الحجابُ الشّفّاف ..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بلقاسم إدير
    أديب وكاتب
    • 29-04-2008
    • 127

    الحجابُ الشّفّاف ..!!

    قلت لزوجتي عندما لم أجد بدّا من ذلك : إنّي لم أعد أحبّك..بيننا صحاري شاسعة من الرّمال والملح.. قالت والدّموع تنهمر من عينيها الذ ّابلتين : حاول أن تنبتها حدائق وتفجّرها جداول .!.قلت لا أستطيع ؟....أنوء عنها رويدا رويدا و تحاول هي أن تزرع ما بيننا أزهار الأقحوان الّتي تعمّدتُ أن أجعلها تذبل سريعا بينما تُعشوشب على مدار المسافة ورود النّرجس . حتّى إذايئست من حبّ مستحيل يجدد الألفة تركتني لحالي .!. وابنتاي الصّغيرتان تذرفان دموع الدّهشة من يباس ، خافتا أن يطال كلّ شيء جميل في بيت حاولت أمّهما جادة الدّود عنه بكلّ غال ونفيس ..
    فصول تناسلت ...الرّبيع وحده لايزهر في أفق فاطمة الّتي تذبل يوما بعد يوم حتّى كدت لا أراها إلا قفص عصافير..! حاولت لكنّها فشلت ....!
    كان يوما إستثنائيا ، عندما أتتنى مكالمة هاتفية . تقول: إنّني أنثى تائهة في مدى لا حدود له . وأضافت - والرّبيع بدأ يشتعل والصّقيع يذوب بسرعة هائلة في كل كياني – إنّني أعرفك جيّدا .!!. أنت منقذي من عذاب لا أطيقه .. كبحت الهاتف بعنف رغم أنّ ورود النّرجس كادت تصرخ منّي ..واستمرّ الحال عدة أسابيع وخاصّة أثناء عملي في المكتب .. وكنت أخاف أن تهاتفني في المنزل وأنا احرق المسافة الممتدّة مابيني وبين زوجتي فاطمة ..لكنّ ذلك لم يحصل. وأعجبني في سميرة ذكاؤها المفرط بل صرت دمية تلاعبني كيف شاءت ، حتّى استقرّ الأمر في تحديد موعد للقائها في حديقة العشّاق وسط المدينة ...أخذت إجازة قصيرة من مدير الشّركة . كانت السّاعة تشير إلى الرّابعة زوالاً ....إتّصلت بحلاقي الخاص منبّها أنّي سأكون في عجلة من أمري وعليه أن يقلّص ما أمكن شعيرات بيضاء بدأت تزحف على جنبات رأسي ووضع بعض رتوشات ماكياج ..إذا امكن ياصديقي أن ترجعني عشرين سنة إلى الوراء .. ؟ إنتهى منّي وأضاف : ربّما زيارة رسميّة أوربّما تحاول أن تقفز من الممكن إلى المستحيل.!!. لم أجبهُ ، غادرته واتّجهت إلى بائع الورود ثمّ هرولت إلى أوّل سيارة أجرة تتأهّب ُللإنطلاق ..
    بيدي اليُمنى إلى صدري احتضن باقة ورد مزركشة من كلّ ألوان الطّيف . دلفت إلى حديقة العشّاق وأنا أجول بعينيّ اللّتين تشعّان بريق النّكهة الأولى ،أبحث عن هيئة ، عن جسد عن لباس ، قالت سميرة إنّه سيكون بلون الورد عندما هاتفتني في الصّباح ، محدّدة كل التّفاصيل ..بحثت حتّى بدأت أسرق إنتباه الاَخرين ..لم أجدها بتلك التّفاصيل المحددّة ، لمّا ضقت ذرعا جيئة وذهابا ، فاجئني صوت عذبٌ ممزوج ببحّة شهوانية من ورائي أدرت جسدي في خفّة ..كانت هناك وحيدة ، تلبس لباسا مارأيت مثله أبدا ، أوهكذا ظننت ، ممشوقة القوام أوهكذا خيّل إليّ ، بشعرٍ مسدل كأنّه ألياف حريرية !غير أنّني تمنّيت لو رأيت وجهها كانت تسند ظهرها على متّكإ كرسي الجلوس العمومي ، وتشير إليّ بيد ناعمة أن إقترب .. إقتربت في لهفة وكلّما كانت قدماي تقترب من محيطها ، كانت رجلاي تأبى أن تحمل جسدي ّ... الاَن أقف أمامها .. كانت تلف ّ وجهها بخمار حليبيّ زاد من اندهاشي ..أمرتني أن أقترب منها ... تجسّست في محيط الحديقة بعينين جائعتين لعلّ أحدا كان يرصدنا . بدأتْ تهيم بصوت عذب في بساتين الحبّ والعشق .. تعدّ بدقة كل صفاتي الحميدة وترمي إلى القمامة ما قالت أنّها بعض هفواتي الصّبيانية .!.. تتكلّم وتقترب منّي شيئا فشيئا، حتّى أصبح ما بيني وبينها محض شبر ..بعدها أدارت بوجهها إليّ ..:وقالت هل تريد أن أنزع خماري هذا .؟. قلت بخجل شديد : أنت رائعة هكذا .!. واستمرّت تحكي لي عن..عن ..وأنا أحكي لها عن.. عن وعن ..لمستني بيدها النّاعمة .. فدبت اشتياقاً ..قالت أتعدني أن تبقى بجانبي ؟ قلت وأنا أرتعد شوقا ، : أحلف لك بأغلظ الأيمان أن لا أتركك أبداً .!. إقتربت منّي حتّى كادت تضمّني إلى صدرها وأضافت : وماذا عن زوجتك ؟ حرت جوابا .!.تلعثمت واستجمعت قواي ..س س سسسس ...............إذّاك نزعت خمارها ،فسقطت أرضا كدجاجة مدبوحة ؟؟؟ وامُعتصماه ْ ... إنّها زوجتي ....!!!!
    [frame="7 80"] حتّى لا أكون عدوّاً لأحد ٍ، قرّرت ُألاّ أتّخذ أحداً صديقاً !![/frame]
    http://addab-cawn.blogspot.com
    http://idiri.maktoobblog.com/
  • mmogy
    كاتب
    • 16-05-2007
    • 11282

    #2
    قصة جميلة وتحمل قضية هامة .. وهي تشبه قصة قديمة لرجل أعمى كان يزني والعياذ بالله .. وعندما علمت زوجته بذلك .. دبرت له مكيدة وخطة .. وراودته عن نفسه دون ان تخبره انها زوجته .. وقد كان .. وعندما أخبرته أنها زوجته .. قال لها ماأبغضكن في الحلال وأجملكن فى الحرام .

    هذه هي سنة الحياة .. البحث عن الجديد دائما .. فالغربال الجديد له شنه ورنه .. وثق ان هذه الزوجة قد أحرقت الورقة الأخيرة .. وسيعود الملل من جديد .. لأنها سنة الحياة .. وجدد حياتك
    إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
    يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
    عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
    وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
    وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

    تعليق

    • عبدالغني علوشي
      عضو الملتقى
      • 19-07-2007
      • 101

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الاخ المحترم والاديب الاريب بلقاسم ادير تحية عطرة ان القصة التي خطها قلمك الذهبي رائعة ومشوقة دفعتني لكي اقرا كل نصوصك المدرجة في الملتقىوكم انا سعيد حينما عرفت بانك مغربي لقد شرفتنا يا اخي وشرفت الوطن فمزيدا من التالق ومسيرة فنية موفقة مع فائق الاحترام والتقدير
      اخوكم في الله عبدالغني علوشي
      تازة التليدة
      المغرب الحبيب
      [SIGPIC][/SIGPIC]

      تعليق

      • بلقاسم إدير
        أديب وكاتب
        • 29-04-2008
        • 127

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
        قصة جميلة وتحمل قضية هامة .. وهي تشبه قصة قديمة لرجل أعمى كان يزني والعياذ بالله .. وعندما علمت زوجته بذلك .. دبرت له مكيدة وخطة .. وراودته عن نفسه دون ان تخبره انها زوجته .. وقد كان .. وعندما أخبرته أنها زوجته .. قال لها ماأبغضكن في الحلال وأجملكن فى الحرام .

        هذه هي سنة الحياة .. البحث عن الجديد دائما .. فالغربال الجديد له شنه ورنه .. وثق ان هذه الزوجة قد أحرقت الورقة الأخيرة .. وسيعود الملل من جديد .. لأنها سنة الحياة .. وجدد حياتك

        محمّد شعبان الموجي
        تحيّة أخويّة منّي إليك
        ومن قلب أبهجته إلى حدّ الدّهشة وأنت تزفّ إليّ بشائر قراءة متمكّنة ولوأنّها مختصرة...
        حقيقة التّناصّ وارد هنا . لأنّ كما قلت الحياة تعيد تركيب نفسها وتعيد إلى الإنسان خصائصهُ الأوليّة الفطريّة . والبحث عن الجديد من هذه ،ولكنّ نحن الكتّاب نلتزم بإعادة الحقيقة إلى مكانها حتّى في السّلوك فنّيا بعيدا عن الوعظ والإرشاد ....
        سيّدي أشكرك
        وطابت أيّامك ....
        [frame="7 80"] حتّى لا أكون عدوّاً لأحد ٍ، قرّرت ُألاّ أتّخذ أحداً صديقاً !![/frame]
        http://addab-cawn.blogspot.com
        http://idiri.maktoobblog.com/

        تعليق

        • بلقاسم إدير
          أديب وكاتب
          • 29-04-2008
          • 127

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالغني علوشي مشاهدة المشاركة
          بسم الله الرحمن الرحيم
          الاخ المحترم والاديب الاريب بلقاسم ادير تحية عطرة ان القصة التي خطها قلمك الذهبي رائعة ومشوقة دفعتني لكي اقرا كل نصوصك المدرجة في الملتقىوكم انا سعيد حينما عرفت بانك مغربي لقد شرفتنا يا اخي وشرفت الوطن فمزيدا من التالق ومسيرة فنية موفقة مع فائق الاحترام والتقدير
          اخوكم في الله عبدالغني علوشي
          تازة التليدة
          المغرب الحبيب
          الأخ العزيز عبد الغني علّوشي
          مرحبا بابن بلدي ومن تازة الغالية
          تحيّة منّي إليك عطرة
          وشكري إليك وامتناني على مشاعرك الطّيّبة واحساسك المفعم بالمحبّة الصّادقة
          كما أحيّيك على اهتمامك بمواضيعي ومشاركاتي الّتي بدأتها هنا قبل بضعة أيّام
          فقط ولن تكون الأخيرة إن شاء اللّه ، وبدوري سأقوم بالمثل....
          قراءتك لنصّي أسعدتني كثيرا
          وكتابتك إليّ غمرتني بهجة
          لك منّي ألف شكر وشكر
          أخوك : بلقاسم إدير- أزيلال-
          طبت وطابت أيّامك
          التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم إدير; الساعة 01-05-2008, 22:13.
          [frame="7 80"] حتّى لا أكون عدوّاً لأحد ٍ، قرّرت ُألاّ أتّخذ أحداً صديقاً !![/frame]
          http://addab-cawn.blogspot.com
          http://idiri.maktoobblog.com/

          تعليق

          • وفاء الحمري
            أديب وكاتب
            • 09-11-2007
            • 801

            #6
            قصة بارعة الحكي والمتن
            سيرة الملل الزوجي سيرة لها شنشنة وطنطنة وكل يسمعها بأذن خاصة
            رأيي أن الحياة الزوجية للذين يفهمون المرأة وللواتي يفهمن الرجل إطار متجدد بما قدم فيه من عروض جميلة تطرد الملل والروتين لتبقى الحياة الزوجية شعلة من ود وحب وجاذبية ....
            الرجل الذي يشتكي الملل لا يقدم شيئا للطرف الآخر كي يجدد الحيوية والطاقة خاصة أن الأنثى مطواعة ورهيفة الحس ...
            والزوجة التي تشتكي الملل الزوجي اظن أنها هي المقصرة والرجل الذي يجد في بيته ما يعوضه عن كل الإناث فما اظنه يبحث عن الغيرخارج إطار الزواج سوى إذا كان مريضا نفسيا وهذه حالات شاذة لا نقيس عليها الشائع من الأمور ...
            الميزان والفيصل هو الإنسان نفسه ....
            أما رأي الأعمى في الحلال والحرام فهو مردود عليه
            فما أحلاهن في الحلال الطيب وما أبغضهن في الحرام الخبيث
            والنفس بفطرتها تمج الخبيث والذي يستعذبه منعدم الذوق وأعمى البصيرة
            تحياتي ومرحبا بك قاصا بارعا في ملتقى المبدعين

            .
            كفرت بالسلم والإذعان والوهن
            وذلة ظهرت في السر والعلن
            ووردة أهديت لهم بلا خجل
            وشوكة الهود تسقي السمّ في وطني
            من قصيدة فلسطين الأم
            وفاء الحمري
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
            مدونة الساخرة​

            تعليق

            • بلقاسم إدير
              أديب وكاتب
              • 29-04-2008
              • 127

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة وفاء الحمري مشاهدة المشاركة
              قصة بارعة الحكي والمتن
              سيرة الملل الزوجي سيرة لها شنشنة وطنطنة وكل يسمعها بأذن خاصة
              رأيي أن الحياة الزوجية للذين يفهمون المرأة وللواتي يفهمن الرجل إطار متجدد بما قدم فيه من عروض جميلة تطرد الملل والروتين لتبقى الحياة الزوجية شعلة من ود وحب وجاذبية ....
              الرجل الذي يشتكي الملل لا يقدم شيئا للطرف الآخر كي يجدد الحيوية والطاقة خاصة أن الأنثى مطواعة ورهيفة الحس ...
              والزوجة التي تشتكي الملل الزوجي اظن أنها هي المقصرة والرجل الذي يجد في بيته ما يعوضه عن كل الإناث فما اظنه يبحث عن الغيرخارج إطار الزواج سوى إذا كان مريضا نفسيا وهذه حالات شاذة لا نقيس عليها الشائع من الأمور ...
              الميزان والفيصل هو الإنسان نفسه ....
              أما رأي الأعمى في الحلال والحرام فهو مردود عليه
              فما أحلاهن في الحلال الطيب وما أبغضهن في الحرام الخبيث
              والنفس بفطرتها تمج الخبيث والذي يستعذبه منعدم الذوق وأعمى البصيرة
              تحياتي ومرحبا بك قاصا بارعا في ملتقى المبدعين

              .
              [align=center]

              الأخت المبدعة وفاء الحمري
              أشكرك ِعلى التفاتتك الكريمة لنصّي هذا
              كما أوافقك الرّاي فيما ذهبت إليه على هامش مضمون القصّة
              طابت أيّامك !!
              [/align]
              [frame="7 80"] حتّى لا أكون عدوّاً لأحد ٍ، قرّرت ُألاّ أتّخذ أحداً صديقاً !![/frame]
              http://addab-cawn.blogspot.com
              http://idiri.maktoobblog.com/

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #8
                هاهاها
                صدقا توقعت ذلك
                ربما لأن لي نفس أفكارك
                وربما لأن الحكايا لها هذا النفس بالترابط الفكري
                وحسنا فعلت هذي الزوجة فهو يستحق هذا العقاب النفسي وأكثر
                تحياتي وباقة ورد لك ولبطل نصك
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • مصباح فوزي رشيد
                  يكتب
                  • 08-06-2015
                  • 1272

                  #9
                  ليتها لم تنزع خمارها "
                  ثق ان هذه الزوجة قد أحرقت الورقة الأخيرة " كما قال أستاذنا الموجي .
                  ملاحظة خفيفة ؛ هناك تناقض بين "بشعرٍ مسدل كأنّه ألياف حريرية " و" كانت تلف ّ وجهها بخمار حليبيّ "
                  الأمران لا يستقيمان .
                  من أجمل ما قرأت أتمنّى المزيد منه .
                  أجمل تحيّة لهذا القلم
                  الأستاذ المبدع
                  بلقاسم إدير
                  وتقبّل مروري.
                  التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 22-09-2017, 16:06.
                  لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

                  تعليق

                  يعمل...
                  X