عودة إلى الحياة
أفاقت صاحبتنا و نجحت في فتح عينيها, تبددت السحب المعتمة و غمرها النور من كل جانب. رائع و جميل هذا الشعور, تحررت أخيرا من الألم الذي لف جسدها و تهاوى الوجع و الطرق على زوايا رأسها. قدماها المكبلتان تحررتا, لتنهض إذا من هذا السرير الذي حبسها قسرا لأيام طوال فشلت في عدها. تتحرك و تدور حول نفسها, تركض نحو الباب تفتحه على مصراعيه فيلفحها نسيم دافئ عليل, تسر و تضحك, تصرخ و تغني و تسمع صدى صوتها و أخيرا فارقها صراخ الصمت.
الخضرة في كل مكان تضع قدميها فوق العشب الأخضر, بارد و لطيف هو, الأشجار مورقة و الزهور الندية بألوانها الزاهية تنثر شذاها العطر. السماء بزرقة نقية, تشعر بقطر ناعم يبلل وجهها, لكن أين هو السحاب؟! انتبهت إلى تغريد شجي لبلبل رمادي يحوم حولها, مدت يديها نحوه رفرف بجناحيه و حلق عاليا, يبدو و كأنه يناديها, ليتها تستطيع أن تلحق به, لكنه يطير مبتعدا إلى جوف السماء. تقفز و تحاول أن تطير, رباه!! هي تطفو و تحلق, نسائم الهواء تحملها برفق نحو الأعالي, نظرت إلى الأرض تراها تبتعد رويدا رويدا.
لا ترحلي, لا ترحلي, حاولي مرة أخرى!!!
أصوات غريبة تطرق سمعها, خافتة و مرتبكة! تجاهلتها و تابعت التحليق برفقة طائرها الجميل, إلى هناك حيث السماء الواسعة التي تزداد زرقة و بهاء. لكن الأصوات تناديها من كل جانب, تلمح ضياءا خافتا من الأرض تحتها, شيء غامض يشدها نحوه, ترفضه, لكن الضوء يزداد شدة و بريقا إلى درجة انه أخذ يؤذي عينيها, أشاحت بوجهها تبحث عن الطائر المغرد, لم تعد تراه اختفى و تلاشى غناؤه. جسدها يرتجف و القلب يطرق بنبضه على إضلاعها, أحساس بالخدر يسري ببطء و يكبل قدميها. تتهاوى سريعا, شيء يشدها للأسفل و بقوة, حاولت الإمساك بما حولها, لا شيء سوى الفضاء, سترتطم بالأرض و قد استحالت جرداء و غادرتها الخضرة. خشيت من وجع الارتطام, صرخت و بكل قوتها.
حاولت أن تفتح عينيها دون جدوى, العتمة تغمرها من كل جانب و عادت رائحة المستشفى تزكم أنفها, أرادت الكلام, تلاشت الحروف في الحنجرة و أبى الصوت أن يخرج. هو قلبها الذي يدق و بشدة, عاد الطرق الموجع داخل رأسها, الألم يأسرها مرة أخرى, تسمع همسات من حولها, الحمد لله, قد عادت الحياة إليها.
لا زال النسيم العليل يداعب وجنتيها و قطر ندي يبلل خديها, شعرت بيد ناعمة تربت على جبينها و صوت حنون يدعو لها و يقول لا تبكي صغيرتي فالغد سيكون أجمل.
تحياتي - شاكرين السامرائي
أفاقت صاحبتنا و نجحت في فتح عينيها, تبددت السحب المعتمة و غمرها النور من كل جانب. رائع و جميل هذا الشعور, تحررت أخيرا من الألم الذي لف جسدها و تهاوى الوجع و الطرق على زوايا رأسها. قدماها المكبلتان تحررتا, لتنهض إذا من هذا السرير الذي حبسها قسرا لأيام طوال فشلت في عدها. تتحرك و تدور حول نفسها, تركض نحو الباب تفتحه على مصراعيه فيلفحها نسيم دافئ عليل, تسر و تضحك, تصرخ و تغني و تسمع صدى صوتها و أخيرا فارقها صراخ الصمت.
الخضرة في كل مكان تضع قدميها فوق العشب الأخضر, بارد و لطيف هو, الأشجار مورقة و الزهور الندية بألوانها الزاهية تنثر شذاها العطر. السماء بزرقة نقية, تشعر بقطر ناعم يبلل وجهها, لكن أين هو السحاب؟! انتبهت إلى تغريد شجي لبلبل رمادي يحوم حولها, مدت يديها نحوه رفرف بجناحيه و حلق عاليا, يبدو و كأنه يناديها, ليتها تستطيع أن تلحق به, لكنه يطير مبتعدا إلى جوف السماء. تقفز و تحاول أن تطير, رباه!! هي تطفو و تحلق, نسائم الهواء تحملها برفق نحو الأعالي, نظرت إلى الأرض تراها تبتعد رويدا رويدا.
لا ترحلي, لا ترحلي, حاولي مرة أخرى!!!
أصوات غريبة تطرق سمعها, خافتة و مرتبكة! تجاهلتها و تابعت التحليق برفقة طائرها الجميل, إلى هناك حيث السماء الواسعة التي تزداد زرقة و بهاء. لكن الأصوات تناديها من كل جانب, تلمح ضياءا خافتا من الأرض تحتها, شيء غامض يشدها نحوه, ترفضه, لكن الضوء يزداد شدة و بريقا إلى درجة انه أخذ يؤذي عينيها, أشاحت بوجهها تبحث عن الطائر المغرد, لم تعد تراه اختفى و تلاشى غناؤه. جسدها يرتجف و القلب يطرق بنبضه على إضلاعها, أحساس بالخدر يسري ببطء و يكبل قدميها. تتهاوى سريعا, شيء يشدها للأسفل و بقوة, حاولت الإمساك بما حولها, لا شيء سوى الفضاء, سترتطم بالأرض و قد استحالت جرداء و غادرتها الخضرة. خشيت من وجع الارتطام, صرخت و بكل قوتها.
حاولت أن تفتح عينيها دون جدوى, العتمة تغمرها من كل جانب و عادت رائحة المستشفى تزكم أنفها, أرادت الكلام, تلاشت الحروف في الحنجرة و أبى الصوت أن يخرج. هو قلبها الذي يدق و بشدة, عاد الطرق الموجع داخل رأسها, الألم يأسرها مرة أخرى, تسمع همسات من حولها, الحمد لله, قد عادت الحياة إليها.
لا زال النسيم العليل يداعب وجنتيها و قطر ندي يبلل خديها, شعرت بيد ناعمة تربت على جبينها و صوت حنون يدعو لها و يقول لا تبكي صغيرتي فالغد سيكون أجمل.
تحياتي - شاكرين السامرائي
تعليق