القَصيِدَةُ الأَخيِرَةُ
مَتَى أَرَاكِ كَالأَشْجَارِ
كَالأَنْهَارِ
كَشَجَرَةِ دَفْلَى بَائِسَةٍ
مَتَى أَكْتُبُ فيِكِ القَصيِدَةَ اَلأَخيِرَةَ؟
\
هَلْ تَنْقَشِعُ الغَرَابَةُ
أَمْ تُضَاعِفُ الشَّمْسُ غَرَابَتَكِ الآسِرَةَ؟
هَلْ يَقْتُلُكِ الوِصَالُ
أَمْ يُحْييِ فيِكِ اَلْجِنِّيَةَ اَلْقَدِيمَةَ؟
\
وَأَنْتِ يَا مَنْ تَنْظُريِنَ إَلَيَّ بِعَيْنَيْكِ العَسْلِيَتَيْنِ
إِنَّ وَجَعَ اَلْمَخَاضِ عَسيِرٌ !
\
كُلَّمَا أُشْرِعَتِ اَلأَبْوَابُ
قُدَّتْ قُمْصَانيِ مِنْ دُبُرٍ
أَغُوصُ فيِ وِهَادِ اَلْمِرْآةِ
وَأَخْشَى اَلقُبْلَةَ اَلْمَحْمُومَةَ.
\
أَهْرُبُ مِنْكِ
وَطَيْفُكِ يَسْكَنُنيِ
مَا أَرْوَعَكِ حيِنَ تَتيِهيِنَ :
هَذَا الذيِ يَكْتُبُ فِيَ اَلْقَصيِدَةَ !!
\
كَمْ كُنْتِ تَحْتَ غَمَامَتِيِ
وَالْهَوَى يَؤُزُّنِيِ
هَلْ تَذْكُريِنَ وِصَالاً تَحْتَ الرَّذَاذِ
أَمْ تَنْظُريِنَ غَمَامَةً تُمْطِرُ مَرَّتَيْنِ؟
\
أَسَيِّدَةَ الأَنَامِلِ العَجيِبَةِ
قَلْبيِ بَيْنَ أُصْبُعَيْكِ رَهيِنٌ
وَسَعْييِ بَيْنَ اَلْمَوْجَتَيْنِ طَالَ
\
كُنْتِ اَلْمَوْتَةَ اَلأُولىَ
وَالزَّلْزَلَةَ العَنيِدَةَ
ضَرَّجْتُكِ شِعْراً
رَفَعْتُ لَكِ فيِ اَلآفَاقِ ذِكْراً
كُنْتِ البَخيِلَةَ شَوْقًا
وَكُنْتُ شَلاَّلَكِ الأَبَدِيَّ
\
تَتَدَفَّقُ الأَنْهَارُ مِنْ تَحْتيِ
وَالْجِبَالُ تَشْكُو الظَّمَأَ،
مَا أَشَدَّ قُرْبُكِ حَبيِبيِ
وَمَا أَسْرَعَ إِلَيَّ الرَّدَى
فَمَتَى أَكْتُبُ فيِكِ القَصيِدَةَ الأَخيِرَةَ؟
تعليق