القلب الجريح
فبين الدراسة والدخول الى الكلية ثم التخرج سرقه الزمن ولم يكن هناك وقت
فراغ للحياة الاجتماعية فأغلب أقاربه لايعرفونه لذلك فعندما تقدم لخطبة إحدى بنات عمومته
قوبل بالرفض بل أنهم قالوا له أننا لانعرف احد من أقاربنا بهذا الاسم ورجع خائبا يردد
ما أجمل التواصل الاجتماعي وهو يعيش ألان حياة رتيبة فيخرج الى وضيفته ويرجع الى بيت أهله
ويشعر انه وحيد والعمر يجري فبالرغم من إن حالته المادية جيدة إلا انه يقول في نفسه أنني لاأملك شيئاً
فلا زوجة تؤنس وحدتي ولا أطفال أربيهم واسهر عليهم عندما يمرضون وافرح عندما ينجحون ويفرحون
وإذا أراد كسر هذه الوحدة ذهب لزيارة شقيقته في بيت زوجها
ورغم حبه لها الا انه بدء يشعر ان زوجها لايريده ان يأتي لان أولاده تعلموا نضام في الحياة خاص وهو يعلمهم شيئاً أخر
هذه هي حياة (باسم )التي ضل يفكر فيها يومياً فهو أصبح بأمس الحاجة الى ان يكون له عائلة يخاف عليها وتخاف عليه يفرحون معاً ويحزنون معاً.
خرج باسم يوماً الى احد المتنزهات لكي يرفه عن نفسه فلفت نضره فتاة تجلس وحيدة على احدى المقاعد وهي جميلة ومحتشمة فجلس في المقعد المقابل لها وبدء ينضر اليها ويتفحصها من الاعلى الى الاسفل فأحست به ونهضت ورتبت ملابسها وابتعدت،وفي اليوم التالي وبعد خروجه من وضيفته ذهب الى البيت وابدل ملابسه وتوجه الى المتنزه فوجد الفتاة جالسة في مكانها الذي شاهدها فيه يوم أمس ،فأحس بشي يجذبه اليها وتقدم نحوها الا انه شعر بالارتباك فتراجع وجلس في المقعد المقابل لها وبدء ينضر اليها وعندما رأت منه ذلك نهضت وتقدمت اليه وقالت له أراك تنضر الي كثيراً هل هناك شيء ، أحس باسم بالارتباك وقال لها لاشيء فقالت ولماذا تجلس وتنضر الي دائما وفي هذا المقعد فقال مجرد صدفة فقالت له أرجو ان لا تتكرر هذه الصدفة وأعلم ان أخوتي معي لو رأوك فسوف يضربوك فلا تكررها ,وذهبت وهي تشعر بالفرح لانها أحست ان هذا الرجل يراقبها بإعجاب كما انها شعرت اتجاهه بشعور غريب لا تعرف ما هو إلا انه شعور مريح
في اليوم التالي جاء باسم الى نفس المكان ووجدها جالسة فشعر بالسعادة وأسرع وجلس بمكانه الذي يجلس فيه كل يوم وعندما رأته تبسمت وأدارت وجهها قليلاً فلاحظ باسم ذلك فجاءته الجرأة ونهض وسار الى ان وصل بقربها ,فقال لها هل تسمحين لي بسؤال قالت تفضل قال ما أسمك قالت( سعاده) ولكن لماذا فقال حب استطلاع وأراد الرجوع فبادرته قائلة وانت ما اسمك فقال( باسم) ولكن لماذا فقالت له حب استطلاع ضحك الاثنان وذهب كل في طريقه.
بقي باسم وسعادة يتقابلان لعدة شهور وتكونت صداقة بينه وبين إخوتها فقد تعرف عليهم وبدء يزورهم في البيت الى ان جاء يوم وقال لسعاده هل تتزوجينني فسكتت بخجل والسكوت يعني انها موافقة فأقيمت الافراح والليالي الملاح وعاشا عيشة سعيدة واشترى باسم بيت خاص له ولزوجته وبعد تسعة شهور رزقا بالطفل الأول وكانت ألفرحه لا توصف ثم الثاني والثالث.
اعتاد باسم ان يخرج الى العمل وزوجته وأطفاله نائمين خاصة وان زوجته قد رزقت بالمولود الثالث منذ شهرين فيقوم بعد الخروج بإقفال الباب عليهم وعندما تجلس زوجته تقوم بفتحه بالمفتاح الذي لديها ويمارسون حياتهم بصوره طبيعيه.
خرج باسم في يوم الى عمله واقفل الباب وبعد ساعة من وصوله الى العمل جاءته مكالمة هاتفيه من جاره ان هناك دخان يخرج من بيته فقال له اذهب وأنضر ما هو الدخان فأخبره ان هناك حريقاً في بيته وان الدخان يتزايد فقال باسم لجاره إن أهلي في البيت اذهب إليهم وأخرجهم وأنا سوف أأتي إليك بسرعة هرع جميع الجيران الى بيت باسم الا انهم لم يستطيعوا فتح الباب فأخبروا رجال الإطفاء وجاءوا بسرعة وفتحوا الباب الا إنهم فوجئوا بأن وجدوا زوجة باسم سعادة قد وصلت الى الباب تحاول فتحه وسقطت مختنقة من الدخان وماتت فدخلوا الى داخل البيت ووجدوا الأطفال الثلاثة قد ماتوا في مكانهم ولما وصل باسم الى بيته شاهد المنظر فصاح سعاده وسقط مغشياً عليه ونقل الى المستشفى
انتهى
واترك الباقي لخيال القارىء
اخوكم
احمد عيسى نور
واترك الباقي لخيال القارىء
اخوكم
احمد عيسى نور
تعليق