صوت الرصاص...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    صوت الرصاص...

    صوت الرصاص...
    دوى صوت الرصاص عاليا جدا..فوضعت يدَي على أذنَي بحركة لاشعورية..
    فقد صحوت من نومي و كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل :
    -حسن أين أنت ياحسن..
    لم أجده في فراشه وقد اعتقدت أنه نام فعلا...
    نعم لقد تذكرت ... قال لي سأجلب لك دواءك فأنت هذه الأيام تعانين من ضغط مرتفع يجعلك لاتركزين حتى على أبسط الامور في المنزل..
    وربما..من جراء متابعة تلك الأخبار المريعة البشعة...
    لكن... كيف خرج حسن في هذا الوقت الصعب وفي هذا الليل البهيم المرعب؟
    نعم...حسن ولد ذكي..
    حسن ولد لطيف جدا ودمث..
    حسن ولد طموح ..
    حسن يعرف طريقه تماماً وبدقة...
    صمم لي يوما طيارة ورقية يريد أن يسافر على متنها حول العالم..ليسجل رقما قياسيا...سأرافقه فقد وعدني بوعود كثيرة جدا ..
    فهل تراه كان جادا في ذلك؟
    حسن اين الوطن البار الذي شاركنا جميعاً في تنشئته...
    سيعيد أمجاد اين ماجة واين بطوطة...
    وسيعيد سيرة الأجداد..حسن آه منك ياحسن..أين أجد مثالك أين؟
    مهما كان من عنادك وإصرارك في كثير من امورك فانت ابني الذي احبه أيما حب...
    هبطت السلم بقوة فاصطدمت بجارتي التي كانت تبكي بحرارة تنادي على ولدها...كان سلم العمارة مضرجا بالدماء..
    -دماء؟...رباه ماهذا؟
    حسن ابني أنا ...نسيجي وحدي ..حسن حذق سوف يدرك مامعنى رصاص ويعود أدراجه...نعم مؤكد...
    كانت جارتي تصيح مفجوعة لموت زوجها لقد اخترقت وجهه قذيفة!...تهزه بقوة والناس في هرج ومرج لايرون ولايسمعون...
    لاأدري إن كنت نسيت باب المنزل مفتوحا..أريد الآن حسن فقط...
    دوى صوت الرصاص مرة ثانية ...
    ففقدت صوابي ..صرت أصرخ بقوة...
    حاولت أن أهاتف زوجي عبثا فهو لايرد أيضا مافائدة هواتف لاترد؟؟؟...
    عندما انجلى لي المشهد جيداً لم أر سوى أسلحة ....دمار..أشلاء..
    رجال يرفعون جثثا.. وجثث لم يع أحدهم عن ماهيتها شيئا مرمية ككوم لحم ميت لايؤكل!! ..
    يجر بعضهم بعضها إلى المجهول...
    يجمعون في السيارات كلحوم غنم ذاهبة للتقطيع...
    رائحة الدم نخز المنخر بقوة...
    أحدهم نادى نداء غريبا..قتل عمار وياسر ...
    -حسن أين أنت يا حسن...ياويلي..احاول التقوي لمتابعة المسير ومفاصلي تخونني...
    رأيت جثة صغيرة مرمية في زاوية الطريق ككيس قمامة مفتوح الرأس...ركضت نحوها بفزع...
    لا ليست حسن ربما تشبهها...رفعوني عنها...أبعدوني بقوة...
    صرخ أحدهم لقد رأيت من قتل هذا الصبي الجميل...
    قاومتهم دفعتهم بكل قوتي...
    -إنه حسن...
    أمسكته ضممته لصدري..بكيت كثيراً..انقشع الغبار...
    فوجدتني وحدي في الطريق...أناديه من جديد
    ريمه الخاني 6-2-2011
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    ما أحببت القفلة استاذة ريمه
    فمثل حسن لا يموت
    لا يسير على الأررض
    لأنه بكل بساطة ( الحلم )
    و أنت قتلت الحلم
    سامحك الله

    محبتي أستاذتي
    sigpic

    تعليق

    • ريمه الخاني
      مستشار أدبي
      • 16-05-2007
      • 4807

      #3
      شكرا جزيلا للحضور والاهتمام.
      النهاية مفتوحة أستاذ ربيع...
      لذلك هناك احتمال أن حسن حي اقرأ القصة من جديد لتعرف أستاذنا العزيز.
      يجب أن نعرف أن جل الأحلام من صنع الكسالى..أما المجتهد الحقيقي..فلديه عمل ثم عمل ثم عمل...
      تحيتي لك مع كل التقدير

      تعليق

      • عبد الرحيم محمود
        عضو الملتقى
        • 19-06-2007
        • 7086

        #4
        الأديبة الكبيرة ريمة الخاني الغالية
        قصة تصف بواقعية ما يحدث من فتنة
        عمياء لا تفرق بين الناس ، القتل من
        أجل القتل ، والنهاية التي تركتها ألأديبة
        مفتوحة لتجعل هناك بصيص أمل أن
        ينجو حسن الجميل ، القصة جميلة سيدتي
        وتدخل ضمن الأدب التسجيلي الذي يواكب
        الأزمات والأحداث اللاإنسانية .
        تحيتي واحترامي .
        نثرت حروفي بياض الورق
        فذاب فؤادي وفيك احترق
        فأنت الحنان وأنت الأمان
        وأنت السعادة فوق الشفق​

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
          ما أحببت القفلة استاذة ريمه
          فمثل حسن لا يموت
          لا يسير على الأررض
          لأنه بكل بساطة ( الحلم )
          و أنت قتلت الحلم
          سامحك الله

          محبتي أستاذتي

          فعلا أستاذة .. أنا آسف
          كيف لم أقرا الجملتين الاخيرتين ؟
          كأنه عمى وقتي

          و لكن ما قلت بخصوص الاحلام خطير
          بمعنى أن الفدائي أو المقاتل يتحرك وفق ما يملك بلا أحلام في فعل ما
          بمعنى أن المقاومة الحية لا تحلم بتحقيق النصر مثلا
          فرق بين أحلام و أحلام أستاذة
          و أيضا المنامات .. أيتها الشاعرة و الكاتبة الكبيرة !

          تقديري
          sigpic

          تعليق

          • غالية ابو ستة
            أديب وكاتب
            • 09-02-2012
            • 5625

            #6
            الاخت ريمة الخاني--------لك التحية وقلوبنا معكم
            قصة مؤلمة جداً -ومؤثرة تأثيراً طويل المدى
            نفس توصيفك--نفس شكل الأكياس رأيتها في الانتفاضة
            ما زالت تقض مضجعي--وتحز بسكينها المثلم شرايين قلبي
            وأرجو أن تكون قصة إسقاطية --وولدك بخير --وضغطك وبلدك ينتصران
            على الرصاص الغاشم---------همومنا تزيد يا ريمة-----والآمنا تتضاعف متكاملة
            لا ترحم---------لروحك ووطنك السلام والفرح وصمت الرصاص الفاتك الملعون----واسلمي
            يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
            تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

            في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
            لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



            تعليق

            • ريما ريماوي
              عضو الملتقى
              • 07-05-2011
              • 8501

              #7
              حزين النص حد البكاء ورغم حزنه فيه صرخة وأمل..
              ألا نستفيق .. الله يلطف بكل أم ثكلت بصغيرها...
              والأقسى في كل هذا لما يكون أخوك ابن بلدك هو
              الذي يحاربك...

              الأستاذة ريمة احسست بمعاناة تلك الام كاملا...

              شكرا لك .. تحيتي وتقديري.


              أنين ناي
              يبث الحنين لأصله
              غصن مورّق صغير.

              تعليق

              • سالم وريوش الحميد
                مستشار أدبي
                • 01-07-2011
                • 1173

                #8
                لم تمنحيني جذب أنفاسى وأنا أرى ذات الصورة بعيني أقف على الأشلاء اتفحصها
                أرى الشوارع مكتضة بالموت ، الرصاص يئز ، دون إنذار وصراخ الثكالى يفتت القلوب
                رأيت هذا المشهد مرارا ، لم يحكه لي أحد ،
                أستاذة ريمه
                قمة الإبداع حين تمتزج بساطة الأسلوب مع جسامة الحدث
                حين يبقى بصيص أمل رغم قتامة الوضع ،
                هذه الفسحة من الأمل ، بذرة في النفوس تؤكد لنا
                أن الحياة لابد أن تعود البهجة إليها من جديد
                مهما حاول خفافيش الظلام ، وأعداء الإنسانية
                لابد للحب أن يعود
                ولابد للنور ، أن يعيد لدمشق ألقها
                وجمالها البهي
                حزينة تلك الزفرات المحملة بجراح قلبك الكبير
                والمخضبة بجراح الوطن .. وآه ألف آه حين تذبح الطفولة باسم الحرية

                تقديري لك وامتناني الكبير
                على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
                جون كنيدي

                الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

                تعليق

                • هائل الصرمي
                  أديب وكاتب
                  • 31-05-2011
                  • 857

                  #9
                  رائعة أختي الكريمة واقعية
                  مواكبة لما يحدث اليوم في سوريا من جرائم بشعة
                  فيها بساطة وسلاسة وحسن سبك وسرد جميل
                  لك تقديري على هذه الفريدة الرائعة

                  تعليق

                  • ريمه الخاني
                    مستشار أدبي
                    • 16-05-2007
                    • 4807

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
                    الأديبة الكبيرة ريمة الخاني الغالية
                    قصة تصف بواقعية ما يحدث من فتنة
                    عمياء لا تفرق بين الناس ، القتل من
                    أجل القتل ، والنهاية التي تركتها ألأديبة
                    مفتوحة لتجعل هناك بصيص أمل أن
                    ينجو حسن الجميل ، القصة جميلة سيدتي
                    وتدخل ضمن الأدب التسجيلي الذي يواكب
                    الأزمات والأحداث اللاإنسانية .
                    تحيتي واحترامي .
                    شكرا لحضورك الذي يهمني جدا أستاذنا الكبير, ولفت نظري مصطلح : الادب التسجيلي فهلا قدمت لنا موضوعا خاصاعنه وعن الانواع الادبية الأخرى؟ ولك التحية والتقدير

                    تعليق

                    يعمل...
                    X