ملتقى القصّة يدعوكم / في الصوتي لمناقشة قصّة حكايةٌ ما - للمبدع احمد عيسى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    ملتقى القصّة يدعوكم / في الصوتي لمناقشة قصّة حكايةٌ ما - للمبدع احمد عيسى

    [table1="width:98%;background-image:url('http://galileosm.galileosolutions.net/galileosm/accountsfiles/622/classifieds_699F74C0-DD21-4DCE-BA85-EC4FDA231AF9_th.JPG');background-color:#300003;border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=left][align=center][table1="width:85%;background-image:url('http:///up/uploads/images/w-93509fddd2.gif');background-color:#300003;border:2px groove orange;"][cell="filter:;"][align=right]
    ملتقـــــى القصّـــــــة

    دعــــوة

    تسهرون الليلة الجمعة 8/6/2012

    في تمام ســ 11 بتوقيت القاهرة في الصالون الصوتي

    مع أمسية
    ~~~ القصّة~~~

    اخترنا لكم الليلة قصّة الاستاذ المبدع :
    ~~~ أحمـــد عيســـــى ~~~

    رابط الموضوع
    http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?102480

    رافقونا في سهرة ممتعة و راقية أيّها الأعزّاء

    مع تحيات ربيع عقب الباب
    وفريق الإشراف الأدبي في المركز الصوتي



    De. Souleyma Srairi

    [/align][/cell][/table1][/align][/align][/cell][/table1]

    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول
  • سليمى السرايري
    مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
    • 08-01-2010
    • 13572

    #2
    [frame="7 98"]
    حكايةٌ ما
    قصر الموت .


    للقاص المبدع :
    أحمد عيسى




    هذا القصر كله لك !
    ينظر أصدقائي إلى القصر المنيف الذي يبدو من بعيد ، جدرانه بيضاء كأنه جاء من قلب التاريخ ، بواباته هائلة ، والسماء فوقه تبدو كأنها حفته بعناية خاصة ، تجمعت حوله سحاباتها وأمطرته بوابل خفيف من المطر ، فبدا متفرداً عظيما .
    نعم انه لي ، هل ترغبون في رؤيته ؟
    هزوا جميعاً رؤوسهم علامة الإيجاب ، فتناولت مفاتيحي من فوق مكتبي ، ورفعتها أمامهم ليرونها ، فأبدوا جميعاً انبهارهم ، رغم أنهم لم يشاهدوا بعد سوى مفتاح عادي لا يختلف حتى بالحجم عن مفتاح المكتب ..
    هيا بنا ، وانطلقنا جميعاً إلى حيث يقبع القصر شامخاً ، الطريق تبدو فارغة إلا من متسولين وهاربين من قوى الأمن ، الطريق تبدو خارجة من العصر الحالي ، كأنها مجرد لمحة من عالم الماضي ، سيارات قديمة متهالكة ، وإطارات مشتعلة ، ومحال مغلقة بالشمع الأحمر ، وجثثٌ ليس لها عنوان ، ودخان يتصاعد في السماء ليغطي المدينة بهالة مقيتة .
    تبتعد إحدى صديقاتي في تأفف عن إحدى الجثث ، فترتطم بي .
    أسماء .. زوجة صديقي الأغلى على قلبي ، لم أكن أعرف أنها تمتلك هذا الجسم الطري ، أمد يدي لأمسكها من خاصرتها ، وأبدو كأني فقط أساعدها على التماسك ، بينما بركانٌ هائل يتداعى في مشاعري ..
    أمام بوابة القصر وقفنا ، أشارت أسماء إليه : ها هو ذا
    وانقضت عليه تضرب الباب بقبضتيها ، فقلت ضاحكاً : لماذا تدقين الباب ؟
    فقالت : ألم تخبرنا مسبقاً أن هناك خدماً ؟
    قلت : أخبرني والدي بهذا وأخبره جده بهذا ، خدم كبار ربما لم يموتوا بعد ، وربما تحللت جثثهم ، لكني في جميع الأحوال أعلم أنهم لن يفتحوا الأبواب لأحد ، لن يخاطروا بأن تبدو خيرات القصر لكل هؤلاء المحرومين ..
    وأخرجت مفتاحي ، وبدأت أديره في الباب فلم يفلح الأمر في البداية ، فككته وأعطيته لزميلي أشرف وانطلقت إلى الباب الآخر أحاول به ولم ينجح الأمر أيضاً ، ناديت على أشرف : هل نجح الأمر ؟
    فرد : ليس بعد ، لكني أشعر أن المفتاح سينكسر داخل هذا الباب .
    تسلقت أسماء على إطار نافذة غرفة الحراسة ، ومدت يديها إلى أشرف ومها ، فصاروا مثلها ، وبدأوا جميعاً في التحرك فوق الإطار ، حتى اقتربوا من النافذة المغلقة ، وبدأت أسماء تحاول كسرها .
    يبدو أننا تجاوزنا الحدود ، على الأقل هم فعلوا ، متوتراً صرت أحاول بمفاتيحي واحداً وراء الآخر ، حتى انفتح الباب أمامي ، لكن المفتاح انكسر داخل الباب ، فلم أعد قادرا على إغلاقه ، ذهبت إلى الباب الآخر ، فوجدت المفتاح الذي أعطيته لأشرف عالقاً هو الآخر في الباب ، حاولت إخراجه فانكسر أيضاً داخل الباب ، ووجدت أن باستطاعتي فتح الباب ، دخلت إلى القصر كالمنتصر ، فوجدت الخادم العجوز يهرع لي ، ماذا فعلت أيها التعس ؟
    وأمسكني من تلابيبي وصار يهزني بقوة كأنه يريد قتلي ، أبعدته عني في تأفف ، انه قصري وهذه مفاتيحي ، لقد ورثته عن والدي .. يستمر بالإمساك بي بكل ما يمتلك من قوة رغم ضعفه الجسدي : ورثت ماذا أيها التعس ؟
    أبعدته عني ، وكان الآخرون قد وصلوا ، فصاح الخادم في لهجة آمرة :
    - أغلقوا الأبواب ، بسرعة قبل أن يأتينا كل متطفل في هذه المدينة .
    حاولنا إغلاق الأبواب ففشلنا ، وقلت أنا بخجل : أعتقد أن المفاتيح انكسرت داخل الأبواب ، ولم يعد إغلاقها بالقفل ممكناً .
    ضرب الخادم خديه بقبضتيه كأنه يلكم نفسه ، وصار يولول كامرأة فقدت بعلها ، وبدأ يركض في كل مكان ، يأتي بكل حجر أو قطعة حديد أو نحاس في القصر ، ويرميها أمام البوابات ، وقال وهو يكاد يبكي :
    استعدوا إذاً لاستقبال ثورة ..
    وعاد ليمسكني من تلابيبي مرة أخرى : وإياك أن يدخل القصر واحد منهم حياً .. أريدهم جميعاً أمواتا
    تجمعنا أمام البوابات المفتوحة ، وصنعنا بأجسادنا نصف دائرة أمام كلاً منها ، وأمام عيوننا الذاهلة كانت الجموع تقترب ، طلب الخادم مني مذعوراً أن نلقي بجذع شجرة النخل أمام البوابة ففعلنا ، وانتظرنا
    أجساد بشرية أو شبه بشرية تحاول اجتياز النخلة ، ومع التدافع يتساقطون فوق بعضهم فيؤخرون تقدمهم ، وعندما ينجح أحدهم في ذلك يعاجلهم رئيس الخدم بحجر فوق رأسه فيسقط في الحال .
    لاحظت أن أجسادهم هشة وأن أي ضربة تكفي لقتلهم ، بدأت أستسيغ الأمر ، ومع الوقت وجدت أن زملائي جميعاً يستمتعون بالأمر ، الجثث تتراكم حتى صنعت أمامنا حائطاً طويلاً صار يمنعهم هم من الاقتراب أكثر ..
    وبين الحين والآخر أجد أحدهم فيصرخ رئيس الخدم : انتبه .. انه أمامك
    فأرمي الحجر الذي في يدي بحركة تلقائية لأجد هذا الشيخ يسقط أمامي ، أو تلك الفتاة أو هذا الطفل ، صارت الأجساد متشابهة متداخلة .
    شق ذلك الشاب الطريق بقوة جسدية يحسد عليها ، وقفز فوق الأجساد المتراصة ، حتى كاد يصلني ، تراجعت للخلف فاقترب مني أكثر ، شعرت نفسي عاجزاً أمام نظراته التي اخترقت جمجمتي ..
    نظر لي في توسل ، فلم أفعل شيئاً سوى الصمت ، طالت نظرة السكوت بيننا ، فمد يده على اتساعها ، وتناول تلك الزجاجة الفارغة من يدي ، وضرب رأسه بها –أمام عيني الذاهلتين – ووضع ما تبقى من زجاج داخل فمه وهو يتساقط أرضاً .
    صرخت في رئيس الخدم : لقد جاءوا ينتحرون ، لم نكن نقتلهم لندافع عن أنفسنا ، كنا نلبي رغباتهم وحسب .
    لم يرد رئيس الخدم ، ولم أسمع جواباً من زملائي ، غير أن القصر صار أرحب ، أكثر اتساعاً كأنه مدينة .


    [/frame]

    رابط المداخلات

    حكايةٌ ما قصر الموت . أحمد عيسى هذا القصر كله لك ! ينظر أصدقائي إلى القصر المنيف الذي يبدو من بعيد ، جدرانه بيضاء كأنه جاء من قلب التاريخ ، بواباته هائلة ، والسماء فوقه تبدو كأنها حفته بعناية خاصة ، تجمعت حوله سحاباتها وأمطرته بوابل خفيف من المطر ، فبدا متفرداً عظيما . نعم انه لي ، هل ترغبون في رؤيته ؟ هزوا جميعاً




    لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

    تعليق

    • طلال سيف
      أديب وكاتب
      • 24-01-2011
      • 91

      #3
      القصة رائعة على كافة المستويات الفنية .. سرد متدفق . لغة قوية . رمزية عالية ...

      تعليق

      • أحمد عيسى
        أديب وكاتب
        • 30-05-2008
        • 1359

        #4
        كانت حلقة متميزة

        أشكر الأستاذ الكبير ربيع
        والأستاذة الصديقة سليمى

        وشكراً لكل من حضر وشارك بالنقاش
        تقديري
        ” ينبغي للإنسان ألاّ يكتب إلاّ إذا تـرك بضعة من لحمه في الدّواة كلّما غمس فيها القلم” تولستوي
        [align=center]أمــــوتُ .. أقـــــاومْ [/align]

        تعليق

        • سالم وريوش الحميد
          مستشار أدبي
          • 01-07-2011
          • 1173

          #5
          الأستاذ الغالي ربيع عقب الباب
          الأستاذة سليمى السرايري
          الأستاذ أحمد عيسى
          كنت سأرشح نص الأستاذ أحمد عيسى بعد طلب الأذن من الأستاذ الربيع
          لما أكتشفت فيه من عناصر إبداع أردت رسمها برؤياي الخاصة ،
          لكن الحظ لم يحالفني ا لحضور بسبب أمر طارئ حال دون أن أشارككم هذه
          السهرة والتي أتمنى من كل قلبي أن تكون ناجحة في كل المعايير
          شكرا لكم أساتذتي الأعزاء
          على الإنسانية أن تضع حدا للحرب وإلا فسوف تضع الحرب حدا للإنسانية.
          جون كنيدي

          الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية

          تعليق

          يعمل...
          X