( إلى أين المسير؟)
......
طالعتُ فى الفترة الأخيرة خبرين على صفحات جرائد مصرنا الحبيب،
وكلُّ واحدٍ منهما يكفى أن يصيب بالغثيان والإحباط فى آنٍ،
وسألت نفسى: إلى أين المسير؟
أرانا إلى الهاوية نسقط ضاربين بقانون الجاذبية عرض الحائط،
وكأن لسان حال مصرنا فى مطلع الألفية الثالثة يعلن:
أن وزن وقيمة الشعب لا تتجلى فى غزوه الفضاء، ومقدار ما يبذل على بحثه العلمى،
بل هو مقدار ما يتجرعه من قهروهوان وذل بيد قائده.
ــ وإليك عزيزى القارئ دعوتى الأولى للإحباط ومفادها فى العنوان التالى:
(إسرائيل تهزم مصر 47/صفر)... شدنى العنوان بغرابته واستفزازه، وأنا الذى مازلتُ أدعى بأن لدى بقية من مصريتى،
وحرصى على ألا يهزم شعبى المعدوم والمقهور فى أى محفل لاسيما من إسرائيل،
نعم ــ أعلم علم اليقين أن إسرائيل هزمتنا مرارا وتكرارا ومازالتْ، وبتنا نتمنى رضاها وغاية من نملك هى الأفعال الثلاثة:
( نشجب ـ نستنكرـ ندين)
لكن أن تأتى النتيجة على هذا النحو من التردى فهذا ما أفزعنى، ورأيتنى ألتهم تفاصيل الخبر لتنقشع آثار الصدمة رويدا رويدا،
وإذا بالتفاصيل تعلن أن إسرائيل فازت فى أفضل ستين بحثا علميا فى الشرق الأوسط وإفريقيا بعدد( 47) بحثا ،
وجنوب إفريقيا بثمانية، والعربية السعودية بأربعة( ساهم فيها أجانب) والإمارات ببحث واحد على ما أتذكر،
فحمدت الله على صفر مصرنا.
فمازلنا فى موقعنا لا نحيد عنه، وقلت فى نفسى ربما الصفر أفضل بكثير من كل الأعداد السالبة.
ــ أما ما أصابنى بالغثيان فكان فى الخبر الذى فجعنى ومفاده أن تامر حسنى
( أعتقد أنه مطرب) سيتكرم ويتفضل ويتنازل ويمنُّ على شعبنا المسكين...ويمثل له مسلسلا مقابل أجر بسيط للغاية
وهو (80مليون جنية) فقط
...اتسعت حدقتا عينىَّ ، وأمسكت بنظارتى علنى مخطأ ــ لأتأكد من صدق الخبر،
ويا لهول ما رأيت بنظارتى فالرقم صحيح ومكتوب بالأرقام والحروف،
وضربت كفّاً بكفٍّ ومصمصتُ الشفاه، ولسان حالى يقول:
إذا كنا نعطى أجر ممثل هذا الرقم... فأجر كم مسلسل تساوى ميزانية البحث العلمى لدينا؟؟؟
لكنى حمدت الله على أننا دولة مترفة إلى هذا الحد، وتريد أن ترفه على شبابنا ولا يهمنا ملايين المعاشات المسروقة،
أو الصناديق المنهوبة، أو القروض التى نعجز عن سداد فوائدها، المهم نبسط الناس (وتخرب ما تعمر).
أما أزمة نظافة العاصمة فلا تهم ...فيكفى أننا نستحق السبق ودخلنا الموسوعة،
فعاصمتنا لها السبق فى خلق جيل من ( الذباب السمج) الذى لا يبالى بالهشِّ ولا بالنشِّ
وصار ذباب الصيف لدينا ( تِنح ) وألزق من ذباب الشتاء.
،،،،،
بقلم: أحمد الحارون
كُتبت فى 2010
......
طالعتُ فى الفترة الأخيرة خبرين على صفحات جرائد مصرنا الحبيب،
وكلُّ واحدٍ منهما يكفى أن يصيب بالغثيان والإحباط فى آنٍ،
وسألت نفسى: إلى أين المسير؟
أرانا إلى الهاوية نسقط ضاربين بقانون الجاذبية عرض الحائط،
وكأن لسان حال مصرنا فى مطلع الألفية الثالثة يعلن:
أن وزن وقيمة الشعب لا تتجلى فى غزوه الفضاء، ومقدار ما يبذل على بحثه العلمى،
بل هو مقدار ما يتجرعه من قهروهوان وذل بيد قائده.
ــ وإليك عزيزى القارئ دعوتى الأولى للإحباط ومفادها فى العنوان التالى:
(إسرائيل تهزم مصر 47/صفر)... شدنى العنوان بغرابته واستفزازه، وأنا الذى مازلتُ أدعى بأن لدى بقية من مصريتى،
وحرصى على ألا يهزم شعبى المعدوم والمقهور فى أى محفل لاسيما من إسرائيل،
نعم ــ أعلم علم اليقين أن إسرائيل هزمتنا مرارا وتكرارا ومازالتْ، وبتنا نتمنى رضاها وغاية من نملك هى الأفعال الثلاثة:
( نشجب ـ نستنكرـ ندين)
لكن أن تأتى النتيجة على هذا النحو من التردى فهذا ما أفزعنى، ورأيتنى ألتهم تفاصيل الخبر لتنقشع آثار الصدمة رويدا رويدا،
وإذا بالتفاصيل تعلن أن إسرائيل فازت فى أفضل ستين بحثا علميا فى الشرق الأوسط وإفريقيا بعدد( 47) بحثا ،
وجنوب إفريقيا بثمانية، والعربية السعودية بأربعة( ساهم فيها أجانب) والإمارات ببحث واحد على ما أتذكر،
فحمدت الله على صفر مصرنا.
فمازلنا فى موقعنا لا نحيد عنه، وقلت فى نفسى ربما الصفر أفضل بكثير من كل الأعداد السالبة.
ــ أما ما أصابنى بالغثيان فكان فى الخبر الذى فجعنى ومفاده أن تامر حسنى
( أعتقد أنه مطرب) سيتكرم ويتفضل ويتنازل ويمنُّ على شعبنا المسكين...ويمثل له مسلسلا مقابل أجر بسيط للغاية
وهو (80مليون جنية) فقط
...اتسعت حدقتا عينىَّ ، وأمسكت بنظارتى علنى مخطأ ــ لأتأكد من صدق الخبر،
ويا لهول ما رأيت بنظارتى فالرقم صحيح ومكتوب بالأرقام والحروف،
وضربت كفّاً بكفٍّ ومصمصتُ الشفاه، ولسان حالى يقول:
إذا كنا نعطى أجر ممثل هذا الرقم... فأجر كم مسلسل تساوى ميزانية البحث العلمى لدينا؟؟؟
لكنى حمدت الله على أننا دولة مترفة إلى هذا الحد، وتريد أن ترفه على شبابنا ولا يهمنا ملايين المعاشات المسروقة،
أو الصناديق المنهوبة، أو القروض التى نعجز عن سداد فوائدها، المهم نبسط الناس (وتخرب ما تعمر).
أما أزمة نظافة العاصمة فلا تهم ...فيكفى أننا نستحق السبق ودخلنا الموسوعة،
فعاصمتنا لها السبق فى خلق جيل من ( الذباب السمج) الذى لا يبالى بالهشِّ ولا بالنشِّ
وصار ذباب الصيف لدينا ( تِنح ) وألزق من ذباب الشتاء.
،،،،،
بقلم: أحمد الحارون
كُتبت فى 2010
تعليق