في حضرة الموت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد بوحوش
    كبار الأدباء والمفكرين
    • 22-06-2008
    • 378

    في حضرة الموت

    في حضرة الموت





    ... للوقت خطى حلزون
    وأنا ، في قنّينة اللّيل أبحث عن شيء مكنون،
    أبحث عن نفسي في أعوامي الخمسين.
    خلف نافذتي أسمع طرقا سيمفونيا كمسمار يلسع قلبي.
    إنّه الموت.. يخطب ودّي ...
    كان قلقا مثلي ،
    طالعني وقال: إلام أنت هنا في هذا اللّيل القبو ،
    تنقّب عن معنى في اللاّمعنى،
    تغدو وتروح...
    أوقفني في الهزيع،
    وقال : سأطرّز موتا جليلا يليق بمقام "سيّدنا محمّد" .
    اتبعني فقد زيّنت لك الآخرة جنّات وأنهارا ،
    لك فيها: لباس من سندس واستبرق،
    لك فيها : ظلّ ممدود وخمر مسكوب،
    لك فيها لؤلؤ ومرجان،
    لك فيها حور العين،
    لك فيها : جنان وبساتين ،
    لك فيها أسفار ومقام كريم.
    الحقّ أنّ الموت أغواني فمشيت إليه ..
    فتسامرنا وتحاورنا ..
    شربنا وتضاحكنا .. تحدّثنا عن قيم العولمة فاختلفنا ..
    لعبنا لعبة الشطرنج ،
    رقصنا وأنشدنا : " قفا ' نبكي على' ذكرى حبيب ومنزل" .
    ناولني بردته،
    ثمّ قال : أنت الباطل وأنا الحقّ .
    مشّاني فعبرنا السّراط المستطيل ،
    عمّدني في النّور الأزرق ، هدهدني، أعشاني بهيبته...
    ...وهو يقودني إلى الآخرة ،
    قلت له : يا سيّدي الموت تمهـّل!
    لي أخوة في الدّنيا ،
    لي أصدقاء هناك ينتظرون،
    لي وطن سقيم،
    وقصائد لم تكتمل بعد ،
    لي حبّ جديد.
    ... وهو يقودني الى حتفي في يوم عيد،
    خاتلته وأجهزت عليه بطعنة سكّين .
  • حكيم الراجي
    أديب وكاتب
    • 03-11-2010
    • 2623

    #2
    أستاذي العزيز / محمد بوحوش
    جميل هو اللكز بمهماز الطيبات على صيوان النفس الطاعنة في أتون الأمل ..
    أعتقد إن السردية طغت بشكل واضح على البوح حتى شوشت صفو التجنيس ...!
    بهيّة هي الفكرة وسامقة ..
    محبتي وأكثر ...
    [flash= http://www.almolltaqa.com/upload//up....gif]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]

    أكتب الشعر لا ليقرأه المهووسون بالجمال
    بل أكتب لأوثق انهيارات القُبــــح ..



    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      كنت في قمة التشظي بالحالة أستاذي
      و تدفق الإحساس وهذا الزائر المنكود
      لكنك تفوقت عليه
      و أنا الهث خلفك

      ربما كنت تحكي على طول الخط
      و شففعت الحكي ببعض بقليل من مباشرة !

      محبتي
      sigpic

      تعليق

      • مالكة حبرشيد
        رئيس ملتقى فرعي
        • 28-03-2011
        • 4544

        #4
        شخصيا اعجبني النص
        رخم الحكي الذي طغى عليه
        فكرة جديدة تغري بركوب مغامرة التجديد
        شكرا استاذ على هذه المتعة
        مودتي وكل التقدير

        تعليق

        • أحمد الخالدي
          أديب وكاتب
          • 07-04-2012
          • 733

          #5
          نص جميل ... عميق المعنى ... والتذكير اسمى بالموت .. وما بعده اشد واعظم ... انسيابية عالية وسردية خفيفة تشدنا الى ابعد مكان للفكرة .. والفكرة سامية وثقيلة الوقع ... ابدعت سيدي الرائع شكرا لك ...

          تعليق

          • الهام ابراهيم
            أديب وكاتب
            • 22-06-2011
            • 510

            #6
            للوقت خطى حلزون !!!!!!!
            لماذا احس أحيانا ان الوقت يلهث كالمجنون
            يسرع الخطى في سرقة خبايا المكنون
            يخطف البريق من ابصار الرؤية ساعة يزوره الموت
            وعلى نافذة الغد يروع السكون
            تروح الخطوات وتتبعثر الحكايات
            لكنا نبقى كحجر الزهر على طاولة النرد تتناولنا الحكايات بنهم الوجود





            بك أكبر يا وطني

            تعليق

            • نجلاء الرسول
              أديب وكاتب
              • 27-02-2009
              • 7272

              #7
              توجت النص بالخاتمة الجميلة
              السرد كان جميلا
              والذي تحاورت فيه مع الموت بطريقة مباشرة في بعض المقاطع
              وفي مقاطع أخرى كان التصوير حاذقا جدا

              تقديري لك أخي محمد ولك المدى
              نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


              مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
              أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

              على الجهات التي عضها الملح
              لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
              وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

              شكري بوترعة

              [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
              بصوت المبدعة سليمى السرايري

              تعليق

              • احمد نور
                أديب وكاتب
                • 23-04-2012
                • 641

                #8
                سيدي محمد بوحوش
                انها مجموعة من الصور
                انها رائعة
                تحياتي
                احمد عيسى نور

                تعليق

                • وليد مروك
                  أديب وكاتب
                  • 12-11-2011
                  • 371

                  #9
                  الأستاذ محمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
                  فكرة مبتكرة و المغزى بصفة المباشرة جعلني ألهث حتى النهاية المتميزة .. رائع ابداعك أخي الفاضل

                  تعليق

                  • محمد ثلجي
                    أديب وكاتب
                    • 01-04-2008
                    • 1607

                    #10
                    الله رااائعة جداً

                    طريّة طازجة كبرتقالة .. تحبس الأنفاس بعامليّ الرغبة لمعرفة نهاية حوار الشاعر مع ذاته الرافضة للموت ، والدهشة التي أنتجتها الصور المتلاحقة على مدار النص .. لا أخفيك أخي محمد أنت شاعر تمسك بزمام نصك جيداً وتحيطه بكل أسباب الجمال .. فلله درّك من شاعر مبدع ولنا أن نتمتّع في حضرة النص الأكثر عمقاً وتجلي.
                    ***
                    إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
                    يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
                    كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
                    أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
                    وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
                    قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
                    يساوى قتيلاً بقابرهِ

                    تعليق

                    يعمل...
                    X