قلب صفية أبصر وبصر جابر أفتر..!! قصة إحساس نادر من إمرأة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالله الجوي
    أديب وكاتب
    • 03-07-2012
    • 36

    قلب صفية أبصر وبصر جابر أفتر..!! قصة إحساس نادر من إمرأة

    كانت هناك حرب بين قبيلتين عربيتين إستمرت لعشرين سنة لاتكاد تهدأ لأيام

    إلا وتشتعل من جديد... !!

    كانت تلك الحرب تخضع للهدنة أشهراً ثم تعاود مرات اخرى لإختلاف يطرأ

    أو حادثة تثيرها من جديد ليبدأ نزال طويل وقاسي وينتهي بسقوط قتلى من الجانبين .

    إلى أن سخر الله من يصلح بينهما ويطفىء نار تلك الحرب للأبد..

    وقد دامت هذه الحرب الأخيرة ثلاثة أيام وإنتهت بصلح يقضي بعدم الإعتداء

    ووضع حد فاصل بين ماتملك كل قبيلة.

    وقد شهدت تلك المعركة الأخيرة بينهما سقوط مئات القتلى

    من الجانبين. وعندما إنتهت ووقع الصلح على أرض المعركة

    عادت كل قبيلة أدراجها ثم بعثوا فريقاً يتولى مواراة القتلى

    وبدأ الرجال عملهم في عجلة من ألأمر لئلا تتعفن أجساد القتلى

    فتجلب عليهم الوحوش الضارية الجائعه وكان على رأس أولئك رجل

    قد كلفته القبيلتان يدعى جابراً يكون أميناً على كل شىء بما في ذلك معدات

    الحرب فبدأ مهمته عند الصباح متجولاً بين صفوف القتلى وبيده قربة ماء

    وينادي هل من حىٍ هنا؟؟ هل من حيٍ هنا؟

    ولما إنتهى عند إنتصاف النهار خرج من بينهم إلى ظل شجرة

    قريبة ليستريح بعد عناء وإذا بإمرأة تمشي متجهة إليه مسرعة

    في خطواتها حتى وصلت قريباً منه وقالت: السلام عليكم يارجل فرد عليها جابر

    وسألها: مالك يا إمرأة؟ فقالت: أنا صفية بنت فلان وزوجي فلان بن فلان وهو بين هؤلاء!!

    فرد جابر :أ القتلى؟ قالت: هو بينهم لكنه ليس قتيلاً!!

    فقال لها :انا لا أعرف من ذكرت ولكن هل قدم عليك من يخبرك بأنه قد رأى

    زوجك وقت المعركة وهو جريح فقط؟؟فقالت: لا.

    فقال لها: زوجك إن لم يرجع إليك مع من رجع من المعركة فإنه لاريب قتيل..

    فقاطعته : بل إنه جريح ياهذا فدعني أبحث عنه .

    فقال لها جابر: ياإمرأة هذا عملي الذي كلفت به وقد إنتهيت منه آنفاً

    فإذهبي لتربية بنيه من بعده ودعي عنك خيالاتك وأوهامك!!

    فقالت له:قلت لك إن زوجي لم يمت بل هو جريح بين هؤلاء!!

    عندها قام جابر من قعدته ونهرها قائلاً: ياهذه إنني منذ صباح اليوم باحثاً

    عن هذا تحت هذه الشمس الحارقة ولم أر أو اسمع صوت حياة بين هؤلاء

    فإرجعي لبيتك وأرعي بنيه وإن أردت بعلاً من بعده فلايمنعنك حياءك فإنه حق

    لك !! فقالت صفية:لم أكن وليتك أمراً هو لي شأن بعد أن يموت بعلي

    ولست وصياً على بنيه لتخبرني بما أفعل لهم . فدعني وأمري يارجل

    فوالله إن زوجي لايزال حياً كأن أذني تتحسس أنفاسه!! فقال جابر: وكيف

    لك كل هذا التحقق يا إمرأه؟ قالت: دعني وخبر قلبي عن زوجي!!

    عند ذلك ضحك جابر وقال:والله إنها أوهام تلك التي حدثك بها قلبك!!

    ياإمرأه: إنها ثلاثة ايام من الكر والفر.. خيل تدوس بأرجلها من سقط ونبال

    تخترق الصدور لاعدد لها ولاقبل وحر يعتصر الأجساد الجريحة

    إن بقى في دمها سريان حياة. إنني منذ عشر سنين اقوم بهذا العمل الذي

    تسألينني أن ادعك تقومين به لمرة واحده فخذي عني ما أخبرتك

    إن زوجك ميِت إن كان بين هؤلاء وليس لك إلا الصبر وما أوصيتك به!!

    عندها قالت صفية: دعني وما أردت يكن فضلك كبير على وعلى زوجي..

    فما كان من جابر إلا أن سمح لها وهو يهز رأسه يمنة ويسرة!!

    ويقول: جُنت المرأة !! فراحت صفية تقلب بين القتلى وتبحث عن زوجها.....

    وماهي إلا ساعة من الوقت حتى سمع جابر نداء صفية ورآها تهتف وتقول: تعال يارجل ساعدني

    بحمله!! تعال هنا يارجل تعال!! فسارع متجهاً إليها فوجدها تمسك

    برأس الرجل وتمسح عليه الماء بيدها وسمع جابر زفراته فوضع يديه

    مع صفية وحملاه إلى الظل وباشرت صفية تطبيب جراح زوجها

    فوقف جابر وقال:أسحر هذا؟؟ فقالت صفية: أتعجب من أمر قلب

    عاشر رجلاً منذ عشرين عاماً أن يستشعر حالا هو عليها!!؟

    ليس قلبي إن لم يفعل هذا.....عندها قال جابر:(قلب صفية أبصر وبصر جابر أفتر)..1....قلم/عبدالله الجوي



    أفتر/أي ضعف بعد حدة
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الجوي; الساعة 04-07-2012, 16:30.
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    ترحاب كبير بك أستاذ عبد الله ،بأسلوب مشوّق و سلس دوّنتَ في أسطر ملحمة حرب و حبّ.
    مرحبا بك مرّة أخرى أخي العزيز.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • محمد فطومي
      رئيس ملتقى فرعي
      • 05-06-2010
      • 2433

      #3
      أفتر/أي ضعف بعد حدة

      للملاحظة فقط أخي عبد الله،أفترُ هي صيغة التّفضيل من فعل فتر،ليصبح معنى " أفترُ " هو أضعفُ و ليس ضعُف بعد حدّة.

      شكرا لك سلفا على سعة صدرك،
      مودّتي.
      مدوّنة

      فلكُ القصّة القصيرة

      تعليق

      • عبدالله الجوي
        أديب وكاتب
        • 03-07-2012
        • 36

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
        ترحاب كبير بك أستاذ عبد الله ،بأسلوب مشوّق و سلس دوّنتَ في أسطر ملحمة حرب و حبّ.
        مرحبا بك مرّة أخرى أخي العزيز.
        شكراً للأستاذ/محمد فطومي على إطرائه الجميل
        وايظاً شكراً للمعلومة الهامة وحضورك ياسيدي
        يجعلنا نعتز بما نطرح لك فائق الحب يا عزيزي

        تعليق

        • تاقي أبو محمد
          أديب وكاتب
          • 22-12-2008
          • 3460

          #5
          نص جميل سعدت بقراءته ،أستاذ عبد الله الجوي ، متمنياتي لك بمزيد من التألق.لا عدمنا إشراقتك.
          التعديل الأخير تم بواسطة تاقي أبو محمد; الساعة 04-07-2012, 19:14.


          [frame="10 98"]
          [/frame]
          [frame="10 98"]التوقيع

          طَاقَاتُـــــنَـا شَـتَّـى تَأبَى عَلَى الحسبَانْ
          لَكنَّـنَـا مَـوتَـــــــى أَحيَـاءُ بالقــــــــرآن




          [/frame]

          [frame="10 98"]
          [/frame]

          تعليق

          • عبدالله الجوي
            أديب وكاتب
            • 03-07-2012
            • 36

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة تاقي أبو محمد مشاهدة المشاركة
            نص جميل سعدت بقراءته ،أستاذ عبد الله الجوي ، متمنياتي لك بمزيد من التألق.لا عدمنا إشراقتك.
            شكراً لك أستاذي تاقي وحتماً سنكون هنا فقد أحببنا المكان بمن فيه أمثالك يا سيدي الكريم..دمت بخير

            تعليق

            • سليمى السرايري
              مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
              • 08-01-2010
              • 13572

              #7
              أهلا أهلا بهذا القلم الذي يشقّ طريقه بثبات في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
              جاء ليشرّف أعمدة الملتقى بسرده المحنك جاعلا بين الفقرة والفقرة كثيرا من التشويق الجميل.
              قصّة لها وقعها في النفس ، فالقلوب حين تتآلف و تتعانق ذلك العناق الأبديّ ،
              لا يمكن أن إلاّ أن تكون مأسورة بهذا الترابط الصادق.

              أسجّل اعجابي واحترامي أستاذ عبد الله.


              و فائق التحيّة.
              لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

              تعليق

              • فوزي سليم بيترو
                مستشار أدبي
                • 03-06-2009
                • 10949

                #8
                الأخ العزيز عبد الله
                لغة جميلة وسلسة . ذكرتني بأسلوب حكايات الف
                ليلة وليلة من خلال التشويق والحكمة .
                بارك الله فيك أخي ودمت
                فوزي بيترو

                تعليق

                • عبدالله الجوي
                  أديب وكاتب
                  • 03-07-2012
                  • 36

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سليمى السرايري مشاهدة المشاركة
                  أهلا أهلا بهذا القلم الذي يشقّ طريقه بثبات في ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                  جاء ليشرّف أعمدة الملتقى بسرده المحنك جاعلا بين الفقرة والفقرة كثيرا من التشويق الجميل.
                  قصّة لها وقعها في النفس ، فالقلوب حين تتآلف و تتعانق ذلك العناق الأبديّ ،
                  لا يمكن أن إلاّ أن تكون مأسورة بهذا الترابط الصادق.

                  أسجّل اعجابي واحترامي أستاذ عبد الله.


                  و فائق التحيّة.
                  اهلاً با لأستاذه والأخت الكريمه سليمى ...
                  أعجز أن أفي كلماتك الجميلة معانقاً لهذه المفردات
                  التي وصفت القصة بتفاعل حسي وإنساني لأبعد حد
                  كنت قد قرأت حرفك وعرفت مدى إطلاعك الثقافي
                  الذي ظهر لي جلياً وياسيدتي سا اكون عرضة لأن
                  أقدم أفضل مالدي فالمكان به الكثير ممن هم أمثال
                  سليمى تثقيفاَ ووعياً وفكراً ...تحياتي لكــ

                  تعليق

                  • عبدالله الجوي
                    أديب وكاتب
                    • 03-07-2012
                    • 36

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة فوزي سليم بيترو مشاهدة المشاركة
                    الأخ العزيز عبد الله
                    لغة جميلة وسلسة . ذكرتني بأسلوب حكايات الف
                    ليلة وليلة من خلال التشويق والحكمة .
                    بارك الله فيك أخي ودمت
                    فوزي بيترو
                    الأستاذ/فوزي سليم
                    كل التحايا لهذا الحضور الذي يحفزنا لتقديم
                    الأفضل ..الإحساس الحي بإستمرار يستوحي
                    تفاصيل دقيقة لانبصرها بغيره ...
                    دمت بالف خير وفضل من الله كبير

                    تعليق

                    • ريما ريماوي
                      عضو الملتقى
                      • 07-05-2011
                      • 8501

                      #11
                      الأستاذ عبدالله يسعدني التعرف على حرفك الجميل...
                      أعجبتني قصتك لكنني أراها ما زالت بحاجة لبعض التكثيف،
                      إذ طال الحوار بين المرأة وجابر...
                      أعجبني العنوان وكأنه مثلا كان...
                      يرجى تصويب الهمزات عندك...

                      أهلا بك كاتبا جميلا عندنا...

                      تحيتي وتقديري.


                      أنين ناي
                      يبث الحنين لأصله
                      غصن مورّق صغير.

                      تعليق

                      يعمل...
                      X