غض البصر
......
الغضُّ لغة: مصدر من قولهم غضَّ بصره يعُضُّهُ غّضَّا، ومادة بناء الكلمة(غ ض ض) التى تدلُّ على : الكفُّ فكل شئ كففته فقد غضضته، وقيل الغضُّ هو الخفضُّ والكفُّ والكسر، وغضَّ طرفه أى خفضه، وكذلك غضَّ صوته.
والإغضاءُ إدناء الجفون وهو مشتق من ليلةٍ غاضيةٍ( وهى شديدة الظلام) والغضاضة هى الفتور فى الطرفِ .
ـ البصر فى اللغة: اسم لآلة الإبصار ومادة بناء الكلمة(ب ص ر) والتى تدل على العلم بالشئ، وقيل حاسة الرؤية، أبصرتُ الشئ رأيته، والبصير العالم، والتبصر التأمل، وباصرهُ أيضاً بمعنى أبصره، ويقال أبصر الرجل ـ إذا خرج من الكفر إلى بصيرة الإيمان.
ـ والبصير من أسماء الله الحسنى: ومعناه هو الذى يشاهد الأشياء كلها ظاهرها وخفيها.
أما غضُّ البصر اصطلاحاً: أن يغمض المسلم بصره عما حرم الله، ولا ينظر إلا لما أُبيح له النظر إليه، ومنه أيضا إغماض العين عن المحارم، فإذا وقع البصر على محرمٍ من غير قصد فليصرف بصره سريعا.
ـ قيمة غض البصر: البصر هو الباب الأكبر إلى القلبِ، ويُحسبُ أن أكثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وغضه واجبٌ عن جميع المحرمات.
ـ وفى القرآن الكريم ورد فى سورة النور( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرا بصير) ونفس الأمر فى الآية التى تلتها كان الأمر للنساء وزيد عليه عدم إبداء الزينة وستر العورة(آية31 النور).
ـ ووردت أحادبث كثيرة فى غض البصر نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ـ قول الرسول صلى الله عليه وسلم"اضمنوا لى ستاً من أنفسكم أضمنُ لكم الجنة كان منها غضوا أبصاركم"، وحديث إياكم والجلوس فى الطرقات ورد أن من حق الطريق ـ غض البصر، وحديث يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر...، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعلى"يا على لا تتبع النظرة النظرة، فإن الأولى لك، وليست لك الآخرة.
وفى الأثر كثرتْ أقوال العلماء والمفسرين فى غض البصر: قال ابن مسعود رضى الله عنه ـ حفظ البصر أشدُّ من حفظ اللسان، وقال أيضا: ما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمعٌ، وقالت أم سلمة ـ رضى الله عنها:(حُمادياتُ النساءِ غضُّ الأطرافِ)، وقال أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـإذا مرتْ بك امرأةٌ فغمضْ عينيك حتى تجاوزك، وقال وكيع بن الجراح رحمه الله تعالى: خرجنا مع سفيان الثورى فى يوم عيدفقال:"إنَّ أول ما نبدأ به فى يومنا غضُّ ابصارنا".
وقيل : إن التقوى سببٌ لغضِّ البصر وتحصين الفرج، وقيل فى الأثر أيضا: مَنْ عمرَّ ظاهرهُ باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكفَّ نفسه عن الشهوات، وأكل الحلالَ(لم تُخطئ له فراسة)، وقال بعضُ السلف: من حفظ بصره أورثه الله نوراً فى بصيرته).)
ومن فوائد غض البصر:
1 ـ حلاوة الإيمان ولذته، فإنَّ من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
2 ـ نور القلب والبصيرة، فحين يمنع العبد بصره عما حرم الله، يجازيه بنور فى بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة.
3 ـ فيه طاعة لله ورسوله، وصيانة المجتمع من انتشارالفواحش.
4 ـ فيه راحة للنفس والبدن وقوة للقلب وثباته
5 ـ تزيد من حياء المؤمن ويصبح المجتمع عفيفاً، ويصون المحارم ويُجنبُ الوقوع فى الزلل.
واعلم أيها الكريم أن:
كل الحوادث مبدأهـا من النظـر ******* ومعظم النّار من مستصغر الشررِ
كـم نظرةٍ بلغت من قلبِ صاحبها ******* كمبلغ السهم بـلا قوسٍ ولاوترِ
واختم بقول الشاعر:
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي
حتى يُواري جارِتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ
لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها.
هذا والله أعلى وأعلم وهو من وراء القصد.
......
(أحمدالحارون)
......
الغضُّ لغة: مصدر من قولهم غضَّ بصره يعُضُّهُ غّضَّا، ومادة بناء الكلمة(غ ض ض) التى تدلُّ على : الكفُّ فكل شئ كففته فقد غضضته، وقيل الغضُّ هو الخفضُّ والكفُّ والكسر، وغضَّ طرفه أى خفضه، وكذلك غضَّ صوته.
والإغضاءُ إدناء الجفون وهو مشتق من ليلةٍ غاضيةٍ( وهى شديدة الظلام) والغضاضة هى الفتور فى الطرفِ .
ـ البصر فى اللغة: اسم لآلة الإبصار ومادة بناء الكلمة(ب ص ر) والتى تدل على العلم بالشئ، وقيل حاسة الرؤية، أبصرتُ الشئ رأيته، والبصير العالم، والتبصر التأمل، وباصرهُ أيضاً بمعنى أبصره، ويقال أبصر الرجل ـ إذا خرج من الكفر إلى بصيرة الإيمان.
ـ والبصير من أسماء الله الحسنى: ومعناه هو الذى يشاهد الأشياء كلها ظاهرها وخفيها.
أما غضُّ البصر اصطلاحاً: أن يغمض المسلم بصره عما حرم الله، ولا ينظر إلا لما أُبيح له النظر إليه، ومنه أيضا إغماض العين عن المحارم، فإذا وقع البصر على محرمٍ من غير قصد فليصرف بصره سريعا.
ـ قيمة غض البصر: البصر هو الباب الأكبر إلى القلبِ، ويُحسبُ أن أكثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وغضه واجبٌ عن جميع المحرمات.
ـ وفى القرآن الكريم ورد فى سورة النور( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبيرا بصير) ونفس الأمر فى الآية التى تلتها كان الأمر للنساء وزيد عليه عدم إبداء الزينة وستر العورة(آية31 النور).
ـ ووردت أحادبث كثيرة فى غض البصر نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: ـ قول الرسول صلى الله عليه وسلم"اضمنوا لى ستاً من أنفسكم أضمنُ لكم الجنة كان منها غضوا أبصاركم"، وحديث إياكم والجلوس فى الطرقات ورد أن من حق الطريق ـ غض البصر، وحديث يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر...، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعلى"يا على لا تتبع النظرة النظرة، فإن الأولى لك، وليست لك الآخرة.
وفى الأثر كثرتْ أقوال العلماء والمفسرين فى غض البصر: قال ابن مسعود رضى الله عنه ـ حفظ البصر أشدُّ من حفظ اللسان، وقال أيضا: ما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمعٌ، وقالت أم سلمة ـ رضى الله عنها:(حُمادياتُ النساءِ غضُّ الأطرافِ)، وقال أنس بن مالك ـ رضى الله عنه ـإذا مرتْ بك امرأةٌ فغمضْ عينيك حتى تجاوزك، وقال وكيع بن الجراح رحمه الله تعالى: خرجنا مع سفيان الثورى فى يوم عيدفقال:"إنَّ أول ما نبدأ به فى يومنا غضُّ ابصارنا".
وقيل : إن التقوى سببٌ لغضِّ البصر وتحصين الفرج، وقيل فى الأثر أيضا: مَنْ عمرَّ ظاهرهُ باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكفَّ نفسه عن الشهوات، وأكل الحلالَ(لم تُخطئ له فراسة)، وقال بعضُ السلف: من حفظ بصره أورثه الله نوراً فى بصيرته).)
ومن فوائد غض البصر:
1 ـ حلاوة الإيمان ولذته، فإنَّ من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
2 ـ نور القلب والبصيرة، فحين يمنع العبد بصره عما حرم الله، يجازيه بنور فى بصيرته ويفتح عليه باب العلم والمعرفة.
3 ـ فيه طاعة لله ورسوله، وصيانة المجتمع من انتشارالفواحش.
4 ـ فيه راحة للنفس والبدن وقوة للقلب وثباته
5 ـ تزيد من حياء المؤمن ويصبح المجتمع عفيفاً، ويصون المحارم ويُجنبُ الوقوع فى الزلل.
واعلم أيها الكريم أن:
كل الحوادث مبدأهـا من النظـر ******* ومعظم النّار من مستصغر الشررِ
كـم نظرةٍ بلغت من قلبِ صاحبها ******* كمبلغ السهم بـلا قوسٍ ولاوترِ
واختم بقول الشاعر:
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي
حتى يُواري جارِتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ
لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها.
هذا والله أعلى وأعلم وهو من وراء القصد.
......
(أحمدالحارون)
تعليق