الأربعيني ذو الغمازات اللافتة ، يوزع النظرات المسبلة ،
على ضفاف المراهقات ، يستدرج البراءة ؛ لتزرع بذور الحياة
في حقوله التي أنهكها الجفاف ، لينبت المحال فراشة في المدى الممتلئ باليباس .
التقاها في الليالي الخلفية ؛ حيث الشمس تحتضر ، بين أكف المستقبل .
يداعب أحمر الشفاه تجاعيد السنين ، في الساحات المفتوحة على كل الجهات .
قال وهو في أقصى درجات ثمالته =أحبك حلوتي ، مذ غرقت نظرتي ،
في عينيك النجلاوين . مذ أسرني قدك المياس .
دارت بفعل العطر المدوخ . تسامقت الأحلام جدلا .
اختلى بها على شرفة الهذيان ،
بعثر تربة البراءة ، مزق دثار العفة ، هتك الأغاني وعطر المسافات
الفاصلة ، بين الأربعين والعشرين .
أيقظ الشجن أحشاءها النائمة ...
ترنحت سنابل الدموع بين ذراعي الشهوة القاتلة ،
عيون الحرمان تتسلق تمثال الرغبة كل ليلة .
يمتزج اللعاب بالعرق ، يسيل الدم على سجادة الاحتراق .
حين شقشق الوعي ، أدركت أنها سلمته كل ما كان في عهدتها من نقاء ،:
من صفاء ، من أنوثة .
وبعدما أشبع الأربعيني غرور فحولته ، صار يرسم بالسوط خرائط على جسدها الغض ،
وفي الأحشاء نطفة ، تستصرخ الكون : أن يرحمها من قسوة ما كان ، وما سيكون .
مرت قوافل الرماد ، على جسدها الغض ، الذي انحنى قبل الأوان ، تحت وطأة الزمن .
قسوة النظرة ، تلك الحسرة التي التهمت أشرق ما فيها ؛
لتجد نفسها كل ليلة في ركن الانزواء . بين أحضانها كائن ، لا يملك من أمرها ،
سوى البكاء حرقة عليهما معا .
تقلصت الأربعين على جسر العشرين ، تبرعمت من جديد ؛ لتثير عشق البراءة
في كل مكان .
كانت الخمر تقوي نزعة العبث ، في صدر الكبت ،
حتى ذات عربدة ، وجد نفسه في هوة الموت . أطلق المقود ليحضن جسدا ، لم يينع بعد كعادته ،؛
فانفلتت العجلات ؛ لينتهي في قعر النهر ، وفي الحضن جريمته!
طرقات قوية جعلتها تسقط رأسها من النافذة ليدوي الخبر في الشارع الطويل الخالي =
مات ....مات ...في حادث سيارة ....زغرودة انفلتت من دمها دون شعور ...بعدها ...
دوت صرختها بين أنياب سوط ، نقش رسوماته على الوجه و الجسد ، بينما البطن تعلو و تنبعج ، من قسو ة الجلد و سطوة الدماء المتفجرة . تئن البراءة في جوف صرختها ..بلا توقف !
تعليق