اشرب يا صديقي ...
الانتهازيون لم يتغيروا ..
نعم تغيرت اساليبهم ...
يحبون طعم الثورة كما تحب قهوتك
كلما اينعت ثمارها من دم وذهب اسود
اينعت وجوههم امام الكاميرات ولمعت اعينهم
بمكر الفرص التقادمية ...
لذات على طاولات الحوار وضحك على الذقون
يتقاسمون احزاننا ويقتاتون جوع صغارنا في
خطاباتهم المعدمة ...
كاللصوص يتصيدون بتحضر
قوتنا ... ارضنا ... وحتى قهوتنا ....
ولنا غبار التصفيق
ليعمي بصيرتنا قبل عيوننا ...
في بورصات الاوطان يا صديقي ...
التخمين ..
سهم يصعد .. ينزل
في غرف الفنادق الفاخرة
ولا يهم ففي النهاية
سيباع الوطن بالتقسيط المريح
صفق ...
صفق واشرب القهوة قبل ان تبرد
طفق انيسيّ بحماسة الثائر...
قال :
سأرشح نفسي في الدورة القادمة ...!!
ضحكت ممتلئا بالقهر ...
وقلت له :
ستجدني يومها في غرفة التحقيق
العن أهلك ..
نعم ..
طفح الكيل بنا كما طفحت آلامنا
نعم ..
طفح الكيل بنا كما طفحت آلامنا
في كؤوس رموز سايكس- بيكو الجديدة
خطانا لازالت قصيرة ...
فهل اقلامنا ينقصها الحبر ؟
اعجب كيف مرت السنوات
ولم نستطعم مرارة الثورة ...
هلمّ بنا صديقي
فلا طعم بعد الان
للقهوة ...
تعليق