير المُعدم لم يعد يشحذ بالمطلق بل صار أكثر بجاحة في مطالبته بمصاري الغني إن لم يسرقها من أحشائه سرقة!..بين فينة وفينة..كنتُ أُحدّق بهذا النصّ القصصي من رأس عنوانه..وأتناول السؤال تلو السؤال كيف يكون الانقلاب من حال لحال بلحظة؟!وكيف للحظة أن تحمل الشيء وضده معا؟!,,وبلُحيظةٍ أخرى خاطفة,,قلت:دعونا من القراءة التفكيكية التي لا تجذب زبونا ولا قاصّا؟,,فالكل قد أترضى هندامه,,وكأني بها كنت أحدث نفسي سرا وأقصقص حالي مزعا مزعا,,ولنذهب الآن في جمهرة..نُعدّل ونبدل في تلكم القصة..بما يناسب مزاج اللحظ الآنية,,ثم,,نرقص معا على إيقاع الدفوف كرقص ديوك مذبوحة من الألم..أليس هذا هو المعنى المُراد بقول القاصة أحلام مستغانمي:هذه المرأة التي على إيقاع الدفوف القسطنطينية,تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء..فأي جديد أتت به القاصة ليزيد في الدلالة والمعنى بيتاً؟! غير أنها سرقت من عقولنا الصورة البلاغية المتخيلة بإيحاءاتها المحفورة على مر الزمن لتسوّق لنا كلمات إنشائية مرسومة على الورق؟!كي نتساءل معها كيف تكون مطارحة امرأة بكاءً ..ورقصا؟! وما المُطارحة غير ضغط العجينة لنسوي مرتفعاتها بيد على مِطرحة من خشب أمام فرن مُشتعل؟,,والآن لننتقل سويا من حرفية المطارحات الغرامية بما فيها من قُبلّ سوقيّة.. إلى ردهات المشفى والألم..لنطمئن على حال بطلنا...
    وها هو بطل القصّ الشاب يخبرنا من أول سطر؛أن أحداهن على سهوة صرخت فيه بقولها كمْ أحسدك يا جباااااااار,,ومضت لحال سبيلها خلف الجدار,,هاهاهاها يلعبوا أستغماية بالأحلام من جدار لجدار,,لم تأت للفتى جرأةً ليجري بأثرها ليلامس بيديه جفونها ويهمس من خلفها أنا مين مين كما سينما الجماهير؟,,شو بيه هذا الشاب؟ أمريض أنت ياااااازلمة؟,,لا..هو بكامل سحنة الشباب صحة وحيوية ولديه عينا صقر..أغمض عينيه حالماً أنها تمتطي وتتمطى على كرسي هزاز يهنئ بها وكأنها بكرمة أم هانئ تنتظر إنضاج عناقيد العنب..خلعت عويناتها؟ ياااالطيف ياالطيف,,وماذا بعد الخلع..ناااامت بالطبع على جنب..بعد أن غلبها النعاس على الأريكة,,والشاب من طيبة قلبه تركها والشخيرعال العال..ليرسل لها رموش عينيه تحرس رموشها الناعسة,,من خلف الجدار؟ طبعا كل هذا حدث بانقلابية اللحظة..ولا عجب..ولو كنتُ أنا.. لأججتُ النااااار أشتعالا وأرسلت بارودتي مع رموشي على عجل أو ببسكلته موووووتوسيكل,,كي لا تحلم بأحد غيري,,وإلا بـ البارودة أُسيّح دمه,,والآن للنجوم التالية:
    ((***
    أنتِ هشة جداً ، أخاف أن تتكسر يداكِ لو حللتِ قيودك.))
    أذن الحبيبة رُقيقة رِقة لفّة رُقاق..خاتم الخطوبة أو الزواج هو قيدها..كيف واتته لحظية الفكرةأنها تتنتظر منه أن يخلع قيدها!؟ يا له من شاب..بمجرد أن قالت له أنثي مليحة يا جباااار استعلت نيران الثورة بأرجاء جسده..يُذكرني بــالمُفجر بو عزيزي التونسي صرخت الشرطية فيه هذا غير جائز إلا برخصة بلدية أشعلها نااااااااارلم تنطفئ.. وألا عبد الحليم حافظ لمّا غني ناااااار والكورال من خلفه يصدحون ناااااااااااااااريا حبيبي نااار..حتى شقشقة النهااااااااار ولم تصل رجالات المطافئ حتى بعد أن باع ملايين شرائط الكاست للمُعجبين والمعجبات وما زالت النيران مشتعلة..فكيف يستعذب الناس نار الحب حد الغناء؟..أتراهم مجانين؟.. يا خووووي بلا وكسة كده..دعك منهم ولنكن مع صاحبنا..
    ***))
    هل تعلم أنها تراقبني منذ ساعة أو ربما أكثر ؟ هل ترى عيناها تتابعني مذ جلسنا هنا ؟ أخبرتك ولم تصدق ، أظنها تحبني حقاً !
    لم يرد ، نظر لها في دهشة ، رأيتفي نظراته بعض إعجاب ، وشعرت بغيرة تشتعل داخلي وداخله ، اقتربت منه حتى صار وجهي أمام وجهه ، رفعت إصبعي حتى كاد يقتلع عينه فتأوهنا ، وقلت :
    - حاذر يا صديقي ، فتلك من المحرمات
    تراجع تملؤه الدهشة ، ثم هز كتفيه لا مبالياً واختفى من أمامي ، رأيتها تحادث زميلها ، و سمعت صوت ضحكتها تهز كياني ، نظرت لها محذراً ، وضعت غضب الدنيا كله في ملامحي ، ثم انصرفت غاضباً ، هكذا ستشعر بي ، وستعرف أن مشاعري لم تكن يوماً لعبة في يديها ، راودتني رغبتي أن أنظر خلفي ، أن أرى رد فعلها ، اختفيت خلف عمود من الرخام أمام مدخل المشفى ، نظرت إلى حيث كانت ، فوجدتها قد اختفت ، مخلفة أكواما من ذكرى وغضب.))
    ولمّا وجدها المُتيّم مقيدة المعصم بخاتم ..لا مفر أن يُحدّث نفسه..مُتخيلا مُتوهما بين ذاته المفلوجة نصفين كأي محب ولهان تتجاذبه شتى التصورات والحِيل ولا يرضى إلا أن يكون حبيبه له حتى لو ناده هاتف من العقل، الضمير، الرجولة والشهامة والنخوة ..لا يسمع إلا نبضات قلبه هو ويختلق مليون حُجة وسبب لأعذاره..وهذا هو الحب بانقلاباته اللحظية التي تشغل حيز القلب الفارغ لينبض بقوة العشق؟!.ولذ جاء تلك العبارة التالية..
    ***))
    ضعي يدك على قلبي ، وأخبريني ، هل تشعرين بي حقا ؟))
    هاهاهاها,,يُلاعبها هذا الفتى الشقي..ويريدها أن تهدهد قلبه..ويريد إجابة بإخبارية ويا للهول.. يا صديقي..فــ لو وضعت الحبيبة يديها لــ فطْ القلب من مرقده رقصا وفرحا..ولقالت لك حينئذ قلبك ناااااااااااااار يا جباااااااار..ناار ( دخل في عِبك ناااااااارهاهاهاها)
    ***))أولد صباحاً حين تفتح باب غرفتي ، تنطق اسمي همساً فأشعر به بطيئاً كأنه لا يريد أن يغادر شفتيها ، أحاول أن أبدو هادئاً فأخاف أن يسبقني إليها ، أهرع لأخبرها كم تبدو جميلة هذا الصباح ، فتهرب مني ، أتبعها في الممر الطويل الذي يتسع أحياناً ويضيق أحياناً أخرى ، أجدها خلف الباب الخشبي تجفف دمعها ، قلت لها ذات دموع :
    - هل تخشين الارتباط إلى هذا الحد ؟
    أومأت برأسها فلم أعرف بالإيجاب أم بالنفي ، سمحت لنفسي أن ألتقط دمعتها الهاربة بين أصابعي ، قضيت ليلتي أحلل ذراتها في معملي ، أبحث في ملوحتها عن نفسي ، تعلمت الكيمياء من أجلها ، وأتقنت الشعر حتى تدركني ، قالت لي دموعها :
    ابق معي ، ظلّ أرجوك كما أنت .
    لم أبال بالخاتم الذي كان يحتل بنصرها اليسرى قبل شهور ، لم أسأل فيم لبسته ولم خلعته مرة أخرى ، لكني لا أنكر أن يدها بدونه أجمل ، هذه فتنة تلوثها الملابس والمصوغات ..
    لقد خلقتِ لتكوني شفافة كما أنتِ .)) .
    بطلنا,, من الليل ينتظرها" وكيف ينام بلا رموش؟ مُش ممكن طبعا فالرموش هى كساء العينين وهل ننام عرايا بلابيص بلا غطاء!"..وفي الصباح يخرج مولودا جديدا من طول السهر..إذ تَفتح غرفته وتهمس همسا باسمه.." لــ تحقنه حقنة بالعضل وربما في مكان آخر لولا الكسوف لكتبتها لكم..هاهاهاهاهاها" ثم تغادر بنغزة وبغمزة فيهرول خلفها..تهرب منه لردهة وتبكى وتبكى وتبكى والدموع تسح وتسح وتسح انهارا أنهارا يا ولدي ..ويا خيبتاه لم يخطفها بحضنه ويجفف دمعاتها بحرارته!..وإنما قال لها بصبابة البراءة" تصبب بلهجة لبنانية": يا دامعة العين الكحيلة هل تخشين الارتباط؟ حد البكاء( هل يجوز أنه تعشى مِسقعة بالدمعة؟..واللهِ يجوز برضك وطلعت على قلبه)..المهم أخيرا سرق حبّة دِمعة ؟والله معه( يُقال أن اللص يناجي ربه أن يوفّقه هاهاهاها بالستر),, المهم..عمل منها حكاية ونسج خيوط حدوتة عظيمة من دمعة..يحملها برفق..يتذوقها بعذوبة..يذهب بها لحكيم ليمرّضها ..ويحللها..والدمعة تكبر وتكبر وتكبر,,وأخيرا.. الدموع أطمئنت وأرتاح بالها وانتفخت كبالون العُرس المنفوخ وحدثته العين بالعين : كن معي وبداخلي,,هنا ولاشك صورة لم أرها من قبل ..تخيّل أن سعادتك .. سرقتْ دمعة فاره من عين حبيبتك؟ (بعد تقشير البصلة )..تخيّل..لا بد أن الدمعة حارة نااااااااااااااار..وبالقطع ســ تلسوعك( مفردة تلسوع..هل قابلتها من قبل بأي قصة هاهاها؟!)..لا يهم..المهم أنك أتلسوعت بنار العشق وأنا أمازحك و..وتحت يديك دمعة هل تدخل بها باحثا عن اللحمة هاهاهاها؟..هل تذوقت يوما دمع الحبيب؟..أسألني أنا واللهِ أنه لشرش مااااالح كماء الجبن القديمة حتى أنك تتعجب من هول ما تستمتع بها..,,ولتكملة الصورة دعونا نرى الآن البنصر..إلا يّذكرك بسكين الجزار الخنصر؟..هذا ما كان والخاتم بيدها اليسري؟ ياااااااجبار أذن متزوجة ولها بعلٌ سيضربك يضربك!؟وعند ها هنا نكتفي كي لا ندخل في جدار صلِد..وننتقل إلى النجوم التالية.....
    ((***
    في مساء يشبهني رقصت رقصتي الأولى ، حين أمسكَتْ يدي ، رافقتني إلى الصالة الكبرى ، وطلبت مني أن أكون شريكها ، على وقع الموسيقى الحزينة صرنا معاً ، جسدين يحكمهما قانون واحد ، يحيط بهما كيان مادي متمايز ، وهالةٌ واحدةٌ متفردة ، لا يحكمنا إلا قانون الحب .
    وهناك .. وجدتك في انتظاري ..
    دقائق في صحبتها ، تطفئ نيران شوقك ، تضعها بين ذراعيك ، فتبتعد عنك
    تريد لك أن تشتعل ، أن تزداد حبا وشوقا
    وقبل لحظة من معانقة شفتيك تعطيك ظهرها وتمضي
    تبتعد عنك وتقترب مني ..
    أمسك يديها ، وأرجوها أن تبقى
    كنت ستسألها : كيف كانت قبلتي الأولى ؟
    هذه المرأة التي حملت ملامح ايزيس ، تحول بينك وبينها سماعة طبية ، ومعطف أبيض ، وشعرٌ ثائرٌ يشبهك
    ولم تفعل ..
    تنزع يديها وتمشي ، أصرخ بك وبها ، يذهلني صمتك كما يدهشني هروبها ، أتساقط أرضاً وكأن جسدي استجاب أخيراً لكل عوامل الجاذبية ، تعود إليَّ مسرعةٌ والفزع يبدو في ملامحها ، تضع رأسي على ركبتيها ، تتحسس شعري وأنا أبدو ذابلاً كأني زهرة فقدت ماءها مرة واحدة
    أقول لها :
    - هل تحبينني حقا ؟
    فتهز رأسها إيجاباً ، أقسم أنها فعلت ، فأقول وأنا أشعر بالدماء تعود إلى جسدي مرة أخرى :
    - فعلام تحسدينني إذاً ؟
    تقترب مني حتى أشعر بعطرها وحرارة شفتيها ، تقول وهي بين ذراعي وأنفاسها الحرَّى تغطيني لأنتشي حد الثمالة :
    ((- أنك تعيش عالمك .
    في ذات مساء ثوري كما حال بطلنا,,وضع العقدة بالمنشار..وبدأ النشر..هاهاهاها النشر موووالفشر؟,,يا عزيزي هناك فرق بين أن تعيش حياتك تتخيّل وتتوهم وتعشقها مستمتعا بكل لحظة فيما تتخيله وبين.. أن تعش حياتك مفلوجا نصفين بين شيئين متضادين..بالأولى تعيش عالمك سعيدا وبالثانية تعش معذبا..,,كما وأن القيود وإن كانت مُحدِدة للحرية إلا أنها لها قوانينها المتعارف عليها..الخ والخ نااااااااااااااار يا حبيبي نااااااااااار.وفااار يا روحي فاااااااار
    ***))
    أترى .. عالمي وحدي من يثيرها ، أترى أنك لا شيء.))
    وهنا,,بأخر جملة خبرية لم أجد علامة استفهام فهل لذلك من مغزى؟,,وهل يا هل تُرى ما هو الأجدى أن نتناغم مع العالم الذي نعيشه بأقوال وأفعال نُمثلها تمثيلا لنرضى الآخرين؟..أم نكن قيمة بعالمنا ونحقق ذواتنا بغض النظرعن نظارة " عوينات"الآخر المختلف ورغباته؟,,كثيرة كثيرة هي الأسئلة .. خاصة والقصّ ينسج نسيجا متشابكا بخيوط ميكروسكوبية غير جلية..حيث قضايا كثيرة تجعلك تلتحفها متدثرا بها..لتفُك إشكالاتها ...,, هل نحب من يشبهنا؟أم نعشق المخالف لنا ونريده لنُكمل به أنفسنا ؟لم يحب المريض طبيبه؟ولم تحب التلميذة أستاذها ؟..هل من الجنون أن نتخيّل لحظات مجنونة أيضا !؟..كثير هي الأسئلة بلا اجوبة ...,,
    مكتفيا ,,إذ
    ربما تخطفني انقلابية اللحظة إلى مواضيع أخرى ...على شاكلة :
    الشكر جل الشكر لكل من مر على قراءاتي المنشورة هنا بإشراقات نقدية ..
    سواء بالقراءة العابرة أو بالمشاركة الفاعلة وأخص بالذكر؛
    الأديب الفاضل وأخي العزيز الناقد / سالم الحميد
    الأديب الكريم وأخي العزيز الناقد / الهوتمل أبو الفهد
    والقاص/ة ,, إيمان الدرع , آسيا رحاحلية,احمد عيسى, ربيع عقب الباب ,دينا نبيل, منار يوسف
    وجزيل الامتنان والعرفان أنى.. استمتعت معكم بما كتبتم أنتم أهل الأدب القصصي
    وكنتُ بكل قراءة أستمتع حقا ......ومعذرة
    تحياااااااااتي
    حقا كانت مني قراءة انقلابية اللحظة لتكون الأخيرة ...فهل
    رأيتم من قبل قراءة بها مزحة وعلى كل حال أظن أنها طريفة لنختم بها ؟!. أو
    هكذا ظننت.............بن سوار مرسي بيغو..بس خلاااص.
    ‏11‏/05‏/2012
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 12-05-2012, 19:40.
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..
  • محمد سليم
    سـ(كاتب)ـاخر
    • 19-05-2007
    • 2775

    #2
    القص للأديب أحمد عيسى:
    انقلاب لحظي
    هذه المرأة التي على إيقاع الدفوف القسطنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء

    أحلام مستغانمي


    كمْ أحسدك ..
    تخبرني بهذا وتمضي .. خلف الجدار الذي فصل حجرتينا ، تتمطى وتجلس على كرسيها الهانئ بها ، أشتم رائحة عطرها من مكانها وأرى شعرها رغم الجدار الذي استحال شفافاً جداً ، وحين تنزع عويناتها وتضعها على مكتبها ويغلبها النعاس ، أحرص أن تسهر رموشي على عينيها ، ربما لتحميها أو تستمد الدفء منها أو لتوقظها من غفوتها حين لا تحلم بي ، حين تكون مع غيري ..

    ***

    أنتِ هشة جداً ، أخاف أن تتكسر يداكِ لو حللتِ قيودك

    ***

    هل تعلم أنها تراقبني منذ ساعة أو ربما أكثر ؟ هل ترى عيناها تتابعني مذ جلسنا هنا ؟ أخبرتك ولم تصدق ، أظنها تحبني حقاً !
    لم يرد ، نظر لها في دهشة ، رأيت في نظراته بعض إعجاب ، وشعرت بغيرة تشتعل داخلي وداخله ، اقتربت منه حتى صار وجهي أمام وجهه ، رفعت إصبعي حتى كاد يقتلع عينه فتأوهنا ، وقلت :
    - حاذر يا صديقي ، فتلك من المحرمات
    تراجع تملؤه الدهشة ، ثم هز كتفيه لا مبالياً واختفى من أمامي ، رأيتها تحادث زميلها ، و سمعت صوت ضحكتها تهز كياني ، نظرت لها محذراً ، وضعت غضب الدنيا كله في ملامحي ، ثم انصرفت غاضباً ، هكذا ستشعر بي ، وستعرف أن مشاعري لم تكن يوماً لعبة في يديها ، راودتني رغبتي أن أنظر خلفي ، أن أرى رد فعلها ، اختفيت خلف عمود من الرخام أمام مدخل المشفى ، نظرت إلى حيث كانت ، فوجدتها قد اختفت ، مخلفة أكواما من ذكرى وغضب .

    ***

    ضعي يدك على قلبي ، وأخبريني ، هل تشعرين بي حقا ؟

    ***
    أولد صباحاً حين تفتح باب غرفتي ، تنطق اسمي همساً فأشعر به بطيئاً كأنه لا يريد أن يغادر شفتيها ، أحاول أن أبدو هادئاً فأخاف أن يسبقني إليها ، أهرع لأخبرها كم تبدو جميلة هذا الصباح ، فتهرب مني ، أتبعها في الممر الطويل الذي يتسع أحياناً ويضيق أحياناً أخرى ، أجدها خلف الباب الخشبي تجفف دمعها ، قلت لها ذات دموع :
    - هل تخشين الارتباط إلى هذا الحد ؟
    أومأت برأسها فلم أعرف بالإيجاب أم بالنفي ، سمحت لنفسي أن ألتقط دمعتها الهاربة بين أصابعي ، قضيت ليلتي أحلل ذراتها في معملي ، أبحث في ملوحتها عن نفسي ، تعلمت الكيمياء من أجلها ، وأتقنت الشعر حتى تدركني ، قالت لي دموعها :
    ابق معي ، ظلّ أرجوك كما أنت .
    لم أبال بالخاتم الذي كان يحتل بنصرها اليسرى قبل شهور ، لم أسأل فيم لبسته ولم خلعته مرة أخرى ، لكني لا أنكر أن يدها بدونه أجمل ، هذه فتنة تلوثها الملابس والمصوغات ..
    لقد خلقتِ لتكوني شفافة كما أنتِ .
    ***

    في مساء يشبهني رقصت رقصتي الأولى ، حين أمسكَتْ يدي ، رافقتني إلى الصالة الكبرى ، وطلبت مني أن أكون شريكها ، على وقع الموسيقى الحزينة صرنا معاً ، جسدين يحكمهما قانون واحد ، يحيط بهما كيان مادي متمايز ، وهالةٌ واحدةٌ متفردة ، لا يحكمنا إلا قانون الحب .
    وهناك .. وجدتك في انتظاري ..
    دقائق في صحبتها ، تطفئ نيران شوقك ، تضعها بين ذراعيك ، فتبتعد عنك
    تريد لك أن تشتعل ، أن تزداد حبا وشوقا
    وقبل لحظة من معانقة شفتيك تعطيك ظهرها وتمضي
    تبتعد عنك وتقترب مني ..
    أمسك يديها ، وأرجوها أن تبقى
    كنت ستسألها : كيف كانت قبلتي الأولى ؟
    هذه المرأة التي حملت ملامح ايزيس ، تحول بينك وبينها سماعة طبية ، ومعطف أبيض ، وشعرٌ ثائرٌ يشبهك
    ولم تفعل ..
    تنزع يديها وتمشي ، أصرخ بك وبها ، يذهلني صمتك كما يدهشني هروبها ، أتساقط أرضاً وكأن جسدي استجاب أخيراً لكل عوامل الجاذبية ، تعود إليَّ مسرعةٌ والفزع يبدو في ملامحها ، تضع رأسي على ركبتيها ، تتحسس شعري وأنا أبدو ذابلاً كأني زهرة فقدت ماءها مرة واحدة
    أقول لها :
    - هل تحبينني حقا ؟
    فتهز رأسها إيجاباً ، أقسم أنها فعلت ، فأقول وأنا أشعر بالدماء تعود إلى جسدي مرة أخرى :
    - فعلام تحسدينني إذاً ؟
    تقترب مني حتى أشعر بعطرها وحرارة شفتيها ، تقول وهي بين ذراعي وأنفاسها الحرَّى تغطيني لأنتشي حد الثمالة :
    - أنك تعيش عالمك .

    ***

    أترى .. عالمي وحدي من يثيرها ، أترى أنك لا شيء .

    ***
    بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

    تعليق

    • محمد سليم
      سـ(كاتب)ـاخر
      • 19-05-2007
      • 2775

      #3
      التعليق..على القصّ هنااااااااااااااااك ..
      وأقتبس:
      محمد سليم :
      أيها العزيز ..أخي أحمد عيسى
      لك عندي قراءة انقلابية ..وهى الأخيرة
      فقط ولكونها انقلابية اللحظات ..أنتظرك..
      .....................
      أظنُ والله أعلم أن
      قصص الملتقى بدأت تنحو منحنيات فكرية وفلسفية أكثر عن ذي قبل ؟
      على حساب النسج السردي للقصص
      كما وبدا لي أن القصص أخذت تعالج مشاكل العصر الذي نعيش بمزيد من الأسئلة المحيّرة ؟
      لتضع القارئ في حيرة أكثر ..ولا شك أن هذا سمة من سمات هذا العصر الذى نعيش
      ومن اللافت للنظرأيضا ..كأن أهل القص يتصارعون فيما بينهم أيهم يدوّن فكرة قصه على عجل ..؟
      ربما عصر السرعة أصبح غالبا ؟..الله أعلم

      وهل أنتهي زمن السرد البسيط الغير متشابك والجلي ؟
      وكأن كثير مما موجود الآن مكتوب للنخبة المثقفة لتستخرج درره
      على العام وبشبكة عنكبية متاحة للكافة...وهذا سيجعل وكأن القصة العربية أصبحت قصتان يتعاركان على الساحة
      فهل نحن الآن نمر بمرحلة تطوير في فن كتابة القص ؟.......
      أسئلة كثيرة تدور في بالي لا أمتلك لها إجابة كما زماننا هذا كل شيء فيه بلا إجابة صدقا..!
      تحياااااااااااااااااااااااااتي
      أساتذتنا الكرام .
      بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

      تعليق

      • الهويمل أبو فهد
        مستشار أدبي
        • 22-07-2011
        • 1475

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد سليم مشاهدة المشاركة
        د
        ربما تخطفني انقلابية اللحظة إلى مواضيع أخرى ...على شاكلة :
        الشكر جل الشكر لكل من مر على قراءاتي المنشورة هنا بإشراقات نقدية ..
        سواء بالقراءة العابرة أو بالمشاركة الفاعلة وأخص بالذكر؛
        الأديب الفاضل وأخي العزيز الناقد / سالم الحميد
        الأديب الكريم وأخي العزيز الناقد / الهوتمل أبو الفهد
        والقاص/ة ,, إيمان الدرع , آسيا رحاحلية,احمد عيسى, ربيع عقب الباب ,دينا نبيل, منار يوسف
        وجزيل الامتنان والعرفان أنى.. استمتعت معكم بما كتبتم أنتم أهل الأدب القصصي
        وكنتُ بكل قراءة أستمتع حقا ......ومعذرة
        تحياااااااااتي
        حقا كانت مني قراءة انقلابية اللحظة لتكون الأخيرة ...فهل
        رأيتم من قبل قراءة بها مزحة وعلى كل حال أظن أنها طريفة لنختم بها ؟!. أو
        هكذا ظننت.............بن سوار مرسي بيغو..بس خلاااص.
        ‏11‏/05‏/2012
        أعجتبني انقلابتك اللحظية وتفكيرك في الـ(هوتميل): سامح الله كيبوردك. يبدو أن حرارة النار سوحته. على أية حال أعجبتني قراءتك رغم أنك توقفت دون "الجوع العاطفي" في قصص العرب، ولعل النار كناية عن هذا الجوع.

        حقيقة الأمر أنني أمضيت ساعات أحاول أن أجد مدخلا للقصة، لكنها ظلت مغلقة تماما، ولا أدري إن كان ذلك نتيجة إحكام القص أم هي هلوسة الذهن المسكون بالجوع العاطفي. فهي بين بابين: (كم أحسدك) وأخيرا الجواب على سبب هذا الحسد (لأنك تعيش عالمك). وما بين المفتتح والخاتمة نعيش مع البطل عالمه الذي نحسده عليه: عالم خيالي لا يقبل صيغ المنطق والمألوف.

        تعليق

        • دينا نبيل
          أديبة وناقدة
          • 03-07-2011
          • 732

          #5
          أ / محمد سليم القدير ..

          قراءة طيبة (انقلابية) .. رائعة أستاذنا المتميّز ..

          لكنني حقيقة تفاجأت .. لماذا الأخيرة ؟! ..

          أ / سليم .. قد نختلف في وجهات نظرنا حول نص بعينه ، ولكن الأجمل هو الثراء الذي تضيفه القراءات للنص ، وأنا أرى أن قراءاتك سواء تفكيكية أو انقلابية متميّزة لغة ومنهجا ومضمونا .. فأرجو تعيد النظر في هذا القرار ..

          جميل هذا الربط بين ( النار ) وحال البطل .. فبالفعل لديه مشاعر فيّاضة زائدة عن الحد الطبيعي أو حتى الحد المسموح به للرجل ، ربما كما قلت سابقا أنه يعاني مشكلة نفسية كانفصام مما أدى إلى شطر ذاته نصفين ، أحدهما نفس هائمة في وديان العشق والثانية ذلك العالم الذي يحيط به .. لذا كانت نبرة الخطابية عالية ليس للقارئ طبعا وإنما للنصف الآخر من ذات البطل ..

          أشكرك أ / سليم على مجهودك وأرجو تراجع قرارك .. فأنت قلم ( نقدي ساخر ) رائع ..

          تحياتي

          تعليق

          • أحمد عيسى
            أديب وكاتب
            • 30-05-2008
            • 1359

            #6
            ههههه أيها الانقلابي الخطير ..
            قراءة خطيرة كما وعدتني ، لكني لا أنكر أن أسلوبك الساخر يجعل المتلقي يتابع الى النهاية رغماً عنه
            ولعل في هذا ميزة رائعة على خلاف ما تعودناه من النقد الجامد الذي يلبس بزة الجدية فيشعرنا بالملل منذ السطور الأولى
            كنت متفرداً في كل قراءة لك ، ولسوف أعود الى مناقشتك في انقلابك بعد حين

            تقديري لك
            ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
            [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

            تعليق

            • أحمد عيسى
              أديب وكاتب
              • 30-05-2008
              • 1359

              #7
              الأخ الحبيب : محمد سليم

              لا أنكر أنني أحب كل ما تكتب من قراءات ، ولكن لا شك في كل واحدة هناك أمور يجب أن تناقش ، ولسوف أفتتح الحوار بتعليقات على بعض ما جاء في نقدك \ انقلابك الجميل

              1- عبارة أحلام مستغانمي المكررة عن : لا تحسبن رقصي بينكم ألماً ، أنا أرى أن المعنى الذي أرادته الكاتبة يختلف ، اختلافاً كلياً عن بيت الشعر هذا الذي حفظناه ورددناه في طفولتنا حتى سئمناه ، فأنا رأيت في هذه المرأة التي تقصدها أحلام كل المشاعر المتناقضة ، والخوف من المجهول ، رأيت الحب والكره ، الفرح والحزن ، الرغبة والسأم ، رأيت فيها امرأة لا أستطيع اختراقها ، لأنها تطارحني الرقص كما لو كانت تطارحني البكاء ، واستخدام كلمة تطارحني بحد ذاتها ابتكار لفظي مجنون ، وحتى لو رأيت أنت اقتباساً من بيت الشعر فان التجديد دائماً يعطي الأفضلية لكل من يجدد
              ولو كان الأدب توقف لمجرد معالجة موضوع واحد لما كتب أحد بعد جول فيرن وهربرت جورج ويلز وستيفنسون واوسكار وايلد وشكسبير وغيرهم
              لأنهم ما تركوا موضوعاً الا وطرقوه ، ف ه ج ويلز أول من تحدث على الاطلاف عن آلة الزمن ، والسفر الى القمر ، والرجل الخفي
              لكن بعده أتى آلاف المبدعين ممن تناولوا ذات الأفكار بطريقة ابداعية احترافية فنجحوا في صناعة : العودة الى المستقبل لسبيلبرج ، ورغم أن السبق كان لويلز في صناعة الزمني الأول ، الا أن من بعده تفوقوا أيضاً في اكساب الموضوع المزيد من الأبعاد الفلسفية العميقة ..

              وفي النهاية الاقتباس أحببته أنا ، لأني رأيت فيه ملامح القصة في كل مكان داخله ..
              وان كان مكرراً فالحق على أحلام وليس أنا ههه

              تقديري مع عودة لمناقشة ملاحظة أخرى ..
              ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
              [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

              تعليق

              • الهويمل أبو فهد
                مستشار أدبي
                • 22-07-2011
                • 1475

                #8
                ولي أيضا قراءة خلف الأبواب:

                www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?100852
                التعديل الأخير تم بواسطة الهويمل أبو فهد; الساعة 13-05-2012, 08:07.

                تعليق

                • منار يوسف
                  مستشار الساخر
                  همس الأمواج
                  • 03-12-2010
                  • 4240

                  #9
                  شكرا لك أستاذ محمد على قراءاتك التي تعجبني دائما كما تعرف
                  و اسمح لي أن أخالفك كالعادة هههه
                  فيما يخص قول أحلام مستغانمي (هذه المرأة التي على إيقاع الدفوف القسطنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء )
                  أظنها هنا تقصد تلك المرأة الماهرة باللعب بمشاعرك و تستطيع اقناعك بما تريد
                  فكما تستطيع أن تقنعك بحزنها حد البكاء
                  تستطيع أيضا بنفس المهارة أن تقنعك بسعادتها حد الرقص
                  و من سياق النص شعرت بأننا أمام فتاة تتلاعب بمشاعر البطل
                  لهذا أرى أن اللحظة الإنقلابية ليست في وقوعنا في الحب بلحظة
                  بل في انقلاب مشاعر هذه المرأة الماهرة التي تحدثت عنها أحلام مستغانمي
                  تلك المرأة التي تنقلب في لحظة من حالة حب إلى حالة لا مبالاه حتى توقع فتاها في حيرة من أمرها
                  فكما تستطيع أن تجلعه يقتنع بحبها له
                  تستطيع في لحظة أن تقنعه بالعكس
                  إذ يقول مخاطبا نفسه
                  (تضعها بين ذراعيك ، فتبتعد عنك ) (وقبل لحظة من معانقة شفتيك تعطيك ظهرها وتمضي )
                  ( تبتعد عنك وتقترب مني ) ( تنزع يديها وتمشي )

                  لهذا هو يخاطب نفسه و يعود و يخاطبها بالسؤال الإستفساري ( هل تحبينني حقا ؟ )
                  لأنه يشعر في لحظة أنها تحبه و في لحظة أخرى تنقلب فيشعر بالعكس

                  شكرا لك مرة أخرى أستاذ محمد
                  و في انتظار قراءاتك دائما التي تعطي للقص روح محلقة
                  و مشاغباتك الساخرة التي تجعلنا لا نملّ القراءة
                  و شكرا لأستاذ أحمد على قصته الرائعة التي تحمل انفعالات نفسية مختلطة و انقلابية



                  تعليق

                  • منار يوسف
                    مستشار الساخر
                    همس الأمواج
                    • 03-12-2010
                    • 4240

                    #10
                    و يبدو أن قراءة أستاذ أحمد عيسى لنصه ستحرق لنا كل التأويلات ههههه
                    لتترك النص مفتوحا أستاذ أحمد
                    حتى نتصارع حول مقصدك منه دون أن تريحنا بالخبر اليقين
                    فكيف يمكننا أن نختلف بعد أن تكشف النص لنا
                    الآن سيقولوا منار اختلفت مع القاص حتى بعد أن أوضح مقصده


                    تعليق

                    • أحمد عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 30-05-2008
                      • 1359

                      #11
                      هي ليست قراءة لي أخت منار
                      انما هي محاولة لتفسير الاختلاف في مقولة أحلام
                      ولا أنكر أن رؤيتك أصابت جزءاً كبيراً من القصة
                      لأن الحالة الغريبة لا يعيشها المريض فحسب
                      ومن يلبس سماعة طبية ليس سوياً بالمطلق
                      وأعتقد أن في القصة ما يقود الى هذه الدلالة دون تفسير مني يفسدها

                      أحيي فيك فطنتك
                      تقديري وشكري
                      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                      تعليق

                      • محمد سليم
                        سـ(كاتب)ـاخر
                        • 19-05-2007
                        • 2775

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة الهويمل أبو فهد مشاهدة المشاركة


                        أعجتبني انقلابتك اللحظية وتفكيرك في الـ(هوتميل): سامح الله كيبوردك. يبدو أن حرارة النار سوحته. على أية حال أعجبتني قراءتك رغم أنك توقفت دون "الجوع العاطفي" في قصص العرب، ولعل النار كناية عن هذا الجوع.

                        حقيقة الأمر أنني أمضيت ساعات أحاول أن أجد مدخلا للقصة، لكنها ظلت مغلقة تماما، ولا أدري إن كان ذلك نتيجة إحكام القص أم هي هلوسة الذهن المسكون بالجوع العاطفي. فهي بين بابين: (كم أحسدك) وأخيرا الجواب على سبب هذا الحسد (لأنك تعيش عالمك). وما بين المفتتح والخاتمة نعيش مع البطل عالمه الذي نحسده عليه: عالم خيالي لا يقبل صيغ المنطق والمألوف.
                        أهلا بأخي العزيز / الهويمل أبو فهد
                        أولا/ ..أضحك الله سنك..وهل وصلت بي حالة التقمّص الانقلابية حتى أغيّر أسمك ؟هاهاهاهاها..
                        و..لم أسوّحهما بعيدا أخي ؟! ولم أسرقهما منك لا سمح الله ..فــ والله أنهما على السطر ياقيان يتمتعان بموفور الصحة والعافية وأصبحا على صدر السطر ..فقط رفعتهما لأعلى ..فلا تحاسبني محاسبة الملكين وقد دب المشيب على عويناتي هاهاهاهاهاهاهاها..
                        ثانيا/ الحقيقة ..كانت قراءاتي مختلفة المدخل والرؤى, ولكل قصّ على حدى, ووجدت أن يكون الفراق بطريقة مختلفة لحد ما ..بعض من طرافة وبعض بسمات وقفشات مازحة" تتسم مع سياق النصّ العام ".....
                        ثالثا/ نعم أتفق معك أن القص يمكن وضعه بين هذين المزدوجين (البداية:أحسدك .. والنهاية :أنك تعيش عالمك )ولكن لو أقتصر معنى القص على ما بينهما فقط فلا بد أن لكل من البطل المريض والبطلة الطبيبة عالما مختلفا وبالتالي سنوصم البطل بالجنون والهلوسات عند الحد الأقصى؟....ولكن وكما نرى بالقصّ " وكما يحاول القاص أحمد عيسى دوما بكتاباته"أن يوصم ويوشم قصصه بمزيد من " التشويق والحيرة في تصويره للمشاهد " حيث لجأ الى حالة ضبابية " عامدا متعمدا"إذ لم يوضّح بنصه لِم نعيش في عوالم مختلفة الرؤى ؟..ولِم عالم البطل والبطلة مختلفين ؟...
                        والوووووووواضح من النصّ أن الخلاف فيما بين البطل والبطلة محصورا في ؛

                        ( المكانة الاجتماعية والقيمة الوظيفية والثقافية في المجتمع. هذا من جانب والجانب الآخر هو

                        تلك التلقائية التى يعبّر كل منهما عن حبه للأشياء ..هو يبوح بعفوية عن مكنونات النفس وهى مقيدة مكبلة بقواعد شتى )؟............
                        ..............وتحياتي أخي العزيز الهويمل أبو فهد
                        بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                        تعليق

                        • محمد سليم
                          سـ(كاتب)ـاخر
                          • 19-05-2007
                          • 2775

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة دينا نبيل مشاهدة المشاركة
                          أ / محمد سليم القدير ..

                          قراءة طيبة (انقلابية) .. رائعة أستاذنا المتميّز ..

                          لكنني حقيقة تفاجأت .. لماذا الأخيرة ؟! ..

                          أ / سليم .. قد نختلف في وجهات نظرنا حول نص بعينه ، ولكن الأجمل هو الثراء الذي تضيفه القراءات للنص ، وأنا أرى أن قراءاتك سواء تفكيكية أو انقلابية متميّزة لغة ومنهجا ومضمونا .. فأرجو تعيد النظر في هذا القرار ..

                          جميل هذا الربط بين ( النار ) وحال البطل .. فبالفعل لديه مشاعر فيّاضة زائدة عن الحد الطبيعي أو حتى الحد المسموح به للرجل ، ربما كما قلت سابقا أنه يعاني مشكلة نفسية كانفصام مما أدى إلى شطر ذاته نصفين ، أحدهما نفس هائمة في وديان العشق والثانية ذلك العالم الذي يحيط به .. لذا كانت نبرة الخطابية عالية ليس للقارئ طبعا وإنما للنصف الآخر من ذات البطل ..

                          أشكرك أ / سليم على مجهودك وأرجو تراجع قرارك .. فأنت قلم ( نقدي ساخر ) رائع ..

                          تحياتي
                          ولكِ منى [gdwl]كل الشكر بنت بلدي الأديبة [/gdwl]
                          أثمن كثيرا مرورك وتفاعلاتك بمشاركات مفيدة قيمة هنا وهناك
                          .... تحياتي .
                          بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                          تعليق

                          • محمد سليم
                            سـ(كاتب)ـاخر
                            • 19-05-2007
                            • 2775

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد عيسى مشاهدة المشاركة
                            الأخ الحبيب : محمد سليم

                            لا أنكر أنني أحب كل ما تكتب من قراءات ، ولكن لا شك في كل واحدة هناك أمور يجب أن تناقش ، ولسوف أفتتح الحوار بتعليقات على بعض ما جاء في نقدك \ انقلابك الجميل

                            1- عبارة أحلام مستغانمي المكررة عن : لا تحسبن رقصي بينكم ألماً ، أنا أرى أن المعنى الذي أرادته الكاتبة يختلف ، اختلافاً كلياً عن بيت الشعر هذا الذي حفظناه ورددناه في طفولتنا حتى سئمناه ، فأنا رأيت في هذه المرأة التي تقصدها أحلام كل المشاعر المتناقضة ، والخوف من المجهول ، رأيت الحب والكره ، الفرح والحزن ، الرغبة والسأم ، رأيت فيها امرأة لا أستطيع اختراقها ، لأنها تطارحني الرقص كما لو كانت تطارحني البكاء ، واستخدام كلمة تطارحني بحد ذاتها ابتكار لفظي مجنون ، وحتى لو رأيت أنت اقتباساً من بيت الشعر فان التجديد دائماً يعطي الأفضلية لكل من يجدد
                            ولو كان الأدب توقف لمجرد معالجة موضوع واحد لما كتب أحد بعد جول فيرن وهربرت جورج ويلز وستيفنسون واوسكار وايلد وشكسبير وغيرهم
                            لأنهم ما تركوا موضوعاً الا وطرقوه ، ف ه ج ويلز أول من تحدث على الاطلاف عن آلة الزمن ، والسفر الى القمر ، والرجل الخفي
                            لكن بعده أتى آلاف المبدعين ممن تناولوا ذات الأفكار بطريقة ابداعية احترافية فنجحوا في صناعة : العودة الى المستقبل لسبيلبرج ، ورغم أن السبق كان لويلز في صناعة الزمني الأول ، الا أن من بعده تفوقوا أيضاً في اكساب الموضوع المزيد من الأبعاد الفلسفية العميقة ..

                            وفي النهاية الاقتباس أحببته أنا ، لأني رأيت فيه ملامح القصة في كل مكان داخله ..
                            وان كان مكرراً فالحق على أحلام وليس أنا ههه

                            تقديري مع عودة لمناقشة ملاحظة أخرى ..
                            [gdwl]مرحى بك أيها العزيز ..الأديب أحمد عيسى في كل وقت وحين [/gdwl]
                            تحياتي وبعد
                            لم أقرأ قصة / أحلام مستغنامي ( عابر سرير ...والعياذ بالله ها هاهاهاها)
                            فأنا يا سيدي لااااااااااابِد( بالكسرة تحت الباء ) على السرير مُش عابر ...
                            ولا مكسووووووووور طبعا هاهاهاها.
                            ولكني فقط كنت أناقش ما اقتبسته أنت ليكون عنوانا ثانيا للنصّ؟
                            ((قول أحلام مستغانمي :هذه المرأة التي على إيقاع الدفوف القسطنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء ))
                            ولك مطلق الحرية أن
                            تقتبس عنوانا ثانيا للنص بعد إتمام كتابته
                            أو تجعل من قراءتك لِم أقتبسته كمادة وخيط عام للقصّ" أثناء كتابته"
                            وليس لي كناقد أن أسألك أيهما كان ببالك ( إلا بفراسة مني وتخمينا)..و
                            وقد عبّرت عن وجهة نظري معلقا بتوضيح المفردة الأكثر أهمية إلا وهى (( مطارحة ))بما تركته للقارئ ..مما دار بذهني بلحظة انقلابية تتماهى مع النصّ؟! ...........

                            .........تحياتي أخي الجميل ..وسأنتظرك تعليقا بتعليق

                            ولك ما تحب ................
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 13-05-2012, 20:02.
                            بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                            تعليق

                            • محمد سليم
                              سـ(كاتب)ـاخر
                              • 19-05-2007
                              • 2775

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة منار يوسف مشاهدة المشاركة
                              شكرا لك أستاذ محمد على قراءاتك التي تعجبني دائما كما تعرف
                              و اسمح لي أن أخالفك كالعادة هههه
                              فيما يخص قول أحلام مستغانمي (هذه المرأة التي على إيقاع الدفوف القسطنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء )
                              أظنها هنا تقصد تلك المرأة الماهرة باللعب بمشاعرك و تستطيع اقناعك بما تريد
                              فكما تستطيع أن تقنعك بحزنها حد البكاء
                              تستطيع أيضا بنفس المهارة أن تقنعك بسعادتها حد الرقص
                              و من سياق النص شعرت بأننا أمام فتاة تتلاعب بمشاعر البطل
                              لهذا أرى أن اللحظة الإنقلابية ليست في وقوعنا في الحب بلحظة
                              بل في انقلاب مشاعر هذه المرأة الماهرة التي تحدثت عنها أحلام مستغانمي
                              تلك المرأة التي تنقلب في لحظة من حالة حب إلى حالة لا مبالاه حتى توقع فتاها في حيرة من أمرها
                              فكما تستطيع أن تجلعه يقتنع بحبها له
                              تستطيع في لحظة أن تقنعه بالعكس
                              إذ يقول مخاطبا نفسه
                              (تضعها بين ذراعيك ، فتبتعد عنك ) (وقبل لحظة من معانقة شفتيك تعطيك ظهرها وتمضي )
                              ( تبتعد عنك وتقترب مني ) ( تنزع يديها وتمشي )

                              لهذا هو يخاطب نفسه و يعود و يخاطبها بالسؤال الإستفساري ( هل تحبينني حقا ؟ )
                              لأنه يشعر في لحظة أنها تحبه و في لحظة أخرى تنقلب فيشعر بالعكس

                              شكرا لك مرة أخرى أستاذ محمد
                              و في انتظار قراءاتك دائما التي تعطي للقص روح محلقة
                              و مشاغباتك الساخرة التي تجعلنا لا نملّ القراءة
                              و شكرا لأستاذ أحمد على قصته الرائعة التي تحمل انفعالات نفسية مختلطة و انقلابية



                              يا ختي ربنا ما يقطع لكِ عادة
                              هاهاهاهاهاها...

                              قول أحلام مستغانمي:
                              (هذه المرأة التي على إيقاع الدفوف القسطنطينية, تطارحك الرقص كما لو كانت تطارحك البكاء)
                              يا أستاذتنا المحامية ..دعينا نفكك القضية ؟ليس بكتابة مذكرة ( كونك محامية)بل بطريقة رياضية( كوني كيمائي ورياضي رشيق هاهاها) ...
                              المرأة على إيقاع الدفوف ؟ ما لها وكيف تكون ؟؟
                              وكما للدفوف إيقاعتها الراقصة أيضا لها إيقاعات حزينة ..صح ؟
                              وهذه المرأة الفلسطينية ( لاحظي أنها خصصت الدفوف الفلسطينية..أي الجو الفلسطيني العام , والعلاقة مع المرأة في هكذا جو و...ظروف تحت الإحتلال والقتل والدمار ؟؟)
                              تطارحك البكاء !.. أذن كيف تكون مطارحة البكاء ؟
                              وكيف تكون المطارحة الراقصة؟
                              ...المهم أنووووووووووووووووووو
                              سيان عند تلك المرأة هي هي نفس طريقة المطارحة
                              وهى هى المرأة نفسها في مطارحتها راقصةً أو بكايةً..
                              فعل المطارحة ( أظن أنها شرحتها بالقراءة أعلاه) ..........................

                              وأحكم أنت بقه ياااااااااااا قاضي بيننا
                              تحيااااااااااتي منارة الساخر
                              التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 13-05-2012, 20:08.
                              بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X