خاطرة سردية
ليست إلا بقايا حروف
أزاهير الحولة
منذ أول عصفور ...
سقط تحت التعذيب في درعا ، فقدت ثقتي بكل العالم
إلا من قلب يحمل الطفولة والألم
كرهت أولي الأمر كلهم ، اللذين لم يميزوا بين برعم وورقة
بين زهرة وشوكة
كنت أهرب من مشاهد الدم ، التي تباغتني على شاشة التلفاز
فتؤرقني حتى في منامي الإجباري
الصور حفرت داخل الذاكرة ببرودة دهش شديد لعثمته عن النطق ...
بشاعة الحدث
أي قلوب تلك التي فقدت إنسانيتها ..
حتى تعتمل مخالبها في ملائكة الأرض بهذه البشاعة ؟
أليس لديهم أطفال ؟
خاصمت بيني وبين نفسي العالم الذي يشاهد وكأن الأمر لا يعنيه
إلا ببضع كلمات لا ترد ظلماً ولا تحق عدلاً
أضحيت تلك الطفلة التي أغتالوا أصدقاؤها الأطفال أمامها بلا أدنى ذرة من إنسانية
أي نفوس بشرية تلك التي تتكوم داخل أولئك القوم بتقزز؟
لا أبشع من رؤية ملاك يرتدي حمرته سياطاً من جحيم
يغرق في وحشية الكبار ... بلا سبب فقط لأنه منتمي لكلمة أطلقت وعبئت الأجواء
كانت الصور تظهر مقززة
على شاشات العالم أجمع و بأعصاب من جليد أولي المعالي يطالعون
وددت لو أن الأمر يصلح بخير للجميع كل ما يحدث ليس لصالح الوطن
وتتابعت الصور لأطفال حمص
كان الأمر أشبه برؤية كابوس تتالت مشاهده واحداً تلو الآخر
حتى أتى أطفال الحولة البراعم الصغيرة جداً
ترى بأي ذنب يؤدون ؟
بأي ذنب نسلبهم حق الحياة وبأبشع الطرق ؟
ماذا لوعكس الأمر أطفال القوة هم الذين سحقوا ما شعورهم ؟
كل الأبجديات مكممة الوصف عن الحدث ، لرؤية الأزاهير مغسولة بماء الشرايين
ترى كيف يمكن ، أن نمسح من ذاكرتنا صورهم تلك كيف ستغفر السماء ؟
أزهار تناثرت بطعان وثنية أعتملت في تويجاتها بلا رحمة
مهما ستتلون كتابات قلمي بعد هذه اللحظة
سيضل في خاصرته خنجر مس أطفال الوطن جميعاً ومس قلوبنا كسوريين
وستظل صورهم ملأ أحلامنا وأحداقنا جميعاً
ياإلهي نخجل من النظر للسماء
فلهم فسيح الجنان ولأشجار الوطن كافة
الألم الذي لن يموت أبداً .
تعليق