***** إمرأة من هناك ***** مهداة للغلابة هنا .. إن كان هنا غلابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال عمران
    رئيس ملتقى العامي
    • 30-06-2010
    • 5363

    ***** إمرأة من هناك ***** مهداة للغلابة هنا .. إن كان هنا غلابة

    الصندوق ممتلئ حتى حافته ،هذا فوق ماحوله ، الرزق إذن سيكون وفيرا وأظننى أول من أتى إلى هنا الليلة ، فلأسرع قبل أن يأتى آخرون ، قالتها وتمتمت بما يشبه الدعاء أو صلاة شكر نطق بها لسانها ، تهللت أساريرها وهى تضع طفلها على الطوار وتعتلى الصندوق فى مهارة وحرفية ..
    غاصت قدماها وسط محتويات الصندوق ، وقع بصرها أول ماوقع على تلك اللعبة ، هى حطام سيارة كانت تعمل بالبطارية ، مكسورة رقبة قائدها ، ومحطم سقفها ، وممزق ماتبقى من أسلاكها ، لكنها تبدو صالحة للعب فمازالت محتفظة بعجلاتها ..
    أخذت تمزق الأكياس البلاستيكية وتفرغ محتوياتها وتقلبها معاينة مابها فتحتفظ بما ينفع منها ، وأحيانا تحتفظ بما لاينفع ، تعثرت قدمها فى جاكت جلدى مهترئ ، لم تفكر كثيراً فى حالته ، بل وضعته توا على جسدها وهى تبتسم فى فرح ، فلسوف ترتقه إن لزم الأمر وتهديه لشقيقتها ،،
    هذا عقد لامع ، أنه تقليد من الخرز المطلى ، كم أتمنى لو أعثر على عقد ذهبى ..! لقد عثرت إبنة ( العربجى ) على عقد ذهبى ذات مرة فى أحد الصناديق ، لكن شقيقها أقنعها ظلما وعدوانا أنه عقد ( تقليد ) ورغم بكائها إلأ انه أغتصبه يومذاك عنوة وأعطاه لأحد زملائه لقاء بعض الحبوب المخدرة ..
    داخل أحد الأكياس وجدت بعضا من زجاجات الدواء المستعملة وبقايا أشرطة الحبوب ، وجدت بينها مايشبه الأقراص التى يتناولها زوجها لعلاج ذات الصدر ، فتناولتها ووضعتها لأهميتها عندها فى مكان من صدرها ، أيه ..يا أنت أترك هذه ..أتركها .. كان طفلها يحبو بين اكوام القمامة فيما أنصت إلى صوتها بابتسامة وهو يلوك فى فمه ( محقنة ) بلاستيكية ملتصق بها بقايا أشياء ..
    تحسست الكيس البلاستيكى براحتيها إذ نجحت فى ملئه عن آخره ببقايا الفواكه والخضروات والطماطم المعطوبة التى ألقى بها الباعة هناك ، ولم تنس أن تملأ كيساً أصغر ببقايا الأكل والأرز والسلاطات لتعطيه لجارتها العجوز طعاما لدجاجاتها ....
    قفزت إلى ألأرض فوق أكوام القاذورات اللينة ، وتناولت أكياسها الممتلئة ، وحملت طفلها فوق كتفيها بحيث كانت إحدى قدميه متدلية على صدرها والأخرى على ظهرها ، ووضعت الكيس الكبير فوق رأسها وأمسكت فى كل يد بكيس آخر ، وسارت الهوينى عائدة الى منزلها فيما كانت عربة يجرها حمار تحمل رجلا ووزجته متجهان بها صوب الصندوق ..
    كانت تسير فى الشارع الكبير وأضواء السيارات المسرعه تنعكس على وجهها فتشعر وكأن من بداخلها يشيرون إليها إستهزاءً ، فيعكر شعورها بالخجل مشاعر الفرح بما غنمت ، توقفت مرات لتلتقط أنفاسها ألى أن تنتهى نوبة الدوار التى كثيراً ما أصبحت تصيبها فى الآ ونة الأخيرة ثم عاود ت المسير ، بينما الطفل ممسك برقبتها وقد أخذه سلطان النوم ..
    كشفت عن ساقيها بمجرد إقترابها من الزقاق ، فقد كانت مياه الصرف تغمره تماماً ، بينما وضع الناس بعض الحجارة كوسيلة للتنقل ، ما أن وضعت قدماً على حجر وهمت بتحريك الأخرى حتى سقطت بكامل قدميها فى الماء الأسن ، فأكملت مسيرها فى الماء مفضلة ذلك على التعثر أو الوقوع ..
    عبرت الباب الصاج إلى داخل المنزل ، فوق السلم الخشبى المتهالك وضعت قدمها ...
    هرع البعض إثر صوت إرتطام شديد ، أمسكت إحدى النسوة بالطقل الصارخ محاولة إسكاته ، بينما أجلس بعضهم المرأة على كرسى ، أحضر ثالث كوبا من الماء ، جاء به مسرعاً إلا أن كوب الماء وقع من يده وهو يرى رجلاً عجوزا يلقنها الشهادتين وقد علت وجهها مسحة من الرضا .....................
    فوق سطح البيت المتصدع حيث الغرفة التى تسكنها كان زوجها الأشل يغط فى نوم عميق ، وإبنتها تغنى لشقيقتها الأصغر ( ماما زمانها جاية ) ..!!
    التعديل الأخير تم بواسطة جمال عمران; الساعة 19-06-2012, 17:49.
    *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***
  • ريما ريماوي
    عضو الملتقى
    • 07-05-2011
    • 8501

    #2
    ياااااه يا للبؤس وعظم الماساة ...
    نعم الناس الغلابة كثر في هذا العالم...
    ولهم الله .. احزنتني جدا بوصفك وسردك..

    الله يحفظك ويسعدك ويبعد عنك كل هم واسى..

    تحيتي واحترامي وتقديري.


    أنين ناي
    يبث الحنين لأصله
    غصن مورّق صغير.

    تعليق

    • أحمد على
      السهم المصري
      • 07-10-2011
      • 2980

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      برغم الهم والحزن الكبير في القصة
      إلا أنها جسدت حال شريحة عريضة تعاني هذا البؤس وأكثر
      وما أكثرهم في مصر .
      ويستكثرون عليهم الثورة بل ويبحثون عن وأد كل صوت حق .
      ولكن الزبد حتما يذهب جفاءا إن شاء الله
      ليتني ما مررت

      شكرا لك

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        جمال عمران
        نص موجع لكني كنت أتمنى عليك أن تعتني بالنهاية أكثر لأن ومضة النهاية مهمة جدا وكلما كانت صادمة كانت أكثر تأثيرا على المتلقي
        ولنقل ( يلقنها الشهادتين تغمر وجهها المتعب مسحة رضا.. وهناك على سطح البيت المتصدع وفي زاوية الغرفة يقبع زوجها المشلول.. وتترنم ابنتها لشقيقتها الصغرى.. ماما زمانها جايه!!
        مؤكد هذا على سبيل المثال وليس الحصر
        أرجو أن تتقبل ملاحظتي التي تقبل الخطأ قبل الصواب
        ودي ومحبتي لك
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • آسيا رحاحليه
          أديب وكاتب
          • 08-09-2009
          • 7182

          #5
          بل هي من هنا ..من قلب المجتمع
          لكن لا أحد يراها ...
          وفقت في تصوير المشهد أيّما توفيق .
          تقديري لك .
          يظن الناس بي خيرا و إنّي
          لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

          تعليق

          • محمد فطومي
            رئيس ملتقى فرعي
            • 05-06-2010
            • 2433

            #6
            كنتَ مختلفا هنا صديقي جمال.
            تحزنني عبارة يحيى عبد الله حين قال ما معناه " يحزّ في نفسي أنّ الذين أكتب عنهم لا يقرؤونني"
            أحسنت أخي.نصّك هذا أعتبره شخصيّا منعرجا في تجربتك.
            أراك مبدعا هكذا فيما سيلي.

            جمال صديقي،لم أحبّ عبارة سلطان النّوم
            " بينما أمسك الطفل برقبتها و نام ...

            يحيّرك أنّي ربّما نزلتُ إلى درجة سفلى جدّا في نقد نصّ رائع، سايرني أرجوك.
            تحيّة محبّة لك.
            مدوّنة

            فلكُ القصّة القصيرة

            تعليق

            • جمال عمران
              رئيس ملتقى العامي
              • 30-06-2010
              • 5363

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ريما ريماوي مشاهدة المشاركة
              ياااااه يا للبؤس وعظم الماساة ...
              نعم الناس الغلابة كثر في هذا العالم...
              ولهم الله .. احزنتني جدا بوصفك وسردك..

              الله يحفظك ويسعدك ويبعد عنك كل هم واسى..

              تحيتي واحترامي وتقديري.
              الاستاذة ريما ( المشاغبة دوما )
              أشكر لك تفاعلك مع النص فهذا يعنى نجاح كاتبه فيما كتب ..
              مودتى ايتها المشاغبة جدا جدا
              *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

              تعليق

              • جمال عمران
                رئيس ملتقى العامي
                • 30-06-2010
                • 5363

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة أحمد على مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                برغم الهم والحزن الكبير في القصة
                إلا أنها جسدت حال شريحة عريضة تعاني هذا البؤس وأكثر
                وما أكثرهم في مصر .
                ويستكثرون عليهم الثورة بل ويبحثون عن وأد كل صوت حق .
                ولكن الزبد حتما يذهب جفاءا إن شاء الله
                ليتني ما مررت

                شكرا لك
                الاستاذ الشاعر احمد على
                ليتك مامررت !! وليتنى ماكتبت !!
                لكن هذا هو جزء من عالم يعيش حولنا ..أنقله هنا بكل الأمانة ..
                مودتى أخى احمد
                *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                تعليق

                • احمد نور
                  أديب وكاتب
                  • 23-04-2012
                  • 641

                  #9
                  الاستاذ جمال عمران
                  لقد تألمت كثيراً وانا اقرء هذه القصه
                  فأين من يدعون انفسهم انهم الرؤساء وانهم اباؤنا
                  هل يرضى لنفسه ان يعيش هكذا بل اعلى كثيراً كلا
                  ان اغلب النساء عندما يصاب ازواجهم بعاهه يلجأون الى هذه الاوضاع
                  انها رائعه
                  حفضنا الله واياكم وجميع الغلابه من كل سوء
                  تحياتي
                  احمد عيسى نور

                  تعليق

                  • ربيع عقب الباب
                    مستشار أدبي
                    طائر النورس
                    • 29-07-2008
                    • 25792

                    #10
                    من قاع القاع اتيت بها
                    من على كومة زبالة
                    التقطتها هي و الصغير و الكيس الذي حوى مالذ و طاب
                    و هى تنظف المدينة خلف السادة و القادرين
                    ذكرتني بالرائع ( مكسيم جوركي ) الذي اتي أيضا من القاع
                    و كتب عن القاع
                    و ما يعيش فيه
                    و يموت حد الثمالة
                    حتى اصبح وزيرا في الاتحاد السوفيتي

                    عارف .. ابعدني عنها الاعلان الذي تبرع دائما في انتقائه
                    ربما تكون مدير دعاية مدهش !

                    محبتي

                    تحتاج قليلا من المراجعة
                    sigpic

                    تعليق

                    • غالية ابو ستة
                      أديب وكاتب
                      • 09-02-2012
                      • 5625

                      #11
                      الكاتب الجميل جمال-------تحية واحتراماً وسلامات
                      أولاً أهنئك باستقرار الأحوال إن شاء الله
                      غار الفلول-------في ستين داهية
                      لعلّ الله يأخذ بيد الغلابى------لعل العهد الجديد يستوصي بهم
                      لعلّالله يكرمك آلمت قلبي ----فأسلوبك فعلاً موجع في هذه القصة
                      رغم أنني أعلم أن مثلها الكثير--للأسف نصيب هذه المرأة وعيالها
                      محوش ومحفوظ ----ان شاء الله ياجمال--تعود أموال الغلابى المنهوبة
                      للغلابى-هم أحقّ بها
                      تحياتي واحترامي
                      يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
                      تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

                      في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
                      لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



                      تعليق

                      • جمال عمران
                        رئيس ملتقى العامي
                        • 30-06-2010
                        • 5363

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                        الزميل القدير
                        جمال عمران
                        نص موجع لكني كنت أتمنى عليك أن تعتني بالنهاية أكثر لأن ومضة النهاية مهمة جدا وكلما كانت صادمة كانت أكثر تأثيرا على المتلقي
                        ولنقل ( يلقنها الشهادتين تغمر وجهها المتعب مسحة رضا.. وهناك على سطح البيت المتصدع وفي زاوية الغرفة يقبع زوجها المشلول.. وتترنم ابنتها لشقيقتها الصغرى.. ماما زمانها جايه!!
                        مؤكد هذا على سبيل المثال وليس الحصر
                        أرجو أن تتقبل ملاحظتي التي تقبل الخطأ قبل الصواب
                        ودي ومحبتي لك
                        الاستاذة القديرة عائدة
                        مرورك هو الرونق وقد أضيف الى متصفحى المتواضع ..وتعليقك على النص هو اضافة لمتصفحى سواء شئت أم أبيتُ..
                        وروح كل كاتب تغلف النص وطريقته فى السرد ..وهى ملكات تختلف من واحد لآخر ..
                        أما عن الترنيم ...فلا أخفيك سراً أننى لا أعرف معنى كلمة ترنيمة بالضبط ..لكن كل ما أعرفه أن الفقراء والغلابة لايترنمون ..هم كثيراً مايغنون ألماً وتحسراً ... وأقسم اننى لا اعرف الفرق بين الشدو والغناء والترنم ..لكننا معشر الفقراء نغنى دائما ..واتذكر ان فيروز قالت ( اعطنى الناى وغنى )..
                        هى مشاغبات سيدتى ليس إلا .. لك كل التحية والتقدير وكون دائماً هنا ..ليرتقى النص ويسمو..ويتعلم صاحبه ..
                        مودتى وتحيتى ..
                        التعديل الأخير تم بواسطة جمال عمران; الساعة 26-06-2012, 15:15.
                        *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                        تعليق

                        • جمال عمران
                          رئيس ملتقى العامي
                          • 30-06-2010
                          • 5363

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                          بل هي من هنا ..من قلب المجتمع
                          لكن لا أحد يراها ...
                          وفقت في تصوير المشهد أيّما توفيق .
                          تقديري لك .
                          الاستاذة اسيا
                          مرحبا بك سيدتى
                          دعينى هنا فقط أرحب بك أديبة متألقة ..كثيرة التغيب .. شرف متصفح ( الغلابة ) بمرورك سيدتى
                          هى هنا سيدتى فى قاع مجتمعنا الظالم ..لكن عيون الخلق ( إياهم ) لاترى ..
                          مودتى لك ..
                          *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                          تعليق

                          • جمال عمران
                            رئيس ملتقى العامي
                            • 30-06-2010
                            • 5363

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
                            كنتَ مختلفا هنا صديقي جمال.
                            تحزنني عبارة يحيى عبد الله حين قال ما معناه " يحزّ في نفسي أنّ الذين أكتب عنهم لا يقرؤونني"
                            أحسنت أخي.نصّك هذا أعتبره شخصيّا منعرجا في تجربتك.
                            أراك مبدعا هكذا فيما سيلي.

                            جمال صديقي،لم أحبّ عبارة سلطان النّوم
                            " بينما أمسك الطفل برقبتها و نام ...

                            يحيّرك أنّي ربّما نزلتُ إلى درجة سفلى جدّا في نقد نصّ رائع، سايرني أرجوك.
                            تحيّة محبّة لك.
                            الاستاذ القدير اخى محمد
                            يحيّرك أنّي ربّما نزلتُ إلى درجة سفلى جدّا في نقد نصّ رائع، سايرني أرجوك.
                            تحيّة محبّة لك
                            لم افهم هذا السطر صدقنى ...فهل ألقيت الضؤ عليه ؟
                            أخى محمد ... قد تدهش لو علمت أن مرور الكبار عبر متصفح الغلابة هو التعلم بعينه بالنسبة لى ..فكن هما دائما اخى ..فكم يسعدنى مرورك وتعليقك ويزيدانى ثقة ..
                            مودتى وتحيتى لك ولتونس الخضراء مفجرة الربيع العربى..
                            *** المال يستر رذيلة الأغنياء، والفقر يغطي فضيلة الفقراء ***

                            تعليق

                            • محمد فطومي
                              رئيس ملتقى فرعي
                              • 05-06-2010
                              • 2433

                              #15
                              لا عليك جمال صديقي،كان قصدي أن تسايرني في ملاحظتي حول عبارة (سلطان النّوم)،لم أشأ أن يخطر لك أنّه لم يعلق في ذهني من نصّك الباهر غيرها.
                              محبّتي أخي.
                              مدوّنة

                              فلكُ القصّة القصيرة

                              تعليق

                              يعمل...
                              X