دروب النسيان
في احدى ضواحي الأيّام، هناك على جسر من الحيرة.. وقفت و كسرة حزنٍ في عينيها، تقلب بين يديها ذكرى منه، و في غمرة انشغالها قالت ( و كأنها تخاطبُ في ليلها نجوم أفكارها): في كلّ مرّة كان يتركني فيها، كنتُ أقول له:" لن أعود".. و لكنني باسم الحنين كنتُ أعود!! و مع كلّ عودة كان يمزقني انتحابُ الكبرياء، لهذا وعدتُ الله أمامه في المرّة الأخيرة أنني لن أعود و لن أعود!! حنيني و أعرفه ، يخجلُ من أن يخلف مع الله وعده، لذا لن أعود لن أعود!! ( قال و القلبُ يصرخُ ألماً):
- إن كان في العودة انتحار، عليكِ أن ترحلي.. ففي الرحيل أحياناً صون لما بقي من كرامة.
- كذلك في الرحيل انتحار.. فبعد الرحيل مارستُ كلّ أنواع الموت، متُّ اختناقاً، متُّ رعباً.. متُّ حزناً.. متُّ غربة، و زرتُ كلّ مدن النهايات!!
- لو أنه يعلم عظيمَ خسارته، لعاد الى أحضانِ كلماتك الرقيقة، يأخذ من حنان حروفها كلّ البدايات..
- كلّ البدايات بعد حلول ساعة النهاية لا تجدي!!
- ابدأي من جديد، فتشي بين السطور عن ذكرى جميلة تكحلين بها عينيَّ اللحظات المنسيّة، أم أنكِ حرقتِ كلّ الذكرياتِ في ثورة تنهيدة، سطوتِ بالنسيان على كلّ الأمسيات في غمرة غضب!! لا تحرقي الماضي، دعي أحزانكِ جانباً، فيوماً ما سيعود ليقرأ في دفاتركِ أجمل كلام، ربّما ليوقع أيضاً على صفحاتكِ أعذب قرار..
- أقسمُ أنه لن يقرأ بعد الآن في عيني قصص الشوق التي كانت تشغلُ لياليه، لن يلمسَ في نظراتي حرير لهفتي، لن و لن يجد نفسه بين حروفي، لا أريده أن يعود..
لقد أعتدت على غيابه..
- و لكنكِ تحبينه!! لا توصدي باب الرجوع في خضم أحزانكِ.. ربّما كان مشتاقاً، ربّماً كان هو ايضاً يحصي الثوان التي سيستقلُّ احداها أتياً اليكِ!!
- وهل يعتقد أنّ حبّي مقعداً في حديقة عامّة، يمضي عنه متى شاء، و يعود اليه ساعة يشاء؟!! و كلّه يقين أنه سيكون فارغاً ينتظر شرف وصوله ليحضنه!!لا، الرصاصة التي تُطلق لا تسترد.. لن يكون قلبي مُقعداً من بعده، اصاباته خطيرة، كادت أن تودي بخفقاته..
- الوردة تعطي عبيرها لكل عابر سبيل، و لكنّ واحدأ فقط يقطفها، عسى أن ما وراء النهاية القاتمة الملامح بداية حبّ جديد..
- اينَ هو هذا الحب الجديد؟!! لقد خشي من يأسي.. أحزاني .. خيباتي.. أراه خلف القضبان ينتظر لحظة أملِ ليرحل..
- اراكِ تلاحقين طيفه بسوط قراراتكِ الحائرة، تطاردين حباً انتحر في داخلكِ.. إن كان في عودته عذاباً، ارفعي رأسكِ عالياً ، ففي الأفق شمسُ حبٍّ جديد لا تغيب..
- أتعلم، لقد أعطيته كلّ الحب، حتى آخر خفقة.. في آخر مرّة رأيته يقود مشاعره بعيداً عني، على طرقات الهروب، يرحل بعواطفه المزعومة..
- ربّما كان تحت تأثير خمرة الواقع..
- الواقع؟!! الواقع أنه قدّ ملّ حبّي.. لن أسامحه، لقد تركني لوحةً بلا ألوان، جسدٌُ بلا روح.. بقايا انسان.. أنا جزيرة تنتظر الحنين ليغمرَ ثوبها، أنا لحنُ بلا عنوان..
- سأرسمُ بكلماتي قصيدتي، و اشكلها كي تناسبَ وصفكِ و ألبسُها من درر حروفي جواهرَ تزيّن عنق أحلامك، و أسكبُ في كأس الأيّام من نبيذ حبّي.. أقصد صداقتي!!
أفلا تساوي قصيدتي لحظة توقف؟!!
- ليتني قابلتك قبل أن يوافيني الحب،، قبل أن تسمع عذابي، و تضع يدَ روحك على ياقة جرحي.. يا أيّها القاطن خلف الأفكار المرهقة، المحلّق في فضاء الأحلام القادمة، اعذرني فلقد قطعتُ للرحيل تذكرةً و عقدتُ مع الفراق عهداً..
- دعيني أكون صرخة فرح في عينيكِ، سأحملك الى بلاد النسيان و أجعلكِ أميرةَ غافيةٍ على كتف حبّى..
- لا، لن تكون الوسادة التي ألقي عليها أحلامي هرباً من ذكرياتي!! أعلم أنك الوحيد القادرعلى أن تنسيني ايّاه، و لكنني على يقين أنّ لا أحداً باستطاعته أن ينسيني ايّاك..
حسام فوزي سعيد - كاتب من لبنان
في احدى ضواحي الأيّام، هناك على جسر من الحيرة.. وقفت و كسرة حزنٍ في عينيها، تقلب بين يديها ذكرى منه، و في غمرة انشغالها قالت ( و كأنها تخاطبُ في ليلها نجوم أفكارها): في كلّ مرّة كان يتركني فيها، كنتُ أقول له:" لن أعود".. و لكنني باسم الحنين كنتُ أعود!! و مع كلّ عودة كان يمزقني انتحابُ الكبرياء، لهذا وعدتُ الله أمامه في المرّة الأخيرة أنني لن أعود و لن أعود!! حنيني و أعرفه ، يخجلُ من أن يخلف مع الله وعده، لذا لن أعود لن أعود!! ( قال و القلبُ يصرخُ ألماً):
- إن كان في العودة انتحار، عليكِ أن ترحلي.. ففي الرحيل أحياناً صون لما بقي من كرامة.
- كذلك في الرحيل انتحار.. فبعد الرحيل مارستُ كلّ أنواع الموت، متُّ اختناقاً، متُّ رعباً.. متُّ حزناً.. متُّ غربة، و زرتُ كلّ مدن النهايات!!
- لو أنه يعلم عظيمَ خسارته، لعاد الى أحضانِ كلماتك الرقيقة، يأخذ من حنان حروفها كلّ البدايات..
- كلّ البدايات بعد حلول ساعة النهاية لا تجدي!!
- ابدأي من جديد، فتشي بين السطور عن ذكرى جميلة تكحلين بها عينيَّ اللحظات المنسيّة، أم أنكِ حرقتِ كلّ الذكرياتِ في ثورة تنهيدة، سطوتِ بالنسيان على كلّ الأمسيات في غمرة غضب!! لا تحرقي الماضي، دعي أحزانكِ جانباً، فيوماً ما سيعود ليقرأ في دفاتركِ أجمل كلام، ربّما ليوقع أيضاً على صفحاتكِ أعذب قرار..
- أقسمُ أنه لن يقرأ بعد الآن في عيني قصص الشوق التي كانت تشغلُ لياليه، لن يلمسَ في نظراتي حرير لهفتي، لن و لن يجد نفسه بين حروفي، لا أريده أن يعود..
لقد أعتدت على غيابه..
- و لكنكِ تحبينه!! لا توصدي باب الرجوع في خضم أحزانكِ.. ربّما كان مشتاقاً، ربّماً كان هو ايضاً يحصي الثوان التي سيستقلُّ احداها أتياً اليكِ!!
- وهل يعتقد أنّ حبّي مقعداً في حديقة عامّة، يمضي عنه متى شاء، و يعود اليه ساعة يشاء؟!! و كلّه يقين أنه سيكون فارغاً ينتظر شرف وصوله ليحضنه!!لا، الرصاصة التي تُطلق لا تسترد.. لن يكون قلبي مُقعداً من بعده، اصاباته خطيرة، كادت أن تودي بخفقاته..
- الوردة تعطي عبيرها لكل عابر سبيل، و لكنّ واحدأ فقط يقطفها، عسى أن ما وراء النهاية القاتمة الملامح بداية حبّ جديد..
- اينَ هو هذا الحب الجديد؟!! لقد خشي من يأسي.. أحزاني .. خيباتي.. أراه خلف القضبان ينتظر لحظة أملِ ليرحل..
- اراكِ تلاحقين طيفه بسوط قراراتكِ الحائرة، تطاردين حباً انتحر في داخلكِ.. إن كان في عودته عذاباً، ارفعي رأسكِ عالياً ، ففي الأفق شمسُ حبٍّ جديد لا تغيب..
- أتعلم، لقد أعطيته كلّ الحب، حتى آخر خفقة.. في آخر مرّة رأيته يقود مشاعره بعيداً عني، على طرقات الهروب، يرحل بعواطفه المزعومة..
- ربّما كان تحت تأثير خمرة الواقع..
- الواقع؟!! الواقع أنه قدّ ملّ حبّي.. لن أسامحه، لقد تركني لوحةً بلا ألوان، جسدٌُ بلا روح.. بقايا انسان.. أنا جزيرة تنتظر الحنين ليغمرَ ثوبها، أنا لحنُ بلا عنوان..
- سأرسمُ بكلماتي قصيدتي، و اشكلها كي تناسبَ وصفكِ و ألبسُها من درر حروفي جواهرَ تزيّن عنق أحلامك، و أسكبُ في كأس الأيّام من نبيذ حبّي.. أقصد صداقتي!!
أفلا تساوي قصيدتي لحظة توقف؟!!
- ليتني قابلتك قبل أن يوافيني الحب،، قبل أن تسمع عذابي، و تضع يدَ روحك على ياقة جرحي.. يا أيّها القاطن خلف الأفكار المرهقة، المحلّق في فضاء الأحلام القادمة، اعذرني فلقد قطعتُ للرحيل تذكرةً و عقدتُ مع الفراق عهداً..
- دعيني أكون صرخة فرح في عينيكِ، سأحملك الى بلاد النسيان و أجعلكِ أميرةَ غافيةٍ على كتف حبّى..
- لا، لن تكون الوسادة التي ألقي عليها أحلامي هرباً من ذكرياتي!! أعلم أنك الوحيد القادرعلى أن تنسيني ايّاه، و لكنني على يقين أنّ لا أحداً باستطاعته أن ينسيني ايّاك..
حسام فوزي سعيد - كاتب من لبنان
تعليق