التائبه(الجزء الاول)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد نور
    أديب وكاتب
    • 23-04-2012
    • 641

    التائبه(الجزء الاول)

    التائبة (الجزء الاول)\

    كان السيد علي يمشي في السوق وهو من الناس الاخيار الذين لايرتكبون المعاصي وحتى لو ارتكبوها فهم يتوبون الى الله بسرعه ويطلبون العفو والغفران .
    شاهد السيد علي فتاة جميلة تنضر يمنة ويسره تكلم هذا وتداعب ذاك فأخذ يطيل النظر اليها وهو يكلم نفسه ويقول فتاة بهذا الجمال تفعل مثل هذه الأفعال يا للعجب فهي طويلة ذات عينين جميلتين ووجه ابيض دائري تتوسط خدها شامه زادتها جمالاً وأنوثة لا بل هي التي أعطت للشامة جمالها... وبينما هو على هذه الحالة والتفكير انتبهت الفتاة اليه واحست انه يراقبها وانه ينضر اليها نضرات غير طبيعية فظنت انه يريد منها شيئاً وبادرته بأبتسامه رقيقة فأجابها بأبتسامه صغيره ثم رفعت له يدها الا انه لم يجبها بشيء سوى النضر بأستغراب وتعجب ...فتوقفت وقامت بفتح حقيبتها وأخرجت منها ورقةً وقلم وبدئت تكتب عليها شيئاً
    وعندما اصبح قريباً منها حركت عينيها الى الورقة ووضعتها بين يديه وذهبت مسرعه فأحس السيد علي بالخجل الا انه تحرك بعيداً وفي احدى الزوايا فتح الورقة ووجد مكتوباً عليها كلمني على هذا الرقم
    وصل السيد علي الى البيت وهو لايعرف ماذا يفعل فقد كانت سنوات حياته بين الدراسة ومتطلبات الحياة ثم انتقل بعدها الى الحياة الدينية وكان يعض هذا ويرشد ذاك الى الطريق الصحيح ..الا انه اليوم بحاجه الى من يرشده ففكر كثيراً الا انه لم يجد المرشد ,وعندما دخل الى البيت كان في حالة من الذهول والاندهاش ,فتارة ينضر الى الورقة وتارة اخرى يذهب تفكيره الى افاق بعيده فكيف وصل المجتمع الى هذه الحالة واين نحن منهم نحن المرشدون والمقومون والناصحون لقد اصبح المجتمع في وادي ونحن في وادٍ أخر ثم يرجع الى نفسه ويذهب الى الهاتف محاولاً ان يكلم الفتاة الا انه لايستطيع فهو لم يفعلها قبل اليوم وأفرض ان شخصاً اخر غير الفتاة اجابه على الهاتف ماذا يقول له وهو لم يتعود على الكذب ولا يعرف ماذا يقولون في مثل هذه المواقف وأثناء غرقه في دوامة التفكير نظر الى الساعة فأذا هي الثانية عشر ليلاً نهض من فراشه الذي تمدد عليه لكي ينام وذهب الى الهاتف وأدار الأرقام وقلبه ينبض بدقات سريعة الا انه تمالك نفسه وعاد الى رباطة جأشه عندما سمع صوتاً أنثوياً رقيقاً يقول له من المتكلم فأجاب السلام عليكم ألستِ انتِ الفتاة التي كنتِ في السوق اليوم قالت نعم قال انا الذي أعطيتني رقم هاتفك عصراً فأجابت أين كنت انا انتظرك... انا انتظرك منذ ساعات فقال لها تكلمي ماذا تريدين قالت لو سمحت اريد ان تكون سهرتي الليلة معك عبر الهاتف
    قال ومن انت كي تسهري معي عبر الهاتف وانا لا أعرفك بل حتى اسمك انا لا اعرفه
    قالت بصوت ناعم انا اسمي (سكون) وارغب بالتعرف عليك وان نكون أصدقاء
    قال اسم غريب وجميل بالوقت نفسه
    فقالت له شكراً يا حبيبي
    شعر بعدم الرضا من هذه الكلمة الا انه لم يقل اي شيء
    قال السيد علي في نفسه ان هذه الفتاة تعاني من ازمة قد تكون نفسيه او عاطفيه او اجتماعيه فأرادت شخصاً تلجأ اليه لكي تهرب من أزمتها وتشكو همومها له
    قال السيد علي لماذا لم تنامي الى الان
    قالت وكيف انام وأنا بأنتظار مكالمتك الهاتفية كما انني اسمي سكون والليل هو السكون وانا عاشقة والعاشق لا ينام الليل
    قال السيد علي ومن هذا الذي وقعتِ في عشقه فردت عليه انت انت.. فضحك وقال وكيف عشقتيني وانت لم تريني الا مرة واحدة
    قالت ليس المهم ان أراك مرتين او ثلاث اوعشر قد تكون هذه المره الواحدة التي رايتك فيها فقد دخلت الى قلبي وملكته وسيطرت على عقلي واسرته وهناك قصص عشق وغرام لم يرى فيها احدهم الاخر وكانت من اجمل قصص الحب
    قال السيد علي هذا صحيح ويبدو انك صاحبة خبرة في هذا المجال
    قالت له بصراحه انني اكلم اكثر من شخص ليلاً فأعاكس احدهم واضحك مع الأخر ....واكذب على هذا واسمع شعر هذا وأغنية من ذاك وارددها معه لكي ينتهي ليلي بسلام واذهب وانام
    فقال لها وانا هل من الذين تكذبين عليهم فأجابت لا ليس من أول مكالمة هاتفيه
    فقال لها: ومع من كنتِ تتكلمين قبل أن اهاتفكِ؟
    سكتت قليلا.. ثم قالت:.. كنت أتحدث مع ( سرمد ) .. إنه عشيق جديد.. وشاب وسيم أنيق
    أعطاني الرقم اليوم في السوق.. فاتصلت عليه وتكلمت معه قرابة نصف الساعة..
    فقال لها السيد علي على الفور: ثم ماذا؟.. هل وجدتِ لديه ما تبحثين عنه؟
    فقالت بنبرة جادة حزينة: بكل أسف.. لم أجد عنده ولا عند الشباب الكثيرين الذين كلمتهم عبر الهاتف أو قابلتهم وجها لوجه...
    ما أبحث عنه.. لم أجد عندهم ما يشبع جوعي النفسي.. ويروي ظمئي الداخلي
    سكتت قليلا.. ثم تابعت: إنهم جميعا شباب مراهقون شهوانيون.. خونة.. يكذبون
    مشاعرهم مصطنعة.. وأحاسيسهم الرقيقة ملفقة.. وعباراتهم وكلماتهم مبالغ فيها..
    تخرج من طرف اللسان لا من القلب.. ألفاظهم أحلى من العسل.. وقلوبهم قلوب الذئاب المفترسة..
    هدف كل واحد منهم.. أن يقضي شهوته ، ثم يرميني كما يرمي يرمي ......... وبدءت بالبكاء ثم اكملت كلهم تهمهم أنفسهم فقط..
    ولم أجد فيهم إلى الآن -على كثرة من هاتفت من الشباب من يهتم بي لذاتي ولشخصي..
    كلهم يحلفون لي بأنهم يحبونني ولا يعشقون غيري.. ولا يريدون زوجة لهم سواي وأنا أعلم أنهم في داخلهم يلعنونني ويشتمونني..
    كلهم يمطرونني عبر الهاتف او أثناء المقابلات بأرق الكلمات وأعذب العبارات.. ثم بعد أن نفترق.. يسبونني ويصفونني بأقبح الأوصاف والكلمات..
    إن حياتي معهم حياة خداع ووهم وتزييف.. كل منا يخادع الآخر.. ويوهمه بأنه يحبه
    وهنا قال لها السيد علي: ولكن أخبريني: ما دمتِ لم تجدي ضالتك المنشودة.. عند أولئك الشباب التائهين التافهين..
    فهل من المعقول أن تجديها عندي؟!!.. أنا ليس عندي كلمات غرام..
    ولا عبارات هيام.. ولا أشعار غزل.. ولا رسائل معطرة فقاطعته قائلة
    بالعكس.. أشعر -ومثلي كثير من الفتيات- أن ما نبحث عنه.. هو موجود لدى الصالحين أمثالك إننا نبحث عن العطاء والوفاء.. نبحث عن الأمان.. نطلب الدفء والحنان..
    نبحث عن الكلمة الصادقة التي تخرج من القلب لتصل إلى أعماق قلوبنا.. نبحث عمن يهتم بنا ويراعي مشاعرنا.. دون أن يقصد من وراء ذلك..
    هدفا شهوانيّا خسيسا..
    نبحث عمن يكون لنا أخا رحيما.. وأبا حنونا.. وزوجا صالحا!!
    إننا باختصار نبحث عن السعادة الحقيقية في هذه الدنيا!!.. نبحث عن معنى الراحة النفسية.. نبحث عن الصفاء.. عن الوفاء..
    عن البذل والعطاء
    فقال لها السيد علي: يبدو أنكِ تعانين أزمة نفسية.. وفراغا روحيّا..وتشتكين همّا وضيقا داخليّا مريرا.. وحيرة وتيها وتخبطا..
    وتواجهين مأساة عائلية.. وتفككا أسريّا

    انتهى الجزء الاول

    اخوكم
    احمد عيسى نور
  • ليندة كامل
    مشرفة ملتقى صيد الخاطر
    • 31-12-2011
    • 1638

    #2
    السلام عليكم
    قصة ذات هذف نبيل تروي الواقع بمرارته المشاكل النفسية تؤدي غالبا الى انحرافات أخلاقية
    مع سرد جاء بلسان الوقع كنت هنا حيث كان النبض صادقا بورك قلمك تحياتي
    http://lindakamel.maktoobblog.com
    من قلب الجزائر ينطلق نبض الوجود راسلا كلمات تتدفق ألقا الى من يقرأها

    تعليق

    • فوزي سليم بيترو
      مستشار أدبي
      • 03-06-2009
      • 10949

      #3
      ننتظرك في القادم من الأجزاء أخي العزيز أحمد نور
      الموضوع مشوّق وأسلوب السرد سلس وجميل .
      أخي نور . النص يحتاج أن تتعب عليه أكثر
      لتلافي بعض الأخطاء الإملائية واللغوية .
      محسوبك فوزي أيضا يقع في مثل هذه الأخطاء
      وإلى لقاء
      محبتي
      فوزي بيترو

      تعليق

      • احمد نور
        أديب وكاتب
        • 23-04-2012
        • 641

        #4
        سيدتي الفاضلة ليندا كامل
        اشكرك الشكر الجزيل لمرورك على قصتي
        انها تحفزني نحو الاحسن
        تحياتي
        احمد عيسى نور

        تعليق

        • احمد نور
          أديب وكاتب
          • 23-04-2012
          • 641

          #5
          شكرا لملاحضاتك يا استاذ فوزي وسوف اعمل بنصائحك
          تحياتي
          احمد عيسى نور

          تعليق

          • احمد نور
            أديب وكاتب
            • 23-04-2012
            • 641

            #6
            تحياتي للجميع
            احمد عيسى نور

            تعليق

            يعمل...
            X