دعوني وحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مؤيد عبدالله الشايب
    أديب وكاتب
    • 08-03-2012
    • 46

    دعوني وحيد

    دعوني بين أوراقي وحيد
    لعلّ القلب يولد من جديدْْ

    سئمت العيش في عصر البغايا
    و هدر العمر في زمن العبيدْ

    فلا العصفور غرّد في سمانا
    و لا الأحلام تعرفُ ما تريدْ

    و غادر صبحنا زهر البوادي
    و ليل القهر غطاهُ الجليدْ

    أعاد الجبن فينا عهد ذلٍّ
    و ضجّ الموت في قلب الوريدْ

    نذوبُ على ضفاف الذلّ خوفاً
    و يرشح من حكايانا الصديدْ

    نفتشُ عن زمان قد تولى
    و مجد كان في الماضي تليدْ

    تَشوّهَ كلّ ما فينا و أضحى
    عزيز النفس مختلاً شريدْ

    فكم حرٍّ توارى في كهوفٍ
    و عاش العمر منفياً طريدْ

    و كم باتت بأعيننا الرزايا
    و لا تخبو المواجع بل تزيدْ

    يعيشُ الموت فينا كلّ حينٍ
    و يأتي الطفل للدنيا فقيدْ

    تفتش عن مشاعرنا المآسي
    و تعرفنا الهواجس من بعيدْ

    فلا درب إلى النور هدانا
    و لا شوق إلى الماضي يفيدْ

    بلاد عشش الشيطان فيها
    و غادر أرضها خيل الرشيدْ

    مرافئها بلا سببٍ توارتْ
    مراكبها بلا موجٍ تميدْ

    ينام الحرّ فيها دون سقفٍ
    و يأوي الجرذ للركن الشديدْ

    طعام الناس فيها من فتاتٍ
    و يسرقُ فأرها صحن الثريدْ

    يعيشُ لصوصها في قصر عزٍّ
    و يحكمها المخنثُ و البليدْ

    نذوقُ سياطهمْ في كلّ يومٍ
    و نصرخ في أسى هل من مزيدْ

    يبيضُ الوغد ليلاً في حماها
    يفرخُ في مواجعها يزيدْ

    سيملأ منبر الأقنان زهواً
    يحذرنا و يزبد بالوعيدْ

    سيصرخ في وجوه القوم دهراً
    أنا الباقي و منسأتي حديدْ

    أنا المعطي فتحت لكم سجوني
    و جئت بثورة العيش الرغيدْ

    أتيت لكم من المولى رسولا
    معي ماء و شيء من قديدْ

    أنا المختار من رب البرايا
    أنا المعنيّ في بيت القصيدْ

    أنا السلطان طلاع الثنايا
    و لي في حكمكم رأي سديدْ

    أنا المولود من أيام عادٍ
    أنا المهدي و الخبر السعيدْ

    أنا الدجال أحيا ألف عمر
    أنا الملك المبجل و الفريدْ

    سأصنعُ من جماجمكم جسوراً
    ليعبر فوقها جيشي العتيدْ

    سأجعل ليلكم كابوس خوفٍ
    يشيبُ لهولهِ الطفل الوليدْ

    فلي في كل حيّ ألف عينٍ
    و لي عسس و سجان مريدْ

    سيفلحُ من يطيع الأمر منكم
    و يدخل جنّة الطلع النضيدْ

    و من يشكو لعبد أو لرب
    سيوضع في براميل الأسيدْ

    سيأتي الخوف أرتالاً و ندعوا
    له بالنصر و العمر المديدْ

    ستبصقُ من مخازينا المرايا
    و يصدأ في حناجرنا النشيدْ

    دعوني بين أوراقي أواري
    بقايا الروح في الجسد الشهيدْ

    أنا و القهر نمضي في خصام
    فلا نبض و لا موت أكيدْ

    أفتش في حروف الحزن عني
    و أشكو للندى زمني الزهيدْ

    أنا الموجوع من خبث النوايا
    على دربي سأبقى لن أحيدْ

    سأبقى رغم هذا الموت نسراً
    أعيش عزيز نفس أو أبيدْ

    سآوي من أبابيل الخفايا
    إلى أوراق صومعتي وحيدْ

    و لن أرضى بأصنام التكايا
    أنا في عزتي طفل عنيدْ

    أنا في معبدي حتى يواري
    ضياء شموسنا ليل العبيدْ
  • هيثم ملحم
    نائب رئيس ملتقى الديوان
    • 20-06-2010
    • 1589

    #2
    سلمت وطبت
    شاعرنا الحبيب: مؤيد عبدالله الشايب
    مؤلمة وحزينة أخي مؤيد ولكن الله معنا فلا تحزن
    محبتي وتقديري لك
    sigpic
    أنت فؤادي يا دمشق


    هيثم ملحم

    تعليق

    • ريمة كمال
      عضو الملتقى
      • 08-07-2011
      • 53

      #3
      السلام عليكم.
      استمتعت بهذه القصيدة كثيرا رغم أنها جد حزينة.شكرا جزيلا و ننتظر المزيد من أعمالكم الراقية استاذنا.

      تعليق

      يعمل...
      X