قفطان الفضّة / محمد فطومي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    قفطان الفضّة / محمد فطومي

    قفطان الفضّة




    أغلق " بحري" باب المرحاض خلفه بالقفل.كان ضيّقا و قذرا للغاية.تقيّأ بهدوء،ثمّ بلّل يده قليلا و مرّرها على فمه و حرص على أن لا يبتلع قطرة واحدة.مسح يده ببنطلونه من جهة الرّكبة و نظر إلى أعلى.السّقف عال مقارنة بأسقف المنازل،و النّافذة بعيدة و عبارة عن شبكة من الأسلاك المعدنيّة الخشنة،من الأسفل إلى الأعلى و قبل أن يغوص في ثقب كبير بالجدار ينتصب أنبوب مكشوف من الزّنك المطليّ،و فكّر بحري:لو كان سجنا لتسلّقت الأنبوب كحبل و لفررت عبر النّافذة،إنّ فيها مزقا في حوافّها ،و حتما سيكون من السّهل جدّا فتقها .ثمّ استدار ناحية الباب و سوّى قميصه جيّدا و خرج راسما على وجهه ملامح اليقظة و عدم الانزعاج.

    لمّا التحق بالطّاولة كان مزاجه قد تعكّر فعلا،و رفاقه قد غيّروا الحديث عن الأجر الأدنى الصّناعيّ..منذ قليل قال أحدهم بأنّه الأجر الخام الذي ستضاف إليه المنح،فيما اتّفق البقيّة على أنّه الأجر الخام قبل طرح الضّرائب،و أمكنه الآن أن يلاحظ على بعضهم علامات السّكر.شرب ثلاثة أكواب من الماء دفعة واحدة،ثمّ استكان ينتظر مفعولها.و انزوى اثنان من رفاقه يلعبان الورق برتابة. كان أحدهما يذكّر الآخر بالنّتيجة عند انتهاء كلّ جولة،و لم يكن خصمه عامل البنزين يناقش أو حتّى يومىء برأسه رغم أنّ صاحبه أخطأ مرّتين.و كان يتابع الّلعب بالضّجر الذي يراقب به عدّاد المضخّة. و استمرّ الآخرون في تصنيف السّلع المدعومة من قبل الدّولة،و قرّر بحري أن يشاركهم بقوّة و غبطة مصطنعة، فإمّا أن يعود الوخز الّلطيف إلى جسمه،و إمّا أن يحدث له شيء ما لا يشبه حالة الإدراك التي سيطرت عليه بالكامل،كأن يتقيّأ بشكل لا يبقي في معدته شيئا،أو أن ينقل إلى المستشفى بعد انهيار من شدّة الإنهاك،أو أن يغمى عليه مثلا..أو حتّى يموت.كانت لديه رغبة في أن يطرأ عليه أمر مغاير.

    و قال:

    " أتدرون ما الذي حدث بالضّبط ؟
    لا شيء..
    مجموعة خراف برّيّة تركت العدالة و اقتسام الحشيش بالتّساوي و ثارت لكونها تملك قرونا ملتوية ،لا كالزّرافات.. هل تعتقدون أنّ ثورة كهذه تحتمل أساسا أن تُطرح بشأنها مسألة نجاح أو فشل ؟
    ربّما كان الأمر أقلّ سوءْ لو خرجنا مطالبين بإسقاط الموت..

    هل فيكم من يجيبني،لم لسنا فرحين ؟
    تكلّم صابر ساعي البريد:
    - لأنّهم يقابلون ثورة قهر حقيقيّ بمجلّدات قانون مريض..يُعتبر و لا يعتبر..يجوز و لا يجوز،يمكن و لا يمكن ...ثمّ انفعل فجأة:
    عبّىء الكلاب في قطار و أرسلهم بهم إلى سيبيريا !..إلى الجحيم..!

    قال بحري بإصرار ساخر :لا ليس هذا..! قلت لكم لماذا..لأنّنا نريد قرونا كالتي لدى الزّرافات..هذا كلّ ما نريده.. مللنا قروننا .. ماذا علينا أن نفعل كي نجعلها تفهم أنّنا كرهناها ؟
    تكلّم منصور نادل الحانة المجاورة :
    - ألا يمكنكم أن تشربوا صامتين ..اعتقدت أنّكم تأتون إلى هنا هربا من طاولات البلّور؟
    تابع بحري غير عابىء بسخط منصور:
    ..و الانتحار الجماعيّ ليس هو الحلّ..لأنّ أحفادنا سيولدون حتما بقرون ملتوية،و سوف لن يتبدّل شيء على الإطلاق..

    ثمّ ساقه الكلام فوجد نفسه يعدّد الحجج و يشرح لهم قضيّة الزّواج العرفيّ،رغم أنّه يجهلها تماما،و حدّث نفسه بأنّ الإنسان يعلم كلّ شيء لكنّه يجهل ذلك.و خطر له على نحو ممتع و معقول جدّا أن يبدأ من الغد في صنع مجسّمات لمراكب صغيرة بأعواد الثّقاب،و لا شيء سوى أعواد الثّقاب،مادام الانسان يعرف كلّ شيء و لا يعلم. كان قد شاهد في التّلفزيون ما يشبه ذلك.و قال في سرّه : أنا على ثقة بأنّي أستطيع فعل ذلك،سأبيع منها الكثير،فالتّجربة غير منتشرة.سأجني منها أموالا محترمة إن لم تكن طائلة ، ستكون حياتي أفضل.و سأشتري لمفيدة قفطانا أزراره من فضّة .سأنسيها قلّة الأطفال..و اقتنع :المسألة لا تستدعي دراية.ليس هناك أمر في الدّنيا يستدعي دراية.علينا فقط أن نقذف بأنفسنا داخل المشروع و كفى.
    و داعبته الفكرة فطفق يشرب و أحسّ بأنّه استعاد الوخز الّلطيف.و ظلّ طوال الوقت المتبقّي للجلسة يطعّم المواضيع بمصطلح العزيمة الجبّارة.

    كان بحري دائما يحكي لزوجته عن قوّة غامضة تجعل أعماله تتراجع إلى الوراء كلّما قرّر القيام بخطوة إلى الأمام،و يوم أسعفه خياله بالتّشبيه المناسب للحالة و ابتسمت زوجته تعبيرا على أنّها تصدّقه حقّا،كفّ عن الشّكوى نهائيّا.
    قال لها:
    كأنّي مزارع و كأنّ لي محراثا.و لمّا حان موعد الحرث و عوض أن أتوجّه به نحو أرضي،توجّهت به إلى الحدّاد لإصلاحه..

    ليلتها و قبل انصرافهم بقليل نطق زبير أصغر الرّفاق،و حلاّقهم:
    - على ذكر الفلاّحين..اسمعوا هذه الحكاية..و أقسم لكم أنّها واقعيّة بل أكثر من ذلك،إنّي أعرف الرّجل كما أعرفكم... كان لا يملك سوى جرّار قديم و محراث لا يلامس الأرض في أدنى وضعيّاته..في البداية جرّب وضع كيسين من الرّمل فوقه فنجحت التّجربة و غاصت السّكك في التّراب..فماذا فعل ؟ صار يخيّر الفلاّحين الذين يستدعونه بين أمرين : بين الحرث بالأكياس أو بدون الأكياس..و كان الجميع دون استثناء يفضّلونها بالأكياس بالطّبع ،على الرّغم من أنّ تسعيرة السّاعة التي حدّدها كانت أرفع من غيره..ثمّ مع مرور الوقت زادت الأكياس من شهرته و أصبح مطلوبا في أماكن بعيدة..أمّا اليوم فعليك أوّلا أن تأخذ موعدا من زوجته قبل أسبوع كي تسلّم عليه.
    لم يضحك و لم يعلّق أحد،و كانت إذّاك الرّؤوس قد بدأت بعدُ تتدلّى على الصّدور قليلا و الأعين نصف مغمضة.
    بدت الحكاية و توقيتها في نظر بحري أغرب من مصادفة عاديّة،و لأنّها طابقت مع ما شبّه به نفسه لزوجته فقد اعتبرها مؤشّرا صارخا بأنّه يمشي في المسار الصّحيح .مسار القفطان .قفطان الفضّة ،و أنّ هناك عناية ما تجعل أفكاره تتجسّد.

    علا نشيج أحد اللاّعبَيْنِ ِ حتّى صار مسموعا و أقرب إلى صوت طفل صغير يقلّد فرامل سيّارة.عندها انسحب الجميع بحركة آليّة،و افترقوا كما لو كان تنبيها أخيرا بمغادرة المكان.
    في الخارج استعذب بحري الهواء الرّطب و أمكنه أن يسمعه أيضا و هو يلامس أذنيه.بيته بعيد و الوقت متأخّر،لذا كان عليه أن يعين خطواته ببعض الهرولة من حين إلى آخر.أضواء المدينة كانت مطفأة بالكامل،ففكّر بأن لا حاجة ليلبس نظاّرته الشّمسيّة.
    لم يكد ينحرف مع أوّل منعطف بعدما قرّر دخول الأحياء عوض اتّخاذ الشّارع المحاذي للمدينة،حتّى سمع طلقا ناريّا من أسلحة أوتوماتيكيّة،و صوت أشياء تتهشّم و براميل تُجرّ على الأرض.أحد الشّباب الفارّين نصحه بالعودة من حيث أتى و إلاّ اشتبهوا به ، و قال بأنّه تركهم يحاولون اقتلاع الموزّع الآليّ للبنك..

    كانت خالة أمّه تسكن قريبا من هناك.عجوز تعيش بمفردها من سنين طويلة.كانت دائما تربّي عنزات في بيتها و تحدّثهم بمرح.
    طرق الباب بلطف فأجابت مذعورة على الفور: من؟
    قال :
    - بحري ابن أختك ،افتحي ،لا تخافي..
    كانت تعدّل شال الصّوف المشبّك فوق رأسها عندما فُتِح بابُ القصدير على مرّتين .
    يَذكر أنّه طلب منها كأس شاي ،و يذكر أيضا كيف لم تبطىء في إحضاره ساخنا و طيّبا.
    جلست إلى جواره و قد تهيّأ لينام دون غطاء و دون أن ينزع حذاءه و قالت :
    - لا تهتمّ كثيرا بنيّ ، كلّ شيء يفوت..
    و لم تضف شيئا.
    و لا يدري بحري لم أحسّ بأنّها تلمّح لزوجته التي لابدّ أنّها خائفة و قلقة عليه،و ستبقى كذلك حتّى الصّباح.إذ لم يسبق له أن أمضى ليلة بأكملها خارج بيته.

    قبل أن يتمدّد نزع حزام سرواله و أفرغ جيبه و وضع محتوياته جانبا كي لا تزعجه أثناء النّوم كلّما عنّ له أن يتقلّب.كان من بين الأشياء التي أخرجها صدفة بحريّة صغيرة و علبة الكبريت.كانت علبة الكبريت منتفخة بالأعواد لدرجة أنّها تقوّست و لم تعد تُفتح بسهولة.و استحضر المشهد و هو يعيد إلى العلبة الأعواد المقدوحة التي كانت فوق الطّاولة و التي لم تأكل منها النّار سوى الرّأس..

    في الصّباح استيقظ باكرا.غسل وجهه بماء وجده في وعاء مصبّرات حديديّ أمام العنزات، كُتب عليه بخطّ يكاد ينمحي :" زيتون أخضر ".رتّب شعره بيديه ،و تحسّس جيوبه ليتأكّد من أنّه لم ينس مفاتيحه و بقيّة السّجائر ثمّ خرج. كان قد أنفق الأوراق الثّلاثة الّتي جلبها معه إلى الحانة بالأمس.و غمره إحساس مرير و هو يسير في الشّارع المحاذي للمدينة بأنّه خسر كلّ ما يملك دون ذرّة أمل في تعويضه.أدخل يده إلى جيبه،و استلّها ببطء تاركا علبة الثّقاب تنزلق من بين أصابعه ،و انتابه شعور و هو يمشي حثيثا بأنّ المسافة إلى بيته هي التي ستجعله يصل متأخّرا،مع ذلك توقّف أكثر من مرّة ليسوّى ملابسه و حاجبيه جيّدا كما يليق بمدرّس يأتمنه النّاس على صغارهم..


    ***


    محمد فطومي
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة
  • أحمد عيسى
    أديب وكاتب
    • 30-05-2008
    • 1359

    #2
    تسيرنا أحلامنا ، وتستولي على تفكيرنا أحياناً ، أحلام بسيطة قد لا يكون تنفيذها صعباً أو مستحيلاً
    ونبقى هكذا نراوح مكاننا بين التصديق وعدمه ، وبين الرغبة والقدرة ، وبين الممكن واللامعقول ، قبل أن نصاب بيأس أحياناً
    فنرمي أداة نجاحنا ، ونعلن يأسنا ونمضي ..
    بديعة كانت قصتك ، الجو العام ، الحوار ، القدرة على الوصف المتقن ، السرد الهادئ المثير بغير تكلف ، الشخوص ، البيئة ، كل شيء كان متقناً وتم تصويره بعناية بالغة فنجحت بشدة في ادخالنا للنص ، واقناعنا بكل تفاصيله ، وكأننا أمام مشهدٍ سينمائي متقن ، يعبر عنه مخرج شديد البراعة

    أحييك أيها القدير
    استمتعت بما خطته يداك
    ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
    [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      عميقة
      لا تعطي نفسها من قراءة واحدة
      برغم اغماس الأحداث و السرد في الواقع القريب

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • وفاء الدوسري
        عضو الملتقى
        • 04-09-2008
        • 6136

        #4
        بسم الله




        مساء الخير أستاذ/ محمد فطومي
        بداية أرجو أن يتسع صدرك للقراءة هنا!!.. أنا هنا احاول أن اتعلم من الجميع ومنك
        للحقيقة صدمت بالبداية التي كانت غير جيدة، بدت منفرة ومثيرة للاشمئزاز غير جذابة مطلقا!!..
        (باب المرحاض خلفه بالقفل. كان ضيّقا و قذرا للغاية.تقيّأ بهدوء)
        يتضح فيما بعد أن هذا الشخص ( بحري) يستفرغ من المسكر الذي شربه،بينما لا زال أصدقاؤه كما هم، يسكرون.. يعود إليهم ويشرب ثلاثة أكواب ماء دفعة واحدة، (ثمّ استكان ينتظر مفعولها)!!
        ما هي التي ينتظر مفعولها؟ لم يتضح لي بعد.
        تكرار حرف العطف الواو- على طول النص وعرضه- بلا داع حيث أنه يضعف النص ويقلل من سرعته
        ويضفي عليه ترهلا، عدا كونه معبرا عن ضعف قاموس الكاتب وعدم قدرته على إيجاد البدائل
        وتزيين النص بالتنوع اللفظي الذي لا يسبب الملل للقاريء،بل يجعله متحفزا دائما لكل جديد: (مسح يده ببنطلونه من جهة الرّكبة و نظر إلى أعلى.السّقف عال مقارنة بأسقف المنازل،و النّافذة بعيدة و عبارة عن شبكة من الأسلاك المعدنيّة الخشنة،من الأسفل إلى الأعلى و قبل أن يغوص في ثقب كبير بالجدارينتصب أنبوب مكشوف من الزّنك المطليّ،و فكّر بحري:لو كان سجنا لتسلّقت الأنبوب كحبل و لفررت عبر النّافذة،إنّ فيها مزقافي حوافّها ،و حتما سيكون من السّهل جدّا فتقها .ثمّ استدار ناحية الباب و سوّى قميصه جيّدا و خرج راسما على وجهه ملامح اليقظة وعدم الانزعاج.
        استخدام علامات الترقيم بشكل خاطيء- حيث يجب أن تكون ملاصقة للكلمة السابقة
        وليست متصلة بالتالية وحتما ليست ملتصقة بالاثنتين كما سنرى- وأيضاً
        وضع الفاصلة في مكان خاطيء لا يتيح اكتمال المعنى
        أو تبين ملامحه كما في المثال التالي:
        (عبارة عن شبكة من الأسلاك المعدنيّة الخشنة،من الأسفل إلى الأعلى و قبل أن)
        فلو وضعت الفاصلة بعد كلمة (الأعلى) وقبل كلمة (وقبل) لوضح المعنى بسهولة هكذا:
        عبارة عن شبكة من الأسلاك المعدنيّة الخشنة من الأسفل إلى الأعلى، و قبل أن
        واستخدام علامات الترقيم في غير موضعها يعني أنها قد تأتي في أول السطر التالي لوحدها
        وهذا غير مقبول !..
        (ربّما كان الأمر أقلّ سوءْ):
        لم أعرف سبب وضع السكون على الهمزة في كلمة سوء
        يقول النص: ليلتها و قبل انصرافهم بقليل نطق زبير أصغر الرّفاق،و حلاّقهم:
        - على ذكر الفلاّحين..اسمعوا هذه الحكاية.
        على ذكر الفلاحين!! من ذكر الفلاحين أصلا في الحانة؟
        لكني أعتقد أن زبير سمع كلام بحري مع زوجته (قال لها: كأنّي مزارع و كأنّ لي محراثا.و لمّا حان موعد الحرث و عوض أن أتوجّه به نحو أرضي،توجّهت به إلى الحدّادلإصلاحه..) قبل فترة فتذكره وبدأ الحديث عن الفلاحين ليفضح الزبير!! هنا يضرب الكاتب بالمنطقية عرض الحائط مستغفلا القاريء
        (كانت إذّاك الرّؤوس قد بدأت بعدُ تتدلّى على الصّدور) من يقنعني بسلامة تركيبة هذه الجملة؟
        كلمة ( بعدُ) ليس لها موقع مطلقا هنا، بل إنها تعمل على تخريب الجملة والمعنى!..؟..

        (تربّي عنزات في بيتها و تحدّثهم) كأنهم رجال ذكور!!
        الأولى قول (وتحدثهن) أو ( وتحدثها)

        الخلاصة

        1- الحس اللغوي والقواعدي ضعيف جدا

        2- منطقية تسلسل الأحداث وارتباطها ببعضها مصابة بشرخ كبير

        3- محاولة الكاتب السير بالنص بهدوء رغم أن الفكرة لا تحتمله؛ حيث الاضطرابات في الشوارع، والبطالة، والعمال في المقهي والحانات، فقر ونكد، هذاالسير الهاديء به من الرتابة والملل ما يجعل القاريء يعزف عن الاستمرار خاصة بعدما لحقه من أذى في بداية النص!
        ربما كان الكاتب مصورا عاديا لا أكثر، وكان الحشو في النص كثيرا؛ حيث أن الوصف بلا صور شعرية يحتاج الكثير من الكلام، وهذا تهدل، عداعن الترهل بسبب حشو ما لا يخدم مباشرة فكرة النص.

        شكرا.
        ************************************
        قفطان الفضّة




        أغلق " بحري" باب المرحاض خلفه بالقفل.كان ضيّقا و قذرا للغاية.تقيّأ بهدوء،ثمّ بلّل يده قليلا و مرّرها على فمه و حرص على أن لا يبتلع قطرة واحدة.مسح يده ببنطلونه من جهة الرّكبة و نظر إلى أعلى.السّقف عال مقارنة بأسقف المنازل،و النّافذة بعيدة و عبارة عن شبكة من الأسلاك المعدنيّة الخشنة،من الأسفل إلى الأعلى و قبل أن يغوص في ثقب كبير بالجدار ينتصب أنبوب مكشوف من الزّنك المطليّ،و فكّر بحري:لو كان سجنا لتسلّقت الأنبوب كحبل و لفررت عبر النّافذة،إنّ فيها مزقا في حوافّها ،و حتما سيكون من السّهل جدّا فتقها .ثمّ استدار ناحية الباب و سوّى قميصه جيّدا و خرج راسما على وجهه ملامح اليقظة و عدم الانزعاج.

        لمّا التحق بالطّاولة كان مزاجه قد تعكّر فعلا،و رفاقه قد غيّروا الحديث عن الأجر الأدنى الصّناعيّ..منذ قليل قال أحدهم بأنّه الأجر الخام الذي ستضاف إليه المنح،فيما اتّفق البقيّة على أنّه الأجر الخام قبل طرح الضّرائب،و أمكنه الآن أن يلاحظ على بعضهم علامات السّكر.شرب ثلاثة أكواب من الماء دفعة واحدة،ثمّ استكان ينتظر مفعولها.و انزوى اثنان من رفاقه يلعبان الورق برتابة. كان أحدهما يذكّر الآخر بالنّتيجة عند انتهاء كلّ جولة،و لم يكن خصمه عامل البنزين يناقش أو حتّى يومىء برأسه رغم أنّ صاحبه أخطأ مرّتين.و كان يتابع الّلعب بالضّجر الذي يراقب به عدّاد المضخّة. و استمرّ الآخرون في تصنيف السّلع المدعومة من قبل الدّولة،و قرّر بحري أن يشاركهم بقوّة و غبطة مصطنعة، فإمّا أن يعود الوخز الّلطيف إلى جسمه،و إمّا أن يحدث له شيء ما لا يشبه حالة الإدراك التي سيطرت عليه بالكامل،كأن يتقيّأ بشكل لا يبقي في معدته شيئا،أو أن ينقل إلى المستشفى بعد انهيار من شدّة الإنهاك،أو أن يغمى عليه مثلا..أو حتّى يموت.كانت لديه رغبة في أن يطرأ عليه أمر مغاير.

        و قال:

        " أتدرون ما الذي حدث بالضّبط ؟
        لا شيء..
        مجموعة خراف برّيّة تركت العدالة و اقتسام الحشيش بالتّساوي و ثارت لكونها تملك قرونا ملتوية ،لا كالزّرافات.. هل تعتقدون أنّ ثورة كهذه تحتمل أساسا أن تُطرح بشأنها مسألة نجاح أو فشل ؟
        ربّما كان الأمر أقلّ سوءْ لو خرجنا مطالبين بإسقاط الموت..

        هل فيكم من يجيبني،لم لسنا فرحين ؟
        تكلّم صابر ساعي البريد:
        - لأنّهم يقابلون ثورة قهر حقيقيّ بمجلّدات قانون مريض..يُعتبر و لا يعتبر..يجوز و لا يجوز،يمكن و لا يمكن ...ثمّ انفعل فجأة:
        عبّىء الكلاب في قطار و أرسلهم بهم إلى سيبيريا !..إلى الجحيم..!

        قال بحري بإصرار ساخر :لا ليس هذا..! قلت لكم لماذا..لأنّنا نريد قرونا كالتي لدى الزّرافات..هذا كلّ ما نريده.. مللنا قروننا .. ماذا علينا أن نفعل كي نجعلها تفهم أنّنا كرهناها ؟
        تكلّم منصور نادل الحانة المجاورة :
        - ألا يمكنكم أن تشربوا صامتين ..اعتقدت أنّكم تأتون إلى هنا هربا من طاولات البلّور؟
        تابع بحري غير عابىء بسخط منصور:
        ..و الانتحار الجماعيّ ليس هو الحلّ..لأنّ أحفادنا سيولدون حتما بقرون ملتوية،و سوف لن يتبدّل شيء على الإطلاق..

        ثمّ ساقه الكلام فوجد نفسه يعدّد الحجج و يشرح لهم قضيّة الزّواج العرفيّ،رغم أنّه يجهلها تماما،و حدّث نفسه بأنّ الإنسان يعلم كلّ شيء لكنّه يجهل ذلك.و خطر له على نحو ممتع و معقول جدّا أن يبدأ من الغد في صنع مجسّمات لمراكب صغيرة بأعواد الثّقاب،و لا شيء سوى أعواد الثّقاب،مادام الانسان يعرف كلّ شيء و لا يعلم. كان قد شاهد في التّلفزيون ما يشبه ذلك.و قال في سرّه : أنا على ثقة بأنّي أستطيع فعل ذلك،سأبيع منها الكثير،فالتّجربة غير منتشرة.سأجني منها أموالا محترمة إن لم تكن طائلة ، ستكون حياتي أفضل.و سأشتري لمفيدة قفطانا أزراره من فضّة .سأنسيها قلّة الأطفال..و اقتنع :المسألة لا تستدعي دراية.ليس هناك أمر في الدّنيا يستدعي دراية.علينا فقط أن نقذف بأنفسنا داخل المشروع و كفى.
        و داعبته الفكرة فطفق يشرب و أحسّ بأنّه استعاد الوخز الّلطيف.و ظلّ طوال الوقت المتبقّي للجلسة يطعّم المواضيع بمصطلح العزيمة الجبّارة.

        كان بحري دائما يحكي لزوجته عن قوّة غامضة تجعل أعماله تتراجع إلى الوراء كلّما قرّر القيام بخطوة إلى الأمام،و يوم أسعفه خياله بالتّشبيه المناسب للحالة و ابتسمت زوجته تعبيرا على أنّها تصدّقه حقّا،كفّ عن الشّكوى نهائيّا.
        قال لها:
        كأنّي مزارع و كأنّ لي محراثا.و لمّا حان موعد الحرث و عوض أن أتوجّه به نحو أرضي،توجّهت به إلى الحدّاد لإصلاحه..

        ليلتها و قبل انصرافهم بقليل نطق زبير أصغر الرّفاق،و حلاّقهم:
        - على ذكر الفلاّحين..اسمعوا هذه الحكاية..و أقسم لكم أنّها واقعيّة بل أكثر من ذلك،إنّي أعرف الرّجل كما أعرفكم... كان لا يملك سوى جرّار قديم و محراث لا يلامس الأرض في أدنى وضعيّاته..في البداية جرّب وضع كيسين من الرّمل فوقه فنجحت التّجربة و غاصت السّكك في التّراب..فماذا فعل ؟ صار يخيّر الفلاّحين الذين يستدعونه بين أمرين : بين الحرث بالأكياس أو بدون الأكياس..و كان الجميع دون استثناء يفضّلونها بالأكياس بالطّبع ،على الرّغم من أنّ تسعيرة السّاعة التي حدّدها كانت أرفع من غيره..ثمّ مع مرور الوقت زادت الأكياس من شهرته و أصبح مطلوبا في أماكن بعيدة..أمّا اليوم فعليك أوّلا أن تأخذ موعدا من زوجته قبل أسبوع كي تسلّم عليه.
        لم يضحك و لم يعلّق أحد،و كانت إذّاك الرّؤوس قد بدأت بعدُ تتدلّى على الصّدور قليلا و الأعين نصف مغمضة.
        بدت الحكاية و توقيتها في نظر بحري أغرب من مصادفة عاديّة،و لأنّها طابقت مع ما شبّه به نفسه لزوجته فقد اعتبرها مؤشّرا صارخا بأنّه يمشي في المسار الصّحيح .مسار القفطان .قفطان الفضّة ،و أنّ هناك عناية ما تجعل أفكاره تتجسّد.

        علا نشيج أحد اللاّعبَيْنِ ِ حتّى صار مسموعا و أقرب إلى صوت طفل صغير يقلّد فرامل سيّارة.عندها انسحب الجميع بحركة آليّة،و افترقوا كما لو كان تنبيها أخيرا بمغادرة المكان.
        في الخارج استعذب بحري الهواء الرّطب و أمكنه أن يسمعه أيضا و هو يلامس أذنيه.بيته بعيد و الوقت متأخّر،لذا كان عليه أن يعين خطواته ببعض الهرولة من حين إلى آخر.أضواء المدينة كانت مطفأة بالكامل،ففكّر بأن لا حاجة ليلبس نظاّرته الشّمسيّة.
        لم يكد ينحرف مع أوّل منعطف بعدما قرّر دخول الأحياء عوض اتّخاذ الشّارع المحاذي للمدينة،حتّى سمع طلقا ناريّا من أسلحة أوتوماتيكيّة،و صوت أشياء تتهشّم و براميل تُجرّ على الأرض.أحد الشّباب الفارّين نصحه بالعودة من حيث أتى و إلاّ اشتبهوا به ، و قال بأنّه تركهم يحاولون اقتلاع الموزّع الآليّ للبنك..

        كانت خالة أمّه تسكن قريبا من هناك.عجوز تعيش بمفردها من سنين طويلة.كانت دائما تربّي عنزات في بيتها و تحدّثهم بمرح.
        طرق الباب بلطف فأجابت مذعورة على الفور: من؟
        قال :
        - بحري ابن أختك ،افتحي ،لا تخافي..
        كانت تعدّل شال الصّوف المشبّك فوق رأسها عندما فُتِح بابُ القصدير على مرّتين .
        يَذكر أنّه طلب منها كأس شاي ،و يذكر أيضا كيف لم تبطىء في إحضاره ساخنا و طيّبا.
        جلست إلى جواره و قد تهيّأ لينام دون غطاء و دون أن ينزع حذاءه و قالت :
        - لا تهتمّ كثيرا بنيّ ، كلّ شيء يفوت..
        و لم تضف شيئا.
        و لا يدري بحري لم أحسّ بأنّها تلمّح لزوجته التي لابدّ أنّها خائفة و قلقة عليه،و ستبقى كذلك حتّى الصّباح.إذ لم يسبق له أن أمضى ليلة بأكملها خارج بيته.

        قبل أن يتمدّد نزع حزام سرواله و أفرغ جيبه و وضع محتوياته جانبا كي لا تزعجه أثناء النّوم كلّما عنّ له أن يتقلّب.كان من بين الأشياء التي أخرجها صدفة بحريّة صغيرة و علبة الكبريت.كانت علبة الكبريت منتفخة بالأعواد لدرجة أنّها تقوّست و لم تعد تُفتح بسهولة.و استحضر المشهد و هو يعيد إلى العلبة الأعواد المقدوحة التي كانت فوق الطّاولة و التي لم تأكل منها النّار سوى الرّأس..

        في الصّباح استيقظ باكرا.غسل وجهه بماء وجده في وعاء مصبّرات حديديّ أمام العنزات، كُتب عليه بخطّ يكاد ينمحي :" زيتون أخضر ".رتّب شعره بيديه ،و تحسّس جيوبه ليتأكّد من أنّه لم ينس مفاتيحه و بقيّة السّجائر ثمّ خرج. كان قد أنفق الأوراق الثّلاثة الّتي جلبها معه إلى الحانة بالأمس.و غمره إحساس مرير و هو يسير في الشّارع المحاذي للمدينة بأنّه خسر كلّ ما يملك دون ذرّة أمل في تعويضه.أدخل يده إلى جيبه،و استلّها ببطء تاركا علبة الثّقاب تنزلق من بين أصابعه ،و انتابه شعور و هو يمشي حثيثا بأنّ المسافة إلى بيته هي التي ستجعله يصل متأخّرا،مع ذلك توقّف أكثر من مرّة ليسوّى ملابسه و حاجبيه جيّدا كما يليق بمدرّس يأتمنه النّاس على صغارهم..



        ***


        محمد فطومي
        التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 03-06-2012, 22:00.

        تعليق

        • جمال عمران
          رئيس ملتقى العامي
          • 30-06-2010
          • 5363

          #5
          الاستاذ فطومى
          اعجبنى تصوير المشاهد ..كانت أقرب ماتكون للواقع ومن هنا كان جمالها ..
          أراك ستنضم قريبا الى متصفح ( الغلابة ) وستكتب من واقع ( الناس اللى تحت ) وتصور لنا عن ( الواقفون على رصيف الحياة ) ..
          مررت من هنا أخى بين روعة قصتك..
          مودتى وتحيتى..
          *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

          تعليق

          • محمد فطومي
            رئيس ملتقى فرعي
            • 05-06-2010
            • 2433

            #6
            صديقي الجميل أحمد عيسى،
            سيظلّ هؤلاء يتسلّقون حيطانا عالية زلقة،و سنظلّ نحاول أن ننقل أوجاعهم،الفكرة تلو الفكرة،الوخزة تلو الأخرى ،لنكتشف في الأخير بأنّنا واحد..
            يؤنسني مرورك أخي الغالي.
            مدوّنة

            فلكُ القصّة القصيرة

            تعليق

            • محمد فطومي
              رئيس ملتقى فرعي
              • 05-06-2010
              • 2433

              #7
              تشجيعك و نصائحك تنير لنا الطّريق أخي النّبيل ربيع.
              محبّتي الصّافية لك دائما.
              مدوّنة

              فلكُ القصّة القصيرة

              تعليق

              • محمد فطومي
                رئيس ملتقى فرعي
                • 05-06-2010
                • 2433

                #8
                بسم الله و الشّكر لله الذي وهبني ذرّة حياء أعود إليها في المواقف العجيبة.

                طاب يومك أستاذة وفاء عرب.
                يتّسع صدري لأكثر ممّا تتصوّرين أختي الغالية.و لك مطلق الحرّيّة في التّعبير عن رأيك بلا حدود أو ضوابط أو آداب،حتّى الخطوط الحمراء أجيزها لو أردتِ.يقينا منّي بأنّ لكلّ سؤال جواب.حتّى الأسئلة الحمقاء لها إجابة.فقط أردتُ أن ألفت انتباهك إلى أنّ التّحامل و نيّة التّشويه كانت صارخة جدّا رغم محاولاتك لعدم إظهارها و تغليفها بنيّة مزعومة في بناء حوار معرفي أو ما عبّرتِ عنه بـ"أتعلّم منك"...العفو سيّدتي كلّ العفو،لست في مكانتك العلميّة و لا الأدبيّة و لا الأخلاقيّة كي تتعلّمي منّي،إنّما أقول هذا لصالحك أ.وفاء كي لا تقعي فيه مستقبلا.معي أو مع غيري.

                في الحقيقة فكّرت كثيرا،و تجلّت لي عديد الرّدود على تعليقك.بدا لي أنّ أقلّها إضاعة لوقتي هو أن أجيبك على استنكاراتك كما لو أنّها بالفعل بريئة..بالمناسبة أستاذة وفاء : الذي يريد أن يتدخّل ليتعلّم يجب لا يطلق أحكاما،إن كان من الصّادقين..
                أمرّ معك إلى متن النصّ.
                كما صدمتك المقدّمة لأنّها منفّرة و غير مهذّبة ،صدمني جهلك المطبق بفنّ القصّة،و اتّضح لي أنّك لم تقرئي كتابا واحدا طوال حياتك ، عدا الأميرة النّائمة ، و أنّ ثقافتك مبنيّة على السّمع و على صحف الخيل الخضراء و جلسات الإطراء. أرجو أن لا تغضبي فغايتي الوحيدة هي التّعلّم من الجميع ،مثلك تماما.
                لعلمك القاصّ لا يُداعب الأحداث و لا يسكب العطور على الجيف.خذي هذا كأوّل الدّروس.

                مع ذلك لن أكون أنانيّا و سأغيّر المقدّمة من أجلك كي لا تنزعجي :
                1 " كانت البلابل في الخارج تشدو ،و السّماء لاحت لبحري كأفق من حرير ،حطّت فراشة على غصن شجرة فبدت في عينيه كلمسة سحر ، قلّب بصره عبر النّافذة فرأى عاشقين يحمل كلّ منهما وردة حمراء،اغرورقت عيناه و تمنّى لو أنّه يحتضنهما معا،لكنّ صداعا شديدا منعه من مواصلة الحلم فـأغلق باب المرحاض خلفه بالقفل..كان ضيّقا و قذرا للغاية.تقيّأ بهدوء،ثمّ بلّل يده قليلا و مرّرها على فمه و حرص على أن لا يبتلع قطرة واحدة.....
                أتمنّى أن لا أكون قد قصّرت هذه المرّة.

                2 * "ثمّ استكان ينتظر مفعولها..."، ما سبق هذه العبارة و ما سيليها يخبر بأنّ مزاج بحري قد تعكّر،و إذا تعكّر المزاج فترت الرغبة في مواصلة الشّراب،لذا شرب ثلاثة أكواب من الماء و انتظر زوال الحالة العكرة التي تمنعه من مشاركة أصدقائه نشوتهم...هذا هو المقصود بمفعولها.

                3 تكرار حرف العطف الواو- على طول النص وعرضه- بلا داع حيث أنه يضعف النص ويقلل من سرعته
                ويضفي عليه ترهلا، عدا كونه معبرا عن ضعف قاموس الكاتب وعدم قدرته على إيجاد البدائل
                وتزيين النص بالتنوع اللفظي الذي لا يسبب الملل للقاريء....
                أقرّ بخطئي و أشكرك على الملاحظة،و إن كانت لا تخلو من عبارات منفّرة و مثيرة للاشمئزاز تتعارض تماما مع إحساسك المرهف تجاه ما هو منفّر.يعني بعبارة أخرى أتساءل ؛كيف يشكو من القرف من يملك أسلوبك في التّعامل مع النّاس؟؟

                4 الفاصلة الملاصقة للكلمة الأولى مسألة سخيفة جدّا بالنّسبة لي أستاذتي و لا أراها بادية كثيرا في الكتب و المؤلّفات العظيمة و لا في الكتب الدّراسيّة و لا حتّى في كتب علم الحديث،أحكام بهذه الدّقة لست الوحيد الذي يهملها ، لكنّي مع ذلك أفهم أنّك مضطرّة للتّفتيش و التّنقيب وسط القشّ إن لزم الأمر و هذا حقّك.
                ما لا تملكين فيه الحقّ هو أن تقرّري نيابة عنّي أيّ الكلمات أضع بينها الفاصلة ،خصوصا بعد الفداحة التي اكتشفتها في تحصيلك للمعنى.و أرجوك لا تغضبي فأنا لا أقول ما أقول إلاّ لأنّي أتعلّم منك.

                === السّقف عال مقارنة بأسقف المنازل،و النّافذة بعيدة و عبارة عن شبكة من الأسلاك المعدنيّة الخشنة،من الأسفل إلى الأعلى و قبل أن يغوص في ثقب كبير بالجدار ينتصب أنبوب مكشوف من الزّنك المطليّ،و فكّر بحري:
                السّطر بالّلون الأزرق جملة مستقلّة ؛(من الأسفل إلى الأعلى) تصف الأنبوب و لا تصف شبكة الأسلاك.


                5 بالنّسبة للسكون الذي فوق الهمزة ، السّبب فيه سهو لا أكثر ، كان بإمكانك أن تنزّهيني عنه بنفسك،كما نفعل عادة مع النّصوص عندما نشعر أنّ الخطأ ناجم عن سهو أو خطىء في الرّقن.
                لكن لا بأس هذه نقطة تستحقّين أن تُحتسب لك .
                كلمة " بعدُ" أقرّ أنّي أسأت استعمالها في الجملة،و هذه نقطة ثانية تُحتسب لكِ.
                ليصبح مجموع النّقاط المسجّلة إذا أضفنا لها العنزات : ثلاثة 3
                تقولين بأنّي كنتُ مصوّرا عادّيا،هذا بالتّمام ما يطمح له كلّ قاصّ ،أي أن ترتقي تجربته إلى مرتبة الحياد..يقول هيمنغواي :على القاصّ أن يكون باردا كالجليد.
                و القاصّ في نظري كالمصوّر الفوتوغرافي ( طبعا لا أعني الذي يلتقطون صورا للغروب و للخيل و هي تركض على الشّاطىء)
                بل أعني القاصّ بوصفه مصوّرا عاديّا يعرف متى و كيف يقتنص لقطاته الإنسانيّة الأكثر حرارة ببرود تامّ.
                في الأخير أكون سعيدا لو أنّي فعلا اقتربت من المصوّر العاديّ.
                قبل أن أنهي كلامي أضع بين يديك هذا المقطع الشّعريّ المزيّف و أدعوك أن تقحميه في الفقرة التي تشائين في النصّ،لعلّها تضفي على العمل شاعريّة و رقّة :
                ....حيثُ الشّرود كالانسحاب برق يؤذن بمطر قد تأتي و قد لا تأتي،قد تُطهّر نسغ الانكفاء في مساحات الخواء الشّبقيّة المنتحرة بين ضلوعه ،و قد لا تفعل ...


                كدت أنسى :من أتى على ذكر الفلاّحين ؟ من ذكر الفلاّحين أصلا في الحانة ؟
                سؤال كهذا لم أكن لأستغربه من جدّتي لكن منكِ أستاذتي و معلّمتي فهذا غير مقبول على حدّ عبارتك.
                سيّدتي لم تنقل القصّة ما دار من حوار في الحانة طوال الجلسة ،قلت قبل انصرافهم بقليل،و لم أخبرك ما الذي كان يُقال قبل انصرافهم بقليل،و للكاتب الحقّ في اقتطاع الجزء الذي يخدم فكرته.


                و مرحبا بك متى شئت.
                ما لا أعدك بك أستاذة وفاء أن أناقشك في موضوع له علاقة بالأدب في قادم الأيّام.
                مدوّنة

                فلكُ القصّة القصيرة

                تعليق

                • محمد فطومي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 05-06-2010
                  • 2433

                  #9
                  صديقي الطيّب جمال عمران،لا حُرمت من إطلالتك البهيّة في كلّ مرّة.
                  هؤلاء لا يكتبون،هم يعيشون الواقع بتفاصيله،منهم من يخبز الرّغيف و من يدرّس الصّغار و يصنع لهم الألعاب و منهم من يُنبت الزّرع و يبني البيوت و يجمع القمامة نيابة عنّا بفتات المال ،كي يُخلوا لنا بعض الوقت لنكتب عن واقعهم،حريّ بنا إذن أن نفعل بوفاء و حبّ.

                  محبّتي لك أيّها الجميل.
                  مدوّنة

                  فلكُ القصّة القصيرة

                  تعليق

                  • مصطفى الصالح
                    لمسة شفق
                    • 08-12-2009
                    • 6443

                    #10
                    قفطان الفضة
                    هو نص حميم ملتصق بواقعنا الذي نعيشه هذه الأيام
                    عطالة وبطالة وأحداث وثورات وهموم وآلام وأمال وتوجسات وخوف ورهبة في هذا الواقع المرير
                    حاول الكاتب أن ينقل لنا صورة حقيقية لهذا الواقع المتناقض؛ كل هذه الأوضاع المزرية وحفنة من الناس لا تملك مالا لكنها تجود بما بقي في جيوبها على الخمر مما يدل على تفاهتهم وتناقض أفكارهم وعدم صدقهم حتى مع أنفسهم
                    لن يفلحوا
                    كانت تجربة.. لا أظنها ناجحة جدا في هذا النص أخي محمد
                    وجدته أقل مما عودتنا عليه من حيث الأسلوب والتركيب اللفظي والمعنوي رغم نضج الفكرة وبصمتك الواضحة فيه
                    أظنه بحاجة إلى قليل جهد منك وسيكون رائعا

                    تحيتي وتقديري
                    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الصالح; الساعة 04-06-2012, 20:11.
                    [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                    ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                    لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                    رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                    حديث الشمس
                    مصطفى الصالح[/align]

                    تعليق

                    • وفاء الدوسري
                      عضو الملتقى
                      • 04-09-2008
                      • 6136

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                      بسم الله و الشّكر لله الذي وهبني ذرّة حياء أعود إليها في المواقف العجيبة.
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة


                      طاب يومك أستاذة وفاء عرب.
                      يتّسع صدري لأكثر ممّا تتصوّرين أختي الغالية.و لك مطلق الحرّيّة في التّعبير عن رأيك بلا حدود أو ضوابط أو آداب،حتّى الخطوط الحمراء أجيزها لو أردتِ.يقينا منّي بأنّ لكلّ سؤال جواب.حتّى الأسئلة الحمقاء لها إجابة.فقط أردتُ أن ألفت انتباهك إلى أنّ التّحامل و نيّة التّشويه كانت صارخة جدّا رغم محاولاتك لعدم إظهارها و تغليفها بنيّة مزعومة في بناء حوار معرفي أو ما عبّرتِ عنه بـ"أتعلّم منك"...العفو سيّدتي كلّ العفو،لست في مكانتك العلميّة و لا الأدبيّة و لا الأخلاقيّة كي تتعلّمي منّي،إنّما أقول هذا لصالحك أ.وفاء كي لا تقعي فيه مستقبلا.معي أو مع غيري.

                      في الحقيقة فكّرت كثيرا،و تجلّت لي عديد الرّدود على تعليقك.بدا لي أنّ أقلّها إضاعة لوقتي هو أن أجيبك على استنكاراتك كما لو أنّها بالفعل بريئة..بالمناسبة أستاذة وفاء : الذي يريد أن يتدخّل ليتعلّم يجب لا يطلق أحكاما،إن كان من الصّادقين..
                      أمرّ معك إلى متن النصّ.
                      كما صدمتك المقدّمة لأنّها منفّرة و غير مهذّبة ،صدمني جهلك المطبق بفنّ القصّة،و اتّضح لي أنّك لم تقرئي كتابا واحدا طوال حياتك ، عدا الأميرة النّائمة ، و أنّ ثقافتك مبنيّة على السّمع و على صحف الخيل الخضراء و جلسات الإطراء. أرجو أن لا تغضبي فغايتي الوحيدة هي التّعلّم من الجميع ،مثلك تماما.
                      لعلمك القاصّ لا يُداعب الأحداث و لا يسكب العطور على الجيف.خذي هذا كأوّل الدّروس.

                      مع ذلك لن أكون أنانيّا و سأغيّر المقدّمة من أجلك كي لا تنزعجي :
                      1 " كانت البلابل في الخارج تشدو ،و السّماء لاحت لبحري كأفق من حرير ،حطّت فراشة على غصن شجرة فبدت في عينيه كلمسة سحر ، قلّب بصره عبر النّافذة فرأى عاشقين يحمل كلّ منهما وردة حمراء،اغرورقت عيناه و تمنّى لو أنّه يحتضنهما معا،لكنّ صداعا شديدا منعه من مواصلة الحلم فـأغلق باب المرحاض خلفه بالقفل..كان ضيّقا و قذرا للغاية.تقيّأ بهدوء،ثمّ بلّل يده قليلا و مرّرها على فمه و حرص على أن لا يبتلع قطرة واحدة.....
                      أتمنّى أن لا أكون قد قصّرت هذه المرّة.

                      2 * "ثمّ استكان ينتظر مفعولها..."، ما سبق هذه العبارة و ما سيليها يخبر بأنّ مزاج بحري قد تعكّر،و إذا تعكّر المزاج فترت الرغبة في مواصلة الشّراب،لذا شرب ثلاثة أكواب من الماء و انتظر زوال الحالة العكرة التي تمنعه من مشاركة أصدقائه نشوتهم...هذا هو المقصود بمفعولها.

                      3 تكرار حرف العطف الواو- على طول النص وعرضه- بلا داع حيث أنه يضعف النص ويقلل من سرعته
                      ويضفي عليه ترهلا، عدا كونه معبرا عن ضعف قاموس الكاتب وعدم قدرته على إيجاد البدائل
                      وتزيين النص بالتنوع اللفظي الذي لا يسبب الملل للقاريء....
                      أقرّ بخطئي و أشكرك على الملاحظة،و إن كانت لا تخلو من عبارات منفّرة و مثيرة للاشمئزاز تتعارض تماما مع إحساسك المرهف تجاه ما هو منفّر.يعني بعبارة أخرى أتساءل ؛كيف يشكو من القرف من يملك أسلوبك في التّعامل مع النّاس؟؟

                      4 الفاصلة الملاصقة للكلمة الأولى مسألة سخيفة جدّا بالنّسبة لي أستاذتي و لا أراها بادية كثيرا في الكتب و المؤلّفات العظيمة و لا في الكتب الدّراسيّة و لا حتّى في كتب علم الحديث،أحكام بهذه الدّقة لست الوحيد الذي يهملها ، لكنّي مع ذلك أفهم أنّك مضطرّة للتّفتيش و التّنقيب وسط القشّ إن لزم الأمر و هذا حقّك.
                      ما لا تملكين فيه الحقّ هو أن تقرّري نيابة عنّي أيّ الكلمات أضع بينها الفاصلة ،خصوصا بعد الفداحة التي اكتشفتها في تحصيلك للمعنى.و أرجوك لا تغضبي فأنا لا أقول ما أقول إلاّ لأنّي أتعلّم منك.

                      === السّقف عال مقارنة بأسقف المنازل،و النّافذة بعيدة و عبارة عن شبكة من الأسلاك المعدنيّة الخشنة،من الأسفل إلى الأعلى و قبل أن يغوص في ثقب كبير بالجدار ينتصب أنبوب مكشوف من الزّنك المطليّ،و فكّر بحري:
                      السّطر بالّلون الأزرق جملة مستقلّة ؛(من الأسفل إلى الأعلى) تصف الأنبوب و لا تصف شبكة الأسلاك.


                      5 بالنّسبة للسكون الذي فوق الهمزة ، السّبب فيه سهو لا أكثر ، كان بإمكانك أن تنزّهيني عنه بنفسك،كما نفعل عادة مع النّصوص عندما نشعر أنّ الخطأ ناجم عن سهو أو خطىء في الرّقن.
                      لكن لا بأس هذه نقطة تستحقّين أن تُحتسب لك .
                      كلمة " بعدُ" أقرّ أنّي أسأت استعمالها في الجملة،و هذه نقطة ثانية تُحتسب لكِ.
                      ليصبح مجموع النّقاط المسجّلة إذا أضفنا لها العنزات : ثلاثة 3
                      تقولين بأنّي كنتُ مصوّرا عادّيا،هذا بالتّمام ما يطمح له كلّ قاصّ ،أي أن ترتقي تجربته إلى مرتبة الحياد..يقول هيمنغواي :على القاصّ أن يكون باردا كالجليد.
                      و القاصّ في نظري كالمصوّر الفوتوغرافي ( طبعا لا أعني الذي يلتقطون صورا للغروب و للخيل و هي تركض على الشّاطىء)
                      بل أعني القاصّ بوصفه مصوّرا عاديّا يعرف متى و كيف يقتنص لقطاته الإنسانيّة الأكثر حرارة ببرود تامّ.
                      في الأخير أكون سعيدا لو أنّي فعلا اقتربت من المصوّر العاديّ.
                      قبل أن أنهي كلامي أضع بين يديك هذا المقطع الشّعريّ المزيّف و أدعوك أن تقحميه في الفقرة التي تشائين في النصّ،لعلّها تضفي على العمل شاعريّة و رقّة :
                      ....حيثُ الشّرود كالانسحاب برق يؤذن بمطر قد تأتي و قد لا تأتي،قد تُطهّر نسغ الانكفاء في مساحات الخواء الشّبقيّة المنتحرة بين ضلوعه ،و قد لا تفعل ...


                      كدت أنسى :من أتى على ذكر الفلاّحين ؟ من ذكر الفلاّحين أصلا في الحانة ؟
                      سؤال كهذا لم أكن لأستغربه من جدّتي لكن منكِ أستاذتي و معلّمتي فهذا غير مقبول على حدّ عبارتك.
                      سيّدتي لم تنقل القصّة ما دار من حوار في الحانة طوال الجلسة ،قلت قبل انصرافهم بقليل،و لم أخبرك ما الذي كان يُقال قبل انصرافهم بقليل،و للكاتب الحقّ في اقتطاع الجزء الذي يخدم فكرته.


                      و مرحبا بك متى شئت.
                      ما لا أعدك بك أستاذة وفاء أن أناقشك في موضوع له علاقة بالأدب في قادم الأيّام.


                      بسم الله





                      الأستاذ محمد فطومي



                      حاولت أن تبدو هادئا متمكنا من نفسك لكنك نسيت شيئا مهما:
                      أنا قرأتالنص وحللته، لم أقرأك أنت ولم أحللك، فمن حق القاريء أن يقرأ حسب علمه وثقافته
                      مادام النص قد خرج من الكاتب، وعلى الكاتب أن، يراجع نفسه متى رأى مالا يسره..
                      فماذا فعلت أنت: أخذت الأمر بشكل شخصي وبدأت بكيل السباب والشتم بلاوعي..
                      وهذا سببه انفعالك الشديد وعدم تقبلك للأمر؛ حيث لم تتوقع من أحد النقد
                      باعتبارك بالاحمر وأكبر منه..
                      طبعا يكون النقد والتحليل معظم الأحيان على قدر وقيمة الكاتب، فكاتب مبدع
                      ليس ككاتب عادي، المبدع يحاسب على كل حركة
                      بينما العادي نرضى منه جملة مفيدة فقط
                      لكن يبدو أن ظننا خاب فيك.. لأن المبدع لا ينفعل ولا يشتم ولا يهدد!!..
                      بل يسمع ويرد بأدب وهدوء
                      بدأت حضرتك (الشّكر لله الذي وهبني ذرّة حياء) من البداية واضح انفعالك
                      وردك سيكون انتقاميا بطريقة التخجيل، ما دخل الحياء هنا؟
                      ألا تعلم أنه لاحياء في الدين؟
                      والدين هنا معناها مجمل العلم! هو تلميح مرفوض من أساسه
                      (لك مطلق الحرّيّة في التّعبير عن رأيك بلا حدود أو ضوابط أو آداب)!ما هذا الكلام؟
                      يبدو- وهذا ما سيظهر فيما بعد- أنك تنوي هذا الفعل بلا حدود أو ضوابط أو آداب!!
                      (أردتُ أن ألفت انتباهك إلى أنّ التّحامل و نيّةالتّشويه كانت صارخة جدّا رغم محاولاتك لعدم إظهارها و تغليفها بنيّة مزعومة فيبناء حوار معرفي أو ما عبّرتِ عنه بـ"أتعلّم منك")
                      من هنا تبدأ بالشكوى كالكتاب المبتدئين وأنت ما أنت!!
                      لو كنت مهتما فعلا لتركت شخصي ولتوجهت إلى ملاحظاتي
                      دون محاولة جَرِّي إلى مهاترات بسبابك وشتمك الغير مؤدب!
                      بالمناسبة أستاذة وفاء : الذي يريد أن يتدخّل ليتعلّم يجب لا يطلق أحكاما،إن كان من الصّادقين..)

                      لسنا من الكاذبين والعلم بالمدارسة والنقاش المفيد وليس بالجدل العقيم والسب المقذع والشتم!..
                      وهذا معروف لأصغر طلاب العلم.. كل يعرض ما عنده ثم يُرجع إلى الدليل لتبين الحق والصواب.. فكلامك هذا وما سبق وماسيلي من شتائم وغمز ولمز مردود عليك كله..

                      (كما صدمتك المقدّمة لأنّها منفّرة و غير مهذّبة) لم أقل أنها غيرمهذبة..
                      كلامي لا زال موجودا فلا تقولني مالم أقل.. عيب
                      (صدمني جهلك المطبق بفنّ القصّة) لا تنصدم فالعلماء بهذا الفن هم قلة قليلة جدا..
                      ولست أنت منهم لتحكم علي!
                      (اتّضح لي أنّك لم تقرئي كتابا واحدا طوال حياتك، عدا الأميرة النّائمة ، و أنّ ثقافتك مبنيّة على السّمع و على صحف الخيل الخضراءو جلسات الإطراء.)
                      ما شاء الله,, يالك من منجم مبدع!!
                      أضفت فن التنجيم أيضا لمجموعة معارفك الموسوعية!!
                      (فغايتي الوحيدة هي التّعلّم من الجميع)( خذيهذا كأوّل الدّروس)
                      ألا تناقض نفسك في جملتين متتاليتين؟؟!!
                      تعطيني دروسا ها؟ بلوظيفة القاص أن يقدم يقدم الجيفة للقاريء
                      بطريقة إيحائية غير مقززة ولا منفرة ولامثيرة للإشمئزاز
                      بحيث لا يشعر بطعمها إلا بعد فترة الهضم المعروفة..
                      فشلت أيضا في زخرفة مقدمتك المقززة بطريقة استعراضية سخيــــفة!!

                      كلامك عن مفعول المسكر يعلمه خبير بالسكر فقط
                      وليس نحن.. فوجب عليك التوضيح، إلا إن كنت كتبت النص للسكارى فقط!!

                      (قرّ بخطئي و أشكرك على الملاحظة،و إن كانت لاتخلو من عبارات منفّرة و مثيرة للاشمئزاز) أنت لم تشمئز من تلك المقدمة المهولة!فكيف تشمئز من كلام اعترفت أنت أن فيه الحق والصواب بلا قذارة!!
                      أراك شديد الانفعال هنا وتريد أن ترد بأي شيء مهما كان تافها..
                      كأنك في قفص اتهام والغريق يتعلق بقشة!

                      (يعني بعبارة أخرى أتساءل ؛كيف يشكو من القرف من يملك أسلوبك في التّعامل مع النّاس؟؟)
                      هذا تصريح مرفوض جملة وتفصيلا..مردود عليك أنت شخصيا
                      وأنت تعلم كمية القرف الذي سببته لي في الفيس!!..؟؟..
                      وما دمت أنا كذلك فلم تطلب صداقتي عدة مرات أحذفك لتصرفاتك!!..
                      ثم تعود فتطلب وهكذا.. حتى حذفتك نهائيا بلاعودة!!..
                      بالنسبة لعلامات الترقيم التي تجدها سخيفة ولاتجدها في عظام الكتب التي قرأها حضرتك، لا يقول عنها سخيفة إلا من لا يتقنها، فلها قواعد معروفة ومنشورة هنا في الملتقى، كان الأستاذ ربيع قد ثبت موضوعا بهذا الخصوصلفترة طويلة، وبإمكانك مراجعة العلامة محمد فهمي يوسف ليقول لك
                      كم هي مهمة وكم هي سخيفة!

                      أعترف أن جملة الأنبوب- وهي كلمة غير عربية-كانت مخاتلة فأوقعتني في التباس المعنى، وهذا يدعوك لإعادة صياغتها من جديد بطريقةأكثر سلاسة مع حذف حرف الواو.

                      قولك أن السكون سهو يكفي، ما يدرينا أنها سهو منكاتب يحسبها بالقيراط.. نريد أن نفهم فقط.. فلا داعي للت والعجن فيها..

                      تحاول تجاهل المعنى الحقيقي لكلمة عادي في جملة( مصور عادي)! الشيء يعرف بضده، بما أنك كاتب محترف كان عليك أن تعرف أن ضد عادي هو غير عادي يعني مبدع.. لكني فهمت من كلامك أنك تحب أن تكون مصورا عاديا- كماالنص- بغض النظر عن كلام همنغواي

                      (للكاتب الحقّ في اقتطاع الجزء الذي يخدم فكرته.) نعم بشرط أن يكون هناكما يوحي بالمعنى.. وبشرط إضافة النقاط الثلاث التي تدل على محذوف الكلام ليستلهمه القاريء..وهذا أيضا ليس موجودا في النص..



                      وأخيرا
                      إن كنت لا تتحمل ولا تتقبل النقد فلا تنشر في المنتديات بل اكتف بالورقي كي لا يراجعك أحد
                      ما دمت حساسا للنقد إلى هذا الحد الذي يخرجك عن طورك!!
                      أرجو أن تعدل سهوك في جملتك الأخيرة التي أظهرت مدى ارتباكك
                      (ا لا أعدك بك أستاذة وفاءأن أناقشك في موضوع له علاقة بالأدب في قادم الأيّام).
                      التعديل الأخير تم بواسطة وفاء الدوسري; الساعة 04-06-2012, 20:21.

                      تعليق

                      • محمد فطومي
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 05-06-2010
                        • 2433

                        #12
                        أستاذ مصطفى الصّالح،تعلم مقدار التّقدير الذي أكنّه لك،و شهادتك وسام أعلّقه على صدري،ممتنّ لمرورك،أمّا بشأن النصّ فمن المؤكّد أنّه يحتاج إلى اشتغال أكبر،هذا صحيح،
                        أشكرك أيّها الصّديق الحميم .
                        محبّتي الصّادقة.





                        محبّتي الصّادقة.
                        مدوّنة

                        فلكُ القصّة القصيرة

                        تعليق

                        • محمد فطومي
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 05-06-2010
                          • 2433

                          #13
                          الأستاذة وفاء عرب،السّلام عليكم.
                          ماقلته هنا صحيح :

                          كلامك عن مفعول المسكر يعلمه خبير بالسكر فقط
                          وليس نحن.. فوجب عليك التوضيح، إلا إن كنت كتبت النص للسكارى فقط!!

                          نعم أكتب للسّكارى لأنّهم أهلي الطيّبون.
                          هؤلاء نحن ،فمن أنتم؟
                          سينتهي العجن بيننا اليوم أو غدا أو لا أدري،لكنّي صُدمتُ من ناحية لأنّك تستدعين حكايات من خارج هذا المتصفّح ،و ثبت لي من ناحية أخرى - فوق يقيني- بأنّي محقّ.
                          صحيح تماما أنّي أضفتك في الفيس بوك ،قبلِت في أقلّ من ثانية،ثمّ فوجئتُ حين دخلُت صفحتك بأنّ فرضيّة الإضافة موجودة بعد،لم يتّجه تفكيري إلى ما هو سلبيّ،فأضفتك،و قبلتِ في المرّة الثالثة أو الرابعة لا أذكر،قبلتِ فمسحتك من قائمة أصدقائي و انتهى الأمر هكذا،فلمَ المغالطة.مع ذلك لا بأس لا يهمّ ،طردتني بسبب مهاتراتي و إزعاجي المتكرّر لكِ.
                          و يشهد الله أنّي كنتُ في غاية الحميميّة معكِ ومع أصدقائك.
                          يا سيّدتي مادمتُ سبّبت لك كلّ هذا الإزعاج،و خنقتك بسخافاتي فلم تدخلين النصّ؟ لو كنتُ مكانك لما فعلتُ،طبيعيّ جدّا أن لا أفعل إلاّ إذا كانت لديّ نيّة الاستفزاز.
                          أمّا إذا كنتِ تريدين إقناعي بأنّك دخلتِ النصّ بهذا الشّكل الحاد،لأجل التّواصل الأدبيّ بغضّ النّظر عن الأسماء فعذرا لا يمكنني تصديق ذلك.
                          كان بإمكانك أن تجدي لذّة النّقد بعيدا عن شخص تبغضينه إلى هذه الدّرجة..أم أنّي مخطىء؟
                          في العادة يبتعد النّاس عن الأنذال الذين آذوهم من قبل لعلّهم بذلك يتّقون شرّهم و لا يتكرّمون عليهم بزيارة،خصوصا أنّهم مازالوا يُكنّون لهم الكره.
                          شخصيّا كنت سأشكر الله لأنّه أعماه عن مضايقتي و كنت سأتمنّى دوام الحال.
                          ثمّ ألست في نعمة أنّه يلزم مكانه بعيدا عنّي بكلّ أدب؟
                          كلمة أخيرة ؛

                          يا أنتم،يا عقلاء،يا شرفاء،يا أعفّاء،يا أكابر،يا من لا نشرّفهم؛ نحن قوم فاسقون جدّا،مارقون،نعاقر الخمر و نضايق بنات النّاس،ناقصون،غلاظ،فانفظّوا من حولنا أرجوكم،بربّكم انفظّوا من حولنا،نحن قوم ثمل،همج و لا نستحقّ إحسانكم.
                          مدوّنة

                          فلكُ القصّة القصيرة

                          تعليق

                          • وفاء الدوسري
                            عضو الملتقى
                            • 04-09-2008
                            • 6136

                            #14
                            صباح الخير.. أستاذ/محمد
                            مابك؟.. ماذا اصابك؟.. أنا بصدد قراءة نص وليس شخص؟..
                            اعلم أنك حساس لكن ليس لهذا الحد؟..
                            اعدك لن ادخل لك أبدا.. كن بخير أخي
                            تأذيت والله من غضبك!!..؟؟...
                            كل ما فعلت هو الصدق مع النص!!..
                            حتى عبر بريدي وصلني التالي:
                            أستاذتي وفاء عرب،


                            انتهيت منذ قليل من قراءة ملاحظاتك حول قصة «قفطان الفضة»، فأعجبت بصراحتك؛ مما جعلني أطلب منك أن تخصصي لي بعضا من وقتك الثمين، لتصويب بعض المحاولات القصصية، التي نشرتها على هذا الموقع للتصحيح. سأكون سعيدا جدا بكل ما تتفضلين به من نقد أو نصح، أو هما معا.


                            مع فائق الاحترام والتقدير،


                            أحمد لاعبي
                            *************

                            تعليق

                            • عبير هلال
                              أميرة الرومانسية
                              • 23-06-2007
                              • 6758

                              #15
                              هذه من أروع قصصك على الأطلاق

                              أهنئك أديبنا القدير عليها

                              سلمت أناملك الذهبية


                              أرق تحياتي لك


                              أرق تحياتي لك
                              sigpic

                              تعليق

                              يعمل...
                              X