لم ينتظر "المسافر" طويلا حتى أتى من يجلس إلى جواره في الكرسي الخلفي لسيارة الأجرة (الشيرد تاكسي) المتجهة (بسلامة الله) إلى الجبل الأخضر ...
وكان شابا في مقتبل عمره .. برم على روحه برمة طيبة .. أناقة وشياكة ووسامة .. حتى حقيبته كانت مختلفة .. فيها لمسة شبابية حلوة .. وووضع السائق (معرقته وصمادته) على رأسه وانطلق ابسرعة ..
ولم تكن إلا بعض ساعة حتى كان السائق في الباكور ... وكان الليل قد خيم .. مر الوقت وأحس الركاب بانتفاضة مفاجئة .. واستغربوا .. وتكررت الانتفاضة .. وعرفوا أن السائق يغالب النعاس .. واقترحوا عليه التوقف وغسل وجهه عند أقرب استراحة .. ولكن كان له رأي آخر .. " من يملك رخصة قيادة منكم ؟ " سألهم .. صمت الكل .. وتشجع الشاب الأنيق وقال أنا .. فقال ستكون قائد رحلتنا .. وجلس السائق في الكرسي الخلفي إلى جوار صديقنا المسافر ... وانطلق الشاب بسرعة جاعلا العجلات تطلق زغرودة رهيبة دوت أصداؤها في الوديان والأحراش والقمم القريبة .. ولم تمض إلا دقائق حتى كان الشاب يجرب إمكانات السيارة ومن ضمنها كيف يمكن للسيارة أن تسير على جنبها .. ويبدو أنه أخطأ فسارت السيارة على جنبها وظهرها وخشمها قبل أن تتهاوى في الوادي السحيق .. ليرحل الشاب اللي زي الوردة ومن معه عن دنيانا الفانية وينجو فقط صديقنا المسافر ...
وفي المستشفى يتم التحقيق مع المسافر .. صف لنا ما حدث ..
* كنت أجلس في الكرسي الخلفي وإلى جواري يجلس السائق ...
- يبدو أن الحادثة أثرت على أعصابه سنعود إليه فيما بعد ..
وبعد أيام وأيام وأيام .. كرر المسافر نفس السي دي الذي حفظه الجميع .. كان جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواره السائق .. وقرر الأطباء تحويله إلى مستشفى للأمراض العصبية ..
وفي المستشفى سأله الطبيب المعالج عن اسمه وعمره وكانت إجابته تنم عن عقل سليم في جسم سليم .. فما الذي حدث بالضبط ؟
- لا شيء .. كنت جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواري السائق ..
ونظر إليه الطبيب في ريبة .. ورفع يده لا إراديا إلى وجهه اتقاء ضرباته .. إنه يعرف مثل هذه الحالة .. فصاحبها يبدو أعقل العقلاء .. ولكنه يفاجئك بانفصال تام عن كل ما يمت للمنطق بصفة .. إنه مجنون من الدرجة الأولى ... وقرر تحويله إلى عنبر ألف ...
وفي العنبر تحلق المجانين حوله .. هل قتل زوجته ؟ أو أمه ؟ أو ارتكب جريمة نكراء ؟ ما الذي حدث بالضبط ؟
- لا شيء .. كنت جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواري السائق ..
وترددت ضحكات المجانين في أرجاء العنبر .. وربت أكبر المجانين على رأسه .. مسكين أنت يا ولدي .. كان الله في عونك .. وناموا تلك الليلة جميعهم ..
وفي اليوم التالي ترددت الضحكات من جديد فلا يزال صاحبهم المسافر يصر على أنه :
- لا شيء .. كان جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواره السائق ..
وبعد أيام فهم المجانين الحكاية .. حكى لهم المسافر القصة من طق طق للسلام عليكم .. وهذه المرة فهموه ونصحوه بعد أن رقوا لحاله .. طبعا مجانين ولكن عقلاء ..
* لا تقل للأطباء ما حدث قل لهم إنك كنت في سيارة الأجرة ولم تستفق إلا في مستشفى الجلاء ..
وفعل ما أخبروه بالحرف فقرر الأطباء أن الازمة العصبية قد انقضت وحرروا له رسالة الخروج من المستشفى ...
وخرج ..
لكنه لم يرتح .. وعاد إلى المستشفى ممسكا حذائيه في يديه كما يفعل الأطفال الذين يركضون للعب (وتي ليبرا) .. ووقف أمام الاستعلامات .. وقال لهم : " أقسم بالله الذي نفسي بيده .. والذي رفع السماء بغير عمد ترونها .. والذي لم يؤت موظفيكم وأطباءكم وممرضيكم من العلم إلا قليلا .. والذي قدر لي أن انجو ويموت رفاق رحلتي إنني كنت جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواري السائق .. "
وركض خارجا بسرعة بن جونسون.. وخلفه الأطباء والممرضون والموظفون .. بل خال له أن مبنى المستشفى يركض خلفه أيضا وكذلك الشراشف والأسرة والفوط وملابس المجانين ...
واستوقف تاكسي .. وجلس وانطلق بسرعة ..
وارتاح إلى أنه ابتعد عن ملاحقيه .. وكبرت المسافة بينه وبينهم .. ففكر ثم ضحك بقوة .. وسأله السائق ما الأمر :
- ههههههه .. هذا هو الذي يريدونه مني قد تحقق .. فأنا الآن أجلس في الكرسي الأمامي وإلى جواري السائق " ...
وكان شابا في مقتبل عمره .. برم على روحه برمة طيبة .. أناقة وشياكة ووسامة .. حتى حقيبته كانت مختلفة .. فيها لمسة شبابية حلوة .. وووضع السائق (معرقته وصمادته) على رأسه وانطلق ابسرعة ..
ولم تكن إلا بعض ساعة حتى كان السائق في الباكور ... وكان الليل قد خيم .. مر الوقت وأحس الركاب بانتفاضة مفاجئة .. واستغربوا .. وتكررت الانتفاضة .. وعرفوا أن السائق يغالب النعاس .. واقترحوا عليه التوقف وغسل وجهه عند أقرب استراحة .. ولكن كان له رأي آخر .. " من يملك رخصة قيادة منكم ؟ " سألهم .. صمت الكل .. وتشجع الشاب الأنيق وقال أنا .. فقال ستكون قائد رحلتنا .. وجلس السائق في الكرسي الخلفي إلى جوار صديقنا المسافر ... وانطلق الشاب بسرعة جاعلا العجلات تطلق زغرودة رهيبة دوت أصداؤها في الوديان والأحراش والقمم القريبة .. ولم تمض إلا دقائق حتى كان الشاب يجرب إمكانات السيارة ومن ضمنها كيف يمكن للسيارة أن تسير على جنبها .. ويبدو أنه أخطأ فسارت السيارة على جنبها وظهرها وخشمها قبل أن تتهاوى في الوادي السحيق .. ليرحل الشاب اللي زي الوردة ومن معه عن دنيانا الفانية وينجو فقط صديقنا المسافر ...
وفي المستشفى يتم التحقيق مع المسافر .. صف لنا ما حدث ..
* كنت أجلس في الكرسي الخلفي وإلى جواري يجلس السائق ...
- يبدو أن الحادثة أثرت على أعصابه سنعود إليه فيما بعد ..
وبعد أيام وأيام وأيام .. كرر المسافر نفس السي دي الذي حفظه الجميع .. كان جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواره السائق .. وقرر الأطباء تحويله إلى مستشفى للأمراض العصبية ..
وفي المستشفى سأله الطبيب المعالج عن اسمه وعمره وكانت إجابته تنم عن عقل سليم في جسم سليم .. فما الذي حدث بالضبط ؟
- لا شيء .. كنت جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواري السائق ..
ونظر إليه الطبيب في ريبة .. ورفع يده لا إراديا إلى وجهه اتقاء ضرباته .. إنه يعرف مثل هذه الحالة .. فصاحبها يبدو أعقل العقلاء .. ولكنه يفاجئك بانفصال تام عن كل ما يمت للمنطق بصفة .. إنه مجنون من الدرجة الأولى ... وقرر تحويله إلى عنبر ألف ...
وفي العنبر تحلق المجانين حوله .. هل قتل زوجته ؟ أو أمه ؟ أو ارتكب جريمة نكراء ؟ ما الذي حدث بالضبط ؟
- لا شيء .. كنت جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواري السائق ..
وترددت ضحكات المجانين في أرجاء العنبر .. وربت أكبر المجانين على رأسه .. مسكين أنت يا ولدي .. كان الله في عونك .. وناموا تلك الليلة جميعهم ..
وفي اليوم التالي ترددت الضحكات من جديد فلا يزال صاحبهم المسافر يصر على أنه :
- لا شيء .. كان جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواره السائق ..
وبعد أيام فهم المجانين الحكاية .. حكى لهم المسافر القصة من طق طق للسلام عليكم .. وهذه المرة فهموه ونصحوه بعد أن رقوا لحاله .. طبعا مجانين ولكن عقلاء ..
* لا تقل للأطباء ما حدث قل لهم إنك كنت في سيارة الأجرة ولم تستفق إلا في مستشفى الجلاء ..
وفعل ما أخبروه بالحرف فقرر الأطباء أن الازمة العصبية قد انقضت وحرروا له رسالة الخروج من المستشفى ...
وخرج ..
لكنه لم يرتح .. وعاد إلى المستشفى ممسكا حذائيه في يديه كما يفعل الأطفال الذين يركضون للعب (وتي ليبرا) .. ووقف أمام الاستعلامات .. وقال لهم : " أقسم بالله الذي نفسي بيده .. والذي رفع السماء بغير عمد ترونها .. والذي لم يؤت موظفيكم وأطباءكم وممرضيكم من العلم إلا قليلا .. والذي قدر لي أن انجو ويموت رفاق رحلتي إنني كنت جالسا في الكرسي الخلفي وإلى جواري السائق .. "
وركض خارجا بسرعة بن جونسون.. وخلفه الأطباء والممرضون والموظفون .. بل خال له أن مبنى المستشفى يركض خلفه أيضا وكذلك الشراشف والأسرة والفوط وملابس المجانين ...
واستوقف تاكسي .. وجلس وانطلق بسرعة ..
وارتاح إلى أنه ابتعد عن ملاحقيه .. وكبرت المسافة بينه وبينهم .. ففكر ثم ضحك بقوة .. وسأله السائق ما الأمر :
- ههههههه .. هذا هو الذي يريدونه مني قد تحقق .. فأنا الآن أجلس في الكرسي الأمامي وإلى جواري السائق " ...
تعليق