لـــــقاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمدالحارون
    أديب وكاتب
    • 22-09-2009
    • 180

    لـــــقاء

    لــــــقاء
    ........

    سبعٌ عِجافٌ
    وحِبالُ الوصلِ مقطوعةٌ
    وأبوابُ الودِّ موصدة
    شجراتُ البعدِ تحنظلتْ وأثمرتْ
    والبينُ أحتسي مرارته
    وُيقرحُ الهجر قلبي
    والبؤسُ يقبلُ علىَّ حاسراً وجههُ
    لا يستحْيى مني ولا يعتذرْ
    ويوشك ميزانُ الإرادةِ داخلي أن ينكسر
    وأسئلة حيرى، ودوامة تضيقُ ولا تنفرجُ
    وأجرجر أقدامى فى تثاقلٍ وذهولٍ
    وصرتُ كمريضٍ من غير مرضٍ
    أو كدرهمٍٍ زائفٍ لا يقبله الناس
    ورغم ذلك
    أزيدُ وأتيه بها كلفاً وشوقاً
    وقلبى من الأسى عليها يكادُ ينسحقُ
    وأتمنى
    أن أستخرجَ من أعماقى عشقّاً كامناً
    فقد غرس الهجر أنيابه فى أركان وجدانى
    ولمّا كنتُ معصورَ القلبِ
    حزينَ الفؤادِ
    مكدر المزاج
    وبدا كلُّ شيءٍ كالحاً
    حملتُ حقيبتى وذكرياتى
    واتخذتُ من السفر مطيةً
    علنى أنجو مما يلاحقُ فكرى
    وبجوار نافذة القطار أسكنتُ بدنى
    تحتضنُ أناملى ستارتها مداعبة
    وأغرسُ فى كبد السماء عينى
    متمنياً
    أنْ اُقْذَفَ وحقيبتى حيث لا يُراني
    فلعل السلوَ ينجيني
    وليتَ البعدَ يُنسيني
    وعلى غير وعد
    ودون سابقِ موعدِ
    وقبل أن ينغرسَ عقربُ ساعتى
    بــ رأس السادسة
    ليعلنَ مولدَ رحلة قطارى
    سمعتُ صوتاً من صوبٍ
    جاءتْ ترفلُ فى سواد عباءتها
    وتكومتْ فى زاويةِ المقد
    استوثقتْ من جِلستها قبالتى
    ونامتْ حقيبة أشيائها على ركبتيها
    ترقبُ خفق قلبها المتلاحق
    تتورعُ خواطرها
    وتخشعُ أفكارها
    ولسانُ حالها يقولُ للجميعِِ
    صهٍ، أو سبحوا
    وبالجمال تيمموا
    إنها " ليلى"
    وأجزم أني بها لمجنون
    فكم نقشتْ اسمها فى دفاترى
    وبين المقل
    أتراهُ القدر؟
    يطَّرزُ لى سويعاتٍ قربٍ مرجوة
    هالها منظرى وأدركتْ
    أن زواجها دقَّني دقَّ الرحى لما تدورُ عليه
    وخيم علينا سكونُ قاعاتِ الموتى للحظات
    جلست قبالتى كجبلٍ لا يتزعزع
    لكن على محياها اصفرار الهوى
    وحين تلاقتْ عينانا
    سفكَ وجهها دم الخجل
    وزكا عبيرها أنوفَ الحاضرين
    فــ كستْ المكانَ طهرَ حباتِ الندى
    فقد أوتيتْ من الحسن أعجبه
    ومن الطيبةِ مداها
    وكانتْ فطرتها تفوق حسنها حسناً
    فهى بين العطر مسكٌّ
    وبين الزهر ياسمينة
    و
    وجاءتْ بوصلٍ حينَ لا ينفعُ الوصلُ
    وكنتُ قبالتها كعودِ حشيشٍ
    تحركه أدنى ريح
    و
    استيقظ الماضى الملتصقُ بــ نياطِ الفؤاد
    وانبجس صديدُ الذكرياتِ
    واشتعل الجوى المخبأ بــ دثار القلبِ
    وهزنى وجدٌ لا طاقة لــ صدرٍ به
    وشوقى يهفو من تحتِ غشاء الحياء
    وما توقع كلانا الذى وقع
    وراحتْ بطرف العين ترنو
    كمن يلوكُ علكته بتؤدة
    وبــ بسمةِ ثغر تقطر شهداً أومأتْ
    هذا انتمائى إليك
    على البعد أعلنهُ
    وكان طولُ الدربِِ رجاءً يظلنى
    وأستشعرُ قيامة مؤجلة حين ينقطعُ
    ورحتُ أتابع كى لا يطيشُ لنظراتها سهمٌ
    ولا يسقطُ لحركةٍ منها فهمٌ
    وهربتُ من نظرتها بإطراقة ملجومة بحياء
    وتزاحمتْ الأسئلة حيرى فى رأسينا
    وتراقص القلق على وجهينا
    واشتد خغفان نبض الهوى
    وهزَّ الوجد منا أفنان القلوب
    وبعثنا شكاية الهجر
    وبين
    قلبٍ يئن
    وصدر يتنهد
    وحلمٍ شجىٍّ يسبح فى خيالي
    وثمرة شهية مغموسة بمعصية
    دوى فى أعماقى صوتٌ يقولُ:
    هذا ليس لي
    هذا لا ينبغي لى
    فانا دوماً
    أحذرُ خطواتِ الخطايا ووقعها
    وأهربُ من بثِّ الأماني بالمنايا
    ويتوقف قطارى
    وأفتح جفنى على مهلٍ
    فأفيقُ على حلم جميل كنتُ أشتهيه
    وأطلقتْ عينى دمعة وقعت أرضاً فتكسرتْ
    وعدتُ أدراجى على ذات القطار ــ ونفس المقعد
    أخوض فى دمعي
    وأتوكأ على منسأة الذكريات
    وعلمتُ أني
    ما لى عن هواها فطام.
    ....
    من دفتر ذكريات
    (أحمد الحارون)
    المنصورة
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمدالحارون; الساعة 21-05-2012, 23:53.
    قد ينعم الله بالبلوى وإنْ عظمت
    ويبتلى الله بعضَ القوم بالنِّــــعمِ
  • آمال محمد
    رئيس ملتقى قصيدة النثر
    • 19-08-2011
    • 4507

    #2
    خلجات نفسية شجية
    سطرتها بلغة ناعمة
    لبت حاجة الشرح واستقامت في قلب المعنى
    وبين قلب يئن وصدر يتنهد
    كنت تذرف دمعة دافئة
    مفتوحة الإحساس

    والذي انتقل إلينا بكرا عذبا

    تقديري

    تعليق

    • خديجة بن عادل
      أديب وكاتب
      • 17-04-2011
      • 2899

      #3
      آه منك يا أحمد لقد أذرفت عيني الدمع رغما عني
      ما أصعب رؤية الحلم وهو يرتحل لسماء أخرى
      غير الذي تمنيناه وارتضيناه ...لغة جميلة والمضمون كان قوي جدا
      لدرجة أن الأنفاس أصبحت تخرج تنهيدات متتالية
      ما أمرّ على الإنسان عندما يرى خاصته في قطار لا يعود !
      تحيتي واحترامي .
      http://douja74.blogspot.com


      تعليق

      • بلال عبد الناصر
        أديب وكاتب
        • 22-10-2008
        • 2076

        #4
        المَسافاتُ طَويلةٌ يا سَيدي
        ولـكن حَتماً هُناك لـقاء " مَا " بَعد لـقاء .

        كل التقدير .

        تعليق

        • شيماءعبدالله
          أديب وكاتب
          • 06-08-2010
          • 7583

          #5
          مرحبا بالفاضل القدير أحمد حياك وبياك
          قرأت إبداعا على إبداع
          أثريت وأمتعت
          وإن أحزنت
          سلمت وهذا الهطول الجميل لحرف تسامى بعمق معنى ورقي لغة
          سلسبيل شكر على هذا العطاء الوارف
          ولابد للمزيد من هذا الزهو
          تحية تليق مع فائق التقدير

          تعليق

          • محمد خالد النبالي
            أديب وكاتب
            • 03-06-2011
            • 2423

            #6
            الاخ احمد الحارون
            اهلا بك بيننا
            ماذا اقول لك لك على هذا النص
            الله الله الله
            ما اروعك
            تبسمت للشعر كثيرا وصفقت لك اكثر لغتك زاخرة صورة ومعنى وادب
            وحزن يليق بنا وبهذا الزمان
            ويا ليته يكفي
            استحضرت التراب والطبيعة وكل انواع الكلم
            فكان النص يختال كصبية شامية فاتنة تختال بجمالها
            وكان كطير يرقص ليس طربا بل ادمته الجراح
            والاغصان تونح والعقارب تسلت عبر الشقوق
            والافاعي تغير جلودها
            ولكن الشمس ستشرق يوما
            لله درك ما اجملك احمد
            ننتظر المزيد منك
            دمت بود وعز تحياتي
            محمد خالد النبالي
            https://www4.0zz0.com/2023/08/17/16/629628058.png

            تعليق

            • أحمدالحارون
              أديب وكاتب
              • 22-09-2009
              • 180

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
              خلجات نفسية شجية
              سطرتها بلغة ناعمة
              لبت حاجة الشرح واستقامت في قلب المعنى
              وبين قلب يئن وصدر يتنهد
              كنت تذرف دمعة دافئة
              مفتوحة الإحساس
              والذي انتقل إلينا بكرا عذبا
              تقديري
              أختنا الكريمة أمال محمد
              حياكم الله وبياكم
              وشكر لكم عذب المرور وطيب الثناء
              هى الدنيا يا أخية، تاخذ منا الأصل وتعطينا أحلام لا ترقى أبدا للحقيقة
              وتبقى الذكريات الظل الوارف الذى نفر منه إليه
              لا هنتم وكونوا بخير لا غير

              قد ينعم الله بالبلوى وإنْ عظمت
              ويبتلى الله بعضَ القوم بالنِّــــعمِ

              تعليق

              • أحمدالحارون
                أديب وكاتب
                • 22-09-2009
                • 180

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة خديجة بن عادل مشاهدة المشاركة
                آه منك يا أحمد لقد أذرفت عيني الدمع رغما عني
                ما أصعب رؤية الحلم وهو يرتحل لسماء أخرى
                غير الذي تمنيناه وارتضيناه ...لغة جميلة والمضمون كان قوي جدا
                لدرجة أن الأنفاس أصبحت تخرج تنهيدات متتالية
                ما أمرّ على الإنسان عندما يرى خاصته في قطار لا يعود !
                تحيتي واحترامي .
                أخيتى الكريمة خديجة بن عادل
                حياكم الله وسلمت دمعتكم المصون
                هى الدنيا يا أخية
                نتقلب فيها على جمر الذكريات، لنعيد بعض وعينا
                علنا نستمر
                أبهجتنا طلتكم وأسعدنا رضاكم فلا حرمناه
                شكرى وتقديرى لكم
                لا هنتم وكونوا بخير لا غير
                قد ينعم الله بالبلوى وإنْ عظمت
                ويبتلى الله بعضَ القوم بالنِّــــعمِ

                تعليق

                • رشا السيد احمد
                  فنانة تشكيلية
                  مشرف
                  • 28-09-2010
                  • 3917

                  #9

                  سيل من الإبداع نثر عذوبته في المكان
                  سردية في الخاطرة ماتعة برهف شعورها وأنسابيتها

                  دم في جمال الشعر
                  وجمال الشعور

                  تحيتي كبيرة لعطورك التي ملأت المكان .
                  https://www.facebook.com/mjed.alhadad

                  للوطن
                  لقنديل الروح ...
                  ستظلُ صوفية فرشاتي
                  ترسمُ أسرارَ وجهِكَ بألوانِ الأرجوان
                  بلمساتِ الشَّفقِ المسافرِ في أديم السَّماء .

                  تعليق

                  • أحمدالحارون
                    أديب وكاتب
                    • 22-09-2009
                    • 180

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة بلال عبد الناصر مشاهدة المشاركة
                    المَسافاتُ طَويلةٌ يا سَيدي
                    ولـكن حَتماً هُناك لـقاء " مَا " بَعد لـقاء .
                    كل التقدير .
                    ربما فى العالم الآخر!!
                    و
                    تشدو فيروز
                    دايماً فى الأخر
                    فيه وقت فراق
                    شكرى لعذب مرورك اخى الكريم بلال
                    لا هنتم

                    قد ينعم الله بالبلوى وإنْ عظمت
                    ويبتلى الله بعضَ القوم بالنِّــــعمِ

                    تعليق

                    • أحمدالحارون
                      أديب وكاتب
                      • 22-09-2009
                      • 180

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة شيماءعبدالله مشاهدة المشاركة
                      مرحبا بالفاضل القدير أحمد حياك وبياك
                      قرأت إبداعا على إبداع
                      أثريت وأمتعت
                      وإن أحزنت
                      سلمت وهذا الهطول الجميل لحرف تسامى بعمق معنى ورقي لغة
                      سلسبيل شكر على هذا العطاء الوارف
                      ولابد للمزيد من هذا الزهو
                      تحية تليق مع فائق التقدير
                      أختنا الكريمة شيماء عبدالله

                      حياكم الله وشكر لكم هذا المرور العذب
                      وجزاكم الله خيرا على هذا الثناء الذى لا قبل لنا بشكره
                      هى خواطر يا أخية تلح علينا
                      ولا تعدو ذكريات سكنت نفوسنا ونشعر بالراحة حين نمر عليها
                      لا هنتم وكونوا بخير
                      قد ينعم الله بالبلوى وإنْ عظمت
                      ويبتلى الله بعضَ القوم بالنِّــــعمِ

                      تعليق

                      • أحمدالحارون
                        أديب وكاتب
                        • 22-09-2009
                        • 180

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد خالد النبالي مشاهدة المشاركة
                        الاخ احمد الحارون
                        اهلا بك بيننا
                        ماذا اقول لك لك على هذا النص
                        الله الله الله
                        ما اروعك
                        تبسمت للشعر كثيرا وصفقت لك اكثر لغتك زاخرة صورة ومعنى وادب
                        وحزن يليق بنا وبهذا الزمان
                        ويا ليته يكفي
                        استحضرت التراب والطبيعة وكل انواع الكلم
                        فكان النص يختال كصبية شامية فاتنة تختال بجمالها
                        وكان كطير يرقص ليس طربا بل ادمته الجراح
                        والاغصان تونح والعقارب تسلت عبر الشقوق
                        والافاعي تغير جلودها
                        ولكن الشمس ستشرق يوما
                        لله درك ما اجملك احمد
                        ننتظر المزيد منك
                        دمت بود وعز تحياتي
                        محمد خالد النبالي
                        أخى الكريم وأستاذنا الفاضل محمد خالد

                        شكر الله لكم هذا المرور الألق
                        ولله الحمد والمنة أن لاقت كلماتنا المتواضعة رضاكم
                        هى الذكرى يا سيدى
                        أماكن فى قلوبنا نركن إليها علنا نستريح من شظف الحياة وحرها
                        ودى ومودتى لكم
                        لا هنتم وكونوا بخير
                        قد ينعم الله بالبلوى وإنْ عظمت
                        ويبتلى الله بعضَ القوم بالنِّــــعمِ

                        تعليق

                        • ليندة كامل
                          مشرفة ملتقى صيد الخاطر
                          • 31-12-2011
                          • 1638

                          #13
                          السلام عليكم
                          خاطر جميل طويل نوعا ما تحية لك
                          http://lindakamel.maktoobblog.com
                          من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

                          تعليق

                          يعمل...
                          X