بَرَدَى والْربيعْ
*
*
أَيُثْمِرُ الْرَّبيعُ والْشِّفاهُ نَوَاظِرُ
وَنِيْرانُ الْشَوْقِ تَأْبَى
إلا لِحُضْنكَ اْلمَجْنونِ تغْريداً تسافرُ
* *
أَتَسْتَوي مَحَاسِنُ الأُنْسِ ،
والْوُجُوهُ تتلوّنُ،
وبناتُ الْرَّوْضِِ في مُحَيَّاكِ تَتَكَاثرُ
* *
وتُشقينا ضُرُوبُ الأَسَى ،
وتَمْضي ،
أَرْوَاحُنا تَكْنِسُ غُبارَها
وَتَنْتَفِضُ للوَطنِِ سَواعِدَه وَتَتثَابرُ
* *
أَيَنْعِينا الْزَّمانُ ونَحنُ أحياءٌ لم نزلْ
وَكَوثَرُ الإباءِ بِنا ،
كَأفُقِ الْشّمسِ نحنُ نَسْتَقيم حراً
دَلْواً لِلحبِّ نحنُ يَسْمُو كَأسُنا ويَتَسَامَرُ
* *
أنحصي أرواحاً تعانقُ الفجرَ بشغفٍ
والموتُ يتقافزُ بينها،
جَرَّبَتهُ بِلا شِفاهٍ ،
وتَعَطّشتْ له حين أهْداهَا الْصُّبحُ
شِفاها مُبَللةً وَرمَقاً بِالْشّهَادةِ يُجَاهرُ
* *
أَجلِّقُ ؟ ومَن يَخْتارُ حُلَلَ الْمجدِ ويتفردُّ؟
دُونكِ ،
ومَروانُ ودُمُوعِ الْوجْدِ تُرْهقهُ
وغَصةٌ في الأُمَوي مِنْ رُكنٍ إلى رُكنِ تسافرُ
* *
أقَمْتُ صَلاتي وَتَعَانَقَت ْتَلْبِيَتي ،
وهُتافُ الحقّ ،
(الله أكبر) ، مَا للْحَناجرِ ؟
أمَا أَرهَبَها فَتكٌ ؟ وتَقْطيعٌ ؟
أمَا أَرْهَبَتْها قِطْعَانُ المعتزِّ ؟
والْضَّحَايا تَتَسَاقَط ُ ،
ومِنْ أشلاءِ الْبَراءة يُلوّنُ أفانينَ حُلْمِهِ اْلخاسرُ
* *
تَنوءُ الْرزَايا بكَ يا "بَرَدَى" وتَشْمَخُ ،
والْدِّماءُ عَرَائِسُ مَوجِكَ َ،
قَرابينُ مجدٍ تُزَفُّ إليكَ ،
وَلَيلُ المْنتَظرِ ثقيلٌ ،
إِلا عَلى مُهَجٍ تَتْلو لِلغَدِ آمَالَها
وَتَشيْحُ عنْ وَجْهِ الْشَّمْسِ الْسَّتَائِرُ
ياسمين الشام
تعليق