أين
أينَ يَمْضِي هاجِرِي في هفوِ غابِ = إن رآنِي ساكناً في غفوِ بابِ
كُلُّ وِكرٍ للعَصَافِيرِ الأمَانِي = سوفَ يَأْتِي بحرَ حُبٍّ للربابِ
يَسكبُ المِلْحَ الّذي صارَ الأغاني = فوق قَلْبٍ كانَ زَهْرًا مِنْ شَبَابِ
أيْنَ يَمضِي تَارِكًا سُهدَ اللّيالِي = يَعْزِفُ الألحانَ رمزاً للعذَابِ
بينَ جمرٍ من أهازِيجِ الكَنَارِي = سابحًا في بحرِ حُلمٍ للإيابِ
ليلُنا الغافِي أتانِي حينَ نامتْ = كافُ رُوحِي في خَفِيفٍ من ضَبابِ
أزْهرتْ نَوّارةُ الهجْرِ التي كا = نتْ فَضاءً راحلاً فوقَ الهضابِ
تَنتَهِي في جوفِ صدرِي كالشّظايا = ثُمّ تَسقِي خافقي برقَ الشّهابِ
كانْبِعاثِ الطّلقِ في همسٍ رحيمٍ = أو فطامِ العُمرِ من عطفِ الصّحابِ
كانَ شهدُ الوصلِ يَروي زهرَ عمري = يانعاتٍ من عناقيدِ الحُبابِ
تَنتَشي وجداً سنيني تَحتَويني = أحرفاً في سطرِ نورٍ من كتابِ
أفضحُ التكوينَ شِعراً في الغوانِي = حينَ سمعِي كان سدّاً للعِتابِ
من ضلوعي كانَ نهرًا بارئاً من = رحمتي يَشفِي عليلا بالسّرابِ
هاكَ أمرِي كنتُ أحيا بين روضٍ = كاسياتٍ دمعتي شطرَ الخُضابِ
مهجتِي كالطّفلِ تعدُو في رقيقٍ = من حنانِ الوردِ كالخمرِ المُذابِ
ليسَ بيني يا حبيبي وانْطفائِي = غير فمٍّ كانَ مَسكوبَ الرُّضابِ
يَنتقِينِي فصلَ حبٍّ في جٌنُونِي = أو بُراقٍا كاشفاً سترَ الحِجَابِ
أين يمضي مزهَرِي بعدَ الثّوانِي = ما استقالتْ من كشوفٍ للحسابِ
أين أمضي في ظنوني والليالي = ما استفاقتْ بعد من سُكرِ الشّرابِ
هاكَ أمرِي فانتصفْ لي من غرامٍ = كانَ رُوحي وانتقاني للمُصابِ
هاكَ أمري والرّوائي كانَ شِعري = يا حبيبي أنتَ لي فصلُ الخِطَابِ
د. السيد عبد الله سالم
المنوفية – مصر
تعليق