نص مشرع
حين قابلته صدفة ذاك الشهيد
رأيته بهالة من نور وابتسامة واسعة .. يشع من عينيه البنيتين الفرح
بينما تورد وجهه غبطة رغم كل شيء
فاجأني كبرق صعد في السماء وانهمر ثانية على الأرض بكل أسراره
قلت ... له غريب ألم تمت ؟
ألم يداخل ربيع صدرك سبع طلقات ، من يدي أؤلئك الغرباء الملامح اللذين يجوبون المدينة ليل نهار بعيونهم الحمراء .. وأفكارهم الحالكة كلجتهم التي يحيون بها ؟!
ألم يتركوك مضرجاً ، بكل أفكارك ومعتقداتك وأحلامك الواسعة كفضاء بلا نهايات ؟
ألم تصعد لقبة السماء وتصبح بشراً من ضياء ؟
كان يملأ وجهه الأسمر حمرة الورد ، وإصرار الأبطال
الأشاوس و ابتسامة النصر الواثقة ...
ياللفقراء الأبطال ثقتهم بالحياة أكبر بكثير من ثقة الأغنياء بقدوم الموت
وهذا زادهم
رغم حلكة الفضاء حولنا
قال .. لاعليك ما زلت بألف خير ، شهاب أنا ما زلت أتضوع الثقة بالغد .. لم أمت رصاصتهم .. كانت مجرد طلقات برد أخترقتني ، وتركتني بسلام على شارع الجنون الأبيض
لكنهم لا يرونني أنا ما زلت نسراً مع النسور المحلقة
ما زلت ذاك الجواد في الساحات الذي أرهقهم حد الجنون الأسود
قلت... في نفسي أن يطارد صاحب المقام بوزنه جواداً شاباً في سنك سنة بعد سنة ، و بكل عتاده وجنده..
وأنت تشعل الدروب المظلمة بالقناديل غير آبه ، لا بد إنه أمر أرهق السلطان والعسس حد الإعياء في المملكة الخضراء وهم يحاولون أن يطفأوا تلك القناديل التي تحرق عتمة الوطاويط
وأثار لديهم الجنون ، لفضاءات من شوك حرمتهم النوم ليلاً والراحة نهاراً
آه يا أنت يا فارساً لن يموت
تبسم سعيداً وقال لا عليك ما زلت حياً أرزق بكل أفكاري اللازوردية
ترى من الذي مات أنت ... أم أؤلئك اللذين طبعوا رجولتهم على السكوت .. والخضوع .. والركوع لرغبات الأمركة ومن آخاها ؟؟؟!
لأطماع تمد أيدي سلطانها لحرماتنا .. وهم يرون الأيدي تمتد بينما هم يتلثمون بالصمت يسدون أفواههم بترفهم الماجن
بينما التراب من تحت أرجلهم يستغيث ، وهم يغضون البصر عنه وعن صرخات حرة لأخت سامقة التاريخ تستجير
أي عرب نحن ؟؟!!
نعري قبحنا أمام العالم دون خجل
ندفن كل ما وهبنا إياه الإسلام ، من عزة ومنعة وفضائل أخلاق ولا نهتم
نسكر فوق جراح الأشقاء ، دون أدنى صوت من ضمير
نهادن ضباع الأرض على دماء التراب ، على اجتثاث أشجارنا ... نخيلنا ..و ربيعنا
ونحن فرحين بحمقنا وغينا .. فرحين ونحن نسير ضد تعاليم التجمع البشري ، بأبسط مفاهيمه من مبادئ الحماية والنصرة بل حتى مبدأ القطيع أكثر فاعلية بين القطعان منا العرب الصامتون
ألم يقل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) ؟
لا أرانا ننصره مظلوماً .. ولا أرانا نرده عن ظلمه إن كان ظالماً
هم يبيعون الشرف لذاك اليهودي صاحب السلاح ، يعدهم بالعزة والمنعة بسلاحه ، بينما يسخر من حمقهم وهم يشترونه ...
به يقتل الأخ أخاه ، بوسوسة ذاك الشيطان اللعين يمنحنا شعور قوة وسلطان لا متناهي بسلاحه ... بينما نحن نغتال ترابنا سماؤنا الزرقاء بنقائها
نقتل العشب الغض الذي يتسامى ليغطي عري التراب ببساطة نقتل أنفسنا
ما أقبحنا من أمة ، ما أقبحهم من رجال قبيلة يغطي رؤسهم التيجان وعري الجسد فاضحاً
عري أخت تهز الضمير ، تصرخ بين سنابك الخيل ورؤوس الرماح فوق جروحها، تفتك بها ببطء
بينما يشغلنا " عرب آيدول " .. ونصرف عليه ملايين الدولارات ولا يهزنا صرخة تدوي بالعالم تطلب نجدة تغيثها من جور قبيح ومن جوع فاجر يفتك بصومال مجهد حد الموت
بل و ننسى تراباً يمضغ أنفاسه ، وجعاً ودماً يستباح كل حين ، متى نستفيق من سكرة العظمة وسكرة المال ؟!
متى نستفيق على عروبة نهبها رخيصة للأعداء ؟!
متى نستفيق على قتل ذاتنا ؟!
ألن نصحو ذات فجر أم خدرتنا رياح الكفر .. ؟!
ورب أهل الشام وأهل الأرضين إني استشعرها تمطر هناك و تورق من جديد .
تعليق