بَوحُ فَراشَة !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صقر أبوعيدة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2009
    • 921

    بَوحُ فَراشَة !


    بَوحُ فَراشَة!

    مَاذا تَقُولُ فَرَاشَةٌ إِنْ لَمْ تَجِدْ دِفْئاً يُهَدِّئُ رَوعَها
    وَتَرَى غُصُونَ الشَّمْسِ يَقْضِمُها الْمَساءْ
    مَاذا تَقُولُ وَشِعْرُنا يَحْكِي تَضارِيسَ الْكَوَاعِبِ والنّهُودْ
    في ثَوْبِها رُقَعُ التّخَبُّطِ وَالشّرُودْ
    وَتَقَاسَمَ الْوَجَعَ الْمُخَلّلَ في الدُّجَى شُبّانُها
    وَيَهِيمُ فَوقَ مَعابِدِ الْبَلَدِ الْهَباءْ
    حَتَّى إِذا لاذَتْ إلى حِضْنِ التَّمَنّعِ والصّدُودْ
    هَبَّتْ بِها أَخَواتُها وَاسْتَمْرَأَتْ غَبَشَ الْوُعُودْ
    وَإِذا الْبِلادُ تَهَلَّلَتْ تَصْبُو إلى أُفُقٍ يَعودْ
    رَفَضَتْ شِفاهُ حِرَابِهِمْ بَرْقَ السَّماءْ
    وَالطَّيرُ يَخْفِي وَجْدَهُ
    بَينَ الْبَنادِقِ عِنْدَما تُشْرَى الدّمَاءْ
    وَالْعَينُ سُجِّرَ دَمْعُها
    تَرْنُو إلى طَيرِ النَّوَارِسِ تَحْتَفِي بَينَ الْغَمامْ
    وَلِتَرْسُمَ النَّهْرَ الّذِي في خَاطِرِي
    مِنْ نَبْعِهِ لَبَنٌ تَحَلَّى بِالْوِئَامْ
    مِنْهُ الصّبايا تَغْرِفُ الأَمَلَ الْمُكَلَّلَ بِالنَّشِيدْ
    وَالْمَوجُ يَغْسِلُ شَطْأَهُ هَمْساً وَتَرْتِيلاً يُقامْ
    عَينِي عَلى عَينٍ تَمَرَّدَ رِمْشُها
    وَالْجَفْنُ يُغْرِيهِ الْمَنامْ
    تَحْتَ السّكِينةِ في ثِيابٍ حَاكَها غَسَقُ الْخِصامْ
    يَاقَومِ مَنْ يَهْدِي الْفَراشَةَ شَدْوَ مَنْ يَرْجُو الْوِصالْ
    أَحَبَبْتُها قَبلَ انْبِجاسِ الْفَجْرِ مِنْ رَحِمِ اللَّيالْ
    كَحَّلْتُها حَتَّى الْتَقَينا عِنْدِ أَحْلامِ الْجُدُودْ
    يَاقَومِ مَنْ صَنَعَ الْكَآبَةَ وَالْجُنُودْ ؟
    وَالْحُبُّ يَنْشَفُ رِيقُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَلْقَى الْغَمامْ
    طَالَ اللُّهاثُ عَلى تَقَاسيمِ الْوُرُودْ
    وَتَمَيَّعَتْ في بُرْجِها لُغَةُ السَّلامْ
    يامَعْشَرَ الإنْسِ اشْتَكَى مِنْ غيِّكُمْ نَوْحُ الْحَمَامْ
    وَفَرَاشَةُ الْكَرْمِ الْحَصِيدْ..
    تَسَاءَلَتْ:
    مَنْ أَطْفَأَ الطُّرُقَ الّتي رُصِفَتْ مِنَ الْعَظْمِ الْوَليِدْ؟
    أَوَتَشْرَبُونَ مِنَ الْجَماجِمِ حُلْمَ طِفْلٍ مِنْ جَدِيدْ؟
    أَسْكَنْتُمُوهُ خِصَامَكَمْ فَتَوَجَّعَتْ فِيهِ الْخِيَامْ
    وَتَسَاءَلَتْ: لِمَ هَذِهِ الأَشْعارُ تَهْرُبُ كَالطَّرِيدْ ؟
    وَتَحَمْلِقُ الأَنْغَامُ في صُوَرِ الْقَصِيدِ ؟
    لَمَّا رَأَتْ دَمْعَ الْحُقُولِ عَلى الرَّحَى
    وَتَبَدَّلَتْ لُغُةُ الطَّحِينْ
    وَالْقَمْحُ يَمْلأُ حَبَّهُ غَضَباً عَلى صَدَأ الْمَناجِلِ في الْقُرَى
    يَتْلُو مَوَاوِيلَ التَّرَقُّبِ وَالصُّمُودْ
    وَتَسَاءَلَتْ:
    كَيفَ الأُخُوَّةُ لا تَرَى سُفُنَ الدّمُوعْ
    تَجْرِي بِأَشْرِعَةِ النَّوَى فَوقَ الْخُدودْ ؟

    شعر/ صقرأبوعيدة


  • خالد شوملي
    أديب وكاتب
    • 24-07-2009
    • 3142

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة صقر أبوعيدة مشاهدة المشاركة
    بَوحُ فَراشَة!

    مَاذا تَقُولُ فَرَاشَةٌ إِنْ لَمْ تَجِدْ دِفْئاً يُهَدِّئُ رَوعَها
    وَتَرَى غُصُونَ الشَّمْسِ يَقْضِمُها الْمَساءْ
    مَاذا تَقُولُ وَشِعْرُنا يَحْكِي تَضارِيسَ الْكَوَاعِبِ والنّهُودْ
    في ثَوْبِها رُقَعُ التّخَبُّطِ وَالشّرُودْ
    وَتَقَاسَمَ الْوَجَعَ الْمُخَلّلَ في الدُّجَى شُبّانُها
    وَيَهِيمُ فَوقَ مَعابِدِ الْبَلَدِ الْهَباءْ
    حَتَّى إِذا لاذَتْ إلى حِضْنِ التَّمَنّعِ والصّدُودْ
    هَبَّتْ بِها أَخَواتُها وَاسْتَمْرَأَتْ غَبَشَ الْوُعُودْ
    وَإِذا الْبِلادُ تَهَلَّلَتْ تَصْبُو إلى أُفُقٍ يَعودْ
    رَفَضَتْ شِفاهُ حِرَابِهِمْ بَرْقَ السَّماءْ
    وَالطَّيرُ يَخْفِي وَجْدَهُ
    بَينَ الْبَنادِقِ عِنْدَما تُشْرَى الدّمَاءْ
    وَالْعَينُ سُجِّرَ دَمْعُها
    تَرْنُو إلى طَيرِ النَّوَارِسِ تَحْتَفِي بَينَ الْغَمامْ
    وَلِتَرْسُمَ النَّهْرَ الّذِي في خَاطِرِي
    مِنْ نَبْعِهِ لَبَنٌ تَحَلَّى بِالْوِئَامْ
    مِنْهُ الصّبايا تَغْرِفُ الأَمَلَ الْمُكَلَّلَ بِالنَّشِيدْ
    وَالْمَوجُ يَغْسِلُ شَطْأَهُ هَمْساً وَتَرْتِيلاً يُقامْ
    عَينِي عَلى عَينٍ تَمَرَّدَ رِمْشُها
    وَالْجَفْنُ يُغْرِيهِ الْمَنامْ
    تَحْتَ السّكِينةِ في ثِيابٍ حَاكَها غَسَقُ الْخِصامْ
    يَاقَومِ مَنْ يَهْدِي الْفَراشَةَ شَدْوَ مَنْ يَرْجُو الْوِصالْ
    أَحَبَبْتُها قَبلَ انْبِجاسِ الْفَجْرِ مِنْ رَحِمِ اللَّيالْ
    كَحَّلْتُها حَتَّى الْتَقَينا عِنْدِ أَحْلامِ الْجُدُودْ
    يَاقَومِ مَنْ صَنَعَ الْكَآبَةَ وَالْجُنُودْ ؟
    وَالْحُبُّ يَنْشَفُ رِيقُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَلْقَى الْغَمامْ
    طَالَ اللُّهاثُ عَلى تَقَاسيمِ الْوُرُودْ
    وَتَمَيَّعَتْ في بُرْجِها لُغَةُ السَّلامْ
    يامَعْشَرَ الإنْسِ اشْتَكَى مِنْ غيِّكُمْ نَوْحُ الْحَمَامْ
    وَفَرَاشَةُ الْكَرْمِ الْحَصِيدْ..
    تَسَاءَلَتْ:
    مَنْ أَطْفَأَ الطُّرُقَ الّتي رُصِفَتْ مِنَ الْعَظْمِ الْوَليِدْ؟
    أَوَتَشْرَبُونَ مِنَ الْجَماجِمِ حُلْمَ طِفْلٍ مِنْ جَدِيدْ؟
    أَسْكَنْتُمُوهُ خِصَامَكَمْ فَتَوَجَّعَتْ فِيهِ الْخِيَامْ
    وَتَسَاءَلَتْ: لِمَ هَذِهِ الأَشْعارُ تَهْرُبُ كَالطَّرِيدْ ؟
    وَتَحَمْلِقُ الأَنْغَامُ في صُوَرِ الْقَصِيدِ ؟
    لَمَّا رَأَتْ دَمْعَ الْحُقُولِ عَلى الرَّحَى
    وَتَبَدَّلَتْ لُغُةُ الطَّحِينْ
    وَالْقَمْحُ يَمْلأُ حَبَّهُ غَضَباً عَلى صَدَأ الْمَناجِلِ في الْقُرَى
    يَتْلُو مَوَاوِيلَ التَّرَقُّبِ وَالصُّمُودْ
    وَتَسَاءَلَتْ:
    كَيفَ الأُخُوَّةُ لا تَرَى سُفُنَ الدّمُوعْ
    تَجْرِي بِأَشْرِعَةِ النَّوَى فَوقَ الْخُدودْ ؟

    شعر/ صقرأبوعيدة



    أخي الشاعر القدير
    صقر أبوعيدة


    قصيدة رائعة تعزفها على أوتار الروح وأوجاعها.

    لهذه اللغة الساحرة وهذا الصور الشعرية الراقية وهذا العمق ألف إشادة.
    وتثبيت!

    دمت بألف خير وشعر!

    محبتي وتقديري

    خالد شوملي




    متعرّجٌ كالنهرِ عمري مرّةً يسري ببطءٍ تارةً كالخيلِ يجري
    www.khaledshomali.org

    تعليق

    • ظميان غدير
      مـُستقيل !!
      • 01-12-2007
      • 5369

      #3
      الشاعر المبدع الاستثنائي
      صقر ابو عيدة
      قصيدة رائعة زينتها بطريقتك واسلوبك الفريد
      وبفنك الشعري الراقي ...لونت مساحة القصيدة بابهى الصور الشعرية
      فتمّت لك الروعة

      تحيتي
      نادت بإسمي فلما جئتها ابتعدت
      قالت تنح ّ حبيبي لا أناديكا
      إني أنادي أخي في إسمكم شبه
      ما كنت َ قصديَ إني لست أعنيكا

      صالح طه .....ظميان غدير

      تعليق

      • خالدالبار
        عضو الملتقى
        • 24-07-2009
        • 2130

        #4
        اني ابشرها بفجر حالم يصبو لها رغم الحدود..ويذود عن احلامها الولهى
        يبادلها التغاريد وانبثاق النور فجرا نستقي منه الوجود....اباعيدة ايها الشعر المجنح فس سماوات الورود...انت كل الشعر عندي انت كل المزن يهمي شعر حب نبض قلب صوته

        في داخلي يعني الوجود.....
        ﻷه درك ايها الجميل
        اخي الحبيب كن بخير...لأكونا. .أنا
        أخالد كم أزحت الغل مني
        وهذبّت القصائد بالتغني

        أشبهكَ الحمامة في سلام
        أيا رمز المحبة فقت َ ظني
        (ظميان غدير)

        تعليق

        • محمد نادر فرج
          شاعر وأديب
          • 02-11-2008
          • 490

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة صقر أبوعيدة مشاهدة المشاركة
          بَوحُ فَراشَة!

          مَاذا تَقُولُ فَرَاشَةٌ إِنْ لَمْ تَجِدْ دِفْئاً يُهَدِّئُ رَوعَها
          وَتَرَى غُصُونَ الشَّمْسِ يَقْضِمُها الْمَساءْ
          مَاذا تَقُولُ وَشِعْرُنا يَحْكِي تَضارِيسَ الْكَوَاعِبِ والنّهُودْ
          في ثَوْبِها رُقَعُ التّخَبُّطِ وَالشّرُودْ
          وَتَقَاسَمَ الْوَجَعَ الْمُخَلّلَ في الدُّجَى شُبّانُها
          وَيَهِيمُ فَوقَ مَعابِدِ الْبَلَدِ الْهَباءْ
          حَتَّى إِذا لاذَتْ إلى حِضْنِ التَّمَنّعِ والصّدُودْ
          هَبَّتْ بِها أَخَواتُها وَاسْتَمْرَأَتْ غَبَشَ الْوُعُودْ
          وَإِذا الْبِلادُ تَهَلَّلَتْ تَصْبُو إلى أُفُقٍ يَعودْ
          رَفَضَتْ شِفاهُ حِرَابِهِمْ بَرْقَ السَّماءْ
          وَالطَّيرُ يَخْفِي وَجْدَهُ
          بَينَ الْبَنادِقِ عِنْدَما تُشْرَى الدّمَاءْ
          وَالْعَينُ سُجِّرَ دَمْعُها
          تَرْنُو إلى طَيرِ النَّوَارِسِ تَحْتَفِي بَينَ الْغَمامْ
          وَلِتَرْسُمَ النَّهْرَ الّذِي في خَاطِرِي
          مِنْ نَبْعِهِ لَبَنٌ تَحَلَّى بِالْوِئَامْ
          مِنْهُ الصّبايا تَغْرِفُ الأَمَلَ الْمُكَلَّلَ بِالنَّشِيدْ
          وَالْمَوجُ يَغْسِلُ شَطْأَهُ هَمْساً وَتَرْتِيلاً يُقامْ
          عَينِي عَلى عَينٍ تَمَرَّدَ رِمْشُها
          وَالْجَفْنُ يُغْرِيهِ الْمَنامْ
          تَحْتَ السّكِينةِ في ثِيابٍ حَاكَها غَسَقُ الْخِصامْ
          يَاقَومِ مَنْ يَهْدِي الْفَراشَةَ شَدْوَ مَنْ يَرْجُو الْوِصالْ
          أَحَبَبْتُها قَبلَ انْبِجاسِ الْفَجْرِ مِنْ رَحِمِ اللَّيالْ
          كَحَّلْتُها حَتَّى الْتَقَينا عِنْدِ أَحْلامِ الْجُدُودْ
          يَاقَومِ مَنْ صَنَعَ الْكَآبَةَ وَالْجُنُودْ ؟
          وَالْحُبُّ يَنْشَفُ رِيقُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَلْقَى الْغَمامْ
          طَالَ اللُّهاثُ عَلى تَقَاسيمِ الْوُرُودْ
          وَتَمَيَّعَتْ في بُرْجِها لُغَةُ السَّلامْ
          يامَعْشَرَ الإنْسِ اشْتَكَى مِنْ غيِّكُمْ نَوْحُ الْحَمَامْ
          وَفَرَاشَةُ الْكَرْمِ الْحَصِيدْ..
          تَسَاءَلَتْ:
          مَنْ أَطْفَأَ الطُّرُقَ الّتي رُصِفَتْ مِنَ الْعَظْمِ الْوَليِدْ؟
          أَوَتَشْرَبُونَ مِنَ الْجَماجِمِ حُلْمَ طِفْلٍ مِنْ جَدِيدْ؟
          أَسْكَنْتُمُوهُ خِصَامَكَمْ فَتَوَجَّعَتْ فِيهِ الْخِيَامْ
          وَتَسَاءَلَتْ: لِمَ هَذِهِ الأَشْعارُ تَهْرُبُ كَالطَّرِيدْ ؟
          وَتَحَمْلِقُ الأَنْغَامُ في صُوَرِ الْقَصِيدِ ؟
          لَمَّا رَأَتْ دَمْعَ الْحُقُولِ عَلى الرَّحَى
          وَتَبَدَّلَتْ لُغُةُ الطَّحِينْ
          وَالْقَمْحُ يَمْلأُ حَبَّهُ غَضَباً عَلى صَدَأ الْمَناجِلِ في الْقُرَى
          يَتْلُو مَوَاوِيلَ التَّرَقُّبِ وَالصُّمُودْ
          وَتَسَاءَلَتْ:
          كَيفَ الأُخُوَّةُ لا تَرَى سُفُنَ الدّمُوعْ
          تَجْرِي بِأَشْرِعَةِ النَّوَى فَوقَ الْخُدودْ ؟

          شعر/ صقرأبوعيدة

          أية روح سامية نبيلة أراها هنا تتموج مع هذا النص الرائعة

          وأي خيال ضم كل هذه الروعة

          أي جمال هو هذا الذي ينسكب مع هذا الفجر الجميل

          أخي الفاضل

          هنا أجد الكثير من روح الوحي الملهم

          بارك الله تعالى لك في هذا العطاء

          وزادك روعة وألقا أيها الجميل

          أيها الصقر

          بكل جمال الكون

          وروعة ما في الوجود

          أحييك

          أبو همام
          أنا من رُبا الفَيحاء أغنيةٌ .. شَدا فيها على الغُصنِ الكَنارْ
          أنا من حَفيفِ الحَورِ .. من هَمْسِ الأصيلِ
          ومن شُعاعِ الشَّمسِ في وَضَحِ النهارْ
          أنا من حُقولِ التينِ .. من زَهرِ البَنَفسجِ
          من عَبيرِ الزَّيزفون
          أنا كنتُ شَلالاً تُغَذي ماءَهُ تلك العُيون

          تعليق

          • راجية الفردوس
            عضو الملتقى
            • 19-05-2012
            • 12

            #6
            المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر أبوعيدة
            بَوحُ فَراشَة!

            مَاذا تَقُولُ فَرَاشَةٌ إِنْ لَمْ تَجِدْ دِفْئاً يُهَدِّئُ رَوعَها
            وَتَرَى غُصُونَ الشَّمْسِ يَقْضِمُها الْمَساءْ
            مَاذا تَقُولُ وَشِعْرُنا يَحْكِي تَضارِيسَ الْكَوَاعِبِ والنّهُودْ
            في ثَوْبِها رُقَعُ التّخَبُّطِ وَالشّرُودْ
            وَتَقَاسَمَ الْوَجَعَ الْمُخَلّلَ في الدُّجَى شُبّانُها
            وَيَهِيمُ فَوقَ مَعابِدِ الْبَلَدِ الْهَباءْ
            حَتَّى إِذا لاذَتْ إلى حِضْنِ التَّمَنّعِ والصّدُودْ
            هَبَّتْ بِها أَخَواتُها وَاسْتَمْرَأَتْ غَبَشَ الْوُعُودْ
            وَإِذا الْبِلادُ تَهَلَّلَتْ تَصْبُو إلى أُفُقٍ يَعودْ
            رَفَضَتْ شِفاهُ حِرَابِهِمْ بَرْقَ السَّماءْ
            وَالطَّيرُ يَخْفِي وَجْدَهُ
            بَينَ الْبَنادِقِ عِنْدَما تُشْرَى الدّمَاءْ
            وَالْعَينُ سُجِّرَ دَمْعُها
            تَرْنُو إلى طَيرِ النَّوَارِسِ تَحْتَفِي بَينَ الْغَمامْ
            وَلِتَرْسُمَ النَّهْرَ الّذِي في خَاطِرِي
            مِنْ نَبْعِهِ لَبَنٌ تَحَلَّى بِالْوِئَامْ
            مِنْهُ الصّبايا تَغْرِفُ الأَمَلَ الْمُكَلَّلَ بِالنَّشِيدْ
            وَالْمَوجُ يَغْسِلُ شَطْأَهُ هَمْساً وَتَرْتِيلاً يُقامْ
            عَينِي عَلى عَينٍ تَمَرَّدَ رِمْشُها
            وَالْجَفْنُ يُغْرِيهِ الْمَنامْ
            تَحْتَ السّكِينةِ في ثِيابٍ حَاكَها غَسَقُ الْخِصامْ
            يَاقَومِ مَنْ يَهْدِي الْفَراشَةَ شَدْوَ مَنْ يَرْجُو الْوِصالْ
            أَحَبَبْتُها قَبلَ انْبِجاسِ الْفَجْرِ مِنْ رَحِمِ اللَّيالْ
            كَحَّلْتُها حَتَّى الْتَقَينا عِنْدِ أَحْلامِ الْجُدُودْ
            يَاقَومِ مَنْ صَنَعَ الْكَآبَةَ وَالْجُنُودْ ؟
            وَالْحُبُّ يَنْشَفُ رِيقُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَلْقَى الْغَمامْ
            طَالَ اللُّهاثُ عَلى تَقَاسيمِ الْوُرُودْ
            وَتَمَيَّعَتْ في بُرْجِها لُغَةُ السَّلامْ
            يامَعْشَرَ الإنْسِ اشْتَكَى مِنْ غيِّكُمْ نَوْحُ الْحَمَامْ
            وَفَرَاشَةُ الْكَرْمِ الْحَصِيدْ..
            تَسَاءَلَتْ:
            مَنْ أَطْفَأَ الطُّرُقَ الّتي رُصِفَتْ مِنَ الْعَظْمِ الْوَليِدْ؟
            أَوَتَشْرَبُونَ مِنَ الْجَماجِمِ حُلْمَ طِفْلٍ مِنْ جَدِيدْ؟
            أَسْكَنْتُمُوهُ خِصَامَكَمْ فَتَوَجَّعَتْ فِيهِ الْخِيَامْ
            وَتَسَاءَلَتْ: لِمَ هَذِهِ الأَشْعارُ تَهْرُبُ كَالطَّرِيدْ ؟
            وَتَحَمْلِقُ الأَنْغَامُ في صُوَرِ الْقَصِيدِ ؟
            لَمَّا رَأَتْ دَمْعَ الْحُقُولِ عَلى الرَّحَى
            وَتَبَدَّلَتْ لُغُةُ الطَّحِينْ
            وَالْقَمْحُ يَمْلأُ حَبَّهُ غَضَباً عَلى صَدَأ الْمَناجِلِ في الْقُرَى
            يَتْلُو مَوَاوِيلَ التَّرَقُّبِ وَالصُّمُودْ
            وَتَسَاءَلَتْ:
            كَيفَ الأُخُوَّةُ لا تَرَى سُفُنَ الدّمُوعْ
            تَجْرِي بِأَشْرِعَةِ النَّوَى فَوقَ الْخُدودْ ؟
            اخى الكريم تحية طيبة منى وبعد اسعد الله صباحك وعطره برقة وفصاحة لسانك وكتابتك فانا اشهد حقا بان هذه القصيدة هى من اروع ما قراته حقا فانت تمتلك موهبة نادر الثور عليها الان زادك الله بعلمه وبارك لك فى هذه الموهبة مع تمنياتى لك بمستقبل باهر
            التعديل الأخير تم بواسطة راجية الفردوس; الساعة 25-05-2012, 01:49.

            تعليق

            • هائل الصرمي
              أديب وكاتب
              • 31-05-2011
              • 857

              #7
              روعة شاعر متمكن بأدوته الفنية البديعة
              التي صورة حركة الشعورالمتدفق الجذاب
              بوركت وبور نغمك الجميل

              تعليق

              • صقر أبوعيدة
                أديب وكاتب
                • 17-06-2009
                • 921

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة خالد شوملي مشاهدة المشاركة

                أخي الشاعر القدير
                صقر أبوعيدة


                قصيدة رائعة تعزفها على أوتار الروح وأوجاعها.

                لهذه اللغة الساحرة وهذا الصور الشعرية الراقية وهذا العمق ألف إشادة.
                وتثبيت!

                دمت بألف خير وشعر!

                محبتي وتقديري

                خالد شوملي



                الحبيب خالد شوملي
                أنت كما أنت
                تريد أن تفرح قلب أخيك بكلمك الطيب وثنائك البهي
                بوركت أخي وثبت الله فؤادك في محبته
                ولك من أخيك محبة في الله ليس لها حدود

                تعليق

                • صقر أبوعيدة
                  أديب وكاتب
                  • 17-06-2009
                  • 921

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة ظميان غدير مشاهدة المشاركة
                  الشاعر المبدع الاستثنائي
                  صقر ابو عيدة
                  قصيدة رائعة زينتها بطريقتك واسلوبك الفريد
                  وبفنك الشعري الراقي ...لونت مساحة القصيدة بابهى الصور الشعرية
                  فتمّت لك الروعة

                  تحيتي
                  الحبيب ظميان
                  أراك هنا على متصفحي فتملأ أمكنة القلب ببهائك
                  بوركت أخي ورعاك الله

                  تعليق

                  • صقر أبوعيدة
                    أديب وكاتب
                    • 17-06-2009
                    • 921

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة خالدالبار مشاهدة المشاركة
                    اني ابشرها بفجر حالم يصبو لها رغم الحدود..ويذود عن احلامها الولهى
                    يبادلها التغاريد وانبثاق النور فجرا نستقي منه الوجود....اباعيدة ايها الشعر المجنح فس سماوات الورود...انت كل الشعر عندي انت كل المزن يهمي شعر حب نبض قلب صوته

                    في داخلي يعني الوجود.....
                    ﻷه درك ايها الجميل
                    اخي الحبيب كن بخير...لأكونا. .أنا
                    خالد البار هنا
                    يا له من صباح راق يرفرف قلبي له
                    وما أجمل هذه الكلمات المموسقة التي ترنمت بها أخي
                    بوركت وبورك قلبك الكبير المحب
                    وحفظك الله

                    تعليق

                    • صقر أبوعيدة
                      أديب وكاتب
                      • 17-06-2009
                      • 921

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد نادر فرج مشاهدة المشاركة
                      أية روح سامية نبيلة أراها هنا تتموج مع هذا النص الرائعة

                      وأي خيال ضم كل هذه الروعة

                      أي جمال هو هذا الذي ينسكب مع هذا الفجر الجميل

                      أخي الفاضل

                      هنا أجد الكثير من روح الوحي الملهم

                      بارك الله تعالى لك في هذا العطاء

                      وزادك روعة وألقا أيها الجميل

                      أيها الصقر

                      بكل جمال الكون

                      وروعة ما في الوجود

                      أحييك

                      أبو همام
                      الأخ النبيل أبا همام
                      كلمات رسمت هنا بريشتك العذبة المحبة الملونة بالجمال والبهاء
                      بوركت أخي وأشكر لك حسن ظنك بأخيك

                      تعليق

                      • صقر أبوعيدة
                        أديب وكاتب
                        • 17-06-2009
                        • 921

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة راجية الفردوس مشاهدة المشاركة
                        المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر أبوعيدة
                        بَوحُ فَراشَة!

                        مَاذا تَقُولُ فَرَاشَةٌ إِنْ لَمْ تَجِدْ دِفْئاً يُهَدِّئُ رَوعَها
                        وَتَرَى غُصُونَ الشَّمْسِ يَقْضِمُها الْمَساءْ
                        مَاذا تَقُولُ وَشِعْرُنا يَحْكِي تَضارِيسَ الْكَوَاعِبِ والنّهُودْ
                        في ثَوْبِها رُقَعُ التّخَبُّطِ وَالشّرُودْ
                        وَتَقَاسَمَ الْوَجَعَ الْمُخَلّلَ في الدُّجَى شُبّانُها
                        وَيَهِيمُ فَوقَ مَعابِدِ الْبَلَدِ الْهَباءْ
                        حَتَّى إِذا لاذَتْ إلى حِضْنِ التَّمَنّعِ والصّدُودْ
                        هَبَّتْ بِها أَخَواتُها وَاسْتَمْرَأَتْ غَبَشَ الْوُعُودْ
                        وَإِذا الْبِلادُ تَهَلَّلَتْ تَصْبُو إلى أُفُقٍ يَعودْ
                        رَفَضَتْ شِفاهُ حِرَابِهِمْ بَرْقَ السَّماءْ
                        وَالطَّيرُ يَخْفِي وَجْدَهُ
                        بَينَ الْبَنادِقِ عِنْدَما تُشْرَى الدّمَاءْ
                        وَالْعَينُ سُجِّرَ دَمْعُها
                        تَرْنُو إلى طَيرِ النَّوَارِسِ تَحْتَفِي بَينَ الْغَمامْ
                        وَلِتَرْسُمَ النَّهْرَ الّذِي في خَاطِرِي
                        مِنْ نَبْعِهِ لَبَنٌ تَحَلَّى بِالْوِئَامْ
                        مِنْهُ الصّبايا تَغْرِفُ الأَمَلَ الْمُكَلَّلَ بِالنَّشِيدْ
                        وَالْمَوجُ يَغْسِلُ شَطْأَهُ هَمْساً وَتَرْتِيلاً يُقامْ
                        عَينِي عَلى عَينٍ تَمَرَّدَ رِمْشُها
                        وَالْجَفْنُ يُغْرِيهِ الْمَنامْ
                        تَحْتَ السّكِينةِ في ثِيابٍ حَاكَها غَسَقُ الْخِصامْ
                        يَاقَومِ مَنْ يَهْدِي الْفَراشَةَ شَدْوَ مَنْ يَرْجُو الْوِصالْ
                        أَحَبَبْتُها قَبلَ انْبِجاسِ الْفَجْرِ مِنْ رَحِمِ اللَّيالْ
                        كَحَّلْتُها حَتَّى الْتَقَينا عِنْدِ أَحْلامِ الْجُدُودْ
                        يَاقَومِ مَنْ صَنَعَ الْكَآبَةَ وَالْجُنُودْ ؟
                        وَالْحُبُّ يَنْشَفُ رِيقُهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَلْقَى الْغَمامْ
                        طَالَ اللُّهاثُ عَلى تَقَاسيمِ الْوُرُودْ
                        وَتَمَيَّعَتْ في بُرْجِها لُغَةُ السَّلامْ
                        يامَعْشَرَ الإنْسِ اشْتَكَى مِنْ غيِّكُمْ نَوْحُ الْحَمَامْ
                        وَفَرَاشَةُ الْكَرْمِ الْحَصِيدْ..
                        تَسَاءَلَتْ:
                        مَنْ أَطْفَأَ الطُّرُقَ الّتي رُصِفَتْ مِنَ الْعَظْمِ الْوَليِدْ؟
                        أَوَتَشْرَبُونَ مِنَ الْجَماجِمِ حُلْمَ طِفْلٍ مِنْ جَدِيدْ؟
                        أَسْكَنْتُمُوهُ خِصَامَكَمْ فَتَوَجَّعَتْ فِيهِ الْخِيَامْ
                        وَتَسَاءَلَتْ: لِمَ هَذِهِ الأَشْعارُ تَهْرُبُ كَالطَّرِيدْ ؟
                        وَتَحَمْلِقُ الأَنْغَامُ في صُوَرِ الْقَصِيدِ ؟
                        لَمَّا رَأَتْ دَمْعَ الْحُقُولِ عَلى الرَّحَى
                        وَتَبَدَّلَتْ لُغُةُ الطَّحِينْ
                        وَالْقَمْحُ يَمْلأُ حَبَّهُ غَضَباً عَلى صَدَأ الْمَناجِلِ في الْقُرَى
                        يَتْلُو مَوَاوِيلَ التَّرَقُّبِ وَالصُّمُودْ
                        وَتَسَاءَلَتْ:
                        كَيفَ الأُخُوَّةُ لا تَرَى سُفُنَ الدّمُوعْ
                        تَجْرِي بِأَشْرِعَةِ النَّوَى فَوقَ الْخُدودْ ؟
                        اخى الكريم تحية طيبة منى وبعد اسعد الله صباحك وعطره برقة وفصاحة لسانك وكتابتك فانا اشهد حقا بان هذه القصيدة هى من اروع ما قراته حقا فانت تمتلك موهبة نادر الثور عليها الان زادك الله بعلمه وبارك لك فى هذه الموهبة مع تمنياتى لك بمستقبل باهر
                        راجية الفردوس
                        أديتنا المكرمة
                        أرجو من الله أن تكوني من أهل الفردوس المبتغى
                        ترسمين الكلم الطيب بقلبك الطيب وريشتك الراقية
                        بوركت أخيتي وحفظك الله

                        تعليق

                        • صقر أبوعيدة
                          أديب وكاتب
                          • 17-06-2009
                          • 921

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة هائل الصرمي مشاهدة المشاركة
                          روعة شاعر متمكن بأدوته الفنية البديعة
                          التي صورة حركة الشعورالمتدفق الجذاب
                          بوركت وبور نغمك الجميل
                          شاعرنا الأريب هائل الصرمي
                          يكفي أن أكحل عيني بكلمك النبيل
                          بوركت أخي ورعاك الله

                          تعليق

                          • عبده فايز الزبيدي
                            أديب وكاتب
                            • 05-05-2008
                            • 198

                            #14
                            ماذا أقول عن الجمال
                            إلا قولة : جميل أنت شاعرنا الجميل.
                            محبكم

                            تعليق

                            • غالية ابو ستة
                              أديب وكاتب
                              • 09-02-2012
                              • 5625

                              #15
                              الاخ الشاعر الغالي صقر ابوعيدة-------كل التحية والاحترام
                              أحييك على هذه التحفة الشعرية الرائعة في كل شيء لن أعدد فقد سبقني
                              الإخوة في ذكر وتفنيد مواضع الجمال فيها-----وهي في الحقيقة كل متناسق
                              من الجمال--------وأنا آسفة جداً لأنني تأخرت في شرف استماع حوار فراشتك
                              لم أكن قد صادفتها----فراشة جميلة رفرفت هنا في صفحتي ويا لها من فراشة!
                              كم تألمت لحالها المسكينة تكتسي بالكبرياء في حصن الصمودتصب لها الاخوات
                              أكواب الجحود---وطيور الود تكمن ما بين البارودتبكي--صحيح الدم بيع لتسلم
                              الكراسي--والدمع سجر في العيون-------ويرفضون إنهاء الانقسام لايستحون!
                              والشواطئ وهمسها---والنوارس---واكتئاب الخيام--حقيقة الصور مؤلمة--
                              لا يحس الجرح الا من الم------------عشت أرفرف مع فراشتك -حاورتها
                              كتبت لها-------لكنما النت غار فحذف المشاركة
                              هأنا أكتب ثانية------------ولكن
                              كيف الأخوة لا ترى سفن الدموع*تجري بأجنحة النوى فوق الخدود
                              سامحني فتنت لها عن أخواتها
                              هم من لها يحاصرون ويمنعون ويلجمون الراغبين بنجدة--هم الألم
                              قلت لها ---هم يذبحون شعوبهم ويشنون عليها الحروب-------
                              يا صقر يا أخي--------وصلنا مرحلة أمة تضحك من جهلها الامم
                              بكل الود والاحترام--------لك السلام والتحية واسلم
                              ونجوم اللألق أهديها لفراشتك------------دمت بخير
                              يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                              تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                              في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                              لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                              تعليق

                              يعمل...
                              X