أبصرت الفرح
.. آزف
.. آزف
يتوهج الحزن في حثيثه
الباعد ..
فيختبئ البنفسج خلف السواد
سابغا لون الأنين
اذن ،
هو البنفسج يختبئ خلف السواد
وحدها هذه الجملة تفتح لنا نافذة على معاناة الذات الشاعرة
و كأنّ بالشاعر تعب حتّى من خطاه الغريبة....!
هو البنفسج يختبئ خلف السواد
وحدها هذه الجملة تفتح لنا نافذة على معاناة الذات الشاعرة
و كأنّ بالشاعر تعب حتّى من خطاه الغريبة....!
يتصنّت إلى ذلك الأنين الخافت حيث لا يعرف منتهى نفسه ومستقرّ تلك الذات الحائرة المتالّمة.
وتحملُ الشموع
حولها
أرواح عابسات
تجر النعش الصغير
قرب السواقي النائمات
يظهر الموت هنا واضحا يصول ويجول غير عابئ بذلك النعش الصغير الراحل هناك عند السواقي وكأن بالشاعر يحسّ بكلّ الكائنات حوله فجعل في وصفه لــ " السواقي النائمات" كائن حيّ ينام ويصحو بين حفيف الأشجار والدروب وما يسكنها من حياة ، جعلته في الآخر يبكي بصمت وهو يناجي تلك الأرض احتفاء بعرس النبات الجديد الراحل الذي سيتوارى عن الأعين والقلوب الباكية ذلك الفراق .
من بين الحفيف والدروب
كأن روضة الانين
حامت بأطيافها النائحات
تحفل لغرس كان عليل
يساق بهمهمة حزنى وبكاء
لتلقفه هوة رعناء من صعيد
تأكّدنا هنا أن الموت سيّد الموقف فلا شيء يمنع قدرة الخالق، حين تدنو مواعيد النهاية .
بيّن لنا الشاعر عن ذلك الحزن الكبير بقلم راقٍ محلّقٍ رغم جميع مراحل الوجع بحرفيّة متقنة ، فعرف كيف يمعن في أدقّ التفاصيل "تفاصيل الرحلة الأخيرة"
وتُسمع الريح تعول
كأن صوتا على لظى
حملته القلوب ...
وتحضر الطبيعة بقوّة في النص وفي احساس الشاعر فيشعر من فرط المصاب أن تلك الطبيعة تشاركه شجنه فإذا بالريح تعول وتولول في المدى لينتقل لنا ذلك الاحساس الأليم فنستمع الى صدى أنين الشاعر بين السطور
وان أمعنّا مليّا للامسنا وحشة تنوء في نفسيّته المرهقة.
في كل زاوية ظلماء
يذوي .. يؤوب
كالجنون ..
عشوائي لجوج
عشوائي لجوج
تركوه وغمغمة الصدور
منهمرة على الوجنات
منهمرة على الوجنات
وفي المقل حلم شريد
وعلى الشفاه هذر كي يعود
كل الأشياء الجميلة حين تمضي، نتأسّف عليها ، فما بالكم حين يكون الراحل "كائن حي" يتحرك ويشاركك الفرح والحزن.
الميّت الذي يمضي في غياب طويل "رحلة اللاّعودة"
مخلّفا وراءه حسرة في القلب والروح .
هكذا كان الشاعر يكبر في الحزن يتكدّس الصمت على شفاهه يطوف بكل مراحل الموت وصولا إلى الوداع الأخيرهناك بين القبور لا يشاركه آهاته سوى تلك الريح.
تعويذة بين القبور تدور
في وهد تـُململ
الجثة الشَحوب
كأن أناملا ناعمات
من بين التراب تشبك
سواعد الرحيل ..
كي تبقى قبل افتراق
غير رامق شديد
فصاحت الريح ..
كأنثى شغوف
... دعوه
دعوه
يستريح....
أستاذ أحمد الخالدي،
اقبل منّي مروري المتواضع.
فائق التحيّة والتقدير.
فائق التحيّة والتقدير.
تعليق