اصــدار جـديـد للشاعر جابر البطة *
صدر مؤخراً عن وزارة الثقافة الفلسطينية "الادارة العامة للآداب" الديوان الشعري الثالث " للشاعر/ جابر البطة/ تحت عنوان ثنائية الموت و الحياة ؛ قدم له الاديب الفلسطيني عيسى قراقع
وزير شؤون الاسرى والمحررين ويقع الكتاب في 135
صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على اكثر من 65 نصا مابين قصيدة ورباعية شعرية وطنية ،كتبت جميعها في زنازين ومعتقلات العدو الصهيوني التي امضى بها الشاعر اكثر من اثني عشر عاما .
* الشاعر في سطور:ــ
جابر عبدالله جابربطة /قرية حجة وهي تقع على ذات المسافة بين المدن الثلاث نابلس،طولكرم،قلقلية.
*عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو المؤتمر السادس لحركة فتح
*لم تسمح له الظروف ان يستكمل تحصيله الجامعي،فعاد الى نفسه لسبر اغوار الادب
والشعرالعربي خاصة الذي كان يعشقه منذ الصغر
.*اعتقل للمرة الاولى عام 1977 ليمضي تسعة ا شهر في سجون الاحتلال
*اعتقل المرة الثانية مطلع عام 1989 ليحكم عليه بالسجن مدى الحياة حيث
، امضى احد عشرعاما منها في المعتقلات الصهيونية وفي العام الثاني من حكمه استشهد ابنه
*ــ تم اطلاق سراحه اواخر عام 1999 ضمن اتفاقية شرم الشيخ البكر)وسام ( في 8ا/1/1991على ارض مسقط رأسه حجة اثر مواجهة مع الاحتلال
.* عمل في وزارة شؤون الاسرى والمحررين في مدينة نابلس منذ 1/11/ 1999/ حتى17/6/2006/
* انتقل للعمل مديرا لمكتب الوزارة ذاتها في سلفيت وامضى عاما تماما
* انتقل بعدها للعمل مديرا عاما للادارة العامة للشؤون العامة في محافظة سلفيت
وما زال حتى اللحظة على رأس عمله
*له مشاركات واسعة في المنتديات والملتقيات الادبية فهو عضو اكاديمية الفينيق للادب العربي
وعضو ملتقى الادباء والمبدعين العرب ومنتديات النيل والفرات
* ساهم في احياء الكثير من الندوات الشعرية والامسيات الثقافية والوطنية
وتم نشر العديد من قصائده في الصحف والمجلات المحلية، الفجر، البيادرالسياسي/ الايام، الحياة
والعربية الرأي الاردنية ،الجزيرة ،عكاظ السعودية
*صدر له:- لا تحزني / 1982 /دار الوحدة للطباعة والنشر/ نابلس /شعر.
اناشيد الفارس الكنعاني / 1997 / الاتحاد العام للادباء والكتاب الفلسطينيين
الكتاب: ثنائية الموت والحياة
جهة الإصدار : وزارة الثقافة الفلسطينية
سنة الإصدار : 2011
المؤلف : جابر البطه
تصميم الغلاف : حسني رضوان
لوحة الغلاف : طارق موقده
تصميم داخلي : خالد عبد الهادي
الطباعة: مطبعة آدم
منسق مشروع ادب السجون : عبدالكريم فتاش
السلطة الوطنية الفلسطينية
وزارة الثقافة الفلسطينية
الادارة العامة للآداب
بقلم الاديب عيسى قراقع
الخوف من الموت هو الموت وزير شؤون الاسرى والمحررين
عندما تجتمع الاقانيم الثلاثة في صوت شاعر ومناضل واسير، ويتألق الوجع
الانساني في هذه الغنائية المتوترة والمتخفرة في قصائد واشعار المناضل
الشاعر جابر بطة، تتشكل مع كل كلمة ومقطع وقافية، فضائية جمعية
تشير الى رواية المعذبين، الذين مازالوا يبحثون عن فضائهم المكاني والزمني
في هذا الصراع الدامي مع المحتل الاسرائيلي ..
عندما قرات هذا الديوان )ثنائيةالموت والحياة( وجدت نفسي اردد مجموعة
من الاناشيد وهي تدق على جدران السجن وتقاوم الموت وتجترح الحياه،
موسيقى مشحونة بصليل القيود و الاغلال، وانفاس مخنوقة بالظلام
والغاز والقهر اليومي والجوع، ذاكرة مزدحمة بارواح الشهداء، وبامنيات
قريبة وبعيدة تبحث عن سماء وفضاءات غير مسيجة، ترتدي شجرا و
تحتشد خلف جرح في ثنايا لغة تترجم ايقاع شعب يرسم هويته من دمه
وصموده على هذه الارض الثكلى:
لا بدَّ من الصوتْ
فانفضْ أغلالَ الصمت
فالخوفُ من الموت هو الموت
يمتاز النص الشعري عند الشاعر جابر بطة بالغنائية الممزوجة بالحكمة
والتحدي، يؤرخ لتجربة السجن، وينطلق ابعد من مجرد التسجيل والتوثيق
والتوصيف، إلى التصدي والمقاومة لسياسة سحق الانسان الاسير،
فتجد نفسك في اشتباك جسدى وروحي، عندما يوظف الشاعر قصته
المكونه من الحلم الآتي والذاكرة التي لا تقبل النسيان والارتباط والتواصل
التاريخي والحضاري والوجداني مع ارض فلسطين، إلى حالة من الغضب
والتمرد على العبودية والاذلال!
لم يثنني عتم الدجى عن بغيتي
ابداً ولا عصفُ الرياح العاتية
فإذا قضيتُ على السفوح ففائزٌ
وإذا وصلتُ ففي الوصولِ رجائِيه
هذا الشاعر الموجوع، المفجوع على فقدان ولده الشهيد وسام ، الذي سقط
على ثرى مسقط رأسه أثناء وجوده بالسجن،والذي من خلاله يرثي كل
الشهداء، يضيئ دمهم ويحاصر القاتل بكل ما نطقت به الارواح الشهيدة،
وهم يولدون ويكبرون ليفاجئهم الموت في كل المرات أثناء دفاعهم عن هذه
الأم ، الارض العقيدة، الرسالة والبيت والقرية وحق تقرير المصير، لتتحول
روح الرثاء في ثناء النصوص إلى مخاض تولد منه حياه جديدة وامنيات
خافقات!
راياتُ تخفقُ للذرى وبنودُ
وعلى دماكَ الامنياتُ لقد نمتْ
ونمت زنابقُ في الربى وورودُ
الشاعر جابر بطة علمنا في هذا الديوان أن نزهو بالجرح، وعلمنا طقوس
المواجهة في اقبية السجون، طقوس فلسطين، تتماهى كلماته من
كلماتنا، تتسلل دون وعي الى رسائلنا و نبضنا، ليصعد بنا ويظل يصعد
ولا يتركنا دون حب و دفء و جمال في الصبح وضوء في اليقين:
يا صديقي هذه أقدارنا
وعلينا الصبرُ
إنَّ الصبرَ مِشكاةُ الطريقْ
و ان كان هناك سحابة من حزن، ولكنه حزن يجمع بين أبجدية الوطن و
ابجدية اللغة، و ان كان هناك قلق واسئلة في الايماءات النازفة،فإنه قلق يدور
حول الحقيقة و هي تبحث عن الخلاص الانساني والوجودي للفلسطيني
الذي ينتج ذاته بين الموت و الحياة ولا يفنى الا ليحيا:
واحسرتاهُ على الشبابِ يرتحلُ
القيدُ يسلبه والهَمُّ يعتصرُ
إني أراهُ بأمِّ العينِ بينهما
يذوي على عجلٍ .. يذوبُ.. يحتضرُ
تُرى أيغمُرنا بعد الشّجا فرحٌ
و يَبسِمُ الدهرُ و الاحزانُ تندثرُ؟
في هذه القصائد صور، مشاهد، ملاحم هنا و هناك، حنين رمادي يغطيه
الليل، أسفار اسير ظل يحدق في وجه السجان، بعيون داميات سنوات
طويلة ليقذف في وجهه نشيد النجاة و الوصول، كأن الشاعر كان مدججا
بحياته و ذاكرته في مواجهة حرب كاملة، واجهها بنبوئته مقيدا و مغتربا،
وليقف بأسطورته الشخصية، ليواجه أسطورة الاعداء المسلحة، وربما
استعان بلغة ثالثة ليجد مكانا يوازي الحياة، كان بحاجة الى قيامةأخرى
و الى دوي عال:
قومي يا أشجارَ الموجِ العاصفْ
قومي قومةَ سيلٍ عرمٍ جارفْ
قومي ردّي ثوبَ المجدِ السالف
قومي ردّي بسمةَ طفلٍ خائف
قومي سداً يمنعُ ليلاً زاحفْ
من يقرأ الديوان يكتشف تلك الفكرة القادرة على طرد الخوف و الحرب داخله،
بل وطرد الخوف و الحرب من داخله، بل وطرد الاحساس بالعجز و الهزيمة، وهو
يوصينا أن لا نصدق شيئا الا بعد انسحاب الليل و طلوع الفجر:
و الليلُ هذا
هل تُرى عنا افترقْ
قالوا صدقتَ و ما رأينا ما صَدقْ
الاّ اذا الفجرُ انبثقْ
يوصينا بالوحدة الوطنية و التصدي للانقسام، فالوحدة هي قانون انتصار
الشعوب المظلومة في معركتها من أجل الحرية و الاستقلال:
أمّاه نحنُ هنا فريقْ
أبداً بوجهِ الغولِ يا أمّي فريقْ
لا فرقَ بين أخٍ و شيخٍ أو رفيقْ
فطريقُنا ذات الطريقْ.
أخي القارئ الكريم..انني لايمكن أن أتعرض لكل ما فاضت به شاعرية
هذا المناضل،وسأكتفي بما استوقفني فتوقفت عنده لأجد فيه ما أود ان
أبوح به.. بل ما نودأن نبوح به ، وأرى في ما قاله الاخ جابر في هذا الديوان
نموذجا مفخرة لأدبيات حركتنا الاسيرة، واضافة تحمل رسائل رائعةوذات
مغزى تضاف الى ما يحويه شعرنا الفلسطيني المقاوم من رسائل
لشعبناواجيالنا وللامة وللعالم أجمع.
الى الامام أخي المبدع جابر...وفقك الله.
كلمة لا بد منها: أتقدم بخالص شكري وتقديري ،الى كـل من ساهم في اخراج هذا الانتاج الشعري، ألذي يوثق لحقبة زمنية مهمة من تاريخ شعبنا المناضل ، ولأكثرمن أحد عشر عاما من تاريخ الحركةالاسيرة ،في معتقلات جنيد وعسقلان والرملة ،وزنازين طولكرم ورام الله والتي ولدت خلالها معظم هذي القصائد،ولدت من رحم المعاناة ومن عذابات القمع والقهر ، والتجويع مع أبطال هذا الوطن ، فرسان الحركة الأسيرة والذين ضحوا بزهرات عمرهم وربيع شبابهم من أجل الهدف الأسمى حرية وطني المقدس، فالى كل من نقل الكبسولات المضغوطة المغلفة بالنايلون، من خلال بلعها لايداعها البريد الآمن، مخاطرا بصحته ونفسه كل الحب والاحترام..والى كل من أمضى وقتا وهو يعيد كتابتها قبلاتي.
الى روح الاخ الرئيس الرمزالشهيد ياسر عرفات،المغفرة والرحمة،وثواب قراءة الفاتحة، حيث تم طباعة ديوان" أناشيد الفارس الكنعاني" عام 1996 بمكرمة خاصة من سيادته.
شآبيب الرحمة تنزل على روح الاخ المناضل عزت الغزاوي، رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين ،الذي بذل كل ما بوسعه لاجل أن يخرج الكتاب للنور ؛ جنبا الى جنب مع الاخ المناضل الاديب د. سمير شحادة التميمي أمين عام المؤسسات الوطنية مشكورا ،ولا أ نسى ابنه المناضل شريك البرش الاخ "نزار" الذي قام بدور متميزفي هذا المجال مع تمنياتي له ولكل اسرانا بالفرج القريب.
اتقدم بجزير الشكر الى ألأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين على منحها لي عضوية الاتحاد بينما كنت معتقلا في سجون الاحتلال عام 1997
كل العرفان والشكر الى الاخ المناضل والزميل الشاعر والناقد فيصل قرقطي الذي بذل الكثير من وقتة في اعادة كتابة قصائد مجموعة أناشيد الفارس الكنعاني وتنسيقها وكتابة المقدمة لها ،
الشكر الموصول وكل الاحترام الى وزارة الثقافةالفلسطينية وعلى رأسها معالي الأخت الوزير سهام البرغوثي والأخ موسى ابوغربية وكيل الوزارة ، كذلك لن انسى الاخوة الاعزاء عبد الكريم فتاش( ابو الامين) وأكثم البرغوثي وعصام الديك فكل التقدير لهم
لن يفوتني ان اتقدم بالامتنان وبالغ الشكرالى الاخ العزيزطارق موقدي لدورهالوطني المميز في الصندوق الثقافي الفلسطيني /والذي قام بتصميم لوحة الغلاف لهذه المجموعة
التقدير كل التقدير الى الاخ الشاعر والناقد د.زاهر الجوهر حنني استاذ الادب الفلسطيني المشارك/ جامعة القدس المفتوحةالذي واكب رحلتي الشعرية قبل الاسر ومنذ اصدار باكورة انتاجي/ ديوان "لا تحــزنـي" واستشهاده ببعض من المقاطع والابيات الشعرية في مؤلفاته وأبحاثه، كما اتقدم منه بخالص الامتنان على تعرضه لنتاجي الشعري بالنقد البناء ونشره ذلك في عدة مجلات ومواقع الكترونية عربية وعالمية.
بالغ التقدير والاحترام الى الأخ المناضل قدورة فارس رئيس نادي ألأسير الفلسطيني، الذي كان ممثلا "لقلعة الشهيد الرمز أبو جهاد" سجن جنيد،في تلك المرحلة النضالية، لدوره الكبير في نشر وتوصيل قصائدي الى قلاع الاسر الاخرى،لاسيما قصائد بركان ايلول قصائد/ ملحمة الأمعاء الخاوية/ والتي كتبت خلال اضراب سجن جنيد الشهير/1992، والتي صورت المعنوية العالية لمناضلينا وروح التحدي ضد سياسة ادارة السجون ، والثقة الكاملة بعدالة مطالب الأسرى والقناعة التامة بحتمية الانتصار، وذلك بفعل التنسيق الكامل بين كافة قلاع الأسر، وبفضل دور شعبنا البطل والذي كان سندا ومددا لنا في تلك المعركة ،لاسيما أبناء جامعة النجاح الأبطال ،والذي كان لهم الدور المتميز في تأجيج مشاعر جماهير شعبنا الذي قدم الشهداء والجرحى ، وكان النصر.. ..النصر المؤزر، وتم رضوخ ادارة السجون ،الى مطالب الحركة الأسيرة.
أما صحفنا الفلسطينية القدس..الايام.. الحياة..فلها شكري الخالص على مساهماتها في نشرجزء من قصائدي ؛ والشكر العميق للاخ جاك خزمو رئيس تحرير مجلة الببادر السياسي والذي ساهم بصورة قوية بنشر انتاجي على صفحات المجلة في تسعينات العقد الماضي.
بالغ تقديري وعميق شكري الموصول الى الاخ والصديق العزيز الاستاذ اللغوي والشاعر المتميز"سميح قشوع" الذي راجع ودقق هذه المجموعة .
مسك الختام للذي تفضل بتقديمه الرائع لهذا العمل"ثنائية الموت والحياة " معالي وزيرشؤون الأسرى والمحررين/الاسير المحرر، ألأخ المناضل عيسى قراقع حفظه الله، فله مني كل العرفان وفائق الاحترام والتقدير.
صدر مؤخراً عن وزارة الثقافة الفلسطينية "الادارة العامة للآداب" الديوان الشعري الثالث " للشاعر/ جابر البطة/ تحت عنوان ثنائية الموت و الحياة ؛ قدم له الاديب الفلسطيني عيسى قراقع
وزير شؤون الاسرى والمحررين ويقع الكتاب في 135
صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على اكثر من 65 نصا مابين قصيدة ورباعية شعرية وطنية ،كتبت جميعها في زنازين ومعتقلات العدو الصهيوني التي امضى بها الشاعر اكثر من اثني عشر عاما .
* الشاعر في سطور:ــ
جابر عبدالله جابربطة /قرية حجة وهي تقع على ذات المسافة بين المدن الثلاث نابلس،طولكرم،قلقلية.
*عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو المؤتمر السادس لحركة فتح
*لم تسمح له الظروف ان يستكمل تحصيله الجامعي،فعاد الى نفسه لسبر اغوار الادب
والشعرالعربي خاصة الذي كان يعشقه منذ الصغر
.*اعتقل للمرة الاولى عام 1977 ليمضي تسعة ا شهر في سجون الاحتلال
*اعتقل المرة الثانية مطلع عام 1989 ليحكم عليه بالسجن مدى الحياة حيث
، امضى احد عشرعاما منها في المعتقلات الصهيونية وفي العام الثاني من حكمه استشهد ابنه
*ــ تم اطلاق سراحه اواخر عام 1999 ضمن اتفاقية شرم الشيخ البكر)وسام ( في 8ا/1/1991على ارض مسقط رأسه حجة اثر مواجهة مع الاحتلال
.* عمل في وزارة شؤون الاسرى والمحررين في مدينة نابلس منذ 1/11/ 1999/ حتى17/6/2006/
* انتقل للعمل مديرا لمكتب الوزارة ذاتها في سلفيت وامضى عاما تماما
* انتقل بعدها للعمل مديرا عاما للادارة العامة للشؤون العامة في محافظة سلفيت
وما زال حتى اللحظة على رأس عمله
*له مشاركات واسعة في المنتديات والملتقيات الادبية فهو عضو اكاديمية الفينيق للادب العربي
وعضو ملتقى الادباء والمبدعين العرب ومنتديات النيل والفرات
* ساهم في احياء الكثير من الندوات الشعرية والامسيات الثقافية والوطنية
وتم نشر العديد من قصائده في الصحف والمجلات المحلية، الفجر، البيادرالسياسي/ الايام، الحياة
والعربية الرأي الاردنية ،الجزيرة ،عكاظ السعودية
*صدر له:- لا تحزني / 1982 /دار الوحدة للطباعة والنشر/ نابلس /شعر.
اناشيد الفارس الكنعاني / 1997 / الاتحاد العام للادباء والكتاب الفلسطينيين
الكتاب: ثنائية الموت والحياة
جهة الإصدار : وزارة الثقافة الفلسطينية
سنة الإصدار : 2011
المؤلف : جابر البطه
تصميم الغلاف : حسني رضوان
لوحة الغلاف : طارق موقده
تصميم داخلي : خالد عبد الهادي
الطباعة: مطبعة آدم
منسق مشروع ادب السجون : عبدالكريم فتاش
السلطة الوطنية الفلسطينية
وزارة الثقافة الفلسطينية
الادارة العامة للآداب
بقلم الاديب عيسى قراقع
الخوف من الموت هو الموت وزير شؤون الاسرى والمحررين
عندما تجتمع الاقانيم الثلاثة في صوت شاعر ومناضل واسير، ويتألق الوجع
الانساني في هذه الغنائية المتوترة والمتخفرة في قصائد واشعار المناضل
الشاعر جابر بطة، تتشكل مع كل كلمة ومقطع وقافية، فضائية جمعية
تشير الى رواية المعذبين، الذين مازالوا يبحثون عن فضائهم المكاني والزمني
في هذا الصراع الدامي مع المحتل الاسرائيلي ..
عندما قرات هذا الديوان )ثنائيةالموت والحياة( وجدت نفسي اردد مجموعة
من الاناشيد وهي تدق على جدران السجن وتقاوم الموت وتجترح الحياه،
موسيقى مشحونة بصليل القيود و الاغلال، وانفاس مخنوقة بالظلام
والغاز والقهر اليومي والجوع، ذاكرة مزدحمة بارواح الشهداء، وبامنيات
قريبة وبعيدة تبحث عن سماء وفضاءات غير مسيجة، ترتدي شجرا و
تحتشد خلف جرح في ثنايا لغة تترجم ايقاع شعب يرسم هويته من دمه
وصموده على هذه الارض الثكلى:
لا بدَّ من الصوتْ
فانفضْ أغلالَ الصمت
فالخوفُ من الموت هو الموت
يمتاز النص الشعري عند الشاعر جابر بطة بالغنائية الممزوجة بالحكمة
والتحدي، يؤرخ لتجربة السجن، وينطلق ابعد من مجرد التسجيل والتوثيق
والتوصيف، إلى التصدي والمقاومة لسياسة سحق الانسان الاسير،
فتجد نفسك في اشتباك جسدى وروحي، عندما يوظف الشاعر قصته
المكونه من الحلم الآتي والذاكرة التي لا تقبل النسيان والارتباط والتواصل
التاريخي والحضاري والوجداني مع ارض فلسطين، إلى حالة من الغضب
والتمرد على العبودية والاذلال!
لم يثنني عتم الدجى عن بغيتي
ابداً ولا عصفُ الرياح العاتية
فإذا قضيتُ على السفوح ففائزٌ
وإذا وصلتُ ففي الوصولِ رجائِيه
هذا الشاعر الموجوع، المفجوع على فقدان ولده الشهيد وسام ، الذي سقط
على ثرى مسقط رأسه أثناء وجوده بالسجن،والذي من خلاله يرثي كل
الشهداء، يضيئ دمهم ويحاصر القاتل بكل ما نطقت به الارواح الشهيدة،
وهم يولدون ويكبرون ليفاجئهم الموت في كل المرات أثناء دفاعهم عن هذه
الأم ، الارض العقيدة، الرسالة والبيت والقرية وحق تقرير المصير، لتتحول
روح الرثاء في ثناء النصوص إلى مخاض تولد منه حياه جديدة وامنيات
خافقات!
راياتُ تخفقُ للذرى وبنودُ
وعلى دماكَ الامنياتُ لقد نمتْ
ونمت زنابقُ في الربى وورودُ
الشاعر جابر بطة علمنا في هذا الديوان أن نزهو بالجرح، وعلمنا طقوس
المواجهة في اقبية السجون، طقوس فلسطين، تتماهى كلماته من
كلماتنا، تتسلل دون وعي الى رسائلنا و نبضنا، ليصعد بنا ويظل يصعد
ولا يتركنا دون حب و دفء و جمال في الصبح وضوء في اليقين:
يا صديقي هذه أقدارنا
وعلينا الصبرُ
إنَّ الصبرَ مِشكاةُ الطريقْ
و ان كان هناك سحابة من حزن، ولكنه حزن يجمع بين أبجدية الوطن و
ابجدية اللغة، و ان كان هناك قلق واسئلة في الايماءات النازفة،فإنه قلق يدور
حول الحقيقة و هي تبحث عن الخلاص الانساني والوجودي للفلسطيني
الذي ينتج ذاته بين الموت و الحياة ولا يفنى الا ليحيا:
واحسرتاهُ على الشبابِ يرتحلُ
القيدُ يسلبه والهَمُّ يعتصرُ
إني أراهُ بأمِّ العينِ بينهما
يذوي على عجلٍ .. يذوبُ.. يحتضرُ
تُرى أيغمُرنا بعد الشّجا فرحٌ
و يَبسِمُ الدهرُ و الاحزانُ تندثرُ؟
في هذه القصائد صور، مشاهد، ملاحم هنا و هناك، حنين رمادي يغطيه
الليل، أسفار اسير ظل يحدق في وجه السجان، بعيون داميات سنوات
طويلة ليقذف في وجهه نشيد النجاة و الوصول، كأن الشاعر كان مدججا
بحياته و ذاكرته في مواجهة حرب كاملة، واجهها بنبوئته مقيدا و مغتربا،
وليقف بأسطورته الشخصية، ليواجه أسطورة الاعداء المسلحة، وربما
استعان بلغة ثالثة ليجد مكانا يوازي الحياة، كان بحاجة الى قيامةأخرى
و الى دوي عال:
قومي يا أشجارَ الموجِ العاصفْ
قومي قومةَ سيلٍ عرمٍ جارفْ
قومي ردّي ثوبَ المجدِ السالف
قومي ردّي بسمةَ طفلٍ خائف
قومي سداً يمنعُ ليلاً زاحفْ
من يقرأ الديوان يكتشف تلك الفكرة القادرة على طرد الخوف و الحرب داخله،
بل وطرد الخوف و الحرب من داخله، بل وطرد الاحساس بالعجز و الهزيمة، وهو
يوصينا أن لا نصدق شيئا الا بعد انسحاب الليل و طلوع الفجر:
و الليلُ هذا
هل تُرى عنا افترقْ
قالوا صدقتَ و ما رأينا ما صَدقْ
الاّ اذا الفجرُ انبثقْ
يوصينا بالوحدة الوطنية و التصدي للانقسام، فالوحدة هي قانون انتصار
الشعوب المظلومة في معركتها من أجل الحرية و الاستقلال:
أمّاه نحنُ هنا فريقْ
أبداً بوجهِ الغولِ يا أمّي فريقْ
لا فرقَ بين أخٍ و شيخٍ أو رفيقْ
فطريقُنا ذات الطريقْ.
أخي القارئ الكريم..انني لايمكن أن أتعرض لكل ما فاضت به شاعرية
هذا المناضل،وسأكتفي بما استوقفني فتوقفت عنده لأجد فيه ما أود ان
أبوح به.. بل ما نودأن نبوح به ، وأرى في ما قاله الاخ جابر في هذا الديوان
نموذجا مفخرة لأدبيات حركتنا الاسيرة، واضافة تحمل رسائل رائعةوذات
مغزى تضاف الى ما يحويه شعرنا الفلسطيني المقاوم من رسائل
لشعبناواجيالنا وللامة وللعالم أجمع.
الى الامام أخي المبدع جابر...وفقك الله.
كلمة لا بد منها: أتقدم بخالص شكري وتقديري ،الى كـل من ساهم في اخراج هذا الانتاج الشعري، ألذي يوثق لحقبة زمنية مهمة من تاريخ شعبنا المناضل ، ولأكثرمن أحد عشر عاما من تاريخ الحركةالاسيرة ،في معتقلات جنيد وعسقلان والرملة ،وزنازين طولكرم ورام الله والتي ولدت خلالها معظم هذي القصائد،ولدت من رحم المعاناة ومن عذابات القمع والقهر ، والتجويع مع أبطال هذا الوطن ، فرسان الحركة الأسيرة والذين ضحوا بزهرات عمرهم وربيع شبابهم من أجل الهدف الأسمى حرية وطني المقدس، فالى كل من نقل الكبسولات المضغوطة المغلفة بالنايلون، من خلال بلعها لايداعها البريد الآمن، مخاطرا بصحته ونفسه كل الحب والاحترام..والى كل من أمضى وقتا وهو يعيد كتابتها قبلاتي.
الى روح الاخ الرئيس الرمزالشهيد ياسر عرفات،المغفرة والرحمة،وثواب قراءة الفاتحة، حيث تم طباعة ديوان" أناشيد الفارس الكنعاني" عام 1996 بمكرمة خاصة من سيادته.
شآبيب الرحمة تنزل على روح الاخ المناضل عزت الغزاوي، رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين ،الذي بذل كل ما بوسعه لاجل أن يخرج الكتاب للنور ؛ جنبا الى جنب مع الاخ المناضل الاديب د. سمير شحادة التميمي أمين عام المؤسسات الوطنية مشكورا ،ولا أ نسى ابنه المناضل شريك البرش الاخ "نزار" الذي قام بدور متميزفي هذا المجال مع تمنياتي له ولكل اسرانا بالفرج القريب.
اتقدم بجزير الشكر الى ألأمانة العامة لاتحاد الكتاب الفلسطينيين على منحها لي عضوية الاتحاد بينما كنت معتقلا في سجون الاحتلال عام 1997
كل العرفان والشكر الى الاخ المناضل والزميل الشاعر والناقد فيصل قرقطي الذي بذل الكثير من وقتة في اعادة كتابة قصائد مجموعة أناشيد الفارس الكنعاني وتنسيقها وكتابة المقدمة لها ،
الشكر الموصول وكل الاحترام الى وزارة الثقافةالفلسطينية وعلى رأسها معالي الأخت الوزير سهام البرغوثي والأخ موسى ابوغربية وكيل الوزارة ، كذلك لن انسى الاخوة الاعزاء عبد الكريم فتاش( ابو الامين) وأكثم البرغوثي وعصام الديك فكل التقدير لهم
لن يفوتني ان اتقدم بالامتنان وبالغ الشكرالى الاخ العزيزطارق موقدي لدورهالوطني المميز في الصندوق الثقافي الفلسطيني /والذي قام بتصميم لوحة الغلاف لهذه المجموعة
التقدير كل التقدير الى الاخ الشاعر والناقد د.زاهر الجوهر حنني استاذ الادب الفلسطيني المشارك/ جامعة القدس المفتوحةالذي واكب رحلتي الشعرية قبل الاسر ومنذ اصدار باكورة انتاجي/ ديوان "لا تحــزنـي" واستشهاده ببعض من المقاطع والابيات الشعرية في مؤلفاته وأبحاثه، كما اتقدم منه بخالص الامتنان على تعرضه لنتاجي الشعري بالنقد البناء ونشره ذلك في عدة مجلات ومواقع الكترونية عربية وعالمية.
بالغ التقدير والاحترام الى الأخ المناضل قدورة فارس رئيس نادي ألأسير الفلسطيني، الذي كان ممثلا "لقلعة الشهيد الرمز أبو جهاد" سجن جنيد،في تلك المرحلة النضالية، لدوره الكبير في نشر وتوصيل قصائدي الى قلاع الاسر الاخرى،لاسيما قصائد بركان ايلول قصائد/ ملحمة الأمعاء الخاوية/ والتي كتبت خلال اضراب سجن جنيد الشهير/1992، والتي صورت المعنوية العالية لمناضلينا وروح التحدي ضد سياسة ادارة السجون ، والثقة الكاملة بعدالة مطالب الأسرى والقناعة التامة بحتمية الانتصار، وذلك بفعل التنسيق الكامل بين كافة قلاع الأسر، وبفضل دور شعبنا البطل والذي كان سندا ومددا لنا في تلك المعركة ،لاسيما أبناء جامعة النجاح الأبطال ،والذي كان لهم الدور المتميز في تأجيج مشاعر جماهير شعبنا الذي قدم الشهداء والجرحى ، وكان النصر.. ..النصر المؤزر، وتم رضوخ ادارة السجون ،الى مطالب الحركة الأسيرة.
أما صحفنا الفلسطينية القدس..الايام.. الحياة..فلها شكري الخالص على مساهماتها في نشرجزء من قصائدي ؛ والشكر العميق للاخ جاك خزمو رئيس تحرير مجلة الببادر السياسي والذي ساهم بصورة قوية بنشر انتاجي على صفحات المجلة في تسعينات العقد الماضي.
بالغ تقديري وعميق شكري الموصول الى الاخ والصديق العزيز الاستاذ اللغوي والشاعر المتميز"سميح قشوع" الذي راجع ودقق هذه المجموعة .
مسك الختام للذي تفضل بتقديمه الرائع لهذا العمل"ثنائية الموت والحياة " معالي وزيرشؤون الأسرى والمحررين/الاسير المحرر، ألأخ المناضل عيسى قراقع حفظه الله، فله مني كل العرفان وفائق الاحترام والتقدير.
تعليق