[ الرسالة الوحيدة التي كتبها عاشق منسيّ ].
بهيٌّ حضورك ذاك المساء.
لقاء ظنـّه كلانا مباركا مباركا حدّ السّجدة الكبرى.
لم نتدفأ باللقيا، لم نبك موعدا نسيَته الذاكرة و تذكـّره القلب .
لحظتها لم أكن أغازلك إنما كنتُ أحبّك.
أنا و أنت كنا الحبّ.
نسينا النظرات المستعملة، نسينا البسمات الممزّقة،
نسينا السُّرى و الكلام .
ظننتِ و ظننتُ أني أعطيتك شيئا أسمى من المواعيد المنسيّة.
ظننتُ أنـّي كتبتك في التجويف الآخر من القلب و القلم .
كنت متيقنا جدّا أنـّي لم أكمل حبّي ، إ نـّما اكتملت بك في الحبّ .
ظننتُ أنّ الحبّ الذي روى قلبًا باستطاعته إرواء قلبين :
لم أكن مثقلا إلا بكِ
و لا محمومًا إلا بكِ
و لا منتصرا و لا مهزومًا
و لا فاتحا و لا مفتوحًا
و لا نازفا و لا نزيفـًا إلا بكْ و فيك .
و قيل عاشقان
كنتِ الأحد الساكن في القلب الأحد - هكذا قلتِ -
و كنتِ الوحيدة و الوحيدة إلى الأبد - هكذا قلتُ -
كنتِ الوراء و الأمام
كنتِ اليمين و اليسار
كنت المخضوضر من وجه بلا وجه
و كنت المعشوشب من حُلم بلا حُلم
و كنتِ كلـّهنّ .. إلاّ أنت كما شهدتُ
كنـّا نحصي حبّات المطر، كَمْ أنبتت من زهرة بريّة
و كمْ مطر ٍ بلـّلنا ذات ألق شتويّ .
كنـّا نؤسّس - بالحبّ – شرعة أخرى،
و كنـّا نسمح لأنفسنا بكسر نظام رسائل الحبّ التي لا حُبّ،
و مواعيد الشوق التي لا شوق فيها .
و قلنا للحبّ الشهرياريّ لا ، و للحبّ العَمْريِّ لا .
حبّنا نحن لأجل السياسات التي لا ساسة لها،
لأجل الكتابات التي لا قارئ لها قبل القارئ،
لأجل البدايات التي نهاية لها .
حُبٌّ هو كالاّمتناهي و كفى . حُبٌّ هو الحُبّ و كفى
حُبٌّ بحجم الوطن الذي سوف يكبر فينا و بنا،
حُبٌّ بحجم المواطن الذي لا وطن له،
إذن لنا أن نحتجّ، و لنا أن نصنع مجانيننا، و العشقَ ..
و لنا أن نقولَ الآن آه ..
أنا لا أتحدّث بطريقة كانت امرأة و كفى .. أو كنتُ أحبّها و لازلتُ،
أنا أتحدّث عن إنسان عندما يُحبُّ يَنسى ..
و عندما يَنسى لا يقدر إلا أن يلتفت إلى الوراء حيث الاخضرار
هكذا ننسحبُ كحبيبيْن حبيبيْن من ضفة القلب إلى ضفة الصمت،
من حُبّ بلا جمر، إلى جمر الحُبّ ، لا إلى جمر بلا حُبّ .
... و إلى الحنين قال
تعليق