كتب مصطفى بونيف


اقترب مني صديقي ثم همس في أذني "هل يمكن أن أعتبرك كاتم أسراري؟.."، وبدون تردد قفزت من مقعدي وأنا أصرخ "سرك في بيــر"....
أحكم أغلاق الأبواب، ثم قال في حيرة وألم "اليوم وضعت بيضة.." !!
ومن شدة اندهاشي رفعت صوتي "أنت وضعت بيضة؟، كيف، ومتى، ولماذا، وأين، ...وأي "ديك" انفرد بيك، وهل حدث ذلك في العشة أم في غرفة النوم، وهل التقيت ديكا روميا أم ديكا عربيا، مع العلم أن الديك العربي يحتاج إلى مقويات لكي يستيقظ في الفجر..."، أغلق صاحبي على فمي بيده وقال لي " يلعن تلك الساعة التي قررت ان أخبرك فيها عن سري..."، طمأنته وأنا أقول "سرك في بير...ولن أقولها لأحد، حتى مع نفسي لن أذكر هذا السر الخطير...لكن أخبرني عن البيضة هل هي من الحجم العادي، أم العائلي مثل بيض النعام. مثلا؟"....
كنت طوال الطريق أمشي والسر يحرق صدري...صديقي "كريم" وضع بيضة ..
ظللت أكتم فمي...السر يريد أن يخرج..لا أستطيع أن أكتمه وإلا وضعت بيضة أنا الآخر... !!..
عدت إلى البيت واستقبلتني "المدام"..وبفراستها استطاعت أن تتوسم في وجهي أنني أكتم سرا خطيرا...ثم صرخت " أنت مخبي عني حاجة، قول، انطق؟"..
والمرأة في أيامنا هذه عبارة عن فضائية أخبار، تخبرها السر من هنا، لتجده يمر أمامك في شريط الأخبار العاجلة على التلفزيون...وهكذا استطاعت زوجتي أن تفتك مني السر الخطير...."كريم وضع بيضة"....ومع أنها أقسمت لي بعشرتنا وبرؤوس عيالنا فردا فردا بأن السر لن يخرج من فمها....لكنه سرعان ما خرج من هاتفها المحمول في شكل رسالة أس أم أس..."كريم ابن الحاجة مسعودة وضع اليوم صباحا بيضة..."....أرسلته إلى صديقتها " فضيلة" التي يناديها أهل الحي "فضيحة"...وفضيحة فتحت صفحتها على الفيسبوك لتكتب على رأس الصفحة رسالة تقول فيها " كريم ابن الحاجة مسعودة بائعة الصوف، وضع اليوم صباحا بيضة..."..وانتشر الخبر في جميع مواقع التواصل الاجتماعي مرفوقا بالصور، "هذا هو الرجل الذي وضع بيضة اليوم صباحا"....
كنت دائما أتعجب من مهنة "كاتم الأسرار"، وأعتقد بأنها المهنة التي لا يمكن أن أشغلها طوال حياتي، لأن السر لا يمكن أن يبقى في صدري أكثر من نصف يوم،
هل تتذكر عزيزي القارئ تجربة حبك الأولى، هل كتمت السر؟. ..مستحيل، ستجد نفسك فتحت الموضوع في مجلس الأصدقاء..."أنا أحب فلانة ..وغدا سأذهب معها إلى الحديقة ..أرجوكم الموضوع سر، لا تخبروا به أحدا...".
إذا كان عنترة بن شداد قد فضح عبلة في جميع قصائده وكتب عنها ألف بيت من الشعر،...ومجنون ليلى الذي قال في ليلى غزلا قرأه حتى على الحيوانات والبهائم، وكأنه يقول " يا بهائم انا أحب ليلى..."، ثم جاء عبد الحليم حافظ وغنى
يا أحبابي يا أهلي وجيراني...أنا نفسي أخذكم في أحضاني....
كان عبد الحليم يريد أن يروي حكاية حبه لجميع الشعوب المحبة للسلام... !
الرجل الوحيد الذي قرر أن يكتم السر هو الشاعر العباسي أبو فراس الحمداني حين قال: بلى أنا مشتاق وعندي لوعة...لكن مثلي لا يذاع له سر....
وظل أبو فراس يكتم حبه....حتى أخذها منه رجل آخر وتزوجها..... !!
أحاول أن أتخيل أن المخابرات تختارني في مهمة إلى إسرائيل ..على طريقة "رأفت الهجان".....كيف سأتصرف...؟، خاصة وأن المرحوم قد سلط عليه الموساد أجمل فتيات إسرائيل....ولو كنت مكانه كنت سأبوح بالسر إلى أول حسناء تجلس معي في الشقة" أنا لست ديفد شارل سمحون، أنا اسمي الحقيقي مصطفى بونيف، ووالدي ليس شارل سمحون المليونير اليهودي، والدي رجل يشتغل في التعليم، ولست من الاسكندرية، أنا من قرية اسمها "عجز العجوز" ولا أثر لها على الخريطة بعد زلزال 1982، ولقد أرسلتني المخابرات في مهمة سرية،وسأخرج من المهمة بنقود كثيرة، ما رأيك أن نتزوج، ونعيش سعداء في ألمانيا.. ونحيا في ثبات ونبات، ونخلف صبيان وبنات ؟"...
أيقظتني زوجتي من نومي....."حان وقت العمل..؟"
شعرت بشيئ ما تحتي...أدخلت يدي فإذا بها "بيضة".....رجاء هذا سر...لا تخبروا أحدا .... !!
مصطفى بونيف


اقترب مني صديقي ثم همس في أذني "هل يمكن أن أعتبرك كاتم أسراري؟.."، وبدون تردد قفزت من مقعدي وأنا أصرخ "سرك في بيــر"....
أحكم أغلاق الأبواب، ثم قال في حيرة وألم "اليوم وضعت بيضة.." !!
ومن شدة اندهاشي رفعت صوتي "أنت وضعت بيضة؟، كيف، ومتى، ولماذا، وأين، ...وأي "ديك" انفرد بيك، وهل حدث ذلك في العشة أم في غرفة النوم، وهل التقيت ديكا روميا أم ديكا عربيا، مع العلم أن الديك العربي يحتاج إلى مقويات لكي يستيقظ في الفجر..."، أغلق صاحبي على فمي بيده وقال لي " يلعن تلك الساعة التي قررت ان أخبرك فيها عن سري..."، طمأنته وأنا أقول "سرك في بير...ولن أقولها لأحد، حتى مع نفسي لن أذكر هذا السر الخطير...لكن أخبرني عن البيضة هل هي من الحجم العادي، أم العائلي مثل بيض النعام. مثلا؟"....
كنت طوال الطريق أمشي والسر يحرق صدري...صديقي "كريم" وضع بيضة ..
ظللت أكتم فمي...السر يريد أن يخرج..لا أستطيع أن أكتمه وإلا وضعت بيضة أنا الآخر... !!..
عدت إلى البيت واستقبلتني "المدام"..وبفراستها استطاعت أن تتوسم في وجهي أنني أكتم سرا خطيرا...ثم صرخت " أنت مخبي عني حاجة، قول، انطق؟"..
والمرأة في أيامنا هذه عبارة عن فضائية أخبار، تخبرها السر من هنا، لتجده يمر أمامك في شريط الأخبار العاجلة على التلفزيون...وهكذا استطاعت زوجتي أن تفتك مني السر الخطير...."كريم وضع بيضة"....ومع أنها أقسمت لي بعشرتنا وبرؤوس عيالنا فردا فردا بأن السر لن يخرج من فمها....لكنه سرعان ما خرج من هاتفها المحمول في شكل رسالة أس أم أس..."كريم ابن الحاجة مسعودة وضع اليوم صباحا بيضة..."....أرسلته إلى صديقتها " فضيلة" التي يناديها أهل الحي "فضيحة"...وفضيحة فتحت صفحتها على الفيسبوك لتكتب على رأس الصفحة رسالة تقول فيها " كريم ابن الحاجة مسعودة بائعة الصوف، وضع اليوم صباحا بيضة..."..وانتشر الخبر في جميع مواقع التواصل الاجتماعي مرفوقا بالصور، "هذا هو الرجل الذي وضع بيضة اليوم صباحا"....
كنت دائما أتعجب من مهنة "كاتم الأسرار"، وأعتقد بأنها المهنة التي لا يمكن أن أشغلها طوال حياتي، لأن السر لا يمكن أن يبقى في صدري أكثر من نصف يوم،
هل تتذكر عزيزي القارئ تجربة حبك الأولى، هل كتمت السر؟. ..مستحيل، ستجد نفسك فتحت الموضوع في مجلس الأصدقاء..."أنا أحب فلانة ..وغدا سأذهب معها إلى الحديقة ..أرجوكم الموضوع سر، لا تخبروا به أحدا...".
إذا كان عنترة بن شداد قد فضح عبلة في جميع قصائده وكتب عنها ألف بيت من الشعر،...ومجنون ليلى الذي قال في ليلى غزلا قرأه حتى على الحيوانات والبهائم، وكأنه يقول " يا بهائم انا أحب ليلى..."، ثم جاء عبد الحليم حافظ وغنى
يا أحبابي يا أهلي وجيراني...أنا نفسي أخذكم في أحضاني....
كان عبد الحليم يريد أن يروي حكاية حبه لجميع الشعوب المحبة للسلام... !
الرجل الوحيد الذي قرر أن يكتم السر هو الشاعر العباسي أبو فراس الحمداني حين قال: بلى أنا مشتاق وعندي لوعة...لكن مثلي لا يذاع له سر....
وظل أبو فراس يكتم حبه....حتى أخذها منه رجل آخر وتزوجها..... !!
أحاول أن أتخيل أن المخابرات تختارني في مهمة إلى إسرائيل ..على طريقة "رأفت الهجان".....كيف سأتصرف...؟، خاصة وأن المرحوم قد سلط عليه الموساد أجمل فتيات إسرائيل....ولو كنت مكانه كنت سأبوح بالسر إلى أول حسناء تجلس معي في الشقة" أنا لست ديفد شارل سمحون، أنا اسمي الحقيقي مصطفى بونيف، ووالدي ليس شارل سمحون المليونير اليهودي، والدي رجل يشتغل في التعليم، ولست من الاسكندرية، أنا من قرية اسمها "عجز العجوز" ولا أثر لها على الخريطة بعد زلزال 1982، ولقد أرسلتني المخابرات في مهمة سرية،وسأخرج من المهمة بنقود كثيرة، ما رأيك أن نتزوج، ونعيش سعداء في ألمانيا.. ونحيا في ثبات ونبات، ونخلف صبيان وبنات ؟"...
أيقظتني زوجتي من نومي....."حان وقت العمل..؟"
شعرت بشيئ ما تحتي...أدخلت يدي فإذا بها "بيضة".....رجاء هذا سر...لا تخبروا أحدا .... !!
مصطفى بونيف
تعليق