حكايةٌ ما.. ( للغرفة الصوتية / الجمعة / 8 / 6 / 2012

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    حكايةٌ ما.. ( للغرفة الصوتية / الجمعة / 8 / 6 / 2012

    حكايةٌ ما
    قصر الموت .

    أحمد عيسى


    هذا القصر كله لك !
    ينظر أصدقائي إلى القصر المنيف الذي يبدو من بعيد ، جدرانه بيضاء كأنه جاء من قلب التاريخ ، بواباته هائلة ، والسماء فوقه تبدو كأنها حفته بعناية خاصة ، تجمعت حوله سحاباتها وأمطرته بوابل خفيف من المطر ، فبدا متفرداً عظيما .
    نعم انه لي ، هل ترغبون في رؤيته ؟
    هزوا جميعاً رؤوسهم علامة الإيجاب ، فتناولت مفاتيحي من فوق مكتبي ، ورفعتها أمامهم ليرونها ، فأبدوا جميعاً انبهارهم ، رغم أنهم لم يشاهدوا بعد سوى مفتاح عادي لا يختلف حتى بالحجم عن مفتاح المكتب ..
    هيا بنا ، وانطلقنا جميعاً إلى حيث يقبع القصر شامخاً ، الطريق تبدو فارغة إلا من متسولين وهاربين من قوى الأمن ، الطريق تبدو خارجة من العصر الحالي ، كأنها مجرد لمحة من عالم الماضي ، سيارات قديمة متهالكة ، وإطارات مشتعلة ، ومحال مغلقة بالشمع الأحمر ، وجثثٌ ليس لها عنوان ، ودخان يتصاعد في السماء ليغطي المدينة بهالة مقيتة .
    تبتعد إحدى صديقاتي في تأفف عن إحدى الجثث ، فترتطم بي .
    أسماء .. زوجة صديقي الأغلى على قلبي ، لم أكن أعرف أنها تمتلك هذا الجسم الطري ، أمد يدي لأمسكها من خاصرتها ، وأبدو كأني فقط أساعدها على التماسك ، بينما بركانٌ هائل يتداعى في مشاعري ..
    أمام بوابة القصر وقفنا ، أشارت أسماء إليه : ها هو ذا
    وانقضت عليه تضرب الباب بقبضتيها ، فقلت ضاحكاً : لماذا تدقين الباب ؟
    فقالت : ألم تخبرنا مسبقاً أن هناك خدماً ؟
    قلت : أخبرني والدي بهذا وأخبره جده بهذا ، خدم كبار ربما لم يموتوا بعد ، وربما تحللت جثثهم ، لكني في جميع الأحوال أعلم أنهم لن يفتحوا الأبواب لأحد ، لن يخاطروا بأن تبدو خيرات القصر لكل هؤلاء المحرومين ..
    وأخرجت مفتاحي ، وبدأت أديره في الباب فلم يفلح الأمر في البداية ، فككته وأعطيته لزميلي أشرف وانطلقت إلى الباب الآخر أحاول به ولم ينجح الأمر أيضاً ، ناديت على أشرف : هل نجح الأمر ؟
    فرد : ليس بعد ، لكني أشعر أن المفتاح سينكسر داخل هذا الباب .
    تسلقت أسماء على إطار نافذة غرفة الحراسة ، ومدت يديها إلى أشرف ومها ، فصاروا مثلها ، وبدأوا جميعاً في التحرك فوق الإطار ، حتى اقتربوا من النافذة المغلقة ، وبدأت أسماء تحاول كسرها .
    يبدو أننا تجاوزنا الحدود ، على الأقل هم فعلوا ، متوتراً صرت أحاول بمفاتيحي واحداً وراء الآخر ، حتى انفتح الباب أمامي ، لكن المفتاح انكسر داخل الباب ، فلم أعد قادرا على إغلاقه ، ذهبت إلى الباب الآخر ، فوجدت المفتاح الذي أعطيته لأشرف عالقاً هو الآخر في الباب ، حاولت إخراجه فانكسر أيضاً داخل الباب ، ووجدت أن باستطاعتي فتح الباب ، دخلت إلى القصر كالمنتصر ، فوجدت الخادم العجوز يهرع لي ، ماذا فعلت أيها التعس ؟
    وأمسكني من تلابيبي وصار يهزني بقوة كأنه يريد قتلي ، أبعدته عني في تأفف ، انه قصري وهذه مفاتيحي ، لقد ورثته عن والدي .. يستمر بالإمساك بي بكل ما يمتلك من قوة رغم ضعفه الجسدي : ورثت ماذا أيها التعس ؟
    أبعدته عني ، وكان الآخرون قد وصلوا ، فصاح الخادم في لهجة آمرة :
    - أغلقوا الأبواب ، بسرعة قبل أن يأتينا كل متطفل في هذه المدينة .
    حاولنا إغلاق الأبواب ففشلنا ، وقلت أنا بخجل : أعتقد أن المفاتيح انكسرت داخل الأبواب ، ولم يعد إغلاقها بالقفل ممكناً .
    ضرب الخادم خديه بقبضتيه كأنه يلكم نفسه ، وصار يولول كامرأة فقدت بعلها ، وبدأ يركض في كل مكان ، يأتي بكل حجر أو قطعة حديد أو نحاس في القصر ، ويرميها أمام البوابات ، وقال وهو يكاد يبكي :
    استعدوا إذاً لاستقبال ثورة ..
    وعاد ليمسكني من تلابيبي مرة أخرى : وإياك أن يدخل القصر واحد منهم حياً .. أريدهم جميعاً أمواتا
    تجمعنا أمام البوابات المفتوحة ، وصنعنا بأجسادنا نصف دائرة أمام كلاً منها ، وأمام عيوننا الذاهلة كانت الجموع تقترب ، طلب الخادم مني مذعوراً أن نلقي بجذع شجرة النخل أمام البوابة ففعلنا ، وانتظرنا
    أجساد بشرية أو شبه بشرية تحاول اجتياز النخلة ، ومع التدافع يتساقطون فوق بعضهم فيؤخرون تقدمهم ، وعندما ينجح أحدهم في ذلك يعاجلهم رئيس الخدم بحجر فوق رأسه فيسقط في الحال .
    لاحظت أن أجسادهم هشة وأن أي ضربة تكفي لقتلهم ، بدأت أستسيغ الأمر ، ومع الوقت وجدت أن زملائي جميعاً يستمتعون بالأمر ، الجثث تتراكم حتى صنعت أمامنا حائطاً طويلاً صار يمنعهم هم من الاقتراب أكثر ..
    وبين الحين والآخر أجد أحدهم فيصرخ رئيس الخدم : انتبه .. انه أمامك
    فأرمي الحجر الذي في يدي بحركة تلقائية لأجد هذا الشيخ يسقط أمامي ، أو تلك الفتاة أو هذا الطفل ، صارت الأجساد متشابهة متداخلة .
    شق ذلك الشاب الطريق بقوة جسدية يحسد عليها ، وقفز فوق الأجساد المتراصة ، حتى كاد يصلني ، تراجعت للخلف فاقترب مني أكثر ، شعرت نفسي عاجزاً أمام نظراته التي اخترقت جمجمتي ..
    نظر لي في توسل ، فلم أفعل شيئاً سوى الصمت ، طالت نظرة السكوت بيننا ، فمد يده على اتساعها ، وتناول تلك الزجاجة الفارغة من يدي ، وضرب رأسه بها –أمام عيني الذاهلتين – ووضع ما تبقى من زجاج داخل فمه وهو يتساقط أرضاً .
    صرخت في رئيس الخدم : لقد جاءوا ينتحرون ، لم نكن نقتلهم لندافع عن أنفسنا ، كنا نلبي رغباتهم وحسب .
    لم يرد رئيس الخدم ، ولم أسمع جواباً من زملائي ، غير أن القصر صار أرحب ، أكثر اتساعاً كأنه مدينة .

    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]
  • عبير هلال
    أميرة الرومانسية
    • 23-06-2007
    • 6758

    #2
    القدير احمد عيسى

    وحكاية ما ..!!

    خطتها أناملك البديعة بحرفية عالية

    تجلت فيها الرمزية ..

    ولكن من يقرأها بتمعن يعرف القصد منها..

    مذهل ..


    سعيدة لكوني أول من قرأتها

    لك مني أرق تحياتي

    وأعطرها
    sigpic

    تعليق

    • هائل الصرمي
      أديب وكاتب
      • 31-05-2011
      • 857

      #3
      اليوم قرأت قصة بحق رائعة بكل معاني الروعة
      لقد أسقطتها على الثورات والأنظمة المستبدة فسلست لي وإن كانت لا تعني ذلك
      لكنها أمتعتني كثيرا
      بارك الله فيك أستاذنا القدير وزادك الله من فضلة
      تحياتي ودعائي

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
        القدير احمد عيسى

        وحكاية ما ..!!

        خطتها أناملك البديعة بحرفية عالية

        تجلت فيها الرمزية ..

        ولكن من يقرأها بتمعن يعرف القصد منها..

        مذهل ..


        سعيدة لكوني أول من قرأتها

        لك مني أرق تحياتي

        وأعطرها
        الزميلة العزيزة : أميرة عبد الله

        سعدت بك وطبعاً يشرفني أن تكوني أول من يصافح نصي

        أنرت متصفحي المتواضع ببديع حروفك
        وعمق قراءتك
        ونسيم مرورك الرقيق

        فشكراً لك كثيرا


        خالص الود والتقدير أيتها الرائعة
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        • محمد فطومي
          رئيس ملتقى فرعي
          • 05-06-2010
          • 2433

          #5
          بل هي الحكاية يا صديقي ،هي الحكاية ، ليس هناك سواها..
          الشّوق الفضيع للإقامة في الأرض المغلّقة ،شهوة خلع المحتلّ و إرساله إلى العدم ..المفتاح معنا ، هو صحيح و هو لنا،بيد أنّ العودة لا تتحقّق إلاّ بالثّورة لا بالمفاتيح الدبلماسيّة ،و الثّورة تقتضي الاشتباك مع الأبواب الموصدة بالحجارة و الحديد و النّار.
          و كما انكسرت المفاتيح الخائنة من تلقاء نفسها،كان على البعض أن يموت كي يرشق آخرون العدوّ بقلوبهم المشحونة بالغضب و الصّبر الطّويل.

          و كلّ زاوية من النصّ أكثر إمتاعا و عمقا من الأخرى.
          .
          محبّتي لك أديبنا المتميّز أحمد عيسى.
          مدوّنة

          فلكُ القصّة القصيرة

          تعليق

          • سالم وريوش الحميد
            مستشار أدبي
            • 01-07-2011
            • 1173

            #6
            العزيز أحمد
            تحية طيبة
            حيرني نصك ، ولاأريد منك توضيحا دعني أكتشف ذلك بنفسي
            ربما هي قراءة أولية
            ، لكن حقيقة يا أستاذ أحمد وجدت نفسي في حالة إبهام تام ولو إن أحدا غيرك كتب هذا النص لقلت
            أنها فنتازيا بلا مضمون عميق ، ولكنك أنت بعمقك المعرفي وبتجربتك الكبيرة ، وبنظرتك النقدية الواعية ، أعرف أنك
            لا تكتب إلا وفق رؤيا عميقة ودراية وفهم كبير ، أعرف أنك تتعامل مع النص بحساسية بالغة لذا فمن غير الممكن
            أن تذرو كتاباتك للريح ،
            فبين رمزية النص كواقع معاش ، والبعد الأسطوري في استخدام الرمز ،
            وضبابية المضمون ثمة حيرة تغلف بها عقلي
            وبين تحديد أشكال الصراع فيه وتنوعاته ، وتلك الانقلابات الفكرية التي عصفت بالنص دون
            إستبيان حقيقي للهدف ، قتامة لم أستبين معالمها بعد
            وبين إضطراب القصد ،و هذا الهجوم الغوغائي على القصر وبتلك الكيفية
            وكأننا نشاهد فلما
            من أفلام مصاصي الدماء ألاف من التساؤلات راحت تعن علي
            لآنك إذا أسلمتنا إلى شكل من أشكال التعليل تقابلنا أشكالية أخرى
            الهدف من وراء احتلال البيت ،
            من هم هؤلاء المقتحمون من المجاميع البشرية
            ومن هو السارد الذي تملك البيت
            بعقد وامتلك مفاتيحه
            وأذا كنت تنحو نحو إستخدام الرمز في سرد الأحداث فما هو التوظيف الرمزي لإحتظان زوجة صديقه لم لاتكون
            صديقته حتى لايخضعنا إلى سؤال يخفي شيء ما
            صيرتني أشبه بالبليد الذي لا يفهم الدرس
            ولا يعي مضمونه
            قد تكون الرؤيا واضحة للغير يتعاملون مع النص من زاوية واحدة
            ولكن لي طقوسي الخاصة في التحليل ، فقد أحمل النص أكثر من احتمال
            حتى أصل بواحدة من هذه الاحتمالات إلى ما يبغيه الناص بكتابته
            كتبت هذه الرد حتى أكون ملزما بتحليل مناسب يتفق وروعة إبداعك
            وهذا ليس رأيا نهائيا وأرجو أن تكون لي عودة سريعة
            تقديري وامتناني لك
            على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
            جون كنيدي

            الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

            تعليق

            • ربيع عقب الباب
              مستشار أدبي
              طائر النورس
              • 29-07-2008
              • 25792

              #7
              قصة مدهشة
              بعيدا عن الاقناع


              تحتاج مراجعتك صديقي

              محبتي
              sigpic

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                حين تنغلق قصة ما في وجه ذاتي
                أشعر بالشفقة على ذاتي ../ حتى لا أقول أبغضها /
                لكني دائما أحب اللغة و القص
                و أعشق نصوص الأخ أحمد عيسى .
                لا حدود للتعلّم ..أبدا .
                تقديري و مودّتي .
                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • دينا نبيل
                  أديبة وناقدة
                  • 03-07-2011
                  • 732

                  #9
                  القاص القدير أ / أحمد عيسى ..

                  حكاية " ما " ..

                  رائع هذا التعميم .. فلربما يقرأها كل متلقٍ كما يريد ، ربما يرى فيها حكاية وطنه او وطن مجاور له أو يرى حكايته نفسه فيها ويكون هو بطلها .. فالعنوان أسهم في فتح النص على التاويلات ليتماهى مع ما تفرضه الرمزية المسيطرة على النص هنا .

                  لقد كان هناك عالمان في هذه القصة ( الداخل - الخارج ) القصر ، فقط مجرد جدار هو الفاصل دون العالمين وما يؤلان إليه ، فالداخل قصر منيف شاسع به الخدم وما يطيب للإنسان من مقام ، والخارج هو مكان الحرمان

                  فالداخل عامل جذب لمن بالخارج ، ومن بالداخل يقاومون .. لكن ربما لي رؤية حول هذه القضية ألا وهي ، أن الانسان حتى ولو دخل إلى ذلك القصر ومعه جماعة كبيرة ، لا شك أنه سينشب بين أفراد تلك الجماعة اقتتال وصراع مرير لن يهدأ حتى يموت الجميع إلا واحد

                  تعرف أ / عيسى كيف يمكن ذلك ؟ ..

                  لقد رأينا الخادم العجوز وحده في القصر .. أين الآخرون ؟؟ ، ولماذا رفض دخول أحد إليه رغم أنه طاعن في السن وقد شرف على الموت ؟ .. إنه الإنسان وحب تملكه للأشياء

                  حتى هذه الجماعة إن دخلت ومعهم صاحب القصر ، لاشك أنه سيصير بينهم صراع وتتحرك الأنفس بالشر للتخلص من بعضهم البعض حتى يظل واحد فقط .. واحد فقط يعيش في القصر ويمنع الآخرين !

                  إنه الإنسان !

                  قصة رائعة الفكرة منفتحة التاويلات ، إلا أنني وجدت بها إسهابا في مواضع لا تحتمل الإسهاب ، فكان عنصر التكثيف بحاجة للعودة إليه

                  لك تقديري

                  تحياتي

                  تعليق

                  • صالح صلاح سلمي
                    أديب وكاتب
                    • 12-03-2011
                    • 563

                    #10
                    لأول مرة أقرأ لك بمثل هذه الشمولية
                    الهم الإنساني الجمعي
                    بالرغم من تخييل الحالة وترميزها
                    هذا في الإطار العام للفكرة القصة.
                    أما في السرد والسير في العمل فكانت أنفاسك وبصمتك واضحة
                    بصمة احمد عيسى القاص
                    أحييك أخي العزيز.

                    تعليق

                    • أحمد عيسى
                      أديب وكاتب
                      • 30-05-2008
                      • 1359

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة هائل الصرمي مشاهدة المشاركة
                      اليوم قرأت قصة بحق رائعة بكل معاني الروعة
                      لقد أسقطتها على الثورات والأنظمة المستبدة فسلست لي وإن كانت لا تعني ذلك
                      لكنها أمتعتني كثيرا
                      بارك الله فيك أستاذنا القدير وزادك الله من فضلة
                      تحياتي ودعائي
                      الأستاذ الفاضل : هائل

                      أشكرك جداً
                      لأن هذا النص خلق حالة متباينة
                      بين من أحبه بشدة
                      وكرهه بشدة
                      سعدت أن هذه القصة كانت قريبة منك

                      خالص الود والتقدير
                      ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                      [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                      تعليق

                      • أحمد عيسى
                        أديب وكاتب
                        • 30-05-2008
                        • 1359

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                        بل هي الحكاية يا صديقي ،هي الحكاية ، ليس هناك سواها..
                        الشّوق الفضيع للإقامة في الأرض المغلّقة ،شهوة خلع المحتلّ و إرساله إلى العدم ..المفتاح معنا ، هو صحيح و هو لنا،بيد أنّ العودة لا تتحقّق إلاّ بالثّورة لا بالمفاتيح الدبلماسيّة ،و الثّورة تقتضي الاشتباك مع الأبواب الموصدة بالحجارة و الحديد و النّار.
                        و كما انكسرت المفاتيح الخائنة من تلقاء نفسها،كان على البعض أن يموت كي يرشق آخرون العدوّ بقلوبهم المشحونة بالغضب و الصّبر الطّويل.

                        و كلّ زاوية من النصّ أكثر إمتاعا و عمقا من الأخرى.
                        .
                        محبّتي لك أديبنا المتميّز أحمد عيسى.

                        الصديق المبدع الكبير : محمد فطومي

                        تمتلك حاسة نقدية مذهلة

                        وصلتك الحكاية كما أردت
                        واستطعت أن تمتلك مفاتيح كثيرة بالنص

                        تقديري لك ولهذه الرؤية الجميلة

                        وشكراً لأنك تزين نصوصي بوجودك


                        تقديري الكبير
                        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
                        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

                        تعليق

                        • ربيع عقب الباب
                          مستشار أدبي
                          طائر النورس
                          • 29-07-2008
                          • 25792

                          #13
                          مدعوون أصدقائي بالغرفة الصوتية غدا حول هذا النص
                          للمبدع الجميل / أحمد عيسى
                          في تمام الحادية عشرة ليلا

                          محبتي
                          sigpic

                          تعليق

                          • فوزي سليم بيترو
                            مستشار أدبي
                            • 03-06-2009
                            • 10949

                            #14
                            تغلّب تشكيل المشهد ورسم ملامحه على البناء السردي للقصة
                            إذا كان هناك قصة في هذا النص ؟!
                            أعيد ما تفضل به الأستاذ سالم عن الفانتازيا والبعد الاسطوري في استخدام الرمز .
                            والذي لا تحتمله القصة القصيرة التي اعتدنا عليها .
                            فكان الإبهار الذي يشد القاريء . لكنه إن جاز لي الوصف مع الإعتذار " جعجعة بلا طحن "
                            رحابة القصر الذي كان مغلقا . وتحوله إلى مدينة للجميع
                            لا يستلزم الدخول في دهاليز الرموز المبهمة .
                            شعرت وكأنني أمام زومبي ودراكيولا مشاهد متخيلة غير حقيقية
                            فكيف سأقتنع أنا كقاريء ومتلقي في اسقاط ما شاهدته على الواقع ؟ " لأن ما قرأته هو تصوير لمشهد كما قلت سابقا "
                            كيف سأقبله على الواقع ؟ إلا إذا كان الواقع الذي تخيله الكاتب هو كذلك من وجهة نظره .
                            لا ليس الواقع بهذه العتامة .
                            لكن والحق يُقال . أن طرح مضمون معقد . لرؤيا غير واضحة المعالم للمشهد المعاش
                            ما كانت لتصل للمتلقي إلا بهذه الطريقة وهذا الأسلوب الصادم
                            وقد نجح الكاتب في ذلك
                            تحياتي ومحبتي أخي أحمد عيسى
                            فوزي بيترو

                            تعليق

                            • نجاح عيسى
                              أديب وكاتب
                              • 08-02-2011
                              • 3967

                              #15
                              استاذ احمد كما قال بعض الإخوة هذا النص مفتوح على الكثير من التأويلات ..ويمكن للقاريء أن يُسقطه على الكثير من الإحداث أولها واهمها ما يسمى بالربيع العربيّ ...الذي لم نرى من ألوانهِ إلا لون الدماء ...
                              ففي نصك يتجلى الصراع بين مختلف القوى ..والتوجهات ..والاشخاص كانوا إما قاتل او قتيل ...والقتلى كانوا هم الآغلبية ،،
                              أنا ما حيرني هو وقوفك عند اصطدام أو ارتطام جسد زوجة صديقك بك ......تسائلت وحاولت الفهم او التبرير ..أو تعليق هذا الحدث على مشجب الرغبة
                              الإنسانية ...أو طبيعة النفس الآمارة بالسوء ...وتأرجحت قناعتي بتحليلي بين نعم ولا
                              عموما حين يكتب قلم اللأستاذ أحمد ..لا بد أن وراء كل عبارة ...( حكاية ما ...وهدف ما ) قد يكون علينا ان نكرر القراءة والتمعن والغوص كي
                              نستطيع سبر غور هذا النص العميق لهكذا قلم مبدع ..
                              كل التحية والإحترام سيدي الكريم ..ودائما من تألقٍ إلى تألق وإبداع

                              تعليق

                              يعمل...
                              X