خسوف / ربيع عبد الرحمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    خسوف / ربيع عبد الرحمن

    كان القمر يتخذ زينته
    يمعن في صبابته
    ونجمة أرهقته حبّا
    حاطته بالسديم و افترشتْ شهوته
    فتاه عن نفسه
    عن قلانيس يخبئُ في قاعها عشيقاتِه
    تاركًا لعنته للأرض التي تموت عشقا في ضجيج استوائه

    كان في رحابة الصحراء
    نجوى الفصول
    فارسا مطهما بأقواس من حضور الفتنة و الفتين
    حين زاغ قلبه
    وارتحل خلف الذي غاب

    يا حكماء الشجر المنسي في جحيم التشقق
    و أقانيم البوادي العاثرة بين سنابك الخيبة
    و ترانيم المتاهة
    أفتوني فيما ترون
    لا أرى سوى ليل يجلد الليل
    إن البيوت تشرق من تنانيرها
    لا من حيث يطلع شخيب القتلى
    هذي عيون الفلك أسملها حجاجها !

    يدري أنهم كفكفوا أجنحتهم
    هبوا سراعا من غفوتهم إلي سراويلهم
    في مهب الفجيعة
    فأثمله زفير الحكاية
    سرّح جنَّه في هبات النجوى
    الليلةَ يُعرج به صوب الأفق المجنح دون هطول
    فعليه أن يحتال ما وسع الريح
    أو يُفتّر وجعَ الصحاف
    ينسلُ من بين أصابع الله
    كضحية لأخطبوط مسّه الزيغُ في غياب البلاد !

    جهزهم برعافهم على شرفات وجعه
    واحدا .. واحدا
    وروّعوه على خسوف السبيل ما بين صدرها و لهاثهم
    فانتثرت كزوبعة ..
    أو كهشيم المحتظر !
    sigpic
  • المختار محمد الدرعي
    مستشار أدبي. نائب رئيس ملتقى الترجمة
    • 15-04-2011
    • 4257

    #2
    كان الخسوف القمري
    شيء حتمي لا مفر منه
    و كان على الأرض و العباد
    أن يتحمل كل منهما
    كل الأسباب التي إنجرت
    و سوف تنجر
    أبدعت أستاذنا ربيع في رسم المشهد و تصويره كأبهى ما يكون
    و أمتعتنا
    فلكم الشكر الجزيل
    [youtube]8TY1bD6WxLg[/youtube]
    الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف



    تعليق

    • محمد مثقال الخضور
      مشرف
      مستشار قصيدة النثر
      • 24-08-2010
      • 5517

      #3
      الليلُ يَجلدُ أَبناءَ جِنسِهِ . .
      السجَّانُ أَيضًا !
      الشمسُ تُخاطبُهُ مِنْ وَراءِ حجابٍ
      وحكماءُ الشجرِ يبتلعونَ ما يُسقِطُ الخريفُ مِنْ أُمنيات
      نحنُ الورثة الهاربون من الوصايا
      نهربُ من المدارسِ أَيضًا
      ونعرفُ كيفَ نُكفكِفُ أَجنحتنا !

      لماذا اكتشفتَ خسوفنا ؟
      وكسوفنا ؟
      وموتنا ؟
      لماذا أَيقظتَ النورَ خلفَ أَعناقِنا التي تعشقُ الالتواءَ ؟
      وطالبتَها أَن تُـقـلِّدَ زهرةَ عبَّادِ الشمس ؟
      لسنا بذاتِ الاخضرارِ يا سيِّدي
      وأَقدامنا ما زالت فوق التراب
      جُذورنا سَحَبتها الرمالُ المتحركةُ
      إلى نقطة لا تطالها شمسك
      فأدمنت الرقاب على التواء . .
      يعشق الخسوف
      ويصنع الكسوف


      أستاذي الوقور
      دائما تحملنا إلى المرايا

      محبتي واحترامي

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
        كان الخسوف القمري
        شيء حتمي لا مفر منه
        و كان على الأرض و العباد
        أن يتحمل كل منهما
        كل الأسباب التي إنجرت
        و سوف تنجر
        أبدعت أستاذنا ربيع في رسم المشهد و تصويره كأبهى ما يكون
        و أمتعتنا
        فلكم الشكر الجزيل

        من طين القري يخرج قمر عن خسوفه
        يتجلى على رائعة عالم توسد النهايات
        فرق شاسع بين عامل التراحيل و سيد الهواء
        لذا حشدت له البقاع التي تنام في صدره
        كي لا يفر بتناول كميات متوالدة من النبيذ
        ليرشو وقته الأزاف !

        شكرا لك كثيرا

        محبتي
        sigpic

        تعليق

        • ربيع عقب الباب
          مستشار أدبي
          طائر النورس
          • 29-07-2008
          • 25792

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد مثقال الخضور مشاهدة المشاركة
          الليلُ يَجلدُ أَبناءَ جِنسِهِ . .
          السجَّانُ أَيضًا !
          الشمسُ تُخاطبُهُ مِنْ وَراءِ حجابٍ
          وحكماءُ الشجرِ يبتلعونَ ما يُسقِطُ الخريفُ مِنْ أُمنيات
          نحنُ الورثة الهاربون من الوصايا
          نهربُ من المدارسِ أَيضًا
          ونعرفُ كيفَ نُكفكِفُ أَجنحتنا !

          لماذا اكتشفتَ خسوفنا ؟
          وكسوفنا ؟
          وموتنا ؟
          لماذا أَيقظتَ النورَ خلفَ أَعناقِنا التي تعشقُ الالتواءَ ؟
          وطالبتَها أَن تُـقـلِّدَ زهرةَ عبَّادِ الشمس ؟
          لسنا بذاتِ الاخضرارِ يا سيِّدي
          وأَقدامنا ما زالت فوق التراب
          جُذورنا سَحَبتها الرمالُ المتحركةُ
          إلى نقطة لا تطالها شمسك
          فأدمنت الرقاب على التواء . .
          يعشق الخسوف
          ويصنع الكسوف


          أستاذي الوقور
          دائما تحملنا إلى المرايا

          محبتي واحترامي

          امرأة على كثبان عمرها
          تهدهد حمامات بريات بسحب من زفير زغبها
          تلوك حنطة
          ترش وجعا
          تغتسل بماء الرضا
          ترش قيظا
          تفكك على الكثيب دورتها المعاندة
          وتحلب القمر حين سرقه الخسوف !

          و هل تقول المرايا إلا أصحابها سيدي
          أنت قامة كبيرة
          نشرف بتواجدنا في جوارها
          محبتي
          sigpic

          تعليق

          • نجلاء الرسول
            أديب وكاتب
            • 27-02-2009
            • 7272

            #6
            هو نص جميل قد حلق في سماء القصيد

            تقديري لك أستاذي ربيع

            يثبت

            مع باقة تقدير لك ولحرفك أستاذي
            نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


            مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
            أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

            على الجهات التي عضها الملح
            لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
            وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

            شكري بوترعة

            [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
            بصوت المبدعة سليمى السرايري

            تعليق

            • آمال محمد
              رئيس ملتقى قصيدة النثر
              • 19-08-2011
              • 4507

              #7
              ما أروع المعنى الذي دس أصابعة بين النجمة والقاع
              وأحال الحس... شعرا

              أيها المخلوق من لغة وحكمة
              كيف تموت الأرض عشقا

              كنت شاهقا هنا أستاذ ربيع
              تبني صروحا من وجع متين وتبثه جمالا لغويا وصورا مبتكرة

              محبتي

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
                هو نص جميل قد حلق في سماء القصيد

                تقديري لك أستاذي ربيع

                يثبت

                مع باقة تقدير لك ولحرفك أستاذي
                قالت : مت
                قلت : ما أنا بميت
                قالت : مت
                قلت : ما أنا بميت
                قالت : مت
                قلت : ما أنا بميت
                قالت : مت من حيث تخبرك الرياح بأمر النوة الطوفان ماتلقي به من عرافات الهوى على مزق المناديل المشجوبة
                و المنهوبة من أنفاس النائمين على أفخاذ حرقتهم يستحْلِمون
                بأطايب ما تدفع به من صبية ونهود !
                أو فلتقصص خطا ذاك الغراب ليبرئك من لواعج العسجد والمس المرطب بحناء المراهقة !

                شكري الكثير لك أستاذة على القراءة
                و ما أعطيت هذا النص من رعاية
                و على ما أسبغت على من كرم
                sigpic

                تعليق

                • شكري بوترعة
                  أديب وشاعر <> مستسار ملتقى قصيدة النثر
                  • 19-11-2007
                  • 329

                  #9
                  جميل ايها الشاعر .... أراك أكثر حكمة من الماء .... و أقل غباء من اللغة و هي صفات الشاعر الذي يمضي و لا يلتفت وراءه ...
                  محبتي ايها الصديق
                  لا أملك شئ و لا أنتظر شئ

                  تعليق

                  • مالكة حبرشيد
                    رئيس ملتقى فرعي
                    • 28-03-2011
                    • 4544

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
                    كان القمر يتخذ زينته
                    يمعن في صبابته
                    ونجمة أرهقته حبّا
                    حاطته بالسديم و افترشتْ شهوته
                    فتاه عن نفسه
                    عن قلانيس يخبئُ في قاعها عشيقاتِه
                    تاركًا لعنته للأرض التي تموت عشقا في ضجيج استوائه

                    كان في رحابة الصحراء
                    نجوى الفصول
                    فارسا مطهما بأقواس من حضور الفتنة و الفتين
                    حين زاغ قلبه
                    وارتحل خلف الذي غاب

                    يا حكماء الشجر المنسي في جحيم التشقق
                    و أقانيم البوادي العاثرة بين سنابك الخيبة
                    و ترانيم المتاهة
                    أفتوني فيما ترون
                    لا أرى سوى ليل يجلد الليل
                    إن البيوت تشرق من تنانيرها
                    لا من حيث يطلع شخيب القتلى
                    هذي عيون الفلك أسملها حجاجها !

                    يدري أنهم كفكفوا أجنحتهم
                    هبوا سراعا من غفوتهم إلي سراويلهم
                    في مهب الفجيعة
                    فأثمله زفير الحكاية
                    سرّح جنَّه في هبات النجوى
                    الليلةَ يُعرج به صوب الأفق المجنح دون هطول
                    فعليه أن يحتال ما وسع الريح
                    أو يُفتّر وجعَ الصحاف
                    ينسلُ من بين أصابع الله
                    كضحية لأخطبوط مسّه الزيغُ في غياب البلاد !

                    جهزهم برعافهم على شرفات وجعه
                    واحدا .. واحدا
                    وروّعوه على خسوف السبيل ما بين صدرها و لهاثهم
                    فانتثرت كزوبعة ..
                    أو كهشيم المحتظر !
                    في الليل يتقاطر الصمت
                    ظلمة في وحشة الوقت
                    يينع الأرق شعاعا
                    بين تنهيدة وخواء
                    يرسم في عمق القبو
                    حديقة ذبلت ازهارها
                    تساقطت اشجارها
                    حتى العصافير
                    ضاعت في يأسها
                    وهي تقاوم الريح العنيدة
                    التي طالما راودتها عن نفسها
                    كي تتخلى عن ريشها ...
                    عن غنائها
                    ولما لم تقنعها بالرقص
                    على حبال هبوبها الصرصر
                    ألقتها في ملوحة النشيج

                    الوجوه تصعد مع ذبذبات السراب
                    يساقط الدمع المرمري
                    في راحة التعب
                    لينتهي الربيع عويلا بعيدا
                    في حجر كائن محاصر
                    وسط لحظة مغلقة

                    هو الخريف يسكبنا شتاتا
                    في موج النداء
                    قد ينبت للنواح جدائل
                    تستوي عند مطلع الوعي
                    سيشذبها العبور
                    من طفيليات الهزيمة
                    لتخرج من قتامتها
                    ضفائر مهرة كسرت القيود
                    على جبين العاصفة

                    تعليق

                    • موسى الزعيم
                      أديب وكاتب
                      • 20-05-2011
                      • 1216

                      #11
                      لا أرى سوى ليل يجلد الليل
                      إن البيوت تشرق من تنانيرها
                      لا من حيث يطلع شخيب القتلى
                      هذي عيون الفلك أسملها حجاجها !

                      ........................
                      مثل عبور المطهر باتجاه سدرة .... الغيم
                      من أجل نقاء .. في حضرة الوجع .. ولهاث التشفي وخناجر ...من خشب
                      كنت رائعاص اديبنا الغالي ربيع .. في حضرة حرفك أشتهي التحليق

                      تعليق

                      • ربيع عقب الباب
                        مستشار أدبي
                        طائر النورس
                        • 29-07-2008
                        • 25792

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة آمال محمد مشاهدة المشاركة
                        ما أروع المعنى الذي دس أصابعة بين النجمة والقاع
                        وأحال الحس... شعرا

                        أيها المخلوق من لغة وحكمة
                        كيف تموت الأرض عشقا

                        كنت شاهقا هنا أستاذ ربيع
                        تبني صروحا من وجع متين وتبثه جمالا لغويا وصورا مبتكرة

                        محبتي
                        أنا الرجيم / ابن المنذور / للطرقات /الظلمات / الأوتار / بين الترائب / المقل / شحنات العذاب / استباحات النوابض/ النكايات / ما بين الدم / و أجنة الأوردة / فيارس العهد الجديد و القديم / أوهام الأنبياء من بني زرادشت / غاندي
                        / الغنانيص الفراعين / منهم و الأباليس / أبناء أمون البارعين/ في نحت الأوتاد / الأهرام / آلهة حين تأخرت الآلهة عن موعدها .
                        أشهدكم / أني على وهج أجدادي / أمرق من بين أشداقكم / أفئدتكم .
                        أسلك ذات الدرب / البعيد و القريب / إلي منابع الشعور / الإحساس / الرؤية / الذائقة / الحركة / التجمد / التبخر / التحلل .. أشتلني هاجسا / و صبرا أبيدا / أعرى ما أنجبت اللغة / من جرذان / ثعالب / نموس / سناجيب .. و كيف تتسلق الحرف / تمزق عنه ثيابه / لتقيم في جلده / زحفا على بطنها .. وكيف تحدث الشقاق / ما بين حرف نبي و حرف نبي/
                        بين جملة نبية و جملة نبية / تلوث بأوهامها / ثياب الصدق
                        و طهارة الأنامل !
                        أنا المنذور ابن المنذور ابن المنذور !


                        شكري و احترامي على جميل ما نثرت
                        و جميل رأيك في حديثي
                        لا عدمتك أبدا

                        sigpic

                        تعليق

                        • سعاد محمود الامين
                          أديب وكاتب
                          • 01-06-2012
                          • 233

                          #13
                          لوحات منثورة بكلمات كالدر قمر وليل وخسوف وخريف وشجر.. اعجبتنى إبداع مابعده قول..
                          مصر ومامصر سوى الشمس
                          التي بهرت بثاقب نورهاكل الورى
                          والناس فيك إثنان...
                          شخص رأى حسنا فهام به
                          وشخص لايرى!

                          تعليق

                          • ربيع عقب الباب
                            مستشار أدبي
                            طائر النورس
                            • 29-07-2008
                            • 25792

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة شكري بوترعة مشاهدة المشاركة
                            جميل ايها الشاعر .... أراك أكثر حكمة من الماء .... و أقل غباء من اللغة و هي صفات الشاعر الذي يمضي و لا يلتفت وراءه ...
                            محبتي ايها الصديق
                            ستبتهج كثيرا
                            ترقص على أثلام اللغة
                            شناشيل الحروف المنقوطة و المنسي منها
                            تجلجل كأنك وقعت على سر الخلود
                            أو أجن كثيرا
                            وقت تغوص أكثر ..
                            سوف تلعن الفكرة
                            وربما لن تخرج من بئرها
                            تصب جام حرقتك أن وضعك حمار يسكن رأسك في ذاك المثلث
                            كم سيطول ليلك
                            حول حصاة رأيتها أو هيئ لك
                            تراقص قطّا في البراري الساخطة
                            فاستفت حمارك مجددا ..
                            الشروع في الخسوف قبل قلبك !


                            جميل أستاذي أن يعجبك هذا الحديث المذهول
                            أمام روعة الخسوف الذي يأتي كل حقبة موجعا !

                            محبتي
                            sigpic

                            تعليق

                            • احمد نور
                              أديب وكاتب
                              • 23-04-2012
                              • 641

                              #15
                              نص جميل كله احاسيس
                              انه يحلق بنا في اجواء من السراب
                              تحياتي
                              احمد عيسى نور

                              تعليق

                              يعمل...
                              X