ذاكرة باردة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمود عبدالبديع الهيتي
    أديب وكاتب
    • 14-06-2012
    • 32

    ذاكرة باردة

    " عيناك الصغيرتان


    ترنو الى الظل


    الى الله


    وتخدش صمته .


    توزع لمساتك الباردة


    على النصف المشلول


    من خارطة الجسد


    و تُمني نصفك الاخر


    بشهوة الموت


    فترنو عيناه أليك ..


    و يستجيب ."



    أنصت الأن بكل ما تبقى من أنسانيتي المحترقة بلهيب العمر الممزوج وجعا لصوت " رياض أحمد " وهو يعلن ولادة حكاية عاصرتها بأدق تفاصيلها .. حكاية لم تعرف رسم الأحلام الا بلون الأسود .. وكأنها ولدت لتعشق الموت ، وترسمه بهذا اللون الصارخ احيانا، والهادئ أحيانا أخر .. أو لتعقد هدنة وقتية يشوبها الكثير من الشك مع الحياة .. خمسة عشر عاما .. تكفي لأن تفض عقد الصراعات مع جسدك المروض للموت ، والحياة يا صغيري .. أحاول الان ان ارسم وجهك البرئ بتفاصيله المنتمية لعالم المسافرين أبدا اليه .. أحاول الان أن أستجدي لك دمعة من عين أمي التي صعقت حين همست لها مرتجفا ذاك المساء الشتوي ( يمه حمودي توفه ) .. لكني عبثا أحاول ترتيب هرمية الأمل داخل أركان مدينتك التي لم تعد قادرة على تشكيل أيقونة بحجم شللك النصفي لأحتواء ألوان الطيف السبعة .

    " ثغرك على حالي تبسم
    وجروحك ماكفن كلهن تبي السم "
    يشدني صوتك من أصقاع الروح .. أهرب صوب علبة سجائري المترامية بفوضوية فوق طاولتي التي لم تحترف سوى أحتوائها لعناوين تتغى باللاشيء .. أختلس سيجارة بعيدا عن عين أمي المتوعدة بشنها حربا لا هوادة فيها لأكثاري في التدخين .. أنزوي في ركني البارد .. وأمجّ دخانها .. ويعود وجهك المرسوم برماد عشريني يغازلني بملوحة الدمع ..
    - الموت دافئ
    يخترقني صوتك ليؤكد بحضرة الوقت المتبقي أن للموت شكلا غير الذي عهدناه .. وانه لمن العبث أن نستمر متمسكين بحياة رصدت أحلامنا اللامتناهية لتغتالها بكواتم الوجود .. يتلاشى صوت " رياض أحمد " في شقوق ذاكرتي المتعبة .. ويستمر صوتك الجهوري يصدح بأغنية الوجع .. أمد يدي بحثا في أركان الغرفة عن مصدر صوتك .. لا شيء .. ويتلاشى .. وأركن لانتظارك .




    التعديل الأخير تم بواسطة محمود عبدالبديع الهيتي; الساعة 06-07-2012, 20:36.
  • محمد فطومي
    رئيس ملتقى فرعي
    • 05-06-2010
    • 2433

    #2
    كم هو رائع و حزين هذا النصّ.
    فتنة الجمل الدّافئة الهاربة - كدخان التّبغ المثقل بالّلحظات الحميمة - صوب المدى .
    تحيّة معزّة أخي محمود.

    تجدها في قسم القصّة القصيرة أخي.
    لكن فكّر في تكبير الخطّ و إلاّ انزعج صديقنا الحبيب جمال عمران.
    مدوّنة

    فلكُ القصّة القصيرة

    تعليق

    • ربيع عقب الباب
      مستشار أدبي
      طائر النورس
      • 29-07-2008
      • 25792

      #3
      كانت قصيدة
      قصة قصيدة
      و قصيدة قصة
      طرقت أوتار الروح في مقتل
      استباحت كل مكامن الشعور ، لتحلب الدمعات ، و الذكريات الأكثر شبها بها
      أنت شاعر سيدي
      و المشهد رغم سكونه على ملامح الصورة
      و تناثر المفردات هنا و هناك
      ما بين قلق و بكاء
      و تدخين و زجر
      و أصوات تتردد كأنفاس .. و بلا حيلة
      يتلاشى كل شىء .. لنعاود مع نفس المشهد .. حتى ينأى وحده رويدا رويدا بفعل نعمة النسيان
      بلا نسيان !

      شكرا لك أخي الفاضل

      محبتي
      التعديل الأخير تم بواسطة ربيع عقب الباب; الساعة 11-07-2012, 18:35.
      sigpic

      تعليق

      • غالية ابو ستة
        أديب وكاتب
        • 09-02-2012
        • 5625

        #4
        آآآآآآآآآآآآآآآآآهٍ يا محمود الجدي------------أقرؤك السلام من روحي ومن وجعي --السلام عليكم
        يخترقني صوتك ليؤكد بحضرة الوقت المتبقي أن للموت شكلا غير الذي عهدناه .. وانه لمن العبث أن نستمر متمسكين بحياة رصدت أحلامنا اللامتناهية لتغتالها بكواتم الوجود .. يتلاشى صوت " رياض أحمد " في شقوق ذاكرتي المتعبة .. ويستمر صوتك الجهوري يصدح بأغنية الوجع .. أمد يدي بحثا في أركان الغرفة عن مصدر صوتك .. لا شيء .. ويتلاشى .. وأركن لانتظارك . -------------------
        وأي اشكال يا محمود----------
        من قلب موجوع تكتب الى قلوب موجوعة فتزيدها وجعاً
        أنت مبدع وقالها لك غيري
        وشاعر وقالها لك غيري
        وأقولها لك----أنت مبدع جميل-----رغم ما يقطر
        به النص من ألم الا أنه ينطق بجمال -الحرف
        والابداع
        تحياتي واحترامي لك والرحمة والخلود لشهدائنا الابرار
        دمت مبدعاً
        يا ســــائد الطيـــف والألوان تعشــقهُ
        تُلطّف الواقـــــع الموبوء بالسّـــــقمِ

        في روضــــــة الطيف والألوان أيكتهــا
        لـــه اعزفي يا ترانيــــم المنى نـــغمي



        تعليق

        • محمود عبدالبديع الهيتي
          أديب وكاتب
          • 14-06-2012
          • 32

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة محمد فطومي مشاهدة المشاركة
          كم هو رائع و حزين هذا النصّ.
          فتنة الجمل الدّافئة الهاربة - كدخان التّبغ المثقل بالّلحظات الحميمة - صوب المدى .
          تحيّة معزّة أخي محمود.

          تجدها في قسم القصّة القصيرة أخي.
          لكن فكّر في تكبير الخطّ و إلاّ انزعج صديقنا الحبيب جمال عمران.

          العزيز محمد فطومي / مساؤك ... كما تحب
          يا سيدي .. أثقلني الوجود بهذه المأساة التي تتناسل فينا ...
          ما يؤلمني أكثر أنني ورغم الصراعات اللامتناهية مع الوجع لا أستطيع أن أغادر .. لذا أركن للأنتظار ...

          تدلل انت واستاذنا جمال .. وقمت بتكبير حجم النص ...
          قبلاتي ...

          تعليق

          • محمود عبدالبديع الهيتي
            أديب وكاتب
            • 14-06-2012
            • 32

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة ربيع عقب الباب مشاهدة المشاركة
            كانت قصيدة
            قصة قصيدة
            و قصيدة قصة
            طرقت أوتار الروح في مقتل
            استباحت كل مكامن الشعور ، لتحلب الدمعات ، و الذكريات الأكثر شبها بها
            أنت شاعر سيدي
            و المشهد رغم سكونه على ملامح الصورة
            و تناثر المفردات هنا و هناك
            ما بين قلق و بكاء
            و تدخين و زجر
            و أصوات تتردد كأنفاس .. و بلا حيلة
            يتلاشى كل شىء .. لنعاود مع نفس المشهد .. حتى يأنى وحده رويدا رويدا بفعل نعمة النسيان
            بلا نسيان !

            شكرا لك أخي الفاضل

            محبتي
            الأستاذ ربيع / أعطْرَ مساؤك ياسميا
            الآن أركن لدموع أستباحت ذاكرتي لكلماتك التي رصدتني ..
            يا سيدي .. كم أتمنى أن أعانق وجه الأمنيات ....
            لا شيء يستدعي للنسيان سوى النسيان ....

            قبلاتي لروحك العطرة ..
            محمود

            تعليق

            • محمود عبدالبديع الهيتي
              أديب وكاتب
              • 14-06-2012
              • 32

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة غالية ابو ستة مشاهدة المشاركة
              آآآآآآآآآآآآآآآآآهٍ يا محمود الجدي------------أقرؤك السلام من روحي ومن وجعي --السلام عليكم
              يخترقني صوتك ليؤكد بحضرة الوقت المتبقي أن للموت شكلا غير الذي عهدناه .. وانه لمن العبث أن نستمر متمسكين بحياة رصدت أحلامنا اللامتناهية لتغتالها بكواتم الوجود .. يتلاشى صوت " رياض أحمد " في شقوق ذاكرتي المتعبة .. ويستمر صوتك الجهوري يصدح بأغنية الوجع .. أمد يدي بحثا في أركان الغرفة عن مصدر صوتك .. لا شيء .. ويتلاشى .. وأركن لانتظارك . -------------------
              وأي اشكال يا محمود----------
              من قلب موجوع تكتب الى قلوب موجوعة فتزيدها وجعاً
              أنت مبدع وقالها لك غيري
              وشاعر وقالها لك غيري
              وأقولها لك----أنت مبدع جميل-----رغم ما يقطر
              به النص من ألم الا أنه ينطق بجمال -الحرف
              والابداع
              تحياتي واحترامي لك والرحمة والخلود لشهدائنا الابرار
              دمت مبدعاً
              آآآآه يا سيدتي ( غالية )
              حين تولد الأبجديات من قلوب أضنتها المأساة والموت الموزع ببرودة على وجودنا المرتبك ...
              أضافتك لمستك نهرا من دموع أرتسمت بدقة لا متناهيه لوجعنا المشترك ...

              سيدتي ... كل الود
              محمود

              تعليق

              • آسيا رحاحليه
                أديب وكاتب
                • 08-09-2009
                • 7182

                #8
                وانه لمن العبث أن نستمر متمسكين بحياة رصدت أحلامنا اللامتناهية لتغتالها بكواتم الوجود ..

                و هل من سبيل آخر غير الوجود ؟

                سررت بالقراءة لك .
                تقديري.

                يظن الناس بي خيرا و إنّي
                لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

                تعليق

                • محمود عبدالبديع الهيتي
                  أديب وكاتب
                  • 14-06-2012
                  • 32

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                  وانه لمن العبث أن نستمر متمسكين بحياة رصدت أحلامنا اللامتناهية لتغتالها بكواتم الوجود ..

                  و هل من سبيل آخر غير الوجود ؟

                  سررت بالقراءة لك .
                  تقديري.

                  العزيزة آسيا / صباحك ياسمين
                  ربما هناك ثقبٌ في ذاكرة الوجود قادرة على نفاذنا الى الـ.......
                  سررت جدا بوجودك سيدتي ...

                  مودتي ..
                  محمود

                  تعليق

                  • حسن لختام
                    أديب وكاتب
                    • 26-08-2011
                    • 2603

                    #10
                    كم عشقت هذا النص ،أخي محمود..هي الذاكرة المثقوبة بكل آلامها وبرودتها وحرارتها..القصة جمعت هنا مابين النثر والشعر والقصيدة والقصة القصيرة.هكذا يكون الإبداع في كل تجلياته..ومن عاش القصيدة والقبلة،لا يهمه الموت.
                    تقديري

                    تعليق

                    • محمود عبدالبديع الهيتي
                      أديب وكاتب
                      • 14-06-2012
                      • 32

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة حسن لختام مشاهدة المشاركة
                      كم عشقت هذا النص ،أخي محمود..هي الذاكرة المثقوبة بكل آلامها وبرودتها وحرارتها..القصة جمعت هنا مابين النثر والشعر والقصيدة والقصة القصيرة.هكذا يكون الإبداع في كل تجلياته..ومن عاش القصيدة والقبلة،لا يهمه الموت.
                      تقديري
                      العزيز حسن لختام / طاب مساؤك
                      وانا عشقت وجودك هنا بكل تفاصيله ...
                      ربما كان هدفي ان اجمع مابي هذه الالوان لأصب وجعي
                      واتفق معك انه من عاش القصيدة والقبلة لايهمه الموت ..
                      اسعدني حضورك البهي ...

                      قبلاتي ..
                      محمود

                      تعليق

                      • وسام دبليز
                        همس الياسمين
                        • 03-07-2010
                        • 687

                        #12
                        كانت ذاكرة باردة لقلب يقطر ألما نص جميل شجي سعدت به د دام نزيف قلمك

                        تعليق

                        • وفاء عالم
                          أديب وكاتب
                          • 24-12-2011
                          • 50

                          #13
                          هنا القصة القصيدة
                          و القصيدة القصة

                          والاخلاص لقسوة الذاكرة
                          !!!!!!
                          تقديري،،،،

                          تعليق

                          • ريما ريماوي
                            عضو الملتقى
                            • 07-05-2011
                            • 8501

                            #14
                            ما اجمل الكلمات لما تننساب من عمق الالم والوجع...
                            اعرف حمودي ايضا مثل محمودك ينتظر والابتسامة تعبيء
                            وجهه وما زال يبتسم للحياة... وهم الأكثر تحملا..

                            شكرا لك على نص أثار الشجن فينا...

                            وأهلا بك أديبا مبدعا عندنا.

                            تحيتي واحترامي وتقديري.


                            أنين ناي
                            يبث الحنين لأصله
                            غصن مورّق صغير.

                            تعليق

                            • أم عفاف
                              غرس الله
                              • 08-07-2012
                              • 447

                              #15
                              أيّ وجع أثرت فيّ؟
                              الموت ذلك الكائن المهيب .كم نجبن أمامه ! كم نصغر !
                              الحياة أن نعي لذة الحزن ،أن تحضرنا كل هذه الأحاسيس ،تخترقنا من الدّاخل ،تشق قلوبنا بلوعة الفقد المؤجّل ،أو التسلّل عبر تجاويف الذّاكرة ووتوسيع الشّقوق .
                              ما يعوزنا ،بعض الثّقة في أن الله بانتظار استعادة ما أودعه فينا منه ،احتوائنا في فيض من الحبّ والرّحمة ما لم نكن قتلة أو شرّانيّين .
                              أحببت هذا النّصّ كثيرا لأنّه احتواني .
                              كلّ الودّ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X