كما هو معروف أن للكلمات والمصطلحات وكذلك الأوصاف تأثيرات معنوية توجيهية قوية في النفوس. منها ما يؤدي إلى رفع معنويات الأفراد وتقويتها وبث الروح والعزيمه. كذلك تقوي الإرادة بشكل إيجابي مثمر ومفيد ينتج قوة دفع نحو الأمام و مزيدا من الإنتاجية. كما أنها في المقابل ذات تأثيرات معاكسه تؤدي إلى تثبيط العزائم وقتل الإيجابيه وبعث السلبيه والتهاون والتكاسل في النفوس.
فمن المصطلحات المنتشره, مصطلح "ذوي الإعاقة" أو "المعاقين". ويتكرر المصطلح على ألسنة العامة من الناس وأحيانا تتناقله وسائل الإعلام. وهو مصطلح فيه إشارة إلى العجز و النقص في القدرات الفكريه والعقليه و يبعث في النفوس التثبيط والإحباط في دلالة على عدم القيمة. كذلك يبعث في نفوس المستمعين الشفق لأفراد هذه الفئه والتقليل من مستواهم وقدراتهم . وهذا يعتبر شيئا سلبيا ولا يساعد في إندماجهم في المجتمع بشكل إيجابي مع الأفراد الآخرين طالما أن النظره السلبيه مترسخه في أذهان أفراد المجتمع تجاه هذه الفئه.
يجب التنويه إلى شئ مهم جدا وهو أن هذة الفئه لا تحتاج للشفقة منا بقدر ما تحتاج أن تتساوى النظرات تجاههم كما هي النظرات للأصحاء, وكذلك تتغير الفكرة النمطيه عنهم.. وكذلك هم بحاجة إلى توفيرحاجاتهم الخاصه. ومع توفر هذه الحاجات لهم يسهل عليهم الإندماج والمشاركه والمساهمه .وبذا يكونون في الضوء بدل البقاء في الظل مهمشين معزولين عن عجلة الحياه وغير قادرين على المساهمه في تقدم المجتمع وتطوره ونمائه بقدر استطاعتهم وهم قادرون على ذلك.
فقد سطر لنا التاريخ كثيرا من الوقائع والمواقف المشرفه وأبطالها ممن يطلق عليهم ذوي الإعاقه. منهم المجاهد الشهيد أحمد ياسين الذي كان قعيد الكرسي مدة طويله ولكن إعاقته لم تمنعه من مجاهده المحتل الصهيوني الذي يحتل الأرض وينهب الثروات ويقتل الإنسان. بل واصل المسيره والجهاد وسجن وعذب في سبيل قضيته ووطنه. بينما الكثيرون ممن هم في صحه كامله ومن لا يقعدهم الكرسي عن الحركه والمسير على رجلين تراهم متخاذلين ولم يحققوا ما حققه الشيخ الوقور بالرغم من كبر سنه. كذلك الحال بالنسبه للمبدعين ممن فقدوا البصر. ففقدانهم للبصر لم يمنعهم من المسير والتعلم والصبر والمجاهده . فبصيرتهم كانت أقوى بكثير مما فقدوه من البصر.كذلك نشاهد منهم من يتفوق في الرياضه ويشارك في المسابقات الرياضيه مثل ألعاب الجري وكرة السله والكرة الطائره وشتى صنوف الرياضات التي تمدهم بالصحه والقوه وتشغل أوقاتهم بالشي المفيد مقارنة ممن هم في أعمارهم والاصحاء منهم فقد سكنهم الكسل والخمول وهاجمتهم أمراض البدانه وقلة الحركة.
لذلك يجدر بنا الإبتعاد عن التركيزعلى الإعاقه وما ينتج عنها من أفكار ونظرات سلبية والتركيز أكثر في توفير الحاجات الخاصه والضروريه لهم ليتغلبوا على النقص ويكملوه. كذلك علينا أن نركز على التوجية المعنوي الإيجابي فيهم , وبث الروح والجهد والتشجيع والتطوير والإسهام في حركة المجتمع وتطوره.بالإضافه إلى ذلك, يجب الإبتعاد عن تهميش هذه الفئه وتوفير الدعم الكافي لها من أجل أن تتفجر طاقاتهم الإبداعيه ويثبتوا للناس حولهم أنهم أكفاء قادرين على المشاركه الفاعله بروح مجتمعية ووطنية.
اتمنى ينال اعجابهم ...
تعليق