إنهض في حضرة الغياب هادئا.. يا محمود

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل طه
    أديب وكاتب
    • 12-05-2012
    • 20

    إنهض في حضرة الغياب هادئا.. يا محمود

    إنهض في حضرة الغياب هادئا.. يا محمود

    ينبعث منك حيث أنت الآن من هدوء نومك المسكون في صمته، صداح القصائد، أنشودة الفرح والأحزان، صراخ المولود إلى الحياة وللراحل عنها. من ذاك الموت الأبيض، الهائم على فراش اخضر، الساري و أجنحة الفراش في نواحي الحياة، يرتقي الهتاف نغما صاخبا حانيا من ناي قصبها جذع زيتونة شامخة على الزمن، شاهدة على المكان، يعتلي الهتاف هزجًا ساكنا وصمتا صاخبا مزيج لقيأك والرحيل، مزيج حضورك والغياب ، مزيجَ صداك وصدى السابقين في الصدى وصدى الصدى. حاضر ينجذب إلى ماضيه وماضٍ يقتحم حاضره ومسعى ذكراهما إلى المستقبل ذاهبة، آتية.
    أنت حاضر فينا في الموقعين وفي الأزمان، ذهبت ذاهبًا وستذهب، بقيتَ باقيًا وستبقى، كلك في الكلمة والكلماتُ كلك، باقٍ وستبقى. من مسك شفاك فواح العطر ومن فضاء لقياك شعاع نور، يطهّر ثراك ،يمسح محيّاك، يحرس فضاءَك، يوسّعه. سحابةٌ ظمأى تقطر دمعًا وحياة، تبعث فيك ما كنت عليه وترافقك إلى حيث أنت عليه.

    طيرٌ جليليٌ حطَّ آمنًا على رقادك، عانق وردةً مقدسية وامتص دفأكَ حنينًا إليك وإلى الحياة، علّهُ يخبرنا عنك وعنا، قربك يقارب بعدك وبعدك يقارب قربك، تمّحي الأبعاد، يتجلى الواقع وهمًا أو حقيقة، يتجسد شعرك أعمدة رُخام، هديل حمام وغصن سلام. فضاؤك في اتساعه يبقى ما بقيت شواهدك والنجوم الساهرة ومن فنائك المادي تُبعث الكلمات ومن النجوم الآفلة ومن الآتين تتوّلد ومن النجوم اللاحقة.

    سرت إلى الموت هادئا، سرت إليه احتمالا وعدت منه إتماما وإليه اكتمالا راوحت الإياب والذهاب في حياتك وكذا في مماتك. قد محوت البرزخ وتداخل المجهول بالمعلوم، هان العبور سهُل المرور وانحسر الموت في اتساع الحياة وانحسرت الحياة باتساع الموت، ولهذا أدهشَنا غيابك كما أدهشنا حضورك.

    "بُعثتَ حال موتك في أوراق الشجر" كما قلت. أنشودةَ بُعثتَ من أكباد الجموع الصامتة السائرة الصاغية لإيقاع جنازتك، إيقاع الموت، إيقاع الحياة، للإيقاع. "نَم هادئا إذا ما استطعت إلى ذلك سبيلا"، وإن لم تستطع فانهض في حضرة الغياب هادئا أيضا يا محمود.

    فيصل طه
    صفورية - الناصرة
  • محمد خالد النبالي
    أديب وكاتب
    • 03-06-2011
    • 2423

    #2
    الاخ فيصل طه
    اهلا وسهلا بك بيننا
    وهذه الخاطرة الموشومة بالوجع حد العظم تصرخ كما يصرخ التراب الما
    وكم هي الروح تتشظى عندما نفارق حبيب او اخا
    ولكن هي الحياة وهو التراب والوطن ينادينا
    كانت لغتك زاخرة وسردية رائعة بروعتك اخي
    دمت بعز
    https://www4.0zz0.com/2023/08/17/16/629628058.png

    تعليق

    • شيماءعبدالله
      أديب وكاتب
      • 06-08-2010
      • 7583

      #3
      رثاء سطر بمداد الحزن ولوعة فراق
      وللشهيد مكانة في القلوب وفي كل أركان الأرض والسماء وعند الله أمره عظيم الشأن

      القدير فيصل طه
      سطر يراعك من الحرف أثراه ومن الكلمات أرقاها
      ورحم الله شهداء العز والمجد
      نص بحبر الوجع نضح الروعة
      تحية تليق مع فائق التقدير

      تعليق

      • بلال عبد الناصر
        أديب وكاتب
        • 22-10-2008
        • 2076

        #4
        كـما قُلتُ ذاتْ يَومْ
        فاجأنا المُتَنَبي بـرحيله مُجَدداً .
        محمود دَرويش !
        قَال ذات يَوم " ولا يَعرفُ الجُثْمانُ بأي مَكانٍ يُدفنْ "
        هي روحه يا طه التي تَسكن وجدان الأحرفْ
        و تَقطنُ كبرياء القضية , هو لا غَيره أراد ما أراد
        و أضحى ما يـكونْ .

        رثاء أبكاني ...
        أنْعَش ذاكرتي ...
        شـكراً .

        كل التقدير .

        تعليق

        • غالية ابو ستة
          أديب وكاتب
          • 09-02-2012
          • 5625

          #5
          مرحباً بك يا فيصل بين أهلك وإخوانك

          مرحباً بالناصرة --مرحباً بالجليل

          يا محمود نم هادئاً إذا ما استطعت الى ذلك سبيلاً

          وإن لم تستطع-------فانهض في حضرة الغياب


          مرحباً طيور الوطن

          من أعشاش أيكها ترفرف بيننا

          صخرة على قلبهم

          شوكة في حلقهم

          مرحباً بك من وطني

          من وطن توفيق زياد

          تقول ملء الكون العريض

          وطني ليس حقيبة

          وأنا لست مسافر

          إنني العاشق والأرض حبيبة
          صلاح---سينهض طائر الفينيق
          من بين الانقاض---يغني لحن الأرض القديم
          الحديث--------ولن يكون الا النصر وانتم شاهد عيان
          بعد كمً من عقود--------لم يزل لحن البلاد مغرداً
          ملء الوجود-----------هنا النجوم تألقاً
          هنا الدرر المقيمة-----إرثاً في البلاد
          وسيزهر لوز الجليل---يبذر الدروب
          التي غني فيها محمود موال الوطن
          وسينهض دوماً في حضرة الغياب
          كيف لا وهو صوت الجليل
          وللجليل تغريد البلابل صادحات
          وصقور الروض عطره الصنوبر
          ورائحة الفداء- وخبز أمي- طير الرعد لا بدّ
          يرفرف--------------------------------
          رحم الله شاعرنا--شهداءنا--من ساندنا ومن وقف معنا
          ولكم الشموخ الوطني في الناصرة في الرملة -في الجليل
          وفي كل شبر في فلسطين
          دمت بخير --وشكراً لإحياء ذكرى طائر الجليل المغرد لفلسطين
          تحياتي
          -----------------------------وإلى لقاء في فلسطين







          يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
          تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

          في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
          لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



          تعليق

          • مها منصور
            أديبة
            • 30-10-2011
            • 1212

            #6

            ولهم علينا حق الرثاء

            هنا كانت الكلمات أعمق

            والإحساس يصطف عليه الوفود

            فلتحيا أرض العز والكرامة

            تقديري ..

            تعليق

            • خديجة بن عادل
              أديب وكاتب
              • 17-04-2011
              • 2899

              #7
              وسينهض في غده محمود هادئا
              رسالة رثاء موشومة بالأنين والوجع ورغم هذا كانت الأبجدية فيها حاضرة وبقوة
              تحيتي واحترامي .
              http://douja74.blogspot.com


              تعليق

              يعمل...
              X