حواش لغوية وما أشبه ذلك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    مستشار أدبي
    • 23-05-2007
    • 5434

    #46
    [align=center]حاشية في الإسرائيليات [/align]
    [align=justify]إن المشكلة الرئيسية في موضوع الإسرائيليات، كما أراها، هي شرح الآيات القرآنية التي تشير إلى الأمم السابقة، ومنها بنو إسرائيل، من كتب العهد القديم، أو من الأساطير القديمة، لأن كثيراً ممن دخل الإسلام من أهل الكتاب اجتهدوا في شرح تلك القصص القرآنية الموجزة، التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم للعبرة من سير الأمم الغابرة، انطلاقاً من خلفيتهم الدينية المؤسسة على كتب العهد القديم والتلمود والمشناة والمدراش والهالاخاه وسائر كتب اليهود الدينية. ومن أشهر من قام بذلك في تاريخنا ابن سبأ وكعب الأحبار. ولا أدري، ولا أستطيع الجزم فيما إذا كان ابن سبأ (علماً أني أشك في كونه شخصية حقيقية) وكعب الأحبار وغيرهما كانا ذكرا القصص التوراتية من قبيل التطوع بإيراد المعلومات التي كانا يعرفانها، أو من قبيل الدس. ومهما يكن، فإن شرح القرآن من كتب العهد القديم لا يجوز في جميع الأحوال لأسباب كثيرة جداً أهمها فقدان الإسناد في رواية كتب العهد القديم واستعجام قسم منها عن الفهم وكثرة تناوب الأيدي عليها حذفاً وإقحاماً وتحريفاً، وهذا كله ثابت لدى أصحاب الاختصاص ولا يجادل فيه أحد.

    إن كتب العهد القديم مليئة بظاهرة الإقحام (Interpolation). وأكثر ما تكون هذه الظاهرة في إقحام الأسماء، مثل إقحام اسم إسحاق عليه السلام في رواية التضحية (لأن الرواية التوراتية تتحدث عن "ابن وحيد" لإبراهيم، وولادة إسماعيل سابقة على ولادة إسحاق)، ومثل إقحام تلك الشروح لأسماء الأماكن والأشخاص في السياق العام للقصص، وهي الظاهرة المعروفة باسم "التأثيل الشعبي"، ومنها القول إن يعقوب عليه السلام سمي "يعقوب" لأنه أمسك بعقب أخيه ... ومنها القول إن يعقوب عليه السلام سمي فيما بعد "إسرائيل" لأنه صارعَ اللهَ وغلبَ اللهَ فسماهُ اللهُ "إسرائيل"! ومنها القول إن مدينة "بابل" سميت هكذا لأن الله "بلبل" فيها ألسنة الناس، بينما الثابت علمياً أن اسم المدينة في اللغة البابلية يعني "باب الآلهة" (باب إلِّيم).*

    ولمعالجة موضوع الإسرائيليات معالجة شاملة لا بد من قيام لجنة بذلك يكون من بين أعضائها متخصصون في علوم القرآن وعلوم الحديث وعلم التفسير وعلم السير وكذلك في الديانة اليهودية واللغة العبرية وكذلك في الديانة المسيحية وفي اللغات السامية بالإضافة إلى الإغريقية واللاتينية والفارسية (الأبستاقية لغة الأبستاق كتاب زردشت)، لأن الأمر أكثر تعقيداً من أن يستطيع الإتيان عليه عالم واحد مهما علا كعبه في العلم. وإذا افترضنا وجود شخص يلم بهذه العلوم أو بأكثرها، فإنه قد يحتاج إلى خمس وعشرين سنة على الأقل لجمع الإسرائيليات وتبويبها ومعالجتها معالجة علمية جامعة، اللهم إلا إذا تفرغ لذلك وساعده في ذلك فريق من المساعدين الملمين ببعض هذه العلوم!
    ـــــــــــــــــــــــــــــــ

    * اسم مدينة "بابل" مشتق من الأكادية: "باب إلّيم" (= Bāb Ill-īm) أي "باب الآلهة".[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 22-11-2007, 23:02.
    عبدالرحمن السليمان
    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    www.atinternational.org

    تعليق

    • وائل ياسين
      عضو الملتقى
      • 03-09-2007
      • 35

      #47
      بالنسبه لموضوع اللغه احيلك استاذ /عبد الرحمن الى اهم مصدرين
      تاريخ عرب قبل الاسلام جواد على
      النزعات الماديه ف تاريخ الفلسفه العربيه الاسلاميه حسين مروه
      ولا يعترينى شك انك مررت بهما
      واضم صوتى اليك طبعا فيما يخص البحث فى هذه المنطقه الثريه البكر
      ودائما ما استمتع بمسهاماتك الذكيه

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #48
        شكرا على مرورك الطيب وملاحظتك أخي الفاضل الأستاذ وائل، هلا وغلا.

        كتاب الدكتور جواد علي رحمة الله عليه من أهم ما كتب في هذا المجال وقراءته تكاد تكون فرضا على كل عربي وعربية! وأنا مدين لهذا العلم، فالكتاب مما جذب اهتمامي إلى هذه الدراسات.

        أما كتاب المرحوم حسين مروة فقرأته بنسخة أهداها إلي ابن اخته وهو صديق عزيز لي والكتاب ـ مع اختلافي إيديولوجيا مع معظم ما جاء فيه ـ من الكتب القيمة جدا في ثقافتنا المعاصرة ولا بد من درسه.

        هنالك حلقات مفقودة في تاريخ لغتنا وثقافتنا لا يمكن معرفتها إلا بالحفر والتنقيب في الجزيرة العربية على أيدينا نحن.

        وتحية طيبة عطرة.
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • وائل ياسين
          عضو الملتقى
          • 03-09-2007
          • 35

          #49
          ممتع وجميل ورائع
          شكر متجدد ودائم على هذا الامتاع

          تعليق

          • وائل ياسين
            عضو الملتقى
            • 03-09-2007
            • 35

            #50
            فى المرة الاولى لم ادرك ان هناك حواشى سابقه
            ولذلك كتبت التعليق
            ولكن بعد قراءه كل الحواشى لا استطيع سوى قول
            ممتع وجميل ورائع

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              مستشار أدبي
              • 23-05-2007
              • 5434

              #51
              المشاركة الأصلية بواسطة وائل ياسين مشاهدة المشاركة
              فى المرة الاولى لم ادرك ان هناك حواشى سابقه
              ولذلك كتبت التعليق
              ولكن بعد قراءه كل الحواشى لا استطيع سوى قول
              ممتع وجميل ورائع



              هلا وغلا بأخي الأستاذ وائل،
              آنسك الله وأمتع بك.
              عبدالرحمن السليمان
              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              www.atinternational.org

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                مستشار أدبي
                • 23-05-2007
                • 5434

                #52
                حاشية في مشكل توليد المصطلح

                لا بد من وجود آلية تمكن المترجمين البارعين من امتلاك المفاتيح لصياغة المصطلحات والمفاهيم المستحدثة في اللغات الأجنبية تمهيداً لتوطينها في العربية ـ خاصة وأن المجامع اللغوية العربية الكثيرة لا تواكب تطور المصطلح كما ينبغي، فذلك أحسن بكثير من استعارة الألفاظ الأجنبية كيفما اتفق. ولكن بشرط أن يكون المترجمون ملمين بقواعد الاشتقاق وقواعد التعريب على أكمل وجه وهذا أضعف الإيمان!

                أما الألفاظ الحديثة التي دخلت العربية وشاعت فيها مثل "إنترنت"، فما المانع من اعتمادها ـ كما اعتمد الأقدمون كلمة "كاغد" (من الفارسية)، و"قرطاس" (من اليونانية χαρτις)، و"راموز" (من السريانية ܪܡܘܙܐ)، و"هيكل" (من السومرية "إي جال")، و"صراط" من اللاتينية (stratum) وغيرها، وكما اعتمد المعاصرون "غاز" (من الهولندية: geest "روح")، و"تلفزيون" وووو؟ وقد أبان بعض الزملاء الأفاضل مراراً أن اعتماد مصطلح شائع مع وجود بعض الثغرات فيه، خيرٌ من اعتماد لفظ أسلم لغوياً لا يتفق على استعماله عربيان اثنان، خاصة وإننا نعيش في زمن إذا ناقش عربيان اثنان موضوعاً فيه، خرجا على الناس بثلاثة آراء في الموضوع ذاته، لأن الخلاف صار هدفاً بحد ذاته لا تكتمل آلة العالِم العربي إلا به.

                وقد أبنت سابقاًَ في أكثر من مداخلة الفرق بين الاقتراض المعجمي والاقتراض المفهومي، وهذا قدر اللغات فلا عيب في ذلك. وإنما العيب في أداء بعض المترجمين الذين يستعيرون كلمة أجنبية ويقحمونها في ترجمتهم العربية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في العربية عما يقابل (أو قد يقابل) الكلمة المراد ترجمتها، وهذا كثير. ومن هؤلاء المترجمين من لا يكلف نفسه حتى عناء شرح الكلمة الأجنبية التي أتى بها في نصه العربي في حاشية حتى يفهم الناس مراده منها، وهذا هو مكمن الخطر.

                أعتقد أن المعضلة في عدم التوفيق في قضية المصطلح تكمن في التوفيق بين حبنا الشديد للغة العربية ورغبتنا الشديدة في الحفاظ عليها سليمة لأسباب كثيرة، وبين مواكبة العصر الحديث مواكبة لا تضر بلغتنا، وبين الآلية اللاعقلانية التي تحكم شيوع كلمة أجنبية وتوطينها في اللغة. وهذه معضلة لا أعرف لها حلاً ولكني أعتقد أن المجامع اللغوية العربية الكثيرة (مع أن اللغة واحدة) تتحمل القسط الأكبر من مسؤولية تراكم المشاكل المصطلحية والمعجمية في الوطن العربي لعجزها عن مواكبة التطور العلمي الحاصل في العالم وتقصيرها المثير للقلق في خدمة اللغة التي وُجدت تلك المجامع لأجلها. وربما يكون تجديد تلك المجامع، واعتماد اللغويين الضليعين فيها لاستدراك ما فات واحتواء التراكمات المعجمية والفروقات المصطلحية الحاصلة في الوطن العربي، والمشاركة البناءة للمترجمين البارعين والأعضاء المشتغلين باللغة في النقاش الجاد بهدف إيجاد المفاتيح التي تخول المترجمين صياغة المصطلحات والمفاهيم المستحدثة في اللغات الأجنبية تمهيداً لتوطينها في العربية توطيناً سليماً لا يمجه الذوق اللغوي ولا يؤخرنا عن مواكبة العصر، ـ أقول ربما كان هذا أول الخطوات في طريق حل المعضلة.
                عبدالرحمن السليمان
                الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                www.atinternational.org

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 5434

                  #53
                  [align=center]حاشية في شْـقَـدّ/شْـگَـدّ/شْـأَدّ![/align]
                  [align=justify]القَدّ ـ في اللغة ـ هو الكم. لذلك يقال: "قَدّ نحيف"، و"قَدّ مَيّاس" و"قد أهيف" إلى سائر أصناف القدود الانسانية!
                  وقالوا في الأصل: قَدّ إِيش أي كم! ثم نحتوها لتصبح: قَدِّيِش عند أصحاب الـ /قاف/، وگَدِّيش عند أصحاب الـ/گاف/، وأدِّيش عند أصحاب الـ /آف/! إذن: قَدِّيش/گَدِّيش/أدِّيش تعني لغةً بالضبط: "كم ماذا"!
                  ثم قلبوها على عادتهم في القلب وشقبلوها على عادتهم في الشقلبة وقالوا: أَيْشْ قَدّ، التي أصبحت شْـقَـدّ/شْـگَـدّ/شْـأَدّ حسب المرجع القافي/الگافي/الآفي!
                  أما أهل مصر فاستبدلوا الإيش بالإيه وقالوا أَدِّ إيه!
                  وأما أهل المغرب فقالوا: "شْحالْ" من "أيش حال". وأما الأمازيغ [أصحاب التاريفيت] فقلبوا اللام راءً وقالوا : "شْحارْ" (مثلاً: "شْحارْ غارْكَ مِن عام" أي "قَدِّيش/گَدِّيش/أدِّيش عمرك"؟ ويقولون أيضاً: "عارِي" وقصدهم "عالِي"، والمخفي أعظم!
                  [/align]
                  عبدالرحمن السليمان
                  الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  www.atinternational.org

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    مستشار أدبي
                    • 23-05-2007
                    • 5434

                    #54
                    [align=center]حاشية في الجذر /ور/[/align]
                    [align=justify]لفت نظري ربط الأستاذ محمد رشيد ناصر ذوق في مقالة له الكلمة الأمازيغية: /أيور/ "القمر" بالفعل العربي /رأى/. وهذه شطحة بلدية لها ما يبررها تأثيليا مع شكي المطلق في معرفة الكاتب بذلك!

                    في الحقيقة إن الجذور السامية من جهة، والحامية (المصرية القديمة والأمازيغية) من جهة أخرى، كانت ثنائية الأصل. ولقد حافظت اللغات الحامية على ثنائية البناء، بينما تطورت الجذور السامية لتصبح ثلاثية البناء. وعليه فلا بد من رد الأصول السامية الثلاثية البناء إلى الأصل الثنائي البناء لرؤية التجانس التأثيلي بين الجذور السامية والجذور الحامية وكذلك القرابة بالعين المجردة.

                    ولا تخفى عنا أمثلة مثل الجذر /ج م/ الذي يفيد "الجمع" والذي يتحدد معناه بالحرف الثالث المضاف إليه مثل /جمع/ و/جمل/ و/جمم/ الخ، ومثل /ق ص/ الذي يتحدد معناه بالحرف الثالث المضاف إليه أيضا مثل /قصص/ و/قصم/ و/قصر/ الخ، ومثل قريبه في اللفظ والمعنى /ق ط/ الذي يتحدد معناه بالحرف الثالث المضاف إليه أيضا مثل /قطع/ و/وقطش/ و/قطر/ والأمثلة كثيرة، مع الإشارة إلى أن هذه الأفعال وبهذه الصيغ موجودة في أكثر اللغات السامية فلا داعي إلى الاسترسال في التمثيل والبرهنة.

                    وبتطبيق هذا المنهج المجمع عليه بين الباحثين في هذه اللغات على كلمة /أيور/ التي تعني بالأمازيغية "القمر"، يلاحظ أن هذه الكلمة الثنائية الأصل مشتقة من الجذر الحامي الثنائي /ور/ الذي يجانسه في اللغات السامية تأثيليا الجذر الأصلي /ور/ الذي ثُلِّثَ بإضافة الخاء إليه ليصبح /وَرْ(خٌ)/. وهذا الأخير هو اسم "القمر" و"الشهر" في اللغة السامية الحامية الأم كما هو معروف.

                    إذن ولّد الجذر السامي الحامي الأصلي /ور/ في الحاميات الجذر كلمات عديدة تدل كلها على معاني "القمر" و"الشهر" و"التاريخ"، وهذه كلها معان متقاربة متصلة ببعضها بعضا اتصالا منطقيا لأن الجماعة كانوا يؤرخون على على منازل القمر، فالتأريخ كان ولا يزال عند خلفهم على منازل القمر والقمر هو "الشهر" لأن دورته تكون في شهر واحد و"التأريخ" محسوب عليهما.

                    (قارن الأكادية /وَرخُ/ وكذلك /أَرْخُ/ "قمر، شهر"؛ الحبشية /وَرْخ/ "قمر، شهر"؛ الأوغاريتية /يَرْخ/ "قمر، شهر"؛ العبرية: ירח = /يَرَح/ "قمر، شهر"؛ الفينيقية: /يَرَح/ "شهر" وأخيرا السريانية: ܝܪܚܐ = /يَرخا/ "شهر"؛).

                    وبالنظر إلى هذه الأمثلة نرى أن الواو السامية الحامية الأصلية بقيت في الأكادية والعربية والحبشية /واوا/ بينما أصبحت في العبرية والأوغاريتية والفينيقية والسريانية /ياءً/ وهذه قاعدة مضطردة لأنها قانون صوتي مضطرد أيضا، إلا أن عجيب الاتفاق وقع بين العربية والأكادية (2900 قبل الميلاد) حيث انقلبت الواو فيهما أيضا ألفا: /وَرَّخَ/ و/أرَّخَ/ في العربية، و/أَرْخُ/ في الأكادية. وهذا كثير في اللغتين ومثله في العربية: /وَلَّف/ وهو الأصل و/أَلَّف/ ومثله كثير، فتأمل!

                    وإذا أمعنا النظر في الجذر /ور/ وتأملنا فيه أكثر واسترسلنا في التأمل آخذين بعين الاعتبار القاعدة التأثيلية المضطردة وهي أن الجذور السامية الحامية كانت ثنائية البناء ثم أضيف إليها حرف ثالث لتحديد المعنى وتدقيقه، فإن النظر والتأمل يفضيان بنا إلى اكتشاف وجود جذور أخرى مشتقة منه تدل كلها على ألفاظ ومعان متقاربة مثل:

                    1. /ور/ + /أ/ = /أور/ وهو "النور/النار" وكذلك /(ضوء) النهار/ في الساميات، ومنه في العربية "أُوار" في قولنا "أذكى أوار النقاش" أي قدح زنده وألهبه حدة، و/أَوَّر/ "أشعل" الخ، ومنه في الساميات:

                    (الأكادية: /أُورُ/ "نور، نهار"؛ الأوغاريتية: /أُور/ "نور، نهار"؛ الآرامية: ܐܘܪ = /أُور/ وكذلك العبرية: אור = /أُور/ "نور، نهار").

                    2. /ور/ + /ن/ = /نُور/ .. والقائمة طويلة فنكتفي بهذا القدر.

                    وقد يفضي بنا الحفر إلى استشفاف القرابة بين الأصل الثنائي السامي الحامي /ور/ وبين الفعل /رأى/ .. إلا أن ذلك يتطلب حفرا أكثر تحت الأرض فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله لأن تغييرا في منازل الأحرف من الجذر وقع إلا أن المعنى بقي فـ /الرؤية/ لا تكون إلا بـ /النور/، "نور القمر" (= أوار وَرْخُ!) أو نور الكهرباء!
                    [/align]
                    عبدالرحمن السليمان
                    الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                    www.atinternational.org

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      مستشار أدبي
                      • 23-05-2007
                      • 5434

                      #55
                      [align=justify]لاحظ الأستاذ أدرار على الحاشية في موقع الجمعية وقال إن /أيور/ تعني في الأمازيغية "هلال" وأن "القمر" هو /تازيري/.

                      انظر: http://www.wataonline.net/site/modul...=2230&start=30

                      و"الهلال" هو منزلة من منازل "القمر" في جميع الأحوال، والقرابة اللغوية بين /أيور/ و/ورخ/ ثابتة في كل اللغات السامية لا يرقى إليها الشك.
                      [/align]
                      عبدالرحمن السليمان
                      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      www.atinternational.org

                      تعليق

                      • مها النجار
                        من المؤسسين
                        • 16-05-2007
                        • 380

                        #56
                        أما أهل مصر فاستبدلوا الإيش بالإيه وقالواأَدِّ إيه !

                        اخى الفاضل دكتور عبد الرحمن لا تعرف أَدِّ إيه انا استفدت من هذه الحواشى

                        كمية رهيبة من المعلومات تعتبر مرجع من مراجع علم اللغة

                        استاذى الفاضل

                        اتمنى من حضرتك شرح اكثر تفصيلا وتوضيحا لهذه المعلومه

                        في الحقيقة إن الجذور السامية من جهة، والحامية (المصرية القديمة والأمازيغية) من جهة أخرى، كانت ثنائية الأصل. ولقد حافظت اللغات الحامية على ثنائية البناء، بينما تطورت الجذور السامية لتصبح ثلاثية البناء. وعليه فلا بد من رد الأصول السامية الثلاثية البناء إلى الأصل الثنائي البناء لرؤية التجانس التأثيلي بين الجذور السامية والجذور الحامية وكذلك القرابة بالعين المجردة
                        [align=center]كلما طال بعدنا زاد قربا
                        يجمع الحرف بيننا والخطاب
                        [/align]

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 5434

                          #57
                          [align=justify]شكرا جزيلا على مرورك العطر يا دكتورة مها.

                          من المعروف أن جذور أكثر الكلمات العربية (والسامية) ثلاثية أي مكونة من ثلاثة أحرف أصلية مثل /كتب/ و/ضرب/ و/عمل/ الخ، بينما تتكون أكثر الجذور المصرية القديمة والأمازيغية (وغيرهما من اللغات الحامية) من حرفين اثنين فقط مثل /م ن/ و/ور/ الخ.

                          وبما أن اللغات السامية واللغات الحامية أسرة لغوية واحدة، فإن القرابة بينهما ثابتة وواضحة، إلا أنها تبدو أكثر وضوحا إذا اختزلنا الجذور السامية ذات الثلاثة أحرف إلى حرفين اثنين، عندها تبدو القرابة مع اللغات الحامية واضحة جلية.

                          وقد مثلت على ذلك في الحاشية أعلاه، فالجذر السامي الحامي الأصلي /ور/ بقي في اللغات الحامية /ور/ وأصبح في اللغات السامية /ورخ/ لأن الساميين طوروا جذور الكلام الثنائية فأضافوا إلى أكثرها حرفا ثالثا لتحديد المعنى العام وضبطه ضبطا دقيقا. مثلا: الجذر السامي الحامي الثنائي المشترك /ور/ يدل على القمر والنور، فأضافوا إليه أحرفا مثل الخاء (ورخ) والألف (أور) والنون (نور) للدلالة على التاريخ والنار والنور.

                          مثال آخر: /الإيمان/ مشتقة في العربية والعبرية والسريانية وغيرها من الجذر /أ م ن/ وهو جذر ثلاثي. أما في المصرية القديمة فهو مشتق من الجذر الثنائي /م ن/. إذن الألف مضافة لتحديد المعنى لأن المعنى العام للجذر الثنائي /م ن/ هو "التصديق"، أما "الإيمان" فهو حالة خاصة من التصديق ينبغي تمييزها فميزوها بإضافة الألف إلى الجذر الثنائي /م ن/ ليصبح ثلاثيا: /أ م ن/.

                          ومن /أ م ن/ اشتقت كلمة /إيمان/ وكلمة /آمين/ كما أبنت، وهي كلمة تختم بها الصلوات معناها "إني أصدق وأثبت على الإيمان"، ويستعملها المسلمون والنصارى واليهود باللفظ ذاته والمعنى ذاته، وهي من تراث أبينا إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام (قارني الحبشية: /أَمَنَ/ "ثبتَ (بضم الباء)"؛ الحميرية: /أمنت/ "أمانة"؛ السريانية: ܐܡܝܢ: /أمين/ "ثابت، قوي، سرمدي"؛ العبرية: אמן: /آمِن/ "آمين" وكذلك אמנם: /أمنَم/ "حقا").

                          ومن المصرية القديمة /م ن/ "ثبت، صدق" اشتق أيضا اسم الإله المصري القديم "آمون"، الذي كان يعبد في "نو"، والذي ورد في اسم الفرعون "توت عنخ آمون" كما أبنت في حاشية أخرى.

                          أرجو أن يكون الموضوع قد اتضح، وأرحب بأسئلتك دائما.

                          وتحية طيبة عطرة.

                          [/align]
                          التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحمن السليمان; الساعة 24-11-2007, 23:01.
                          عبدالرحمن السليمان
                          الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          www.atinternational.org

                          تعليق

                          • عبدالرحمن السليمان
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 5434

                            #58
                            [align=center]حاشية في القُرْبان[/align][align=justify]
                            القُرْبان هو أي شيء يُضَحَّى به ويُتَقَرَّبُ به إلى إله ما، وهو على أصناف كثيرة لدى الشعوب القديمة، فمنه ما يُقدَّم ذبيحةً، ومنه ما يُقدّم حرقاً، ومنه ما يكون ماشيةً، ومنه ما يكون بشراً، مثل الأطفال الذين كان الفينيقيون يقدمونها ذبحاً أو حرقاً للإله بعل، ومثل الأطفال الضعفاء الذين كان أهل اسبارطة من قدامى اليونان يضحون بهم، ربما للتخلص منهم.

                            وفي الأديان السماوية (الإسلام والنصرانية واليهودية): القُرْبان هو الأضحية التي يضحي بها المؤمن إحياءً لشعيرة ما أو تصدقاً بهدف التقرب إلى الله.

                            وأما أصل الكلمة، فهو كما قد نلاحظ من الجذر الثلاثي قرب الذي يفيد في كل اللغات السامية معنى القُرْب المعروف، فالقُربان هو ما يُتَقَرَّبُ به إلى الله سبحانه وتعالى. وهو عند المسلمين: شعيرة الأضحية التي تقدم ذبيحةً يوم الأضحى الأكبر، أقول ذبيحةً إذ لا قرابين عندنا تُقدَّم حَرقاً (كما كان الأمر عليه في اليهودية).

                            وإليكم حاشية تأثيلية مقارنة تؤرخ للجذر قرب و لكلمة قُرْبان في اللغات السامية:

                            1. (قرب): العربية: قَرُبَ؛ الأكادية: قَرابُ "قَرُبَ"؛ الأوغاريتية: قرب "قَرُبَ"؛ الحبشية: قَرَبَ "قَرُبَ"؛ السريانية: ܩܪܒ = قِرِب "قَرُبَ"؛ العبرية: קרב = قَرَب "قَرُبَ" (بلفظ الباء V).

                            2. (قُربان): العربية: قُرْبان؛ الحبشية: قِرْبان؛ السريانية: ܩܪܒܢܐ = قُرْبانا (وألف المد آخر الكلمة للتعريف)؛ العبرية: קרבן = قُرْبان وكله يعني "قربان" أي ما يقدم من أضاحي يُتُقَرَّب بها إلى الله.
                            [/align]
                            عبدالرحمن السليمان
                            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            www.atinternational.org

                            تعليق

                            • عبدالرحمن السليمان
                              مستشار أدبي
                              • 23-05-2007
                              • 5434

                              #59
                              [align=center]حاشية في جمع التكسير[/align]
                              [align=justify]إعلم أن جمع التكسير ظاهرة سامية قديمة بادت في الساميات وبقيت العربية تحتفظ بها حتى اليوم. فقد نظمت اللغات السامية التكسير بإضافة لاحقة الجمع السالم إلا أن بناء الكلم في بعضها لا يزال يدل على ظاهرة التكسير الأولى. وأكثر ما نجد ذلك في الأسماء العبرية المسماة بـ: "بنات السيغولات" (أو:nomina segolata باللاتينية)، وهي الأسماء التي كانت في الأصل على وزن فَعْلٌ (مثل كلب) وفِعْلٌ (مثل سفر) وفُعْلٌ (مثل أذن). وقد تطورت هذه الأسماء في بعض الساميات كما يلي:

                              اسامية الأم: كَلْبٌم = Kalb-um؛ العربية: كَلْبٌ؛ الأكادية: كَلْبٌم = Kalb-um؛ الآرامية: كَلْبا = Kalbā؛ العبرية: כֶלֶב = Keleb/v (يلاحظ أن التنوين في السامية الأم كان بالميم، وأنه بقي في الأكادية بالميم وأصبح في العربية بالنون، من ثمة القول: "تمويم" مكان "تنوين")!

                              1. كل كلمة عربية على وزن فَعْل (بفتح الفاء وتسكين اللام) تصبح في العبرية كما يلي:

                              عَبْدٌ تصبح في العبرية: עֶבֶד = عِبِد (ebed)

                              2. كل كلمة عربية على وزن فِعْل (بمسر الفاء وتسكين اللام) تصبح في العبرية كما يلي:

                              سِفْرٌ تصبح في العبرية: סֵפֶר = sēfer

                              3. كل كلمة عربية على وزن فُعْل (بضم الفاء وتسكين اللام) تصبح في العبرية كما يلي:

                              أُذْنٌ تصبح في العبرية: אזֶן = ōzen

                              تسمى هذه الأوزان الثلاثة في النحو العبري: "بنات السيغولات" (أو:nomina segolata )، و"السيغول" هو الحركة الممالة إمالة سريعة نحو الكسر (وهي الـ e في ōzen).

                              تجمع هذه الكلمات في اللغتين جمع تكسير على /فِعال/. إلا أن العبرية نَظَّمت جمع التكسير وجعلته مطرداً فيها بإضافة لاحقة جمع المذكر السالم: "ـِيم = ים".

                              مثال:

                              العربية: كلب، كلاب، سفر، أسفار الخ؛

                              العبرية: كلب – كلاب ـ كلابيم (כְלָבִים: كِلابِيم)؛ سفر، أسفار؛ سفاريم (סְפָרִים: سْفارِيم) وعليه قس.[/align]
                              عبدالرحمن السليمان
                              الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              www.atinternational.org

                              تعليق

                              • راشد المزروعي
                                • 04-03-2008
                                • 1

                                #60
                                بخصوص تاريخ اللغة العربية واللغات السامية الاخرى

                                الاستاذ الفاضل عبدالرحمن السليمان، أود ان اشكرك في البداية على الحواشي والفوائد اللغوية التي قدمتها. نسأل الله تعالى ان يجعلها في ميزان حسناتك.

                                وأود ان اطرح عليك سؤال بخصوص ما ذكرته عن "اللغة السامية" الأم. كيف توصلتم إلى فرضية أن اللغة العربية احتفظت بمعظم حروف هذه اللغة الام دون سائراللغات الساميات الاخرى، لماذا لا تكون شين السريانية هي الأصل بدل السين العربية مثلا؟

                                وسؤال اخر حول "عربية الشمال" و"عربية الجنوب" كيف تعتبر كلتاهما عربية؟ مع ان اللغات المحكية في الجنوب يظهر انها تختلف اختلافا كبيرا مع "عربية الشمال"؟

                                ثم هل اللهجات العربية الموجوده في الجزيرة العربية مثل اللهجة الخليجية او النجدية او العمانية هي بقايا لغات عربية قديمة اندثرت - مثلما ان اللهجة الشامية تأثرت بالسريانية؟ وسبب سؤالي هو ان الحفريات التي تمت في دولة الامارات - في العين وجزيرة صير بني ياس ومنطقة الصفوح (مرسى دبي حاليا) بشكل خاص - اثبتت ان المنطقة مسكونة منذ ما يزيد عن ال3000 سنة، فلا بد ان تلك الشعوب الغابرة القاطنة في هذه المناطق كانت إما عربية اصلا تحدثت بلهجة عربية معينة او لغة اخرى امتزجت مع العربية الحديثة فولدت هذه اللهجات.

                                مع ان في جعبتي الكثير من الاسئلة - اكتفي بهذا القدر الآن. ولك مني اصدق التحديات والتقدير.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X