هذيا ن
.....
"عندما يهذي الشعراء ..لا تكون كلماتهم إلا بارقات أمل يحملونها ثورة في حقائب أحلامهم و أحزانهم ...وكل عقيدتهم أنه في لحظة من يأس ينبلج الامل"
...
في رحلتي إليك
لم أجنِ إلا مفارق الطرق
كل الدروب تجهّمت وأسفرت عن وابل من الأسى ..وعتمة
أكنّة الذاكرة تهشّمت وأحرقت أفكارها
ظلام دامس وجراح
رحلتي كان طريقها معبّدا بدماء أصحابي وأشلاء زيزفون
رحلة ممضة بين جبال الآه والحنين
رحلة إلى الغياب
تفتّحت فيها مراجل الألم ..ونعوش
الغيوم تفجّرت دموعا وزهر بيلسان
البحر يا صديقتي كان تائها
وأنا كنت السفين.. يعضّ أصابع الندامة على صمت السنين
يمخر عباب الموج بلا هدى و لا دليل
البحر يا صديقتي كان موتا يذرف الضياع والحنق والأنين
كان طريقي ملبدا بالداكنات
إلا نجمة باهتة بلهاء
تبدو من بعيد..هناك في القفار
تحفها ديمٌ.. لكن- يا حسرة - من نار ومن غبار
في جوفها يهذي شاعر .. عن المجازر .. عن أطفالي الشهداء
يحكي عن السرو والصنوبر وعن بيوتنا المدمرة
عن جورة الشياح والخالدية والقصور
الشاعر -حسب رؤية الجزّار- كان أحمقا بل خائنا ..أو مارقا
يفكر بالسياسة والكرامة ..يوهم العقول
..
طريقه محاصر كما الورود .. بأكوام من الجنود
أو أنه من حمقه ظنهم جنود ..شبيحة حثالة ..
وأجهش الطريق... والدمع قانٍ
..
كان السديم باردا حد الجليد
النسيم مترع بلهاث أطفال مدمى ..بالهطول
والنهر كان ساذجا ..والشمس ترنو للأفول
رؤوسها الأشجار تلسع الغيم البليد
..
و أنت في نجمة أخرى تغوص في فجر بعيد..تبكين
ترثين شلالات من دمي ومن العيون
تنعين قصائدي
بحرقة الثكلى.. تتألمين ..تتكلمين..
عن البنفسج والنوارس
عن السنونو والصبار والجداول
عن جراحي.. كويتُها بملح
كانت دموعك لألاءة كالمزن.. لكن من أسى ومن أنين
كانت دموعك أمواجا تلطم ذاك السفين
وكدت أغرق في عيونك ..في البكاء و الدماء
..
لكنها أزهار نصر
قد رأيتها
نعم رأيتها أكاد أقسم ..
وأجزم
والله قد رأيتها
براعما تتفتح في هضاب الشام
من ثبات الصابرين ..الصامدين
من جراح أحمد الصغير
من دعاء اخوة في الدم
أقواس نصر يقشّبها أطفالي هناك
في بابا عمرو و الحولة وفي القبير والأتارب
في الرستن والحفة والقصير..
بعض أعراس ..عراضة شامية ..
أفراحٌ ها هنا تقام ..
ولائمٌ يؤمّها الصغار والطيور
على التلال ..في السهول ..على الجبال
في كل شبر من أرضنا السمراء
في هذه الساحات والشوارع والحقول
في كل بقعة خضبتها دماءالثائرين
وأنت وراءهم تمشين..تزغردين
عيونك العسلية دموعها قصائد
كنت تنشدين ..
تغرّدين كالبلابل
موشّّحات ..دندنات
لأمة حزينة
لشاعر مكلوم
لطفلة يتيمة تعيش في الخيام
تغنين للمنتصرين
...
أسماء القرى والاحياء الواردة هي قليل من المناطق التي شهدت مجازرا أو تم تدميرها بشكل نهائي
.....
"عندما يهذي الشعراء ..لا تكون كلماتهم إلا بارقات أمل يحملونها ثورة في حقائب أحلامهم و أحزانهم ...وكل عقيدتهم أنه في لحظة من يأس ينبلج الامل"
...
في رحلتي إليك
لم أجنِ إلا مفارق الطرق
كل الدروب تجهّمت وأسفرت عن وابل من الأسى ..وعتمة
أكنّة الذاكرة تهشّمت وأحرقت أفكارها
ظلام دامس وجراح
رحلتي كان طريقها معبّدا بدماء أصحابي وأشلاء زيزفون
رحلة ممضة بين جبال الآه والحنين
رحلة إلى الغياب
تفتّحت فيها مراجل الألم ..ونعوش
الغيوم تفجّرت دموعا وزهر بيلسان
البحر يا صديقتي كان تائها
وأنا كنت السفين.. يعضّ أصابع الندامة على صمت السنين
يمخر عباب الموج بلا هدى و لا دليل
البحر يا صديقتي كان موتا يذرف الضياع والحنق والأنين
كان طريقي ملبدا بالداكنات
إلا نجمة باهتة بلهاء
تبدو من بعيد..هناك في القفار
تحفها ديمٌ.. لكن- يا حسرة - من نار ومن غبار
في جوفها يهذي شاعر .. عن المجازر .. عن أطفالي الشهداء
يحكي عن السرو والصنوبر وعن بيوتنا المدمرة
عن جورة الشياح والخالدية والقصور
الشاعر -حسب رؤية الجزّار- كان أحمقا بل خائنا ..أو مارقا
يفكر بالسياسة والكرامة ..يوهم العقول
..
طريقه محاصر كما الورود .. بأكوام من الجنود
أو أنه من حمقه ظنهم جنود ..شبيحة حثالة ..
وأجهش الطريق... والدمع قانٍ
..
كان السديم باردا حد الجليد
النسيم مترع بلهاث أطفال مدمى ..بالهطول
والنهر كان ساذجا ..والشمس ترنو للأفول
رؤوسها الأشجار تلسع الغيم البليد
..
و أنت في نجمة أخرى تغوص في فجر بعيد..تبكين
ترثين شلالات من دمي ومن العيون
تنعين قصائدي
بحرقة الثكلى.. تتألمين ..تتكلمين..
عن البنفسج والنوارس
عن السنونو والصبار والجداول
عن جراحي.. كويتُها بملح
كانت دموعك لألاءة كالمزن.. لكن من أسى ومن أنين
كانت دموعك أمواجا تلطم ذاك السفين
وكدت أغرق في عيونك ..في البكاء و الدماء
..
لكنها أزهار نصر
قد رأيتها
نعم رأيتها أكاد أقسم ..
وأجزم
والله قد رأيتها
براعما تتفتح في هضاب الشام
من ثبات الصابرين ..الصامدين
من جراح أحمد الصغير
من دعاء اخوة في الدم
أقواس نصر يقشّبها أطفالي هناك
في بابا عمرو و الحولة وفي القبير والأتارب
في الرستن والحفة والقصير..
بعض أعراس ..عراضة شامية ..
أفراحٌ ها هنا تقام ..
ولائمٌ يؤمّها الصغار والطيور
على التلال ..في السهول ..على الجبال
في كل شبر من أرضنا السمراء
في هذه الساحات والشوارع والحقول
في كل بقعة خضبتها دماءالثائرين
وأنت وراءهم تمشين..تزغردين
عيونك العسلية دموعها قصائد
كنت تنشدين ..
تغرّدين كالبلابل
موشّّحات ..دندنات
لأمة حزينة
لشاعر مكلوم
لطفلة يتيمة تعيش في الخيام
تغنين للمنتصرين
...
أسماء القرى والاحياء الواردة هي قليل من المناطق التي شهدت مجازرا أو تم تدميرها بشكل نهائي
تعليق