مجموعة قصص قصيرة بعنوان أقنعة الشيطان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبير الشرقاوي
    أديب وكاتب
    • 27-05-2012
    • 175

    مجموعة قصص قصيرة بعنوان أقنعة الشيطان

    من قال أن الشيطان له وجه قبيح مخيف؟؟؟!!!
    أعتى الشياطين
    يتجمل بأجمل الوجوه
    و يتفوه بأرق الكلمات
    يظل يسحبك
    يسلبك عقلك
    و حين يتملك منك تماما
    يلقي بك في الهاوية
    بلا أدنى شفقة
    و لا أدني وخز من الضمير

    عفوا

    منذ متى للشياطين ضمائر؟!

    (عذرا إذا كنت مغفلا فهذه مسؤوليتك الخاصة)

    المثير في الأمر حقا

    أن الشيطان يعتبر نفسه يمارس حقه

    في الانتقام

    فهو يبرر أفعاله لنفسه

    و يعتبر نفسه مظلوما

    هذه مجموعة قصص قصيرة

    تتجسد فيها غواية الشيطان لضحاياه

    ...
    أنا كل النساء
    شرقية حتى النخاع
    غربية الفكر و الإبداع
    عربية من أطهر البقاع
    مصرية الهوى والأطباع



    [BIMG]http://vb.arabseyes.com/uploaded/36207_1185315273.gif[/BIMG]

  • عبير الشرقاوي
    أديب وكاتب
    • 27-05-2012
    • 175

    #2
    القصة الأولى

    (1)

    حسام رجل في منتصف الثلاثينيات من العمر..يتمتع بجسد رياضي ممشوق و وجه وسيم..هو مهندس ناجح ويمتلك مكتبا استشاريا ..أرمل و له ابنة وحيدة في العاشرة .. يعيش وحيدا في شقة فاخرة في احدى المدن الجديدة .. مشهود له بالكفاءة في عمله..

    حاولن معه كل نساء الأسرة أن يتزوج بعد وفاة زوجته و كان يرفض تماما فكرة احضار زوجة أب لطفلته الوحيدة منى .. كانت هي حياته ونور عينيه ..

    لا أحد كان يعرف الجانب الآخر من حياة حسام.. فقد كان ظاهره الصلاح و التقوى.. لكنه كان يخفي شخصية مختلفة تماما بين جنباته.. كانت هدى زوجته الراحلة تعلم بها جيدا .. و لكنها كانت تحبه فكانت تتغاضى عنها و تلتمس له كل أعذار الكون.. كان حسام يحب الخمر و النساء بشدة .. و قد وصل به الأمر أنه كان يحضر عشيقاته إلى منزلهما بحضور زوجته .. و لطالما بكت وحيدة في غرفتها و هي تسمعه مع عشيقته في غرفة مجاورة .. كانت تدفن رأسها في وسادتها حتى تنام.. و في الصباح تسمع اغلاق الباب وراء العشيقة و تجده في الصالة لازال يترنح من تأثيرالخمر .. وكثيرا ما كانت تساعده للذهاب لغرفته ليلقي بنفسه على السرير و هو غائب تماما عن الوعي...
    و عندما يفيق و يرى آثار ما قام به كان يبكي كالأطفال على صدرها و يقسم بالله أنه لم يحب غيرها في حياته

    تحملت هدى الكثير من تصرفات حسام الشاذة ... و هو يعد بأنه سيتغير ... و بالطبع تذهب كل وعوده أدراج الرياح مع أول رشفة من كأس الخمر..

    لم يعرف أحد هذا الجانب في حياة حسام نهائيا من أسرة هدى.. كانوا يحبونه جدا ويتصورونه مثال الزوج الصالح لابنتهم... حتى بعد انجابها لطفلتها الجميلة منى... لم يتغيرحسام... لم تتحمل هدى فقد اعتلت صحتها و ساءت بشدة ... حتى فارقت الحياة ... تاركة طفلتها و هي لازالت في الثالثة من العمر...

    لم يتغير حسام نهائيا بعد وفاة زوجته... بل أنه تمادى بشكل غير طبيعي... حتى كان العقاب الالهي له ...أصيب بمرض الايدز... و قرر الانتقام من كل سيدة يراها

    أصبح يهوى السيدات الفاضلات ... و يهوى الايقاع بهن في شباكه ...يظل وراءهن حتى يستجبن ... و كان يعتبر اصابتهن بالمرض عقاب لهن على تخليهن عن الفضيلة...

    أصبح الايقاع بضحاياه إدمان ... فظاهره المسالم التقي كان يزيل الخوف من نفوس الفاضلات و يعتبرنه رمز الفضيلة... فيتخلين عن الحرص بسهولة... فكان يجذبهن بالحديث المحترم جدا و يدخل من باب الأخوة ...و سرعان ما كان يحظى بالثقة و الامان منهن...

    حتى التقى بأمل ... كانت سيدة مطلقة و لها ابنتين... تعرف عليها في مكتبه ... حين جاءت بغرض ايكال مهمة بناء فيلتها لمكتبه... كانت ذات جمال و كبرياء و لباقة في الحديث... لفتت نظره من الدقيقة الأولى... لكنها لم ترفع التكليف بينهما ... لم يعجبه ذلك منها و أصر عليها أكثر ... كانت تصده بلطف و كان لا يقبل صدا... عرف انها صعبة المنال... فازدادت رغبته بها حتى بلغت مبلغا خطيرا...

    في يوم اتصل بها لشيء يتعلق بالعمل ... و ردت عليه و صوتها به آثار للبكاء... بدا في صوته التأثر وسألها إن كانت بخير... فاجابت لا شيء لا تشغل بالك... اغلق الخط و خلال ربع ساعة كان أمام باب منزلها...

    فتحت له والدتها الباب و أدخلته ... و عندما رآها رأى آثاردموع في عينيها... أقسم عليها أن تخبره... فانهارت في البكاء... والد طفلتيها لجأ للمحكمة ليأخذ بناته بعد وصولهما لسن البقاء مع الأب... كانت تبكي بشدة جعلتها لا تنتبه أنه كان يلف ذراعه على كتفها و يربت على كتفها لتهدأ... و امتدت كفه لتمسح دموعها...

    سرت في بدنها قشعريرة ... قاومتها بشدة و سحبت نفسها بعيدا عنه... انتفض معتذرا انه لا يقصد اساءة

    لم تنم أمل ليلتها ... تفكر في حسام و تقربه منها... و لأنها كانت تفتقد للحنان بشدة ... كان هو أمل جديد في حنان لم تحصل عليه من طليقها الذي أذاقها كل صنوف العذاب و لم يكفه ذلك يريد أن يسحب منها نور عينيها ...

    ظلت سارحة كثيرا في حسام ... حتى نامت...

    تقرب منها حسام كثيرا حتى أصبح يراها كل يوم و يتصل بها كثيرا
    لقد تعودت عليه فعلا و أصبح جزءا مهما في حياتها... لكنها ابدا لم تتطرق معه لموضوع الزواج
    كانت تعرف كل ظروفه و تتمنى الارتباط به
    لكنه صرح في أكثر من مناسبة انه لا يفكر نهائيا بالزواج مرة أخرى
    و هي أيضا كانت تخشى أن تتزوج فتفقد ابنتيها للأبد
    بدأت علاقتهما في التطور أكثر و أكثر حتى أصبحت لا تستطيع الاستغناء عنه...

    و لكنها لم تكن أبدا لتنزلق لما يشين ... بدأ حسام يملها و بدأ يهملها تماما... فبات يتهرب من رؤيتها ... و قلت مرات
    اتصاله التي كانت تصل لأكثر من عشر مكالمات يوميا ... إلى مكالمة كل أسبوع و تكون منها هي ... و يسارع بانهائها بحجة انه مشغول أو متعب و يريد النوم... بدأ يظهر له اجزاء من عربدته ... و تعمد أكثر من مرة أن يحادثها و هو ثمل...كان ذلك متأخرا جدا ...فقد وقعت تماما في حبه فلا عاد يشغل بالها أنه عربيد سكير و زير نساء...

    و اختفى لشهر تماما... كانت تطلب هاتفه بشكل هيستيري و تركت له عشرات الرسائل بلا جدوى... انهارت تماما و ساءت جدا حالتها الصحية ... و بعد فترة طويلة... رجع إليها معتذرا و أعترف لها أنه يحبها كثيرا و لا يريد سواها...
    كان يعلقها به أكثر و أكثر ... حتى أصبحت لا تمانع في لمسة أو قبلة ... ينتفض بعدها معتذرا عن تهوره في استجابته لمشاعره...

    و في ليلة عرف أن والدتها سافرت إلى الريف مع حفيدتيها للاستجمام و لقضاء بعض مصالح ... أعد عدته و اتصل بها و طلب أن يراها... و بالفعل في أقل من نصف ساعة كان معها في المنزل... كانت لا تعلم بمخططه و لكنها لم تكن لتمانع لو طلب روحها... جلس معها في شرفة منزلها ... و أمطرها بأعذب الكلمات ... كانت مسحورة به... و لم يكن في مخيلتها سواه... و بعد عناق طويل ... انتفض مبتعدا عنها ... و على وجهه نظرة ازدراء...

    لم أكن أتصور أنكِ بهذه الوضاعة... أذهلتها كلماته بشدة... أنا ؟ قالتها باستنكار... فأستمر كأن لم يسمعها... كنت أتخيلك مثال الشرف و الوقار... لقد خُدعت بكِ... كلكن نفس النسخة ولكن منكن الواضحة و منكن من تختبئ وراء قناع الطهر و البراءة... لست أكثر من ساقطة وهبتها الظروف أسرة عريقة و أموال ...

    كان مستمرا في طلقاته التي كان يقتلها بها و هي ما عادت تسمع و بللت دموعها وجهها ... و بات قلبها يدق بعنف ... حتى انها لم تكن تستطيع التنفس... لم تعد ترى إلا ظلام يحيط بها من كل جانب...و أحست كأن قلبها سيخرج من صدرها... دار شريط حياتها في ثوان أمامها... الرجل الوحيد الذي أحبته في حياتها يطعنها ... ماذا بقي لها في الدنيا...حتى ابنتيها ستنحرم منهما... لا شيء بقي غير عذاب قاتل... كيف تعيش بعد ما قاله لها... كيف تساهلت معه...كيف و كيف؟؟... و هو مستمر في كلامه الذي لم تعد تستوضحه ...و ما كان منها إلى أن صعدت على أحد الكراسي و ألقت بنفسها من الشرفة ...

    تمت

    أنا كل النساء
    شرقية حتى النخاع
    غربية الفكر و الإبداع
    عربية من أطهر البقاع
    مصرية الهوى والأطباع



    [BIMG]http://vb.arabseyes.com/uploaded/36207_1185315273.gif[/BIMG]

    تعليق

    • عبير الشرقاوي
      أديب وكاتب
      • 27-05-2012
      • 175

      #3
      القصة الثانية


      شريفة فتاة في الرابعة و العشرين ... تخرجت من كلية الألسن قسم اللغة الفرنسية ... تعمل في احدى شركات السياحة ... ذات جمال و من أسرة كبيرة ... جادة جدا في عملها ... مثال للأناقة و الحضور و تتميز بذكاء شديد... حياتها العاطفية غير مستقرة ... تزوجت مرتين لفترة لا تتعدى الشهرين ... ولا أحد يعلم أسباب طلاقها... هي من النوع الكتوم و لا تتحدث كثيرا عن نفسها... تعمل في خدمة العملاء و لا يوجد عميل واحد رأى منها غير ابتسامة و لباقة و حل لأي مشكلة مهما كانت... مثار إعجاب زملائها و مديريها... تم انتخابها الموظفة المثالية لثلاثة أعوام على التوالي هي مدة عملها بالشركة منذ التحقت بها...

      في أحد الأيام التحق بالعمل الشركة محاسبا يدعى وائل... كان ملفه يزخر بالخبرات العملية و زمالة المحاسبين الأمريكية ... كان شاب في اوائل الثلاثينيات من عمره ... أعزب لم يسبق له الزواج من قبل... مظهره المهندم و وسامته ولباقته مع النساء توحي بأنه ذو خبرة في التعامل معهن ...

      لم يضيع وائل وقتا و قبل أن يتم أسبوعه الأول في الشركة كان قد تعرّف على كل الموظفات بمن فيهن شريفة بالطبع...
      كان لبقا وظريفا و كانت صحبته ممتعة في الحفلات و الرحلات مع زملائه ...
      كان الجميع معجب به و بطرافته وقفشاته ... و كان هدفا لكل الآنسات في الشركة و مثار اهتمام كبار الموظفين و كانوا مهتمين بإدخاله قفص الزوجية ...

      كان وائل يحظى باعجابهن جميعا و لكنه كان مستاءا من اهمال شريفة له... فهي ليست كالجميع معه... وكانت تؤثرالابتعاد عن التجمعات و تفضل الجلوس وحيدة تضع السماعات على أذنيها و تعيش في حالة خاصة جدا...

      استجمع شجاعته و ذهب إليها و ألقى التحية... ردت بابتسامة و لكنها لم تدعه للجلوس... لم ينتظردعوتها له و جذب أحد الكراسي و جلس ... استمرت تستمع و لم ترفع السماعات ... جذب السماعة بيديه قائلا ...كنت أتكلم هل سمعتيني... رمقته بنظرة حادة ... حسنا يا أستاذ وائل ماذا كنت تقول؟
      كنت اتساءل لماذا تجلسين بمفردك طول الوقت و لا تشاركينا ؟ نحن في رحلة المفروض ان نستمتع... و من أين عرفت أنني لا استمتع؟! و الآن أنهيت كلامك ؟ هل يمكنني العودة للاستماع؟؟ و قبل أن يرد كانت قد وضعت السماعات في أذنيها و اعتدلت في جلستها مشيحة بوجهها عنه...
      بدت على وجه نصف ابتسامة و حياها و انطلق بعيدا محرجا من تصرفها...

      بات ليلته يفكر بها و بتصرفها معه... كان منجذبا لها رغم ما ابدته من اهمال... و لم يدرك ما السبب؟
      ظل يفكربها كثيرا...

      في الصباح كان على مكتبه شاردا و لفت شروده نظر زميله أحمد ... ماذا بك يابطل؟؟ اين ابتسامتك المشرقة؟؟ ونكاتك المهلكة من الضحك؟... لا أعرف ماذا بي يا أحمد؟ لا لا حالتك غير مطمئنة بالمرة... ماذا بك ؟
      شريفة يا أحمد... انطفأت ابتسامة أحمد حين سمع اسم شريفة و قال سريعا... ماذا عنها يا وائل؟
      فأجابه وائل : لا أعرف و لكنها دائما وحيدة رغم انها صغيرة و جميلة و...قاطعه أحمد: اسمع ياوائل ابتعد عن هذه السيدة تماما و لا تسألني لماذا؟ ... نظر وائل بدهشة : ماذا تقصد ؟ ما... و قبل أن يكمل... قال أحمد باقتضاب... اسمعني يا وائل انت حر و لكن لا تنسى أنني حذرتك و قبل أن يرد وائل ... التقط أحمد بعض الملفات و انطلق خارج المكتب...
      لم تزده كلمات أحمد إلا اصرارا على معرفة حكاية شريفة ...

      تزوجت مرتين و تطلقت بسرعة دون أسباب معروفة ... هذا ما يعرفه الجميع عنها ... و أردفت حسناء بسؤال وائل : و لكن لماذا أنت مهتم هكذا؟
      مجرد فضول... أجاب و هو شارد... عجيب ان تكون واحدة مثلها بهذا الغموض...
      وهما يتحدثان سمعا صوت ارتطام في مكاتب الاستقبال أعقبه هرج و مرج... كانت شريفة ... لقد سقطت على الأرض فجأة و هي في منطقة الاستقبال ...

      و في دقائق نقلتها سيارة اسعاف إلى المستشفى ... و هرع إلى هناك أغلب الزملاء ليطمئنون عليها... و كان أولهم وائل بالطبع...

      و عندما أفاقت وجدت وائل بجانبها ... لقد أرعبتيني عليكِ ... هل أنتِ معتادة على ذلك؟ ... ردت : لا أبدا هذه أول مرة تحدث لي؟ الطبيب قال أن الدوار أصابكِ لأنك لم تتناولي شيئا منذ صباح أمس!!! كنتي قولي و انا اعزمك على الغدا... انفجرت في الضحك على قفشته الغير متوقعة .... طب ما انتي بتعرفي تضحكي اهو...و انتهز فرصة ضحكها و فاجأها ... لماذا تهربين مني يا شريفة؟ أنا فعلا مهتم لأمرك... توقفت عن الضحك... و اطرقت بعينيها إلى الأرض... صدقني يا وائل لا تريد أن تعرف... فأجاب بسرعة: بل أريد ... أريد أن أعرف عنكِ كل شيء ...

      و بدأ بينهم كلام لا ينتهي في اتصالات و مقابلات بعد العمل ... عرف منها أنها تطلقت لأنها اساءت اختيار من تزوجت بهم... و أنهم كانوا رجال سيئين و لم تطق تصرفاتهم... الأول كان يقوم بعمليات مشبوهة و الثاني خانها بعد شهر من الزواج... لذلك فقد بات لديها خوفاً من الرجال فآثرت الابتعاد عن أي رجل...

      إنه مجرد حظ سيء ياشريفة صدقيني ليس كل الرجال أشرار قالها وائل و هو ينظر مباشرة في عينيها...و أردف قائلا: هل تقبلين الزواج بي؟ انتابها خجل و أطرقت بعينيها للأسفل : هل أنت جاد؟ أم تمزح كعادتك؟؟
      أجابها: بل لم أكن أكثر جدية في حياتي قبل الآن... و في أقل من ثلاثة أسابيع جمعهما سقف واحد و أخذا إجازة أسبوعين عسل من الشركة... عاش فيهما وائل سعادة لم تكن تخطر بباله... و لم يتخيل أنه سيحصل عليها في حياته...كل يوم كان يمر ... كان يحبها أكثر و أكثر... و بعد شهرين سمع أفضل خبر في حياته ... سيصبح أب ... يا لها من سعادة لا توصف... فاجأها بطلب أن تأخذ أجازة من الشركة حتى يصل المولود السعيد... و بعد مناقشات طويلة خضعت لرغبته التي لم تكن أكثر من خوفه عليها و على صحتها لأنها تنسى نفسها في العمل و لا تهتم بصحتها...

      و حدث أن تم تكليف وائل بمهمة عمل في فرع الشركة بالغردقة ... ودعها و هو حزين أنه سيضطر للابتعاد عنها ثلاثة شهور ليقوم بالتدريب هناك و حكى لها كيف أنه أصر على الرفض و كيف أن الإدارة أصرت أنه لا يوجد من هو أكفأ منه لهذه المهمة...

      لا تقلق عليّ يا وائل أمي و أختي سيعتنون بي لا تقلق... هيا لا تضيع الوقت ودعنا نرتب لك ما ستأخذه معك...
      كانت والدة شريفة فنانة تشكيلية تقضي معظم وقتها في الاتيليه الخاص بها ... أما أختها الصغيرة فقد كانت طالبة في المرحلة الجامعية... مات والدها و هي في العاشرة و اختها في الرابعة من العمر... و رفضت والدتهما الزواج رغم شبابها و جمالها الآخاذ لتربي ابنتيها... كان وائل يراهما ثلاثة ملائكة يعيشون بين البشر...
      طوال الطريق كان يفكر بزوجته و كان يتصل بها بمعدل مرة كل ربع ساعة ليطمئن عليها ... و عندما وصل للفندق غاب في مكالمة طويلة معها حتى غلبه النعاس ...

      يتبع...
      أنا كل النساء
      شرقية حتى النخاع
      غربية الفكر و الإبداع
      عربية من أطهر البقاع
      مصرية الهوى والأطباع



      [BIMG]http://vb.arabseyes.com/uploaded/36207_1185315273.gif[/BIMG]

      تعليق

      • عبير الشرقاوي
        أديب وكاتب
        • 27-05-2012
        • 175

        #4

        كان يوميا يتصل بها عشرات المرات ليطمئن عليها... و كل مرة كانت تسأله عن امكانية نزوله لإجازة و كان يخبرها أنه سيحاول لأن البرنامج التدريبي كان أيضا به أنشطة في الاجازة الاسبوعية...

        و بعد مرور شهر فكر أن يفاجأها باجازة رتب لها مع الشركة... ذهب و اشترى لها هدية رائعة و طول الطريق كان يمني نفسه بلقائها ... كم اتوحشك يا شريفة ! اشتقت إليك كثيرا... و لم ينسى طبعا أن يتكتم الخبر في مكالماته لها حتى و هو في الطريق... و عندما وصل للقاهرة ... كان قلبه يرقص فرحا و هو يتخيل السعادة على وجهها عندما تراه و هي متفاجئة بقدومه...

        فتح مقبض الباب ببطء شديد و اتجه إلى المطبخ أولا ليحضر العشاء الذي جلبه معه من المطعم المفضل لديها... كان يهدئ بصعوبة دقات قلبه التي كانت تدق بعنف ... و سار باتجاه غرفتهما يحمل بإحدى يديه الصينية و اليد الأخرى بها الهدية يخفيها وراء ظهره مع وردة حمراء رائعة ...

        و سمع ضحكاتها فرق قلبه و دعا لها الله بالسعادة و تقدم باتجاه الباب و أدار المقبض بهدوء ... و قبل أن ينطق ... وجدها في أصعب مشهد يمكن أن يراه رجل في حياته... لقد كانت في أحضان رجل... كاد أن يغشى عليه و دارت به الأرض... لازالت لا تشعر بوجوده ... و فجأة استدار الذي معها... انه أحمد زميله!!!

        انتظر يا وائل لا تتهور ... قالتها و هي تحاول ستر نفسها... سأشرح لك... كان غير مصدقا أنها لازالت تحاول أن تخدعه!!!

        وجه نظره لأحمد الذي كان يحاول ارتداء ملابسه... أنت يا أحمد؟؟!!
        لماذا؟ لماذا أنت؟

        فرد باقتضاب لقد حذرتك منها من قبل و لم تستمع ...نحن على علاقة من سنوات ... و من قبل أن تأتي أنت إلينا...


        فصرخ فيه وائل و لماذا لم تخبرني؟ فأجابه أحمد بعنف: أخبرتك أن تبتعد عنها و لم تستمع لي...اسألها هي لماذا لم تخبرك و تزوجتك و هي تحمل طفلي...

        و هنا دارت به الأرض تماما و لكنه تماسك و صاح مذهولا: طفلك؟؟
        طفلك أنت... لماذا؟

        فأجابته شريفة : نعم طفله و كنت أفكر في التخلص منه كما فعلت من قبل عدة مرات ... و لكن هذه المرة أخبرني الطبيب أنها آخر فرصة يمكنني الحصول فيها على طفل... و بالطبع أحمد لن يتزوجني ...ظهرت أنت في هذه الاثناء و أبديت رغبة في الزواج مني ... فكانت فرصتي للاحتفاظ بالطفل

        صدقني حاولت أن أحبك و لكنني أحب أحمد ... يمكنك أن تطلقني لو أردت ...

        تمت
        أنا كل النساء
        شرقية حتى النخاع
        غربية الفكر و الإبداع
        عربية من أطهر البقاع
        مصرية الهوى والأطباع



        [BIMG]http://vb.arabseyes.com/uploaded/36207_1185315273.gif[/BIMG]

        تعليق

        يعمل...
        X