[align=center]معاناة امرأة وصبر ها!...........[/align][align=center]

مصيبة استقرت في قلبها...
بلاء سكن روحها ...
لا تدري ما تفعله غدا لطفليها ....
انقلب خوفها إلى حزن ...
ظهر على مسحة وجهها الهمّ والنَصب ...
قسوة الزمن رمى بها إلى العذاب, ليغلب إحساس الضياع,
والشأن كله يرجع إلى الغياب الطويل لزوجها...
أين هو !!؟؟....
ترى ما يفعله!!؟؟..
انقطعت عنه سنين عدة....
صورة إرادتها كان ..
ومحبة رضاها وتوقد إحساسها , وشعلة بصرها هو ..
رجل مهذّب لا يملك في داخله إلاّ الهمة والعلم, وسمو الفضيلة, ونور القرآن ..
في تعبيره كان موهوبا , وفي عمله مخلصا, , وجديراً بحبّه لزوجه , وطفليه..
لا يجد أمامه إلاّ أن يضع معاني الرجولة في طفليه , ليرتقيا إلى سلالم العلم والأدب بعد أن ألبسهم لباس الحقّ والخير..
لكن قانون الظلم والطغيان قضى أن يبعده عن حبّه, ليلاقي آلام الحرمان والتشتت والضياع ..
يا ويلها من طول ألم الفراق..
كأنّ الزمن أراد أن يقيد تلك القدرة عامدا متعمّدا, لتنقطع عنها أسباب العيش , ويرمي بها وسط هذا البركان الهائج , فيزيد من حزنها على فراق زوجها , وألم الخيبة الذي وضع أمام طريق عملها, وسبل العيش لطفليها ...
ما تفعله تجاههما !!؟؟؟....
إلى من تلتمس لتحافظ على براءة الطفولة , وطهر النقاء والشرف في داخلها ؟؟!!...
أتستوفي حق الطفولة من الحدود الفاصلة بينها وبين زوجها وقد أفسد عليها البغي أماني عمرها!!؟؟؟...
لابد أن تنطلق حتى تقطع لطفليها سبل العيش , فلم تترك سبيلا إلا ّوهرولت إليه ..
لكن ورقة العيش تعتلج بين بعد زوجها, وقسوة ظرفها ..
وجدتها والدموع تتناثر من عينيها...
تُرى هل الدموع ستخفّف من يأس أملها , وتبعد شماتة الأعداء عنها !!؟؟؟..
كيف وقد حطّ الأعداء الطغاة من قدرتها!!؟؟..
كيف وقد كتب عليها أن تبقى مظلومة ليس لها في أفئدة من حولها إلاّ الشفقة والرحمة على مطروق حالها !!؟؟؟.....
مسكينة هي !!..
صابرة تتلوى من ضربات الزمن, ولحظة الأمل لعودة زوجها.....
والأمر ازداد سوءا وقد حجبت عنها أسباب الرزق والعيش , لتحتسي من الحياة مرارة الفاقة , وشظف العيش ...
امرأة ليس لها من ماض تتعقبه , ولا حاضر تحياه , ولا غد ترتقبه ..
الحياة لها فقط هي يقظة طفليها, بعد أن غلبت على أمرها..
طالعت وجهها لأرى في جملته قطعة مجهولة وسط هذه النقطة الأرضية ؛ أقيم نظامها على أسس الظلم والبغي والطغيان لمن أراد أن يستقيم على طريق الحقّ , والهدي , والإيمان..
ومع ذلك من رآها يجد الجمال الحزين قد تورّد في وجهها , وهي تحاول أن تردّ أطراف نفسها إلى روح عقدتها , لكن ألماً عميقاً , وحزناً دفيناً قد سحق حقيقة وجودها....
لمَ هذا !!؟؟؟..
أصبحت في زمن لا تقوى فيه على الإجابة , لأنّ ظالمها أحال الخرس إلى لسانها ,و قطع عليها كلّ أماني عمرها..
إنها مجهول بشري لم يلق أنسا لحرقة زفراته, ولا ضوءا لوحشة دربه فالألم ألمها , والعذاب عذابها, ولا أحد سواها يحسّ بما تعانيه في سويداء قلبها..
بمقدار ما فيها من الإحساس بالألم, نجد ثورة السخط على هذا المجتمع تترامى على مصيبة عمرها..
تمشي ذليلة ضائعة ...
يساورها الخوف والقلق , فترتعد ألفاظها , وتتوسل من يعينها على كسب الحياة لطفليها..
إشارتها ضعيفة , لا تستطيع أن تقابل بها النفوس المريضة , والقلوب القاسية !!؟؟؟...
أتساوم على عود شبابها!!؟؟..
أم تقيم قبراً في البيت لها!!؟؟..
إذاً من يرعى الحبّ الذي أودعه الله أمانة في عنقها, بعد أن بعد عنها زوجها !!؟؟..
هكذا يريد مجتمعنا أن يفسد تلك المرأة وهو يدري, أو لا يدري !!؟؟؟...
يبتغيها متاعا , ويريدها مسحوقة , لكن طبيعتها لا يمكن أن تُباع وترتمي في وحل الظلم والضلال..
مازالت متماسكة بِطهر إيمانها , وجمال أدبها , وعقيدة إيمانها حتى ولو ضلّت عن درهم حاجتها..
ويحكم !!!!!!!!!....................
أين الضمائر الحية !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........
أما رأيتم تلك المرأة المعذبة!!؟؟...
لم ترتكب والله إثما مبينا , ولا جرما واضحا!!؟؟..
متى ينصدع الفجر عن تلك المرأة الشقيّة !!؟؟؟...
من يستطيع أن يردّ عضة البؤس واليتم عن طفليها!!؟؟...
وفجأة يرتفع صوتها وهي تتلّوى من الألم ....
هاأنا طرقت كلّ أبواب العيش والرزق, ولم أجد بابا واحدا يٌفتح....
تُرى أيسمعني الصوت الإنساني!!؟؟..
يُلجم اللسان ويصبح عاجزا عن الكلام...
ما تقوله واقع جهاد امرأة وسط حمأة الطغيان والبغي , وهي تود أن تدفع عن طفليها براثن الضعف, والألم....
كيف يستقيم وجودها !!؟؟...
لن يستقيم وجودها إلا مع المشاركة الوجدانية لأحزانها , فهي ضرورة من ضرورات القيم والمبادئ التي يجب على الإنسان أن يحملها...
وجدت صغيرها يرتمي في حضنها , وهو مطمئن لهذا الوجود الإنساني , مادام قد خرج إلى الدنيا فلا محالة أمامه إلاّ أن يتوجّه لصدر أمّه, بعد أن طال غياب والده..
كأنّ الأمومة الصارخة قد أعدّت لها لتزيد من وجودها, ويزيد هذا الوجود من جراحاتها وأحزانها..
لو تأملّت المنظر لوجدت تمثالا للإنسانية الحرّة , إذ إنّ هناك إحساساً بالدم ينقل الحياة إلى ما وراء الطبيعة والنفس..
فرخ من فراخ الطير قد علّق بشباك الصياد , ليغير الحقائق , ويطمس معاني الطفولة..
وقفت أتأمل الطفلين , وعلى ثقة من أنّ حولهما ملكاً من ملائكة الرحمة يرفّ بجناحيه ليملأ قلبهما نورًا متلألئًا في حلكة الليل البهيم ...
شعلة مضيئة بقيت ملازمة في داخلها , وعليها أن تحافظ عليها , ولا تقتلعها من قلبها , لئلا تفسد معاني براءة الطفولة لولديها..
ثمار معاني القوّة في النفس الأبية لن تُهزم , ولا يمكن إلا أن تؤتي أُكلها ...
ولا سبيل أمامها إلا ّ أن توجههما إلى الأخلاق الكريمة , والتمسّك بالفضائل الإنسانية , رغما ًمن الغيظ والقهر الذي يفجّر صدرها, ويدّق ضلوعها..
مادامت مؤمنة بقدر الله وقضائه , فلن يكون العمر إلا جهادا ًمع الصبر , وهو الضوء الروحي الذي سيكتسح بنوره ظلمات النفس , وما علينا إلاّ أن نشدّها للخروج من هذا الألم الذي يعتصر كبد فؤادها , لتصل إلى العزم الثابت, وتنطلق إلى نجاح المؤمن في تكوين شخصية الطفولة الحرة..
كلّ شريف عظيم , وكلّ مؤمن لا يمكن إلاّ أن يشعر بالمأساة التي تعانيها , ورفضت أن تستسلم لها , ذلك لأنّ من خصائصها علوّ الخلق , وعزّة النفس , وهذه المادة الكريمة , والجوهرة النفيسة حافظت عليها لتتمكّن من جهادها الحرّ الأبي في رفع منزلة وشأن طفليها..
خلقت لأنها بطن يلد , وهو أكبر حقيقتها , وغاية حكمتها....
ستهب كلّ حياتها, وزينة شبابها لحقيقة الحبّ ,ومعنى براءة الطفولة , لأنّ القدر هكذا أراده الله لها...
وتمرّ الأيام والسنون ليتفوق ولداها في الدراسة والعلم والأدب..
أحدهما الآن طبيب ناجح , والآخر مهندس بارع..........
[align=justify]بقلم : ابنة الشهباء[/align][/align]

مصيبة استقرت في قلبها...
بلاء سكن روحها ...
لا تدري ما تفعله غدا لطفليها ....
انقلب خوفها إلى حزن ...
ظهر على مسحة وجهها الهمّ والنَصب ...
قسوة الزمن رمى بها إلى العذاب, ليغلب إحساس الضياع,
والشأن كله يرجع إلى الغياب الطويل لزوجها...
أين هو !!؟؟....
ترى ما يفعله!!؟؟..
انقطعت عنه سنين عدة....
صورة إرادتها كان ..
ومحبة رضاها وتوقد إحساسها , وشعلة بصرها هو ..
رجل مهذّب لا يملك في داخله إلاّ الهمة والعلم, وسمو الفضيلة, ونور القرآن ..
في تعبيره كان موهوبا , وفي عمله مخلصا, , وجديراً بحبّه لزوجه , وطفليه..
لا يجد أمامه إلاّ أن يضع معاني الرجولة في طفليه , ليرتقيا إلى سلالم العلم والأدب بعد أن ألبسهم لباس الحقّ والخير..
لكن قانون الظلم والطغيان قضى أن يبعده عن حبّه, ليلاقي آلام الحرمان والتشتت والضياع ..
يا ويلها من طول ألم الفراق..
كأنّ الزمن أراد أن يقيد تلك القدرة عامدا متعمّدا, لتنقطع عنها أسباب العيش , ويرمي بها وسط هذا البركان الهائج , فيزيد من حزنها على فراق زوجها , وألم الخيبة الذي وضع أمام طريق عملها, وسبل العيش لطفليها ...
ما تفعله تجاههما !!؟؟؟....
إلى من تلتمس لتحافظ على براءة الطفولة , وطهر النقاء والشرف في داخلها ؟؟!!...
أتستوفي حق الطفولة من الحدود الفاصلة بينها وبين زوجها وقد أفسد عليها البغي أماني عمرها!!؟؟؟...
لابد أن تنطلق حتى تقطع لطفليها سبل العيش , فلم تترك سبيلا إلا ّوهرولت إليه ..
لكن ورقة العيش تعتلج بين بعد زوجها, وقسوة ظرفها ..
وجدتها والدموع تتناثر من عينيها...
تُرى هل الدموع ستخفّف من يأس أملها , وتبعد شماتة الأعداء عنها !!؟؟؟..
كيف وقد حطّ الأعداء الطغاة من قدرتها!!؟؟..
كيف وقد كتب عليها أن تبقى مظلومة ليس لها في أفئدة من حولها إلاّ الشفقة والرحمة على مطروق حالها !!؟؟؟.....
مسكينة هي !!..
صابرة تتلوى من ضربات الزمن, ولحظة الأمل لعودة زوجها.....
والأمر ازداد سوءا وقد حجبت عنها أسباب الرزق والعيش , لتحتسي من الحياة مرارة الفاقة , وشظف العيش ...
امرأة ليس لها من ماض تتعقبه , ولا حاضر تحياه , ولا غد ترتقبه ..
الحياة لها فقط هي يقظة طفليها, بعد أن غلبت على أمرها..
طالعت وجهها لأرى في جملته قطعة مجهولة وسط هذه النقطة الأرضية ؛ أقيم نظامها على أسس الظلم والبغي والطغيان لمن أراد أن يستقيم على طريق الحقّ , والهدي , والإيمان..
ومع ذلك من رآها يجد الجمال الحزين قد تورّد في وجهها , وهي تحاول أن تردّ أطراف نفسها إلى روح عقدتها , لكن ألماً عميقاً , وحزناً دفيناً قد سحق حقيقة وجودها....
لمَ هذا !!؟؟؟..
أصبحت في زمن لا تقوى فيه على الإجابة , لأنّ ظالمها أحال الخرس إلى لسانها ,و قطع عليها كلّ أماني عمرها..
إنها مجهول بشري لم يلق أنسا لحرقة زفراته, ولا ضوءا لوحشة دربه فالألم ألمها , والعذاب عذابها, ولا أحد سواها يحسّ بما تعانيه في سويداء قلبها..
بمقدار ما فيها من الإحساس بالألم, نجد ثورة السخط على هذا المجتمع تترامى على مصيبة عمرها..
تمشي ذليلة ضائعة ...
يساورها الخوف والقلق , فترتعد ألفاظها , وتتوسل من يعينها على كسب الحياة لطفليها..
إشارتها ضعيفة , لا تستطيع أن تقابل بها النفوس المريضة , والقلوب القاسية !!؟؟؟...
أتساوم على عود شبابها!!؟؟..
أم تقيم قبراً في البيت لها!!؟؟..
إذاً من يرعى الحبّ الذي أودعه الله أمانة في عنقها, بعد أن بعد عنها زوجها !!؟؟..
هكذا يريد مجتمعنا أن يفسد تلك المرأة وهو يدري, أو لا يدري !!؟؟؟...
يبتغيها متاعا , ويريدها مسحوقة , لكن طبيعتها لا يمكن أن تُباع وترتمي في وحل الظلم والضلال..
مازالت متماسكة بِطهر إيمانها , وجمال أدبها , وعقيدة إيمانها حتى ولو ضلّت عن درهم حاجتها..
ويحكم !!!!!!!!!....................
أين الضمائر الحية !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟........
أما رأيتم تلك المرأة المعذبة!!؟؟...
لم ترتكب والله إثما مبينا , ولا جرما واضحا!!؟؟..
متى ينصدع الفجر عن تلك المرأة الشقيّة !!؟؟؟...
من يستطيع أن يردّ عضة البؤس واليتم عن طفليها!!؟؟...
وفجأة يرتفع صوتها وهي تتلّوى من الألم ....
هاأنا طرقت كلّ أبواب العيش والرزق, ولم أجد بابا واحدا يٌفتح....
تُرى أيسمعني الصوت الإنساني!!؟؟..
يُلجم اللسان ويصبح عاجزا عن الكلام...
ما تقوله واقع جهاد امرأة وسط حمأة الطغيان والبغي , وهي تود أن تدفع عن طفليها براثن الضعف, والألم....
كيف يستقيم وجودها !!؟؟...
لن يستقيم وجودها إلا مع المشاركة الوجدانية لأحزانها , فهي ضرورة من ضرورات القيم والمبادئ التي يجب على الإنسان أن يحملها...
وجدت صغيرها يرتمي في حضنها , وهو مطمئن لهذا الوجود الإنساني , مادام قد خرج إلى الدنيا فلا محالة أمامه إلاّ أن يتوجّه لصدر أمّه, بعد أن طال غياب والده..
كأنّ الأمومة الصارخة قد أعدّت لها لتزيد من وجودها, ويزيد هذا الوجود من جراحاتها وأحزانها..
لو تأملّت المنظر لوجدت تمثالا للإنسانية الحرّة , إذ إنّ هناك إحساساً بالدم ينقل الحياة إلى ما وراء الطبيعة والنفس..
فرخ من فراخ الطير قد علّق بشباك الصياد , ليغير الحقائق , ويطمس معاني الطفولة..
وقفت أتأمل الطفلين , وعلى ثقة من أنّ حولهما ملكاً من ملائكة الرحمة يرفّ بجناحيه ليملأ قلبهما نورًا متلألئًا في حلكة الليل البهيم ...
شعلة مضيئة بقيت ملازمة في داخلها , وعليها أن تحافظ عليها , ولا تقتلعها من قلبها , لئلا تفسد معاني براءة الطفولة لولديها..
ثمار معاني القوّة في النفس الأبية لن تُهزم , ولا يمكن إلا أن تؤتي أُكلها ...
ولا سبيل أمامها إلا ّ أن توجههما إلى الأخلاق الكريمة , والتمسّك بالفضائل الإنسانية , رغما ًمن الغيظ والقهر الذي يفجّر صدرها, ويدّق ضلوعها..
مادامت مؤمنة بقدر الله وقضائه , فلن يكون العمر إلا جهادا ًمع الصبر , وهو الضوء الروحي الذي سيكتسح بنوره ظلمات النفس , وما علينا إلاّ أن نشدّها للخروج من هذا الألم الذي يعتصر كبد فؤادها , لتصل إلى العزم الثابت, وتنطلق إلى نجاح المؤمن في تكوين شخصية الطفولة الحرة..
كلّ شريف عظيم , وكلّ مؤمن لا يمكن إلاّ أن يشعر بالمأساة التي تعانيها , ورفضت أن تستسلم لها , ذلك لأنّ من خصائصها علوّ الخلق , وعزّة النفس , وهذه المادة الكريمة , والجوهرة النفيسة حافظت عليها لتتمكّن من جهادها الحرّ الأبي في رفع منزلة وشأن طفليها..
خلقت لأنها بطن يلد , وهو أكبر حقيقتها , وغاية حكمتها....
ستهب كلّ حياتها, وزينة شبابها لحقيقة الحبّ ,ومعنى براءة الطفولة , لأنّ القدر هكذا أراده الله لها...
وتمرّ الأيام والسنون ليتفوق ولداها في الدراسة والعلم والأدب..
أحدهما الآن طبيب ناجح , والآخر مهندس بارع..........
[align=justify]بقلم : ابنة الشهباء[/align][/align]
تعليق