مازلتُ مُحاطا بالأدلّة / محمد فطومي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    مازلتُ مُحاطا بالأدلّة / محمد فطومي

    مازلتُ مُحاطا بالأدلّة




    في ركنٍ ما من هذا المجانِ الفسيح
    أعرف أنّ نسورا ملكيّة تجوب الأفق
    وددتُ لو أنّ الكوخ الرّاقص في أحداقها بيتي.
    أدفع حُلمي - و لا أعبأ –
    قربانَ خاطرة
    تومض كالبرق و تمضي :
    امرأةٌ تحمل سلّة من قصب
    تسير في الغابة بمفردها
    حافية القدمين،تئنّ كأنّ السلّة ملآنة
    كلّما عبر نسر في الجوّ ندّ عنها صوت يشبهها
    قبل أن تُخطف الومضة منّي
    أبتسم للمرأة و تُمطر
    و أقول لا بأس إن متُّ و لم أجنِ الفانيليا
    **
    أعرفُ أيضا أنّ هناك أرضا موحلة
    ثمنُ الفأس يُساوي فيها سبع حبيبات ماسيّة
    أشتهي حدّ البكاء أن أحتسي كأسا
    مع العمّال نخب نكبتنا

    قبل أن تحترق أمنيتي - و لا أبالي -
    أمسح بيدي على المنخل اليدويّ
    **
    لا مانع إن متّ ُ و لم أركب قطارا في موسكو
    و لم أقف فوق جسر خالِ
    ساعةً حَسَبَ توقيت الضّباب
    مع فتاة شقراءَ تلبس معطفا أسود

    يحرِّم الضّعفُ حاجتنا للقوّة ، فمن أقوى؟
    **
    بين نسي و نسي أفكّر بالنّيل،
    أعرفُ أنّ في قلبه الآن زورق
    أكاد أراه؛ يقترب بهدوء من ضفّة تُربتها قهوة
    يقتلني - و لا أموت -
    أن أموت و لا أجدّف معهم.
    و أقول :
    حولنا السُّنَنُ و المعجزات و البدع و فينا الغرائز
    سأصبر، لا أحد قضى حسرة لأنّه لم ينزح
    **
    أتضوّر رغبة بأن ألغي سُنّة اختلاق الأعذارِ للغبن بأنفسنا
    أنا أنا، و الباقي عدوّي
    مع ذلك أرضى بدكّة جدّي
    غير منزعج مادمتُ أفترش إيمانه
    **
    عشيرتي علّمتني أنّ العصفورين بحجر واحد فخّ وطنيّ..

    أهلا بكلّ الحرمانِ إذن
    صار لي رأس كباقي الرّؤوس
    **
    حول قصرِ فرساي حديقة
    وددتُ لو أنّ المُزارع المرح
    الذي يحيّيه السّياح كلّ صباح أنا
    لستُ أجهلُ أنّ هناك وراء النّجد كرنفالا و بهجة
    أُريد أن أُقذف فيه..أُريدُ أن أفرح مثلهم
    في الحالتين أنجو من المسّ
    أنجو لأنّي توقّعتُ نجاتي
    **
    لا داعيَ لأسرد كلّ الرّواية
    سأكتفي بالفصل الأخير
    حكّموا السّنن و التّعاليم و دستور الغبن و قدرةَ العجزِ
    ما المُستحيلُ عدا ما اشتهيتُ منذ بدء الحكاية ؟
    ما النّقصُ إن جاز جنوني ؟

    الزّغب الذّهبيّ على زند السّمراء يَختزل الرّواية
    اليوم رأيتُ السّمراء تتحقّق
    رأيتُها تتأبّط ذراعَه
    رأيتُ صورتهُ ترقصُ في أهدابها

    ما معنى أن تتحقّق السّمراء ؟
    أيّ معنى لاحتمال كهذا ؟

    السّمراءُ لا تتحقّق..كذَبَت الدّهشة

    إن هو إلاّ المعنى بلا وظيفة..



    محمد فطومي
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة
  • حكيم الراجي
    أديب وكاتب
    • 03-11-2010
    • 2623

    #2
    أستاذي الغالي / محمد فطومي
    فرحت كثيرا وأنا أستنشق طقطقة حروفك التي تسابق المخيلة إلى أبواب أفقية شاردة ..
    لم تمنع هنا بعض السردية الموظفة باتقان أن يتشكل بنيان النص على شكل دوائر منثنية تسبح حول نواة واهجة أشعلت فتائل لا تحصى ..
    فقط شعرت إن هذا المقطع كان زائدا ولم يخدم فكرة النص :
    امرأةٌ تحمل سلّة من قصب
    تسير في الغابة بمفردها
    حافية القدمين،تئنّ كأنّ السلّة ملآنة

    بالمجمل هو نص متين تمتع بالعمق وقد منحته الرمزية عقالا من هيبة ..
    لا أرى بأسا من نشره في ملتقى قصيدة النثر دون ( الورشة ) إن سمحت لي بنقله ..
    أسجل اعجابي على مشاعل من تقدير ..
    محبتي وأكثر ...
    [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

    أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
    بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



    تعليق

    • محمد فطومي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 05-06-2010
      • 2433

      #3
      يأسرني أدبك و احتواؤك النّاضج و المتبصّر للنّصوص التي تُطرح..أعتقد أنّي بدأتُ أدمن هذا المكان.
      أفرح حقيقة كلّما ألتقيك،معلّما و صديقا و شاعرا يمتلك أدواته جيّدا.
      أخي الرّائع أحيّيك بأجمل منها مادمتُ لا أجد الّلفظ.
      ملاحظتك كانت في منتهى الوجاهة.شكري و تقديري لك أستاذي الرّاقي.
      مدوّنة

      فلكُ القصّة القصيرة

      تعليق

      • نجلاء الرسول
        أديب وكاتب
        • 27-02-2009
        • 7272

        #4
        في النص ومضات جميلة جدا
        وهي تجربة تقدر أستاذي محمد

        تحيتي لك وسأنقل النص لقصيدة النثر
        نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


        مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
        أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

        على الجهات التي عضها الملح
        لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
        وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

        شكري بوترعة

        [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
        بصوت المبدعة سليمى السرايري

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          صباح الخير محمد أخي

          قرات منذ وضعت
          و اعجبتني كثيرا جدا
          و أظن أنك تستطيع الأجمل دائما !

          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • محمد مثقال الخضور
            مشرف
            مستشار قصيدة النثر
            • 24-08-2010
            • 5517

            #6
            سعدت كثيرا برؤية أستاذنا الكبير
            في قسم قصيدة النثر

            واستمتعت بقراءة الومضات الجميلة

            ننتظرك معنا دائما أستاذي الفاضل محمد فطومي

            تعليق

            • احمد نور
              أديب وكاتب
              • 23-04-2012
              • 641

              #7
              انها رائعه
              انها مشوقه انها قصيده قصيده
              تحياتي
              احمد عيسى نور

              تعليق

              • محمد فطومي
                رئيس ملتقى فرعي
                • 05-06-2010
                • 2433

                #8
                مساء عطرا أستاذة نجلاء،غمرني لطفك أختي العزيزة،تقبّلي فائق تقديري و شكري على التّشجيع.
                مدوّنة

                فلكُ القصّة القصيرة

                تعليق

                • محمد فطومي
                  رئيس ملتقى فرعي
                  • 05-06-2010
                  • 2433

                  #9
                  أخي الحبيب ربيع،أعجبتني لأنّها أعجبتك،و جعلتك تضع أثرك المزهر.
                  محبّتي لك أيّها النّبيل.
                  مدوّنة

                  فلكُ القصّة القصيرة

                  تعليق

                  • محمد فطومي
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 05-06-2010
                    • 2433

                    #10
                    سيّد الصّور و الشّعر الحقيقيّ،الصّديق الأستاذ محمد مثقال الخضور،
                    أمسية رائقة هذه التي تجمعني بك فيها بعض الوحدات الكلاميّة
                    أشكرك على ما حففتني به من أدب و بهاء.
                    كن بخير و ودّ.
                    مدوّنة

                    فلكُ القصّة القصيرة

                    تعليق

                    • مالكة حبرشيد
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 28-03-2011
                      • 4544

                      #11
                      هي ومضات قوية ...عميقة
                      الرمزية جعلتها تنفتح على العديد من التاويلات
                      جميل استاذ فطومي حيثما كنت ...هنا ..أو هناك
                      مودتي وكل التقدير

                      تعليق

                      • محمد فطومي
                        رئيس ملتقى فرعي
                        • 05-06-2010
                        • 2433

                        #12
                        سعيد لأنّك لمستَ فيها بعض التّشويق أستاذ أحمدد عيسى نور،
                        ممتنّ لمرورك العذب،
                        مساؤك عطر.
                        مدوّنة

                        فلكُ القصّة القصيرة

                        تعليق

                        • محمد فطومي
                          رئيس ملتقى فرعي
                          • 05-06-2010
                          • 2433

                          #13
                          حمدا لله على سلامتك أستاذة مالكة.
                          دمت دائما بخير،
                          قد يُمتعنا الرّضا على نصوصنا،لكن الأمتع في نظري أن نظلّ مسكونين بهاجس التّطوير.
                          تنثرين الجمال حيثما حللتِ أختي الفاضلة،
                          شكرا بلا حدود.
                          مدوّنة

                          فلكُ القصّة القصيرة

                          تعليق

                          • نجاح عيسى
                            أديب وكاتب
                            • 08-02-2011
                            • 3967

                            #14
                            حقاً لقد تأخرتُ في تصفُّح هذا الجمال
                            المُؤطر بالروعة ..
                            وكأني أمام سلسلة ذهبيّة ..عبرتها عيوني حلقةً حلقة
                            كل حلقة تقودني إلى لون مختلف الدهشة ..
                            جميلة استاذ فطومي ...خيالٌ خصبٌ
                            وقلمُ مبدع ..
                            تقديري ..وحدائق من ليلَك ..

                            تعليق

                            • إيمان عبد الغني سوار
                              إليزابيث
                              • 28-01-2011
                              • 1340

                              #15
                              الأستاذ محمد فطومي
                              "حول قصرِ فرساي حديقة
                              وددتُ لو أنّ المُزارع المرح
                              الذي يحيّيه السّياح كلّ صباح أنا
                              لستُ أجهلُ أنّ هناك وراء النّجد كرنفالا و بهجة
                              أُريد أن أُقذف فيه..أُريدُ أن أفرح مثلهم
                              في الحالتين أنجو من المسّ
                              أنجو لأنّي توقّعتُ نجاتي
                              **
                              لا داعيَ لأسرد كلّ الرّواية
                              سأكتفي بالفصل الأخير
                              حكّموا السّنن و التّعاليم و دستور الغبن و قدرةَ العجزِ
                              ما المُستحيلُ عدا ما اشتهيتُ منذ بدء الحكاية ؟
                              ما النّقصُ إن جاز جنوني ؟

                              الزّغب الذّهبيّ على زند السّمراء يَختزل الرّواية
                              اليوم رأيتُ السّمراء تتحقّق
                              رأيتُها تتأبّط ذراعَه
                              رأيتُ صورتهُ ترقصُ في أهدابها

                              ما معنى أن تتحقّق السّمراء ؟
                              أيّ معنى لاحتمال كهذا ؟

                              السّمراءُ لا تتحقّق..كذَبَت الدّهشة

                              إن هو إلاّ المعنى بلا وظيفة.."
                              رائـــع وجدت متنفساً شعرياً خالصاً
                              يتعلق بالتنظير حتى يتضمن ماهية النثر واشتراطاته
                              بشكل يواكب الحضارة ويولد المغايرة المحببة
                              ربما تكون تلك الجزيئات العميقة والمهملة بداخلنا
                              هي التي تفجرت حين واجهت شكلها السردي
                              وكانت النتيجة مفتوحة من صميم نثر الحياة
                              أقول سلمت أيها المبدع ودمت بخير.
                              تحيتي:
                              " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
                              أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

                              تعليق

                              يعمل...
                              X