ذات أشواك حادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مريم محمود العلي
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 594

    ذات أشواك حادة

    ذات أشواك حادة
    دائما أحمل حقائب سفري وأرحل بعيدا عن مكان سجل في مخيلتي سطورا من الذكريات تراودني لتثير بي شجونا .. وحنينا ..وأحزانا
    بالقرب من منزلي الجديد ذي الطابع القديم حديقة غناء فرحت بها كثيرا وداومت على زيارتها هربا من ذكرياتي المجنونة التي تلاحقني ولم أدر أن ذكريات أخرى تحفر معالمها داخل كياني
    عندما دخلت الحديقة لأول مرة تجولت بين الورود أداعب هذه ..وأقبل تلك ..ابتسم لإحداها وأشم عبير أخرى ..فجأة لفت انتباهي وردة شامخة ما رأت عيناي أجمل منها هممت بالاقتراب نحوها وإذ بوردة تهمس لي: احذري لا تقتربي
    قالت وردة ثانية :إنها مغرورة
    وأكدت ثالثة : ومؤذية أشواكها حادة
    تسمرت قدماي في مكانهما ونظرت باستغراب إلى الوردة الشامخة وقلت في سري أيمكن لهذا الجمال أن يحمل هذه الصفات السيئة .
    تحرك إحساس غامض بداخلي يريد تكذيب ما قيل عنها
    مضت شهور وأنا على حالتي مع ورود الحديقة أذهب إليها كل يوم إليها..ألعب معها ..أغني لها..أرقص وإياها ..ثم أعود دون الاقتراب من تلك الوردة التي سمعت عنها الكثير من الحكايات والروايات التي تصفها بالخداع والمكر والقسوة ..وكنت كلما لمحتها ترمقني بنظرة حزينة تترك أثرا عميقا في نفسي
    إلى أن أتى يوم .
    كنت أسير في الحديقة.. حزينة القلب ..مكسورة الفؤاد ..تتألم الروح بذاتي ..والأفكار تائهة عني لأمر ألم بي جعلني شاردة نحو فضاءات لا متناهية ....
    فجأة شعرت أن الدماء في عروقي تكاد تتجمد عندما سمعت صوتا منكسرا يقول : أهلا ..أهلا بك
    أدركت أني بجانب الوردة المغرورة ..تراجعت وأردت العودة من حيث أتيت فنادتني بهمس عذب : أرجوك انتظري
    أجبتها بوجل :تأخر الوقت ولا بد من العودة إلى البيت
    قالت : لا أنت خائفة مني
    صمت لحظات .. سمعت خلالها ضجيج عواطفي وصراع أفكاري بتكذيب وتصديق مقيل عنها فكان لابد من المصارحة في مثل هذا الموقف فقلت :
    _ أنت وردة مغرورة ..مؤذية ..ذات أشواك حادة وستجرحيني لو اقتربت منك
    _هكذا وصفوني لك
    _ لا..أنا أرى أشوكك الحادة
    أنا أحمي نفسي بها ولا أستخدمها إلا لمن يستحق
    _ على مايبدو أن جميع الذين يعرفونك استحقوا أشواكك
    _ أنت لا تعرفينهم على حقيقتهم وتثقين بسرعة بمن حولك
    _ أتعتقدين أنهم مغتابين
    _هذه هي الحقيقة وأكثرهم لا يهمه إلا المظهر الخارجي ويصدقون الإشاعات بل ويروجونها أيضا
    فكرت في كلامها ورأيت أنه قريب من الحقيقة في زمن تتحكم به الماديات لتحول الجميع إلى آلات تسير لتحقيق أهدافها الخاصة
    قطعت الوردة تفكيري قائلة : أعرف كل الروايات التي تحدثوا بها عني
    أجبتها مستهزئة : أحقا
    _أرجوك لا تسخري مني
    شعرت أني جرحتها فقلت بشيء من اللطف : أعزريني
    _ أسامحك بشرط أن تتحدثي معي وتقتربي مني دون خوف ..
    لقد حلمت بهذه الفرصة وانتظرتها طويلا
    أحسست بسحر عجيب يشدني إليها ..خفت منه وعلى مايبدو أنها لاحظت ذلك فقال:
    _مازلت مترددة
    مرت لحظات صمت عميق بيننا كان لها تأثير عجيب في نفسي ..كان
    كل ما حولنا شاعريا .. رقيقا ..هادئا ..القمر يختال وسط قبة السماء مزهوا بين النجوم المتلألئة ..نسمات عذبة يدغدغ بها الليل مشاعرنا ..أغنية خالدة انبعث شدوها من إحدى النوافذ القريبة أضفت على الموقف سحرا خاصا
    نظر ت إلى وردتي فرأيتها ممتلئة بحب كبير وحنان لاحدود له
    اقتربت منها عانقتها همست لها :أعترف لك بحقيقة
    _ أجل
    _ كنت عندما أراك من بعيد ينتا بني شعور غريب يشدني نحوك فأداريه بالغناء

    - كان صوتك جميلا ..رقيقا ..يعكس ذاتك الصافية ..يدخل السعادة إلى قلبي ويزرع في نفسي الأمل أني سألتقيك يوما
    - والتقينا
    00000000ازداد تألق وردتي و............نسيت أحزاني وآلامي
    أصبحت كلما دخلت الحديقة أتجه فورا إلى وردتي التي أخذت بمجامع قلبي ..أجلس معها ساعات ..وساعات حتى طغى وجودها على كل الورود التي لم أعد أذكر منها إلا أسماءها لأنها أرادت ذلك.. لكني غفرت لها خداعها وافتراءها على وردتي الحبيبة والتي ..
    علمتني أشياء ..وأشياء
  • جميل داري
    شاعر
    • 05-07-2009
    • 384

    #2
    المبدعة الكريمة مريم
    ببراعة سردية استطعت تشخيص الطبيعة من خلال وردة ذات أشواك فاصطدت عصفوين بحجر وهما:
    دحض كلام الآخرين حول هذه الوردة الشوكية الرائعة
    وعدم الانسياق وراء المظاهر والشكليات
    وقد جاء أسلوبك الجميل في السرد والوصف والحوار معبرا عن هذه الحالة الإنسانية
    وتبقى لي بعض الملاحظات البسيطة حول اللغة:

    وكنت كلما لمحتها ترمقني بنظرة حزينة تترك أثرا عميقا في نفسي : رمقتني فبعد كلما لا يأتي إلا فعلان ماضيان
    حزينة القلب ..مكسورة الفؤاد: حشو ..فالقلب هو الفؤاد
    مقيل عنها : ما قيل عنها
    وستجرحيني: وستجرحينني
    أنا أرى أشوكك الحادة : أشواكك
    أتعتقدين أنهم مغتابين: مغتابون
    أعزريني :اعذريني
    أصبحت كلما دخلت الحديقة أتجه : اتجهت

    ساعات ..وساعات: حشو
    على وردتي الحبيبة والتي : الحبيبة التي

    دمت ودام إبداعك الهادف النبيل

    تعليق

    • جمال عمران
      رئيس ملتقى العامي
      • 30-06-2010
      • 5363

      #3
      الاستاذة مريم
      قرأتها جيدا ، تحمل اسلوبا سلسا وسردا جميلا ، و الفكرة رائعة فى بساطتها ..لكن النص طال كثيرا حول الفكرة وكان من الممكن إختصاره ..النص يحمل عبرة ونصيحة .. وهو جانب مضئ كان فى حاجة الى تكثيف ووفرة مفردات ..
      أرجو ألا يغضبك رأى العبد لله ..
      تحيتى ومساؤك الياسمين ..
      *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميلة القديرة
        مريم محمود
        أيتها البهية
        نص يميل للفنتازيا إذا جاز لي التعبير
        أحببت تلك الرهافة في الحس لكني أراه طال ويحتاج لتكثيف
        كنت أميل لو أنك جعلته حلما مثلا كي تبدو عيون الوردات وأصواتهن معقولة
        وبكل الأحوال كان السرد سلسا
        رأي يقبل الخطأ قبل الصواب
        أسعدني وجودي معك سيدتي
        ودي ومحبتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        يعمل...
        X