هل يقيم الإنجليز للقيم الرفيعة وزنًا في سياستهم الخارجية..؟!
القراء الكرام.. أقدم لكم السلسلة الوثائقية ركائز الديبلوماسية البريطانية التي نشرتها البي بي سي، وقد قام بإعداد السلسلة الدبلوماسي البريطاني السير كريستوفر ماير سفير بريطانيا في واشنطن وقد عرض لركائز الدبلوماسية البريطانية.. الأمن والازدهار والقيم.. وقد قام بترجمتها الأخ الكريم الأستاذ المترجم فيصل كريم.. وهو يقدم هذا الجهد الكبير خدمة لأبناء العربية ولأبناء الإسلام لمزيد من التعرف على خصمهم اللدود .. كيف يفكر ويخطط وليتعرف على مدى فظاعة جرائمه بحق الشرق الإسلامي بل بحق البشرية .. أقدم لهذه السلسة بصفتي متابعا للأحداث الجلل التي شهدتها المنطقة منذ مطلع القرن العشرين والتي كان أبرزها صدور وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو ثم الحدث العظيم الذي تمثل بهدم دولة الإسلام وراعيته في العالم وممثلة المسلمين وهي الدولة العثمانية على يد مجرم القرن العشرين مصطفى كمال أتاتورك .. وكان من نتيجة ذلك تنحية الإسلام عن الحياة حتى يومنا هذا ..
البيئة وتأثيرها على الإنجليز
الإنجليز كسائر البشر أبناء بيئتهم التي تركت تأثيرًا كبيرًا على شخصيتهم.. وإذا كان أحد تعريفات الذكاء هو التكيف مع البيئة فإن البيئة في الجزر البريطانية النائية قليلة الموارد والتي كانت تحدق بها الأخطار من جهاتها الأربع قد فعلت فعلها في الشخصية الإنجليزية فأكسبتها الذكاء والدهاء وسعة الحيلة حتى تستطيع العيش وسط هذه الظروف..والتغلب عليها .. وهذا ما عرف به الإنجليز .. ثعالب السياسة ودهاتها. وقد عرف عنهم أنهم يقاتلون حتى آخر جندي فرنسي، والكاتب الأمريكي الساخر مارك توين يقول: الرجل البريطاني كريم جدا إلى درجة أنه يتبرع لك بالقميص الوحيد الذي يمتلكه جاره..!! ولقد دهشت من وقاحتهم حين عرضوا على موسوليني حتى يبعدوه عن هتلر وحتى لا يقوم بغزو الحبشة نصف الحبشة في اتفاقية هور لافال بين بريطانيا و فرنسا.. تبرعوا له أن يقدموا له نصف الحبشة دون أن يستشيروا هيلاسي لاسي إمبراطور الحبشة ودون أن يستشيروا شعب الحبشة طبعا...!!
البيئة أكسبت الإنجليز سعة الحيلة والدهاء
القراء الكرام.. أقدم لكم السلسلة الوثائقية ركائز الديبلوماسية البريطانية التي نشرتها البي بي سي، وقد قام بإعداد السلسلة الدبلوماسي البريطاني السير كريستوفر ماير سفير بريطانيا في واشنطن وقد عرض لركائز الدبلوماسية البريطانية.. الأمن والازدهار والقيم.. وقد قام بترجمتها الأخ الكريم الأستاذ المترجم فيصل كريم.. وهو يقدم هذا الجهد الكبير خدمة لأبناء العربية ولأبناء الإسلام لمزيد من التعرف على خصمهم اللدود .. كيف يفكر ويخطط وليتعرف على مدى فظاعة جرائمه بحق الشرق الإسلامي بل بحق البشرية .. أقدم لهذه السلسة بصفتي متابعا للأحداث الجلل التي شهدتها المنطقة منذ مطلع القرن العشرين والتي كان أبرزها صدور وعد بلفور واتفاقية سايكس بيكو ثم الحدث العظيم الذي تمثل بهدم دولة الإسلام وراعيته في العالم وممثلة المسلمين وهي الدولة العثمانية على يد مجرم القرن العشرين مصطفى كمال أتاتورك .. وكان من نتيجة ذلك تنحية الإسلام عن الحياة حتى يومنا هذا ..
البيئة وتأثيرها على الإنجليز
الإنجليز كسائر البشر أبناء بيئتهم التي تركت تأثيرًا كبيرًا على شخصيتهم.. وإذا كان أحد تعريفات الذكاء هو التكيف مع البيئة فإن البيئة في الجزر البريطانية النائية قليلة الموارد والتي كانت تحدق بها الأخطار من جهاتها الأربع قد فعلت فعلها في الشخصية الإنجليزية فأكسبتها الذكاء والدهاء وسعة الحيلة حتى تستطيع العيش وسط هذه الظروف..والتغلب عليها .. وهذا ما عرف به الإنجليز .. ثعالب السياسة ودهاتها. وقد عرف عنهم أنهم يقاتلون حتى آخر جندي فرنسي، والكاتب الأمريكي الساخر مارك توين يقول: الرجل البريطاني كريم جدا إلى درجة أنه يتبرع لك بالقميص الوحيد الذي يمتلكه جاره..!! ولقد دهشت من وقاحتهم حين عرضوا على موسوليني حتى يبعدوه عن هتلر وحتى لا يقوم بغزو الحبشة نصف الحبشة في اتفاقية هور لافال بين بريطانيا و فرنسا.. تبرعوا له أن يقدموا له نصف الحبشة دون أن يستشيروا هيلاسي لاسي إمبراطور الحبشة ودون أن يستشيروا شعب الحبشة طبعا...!!
البيئة أكسبت الإنجليز سعة الحيلة والدهاء
لم يكن غريبًا ولا مستهجنًا أن تستعمر بريطانيا دولاً وشعوبًا مساحتها أضعاف أضعاف مساحتها وعدد سكانها .. ومن المعروف أن أمريكا كانت مستعمرة بريطانية، وكذلك شبه القارة الهندية، وإيران، ومصر وبعد الحرب العالمية الأولى اقتسمت مع فرنسا ممتلكات الدولة العثمانية (الرجل المريض) وفق اتفاقية سايكس بيكو فأخذت فلسطين والأردن والعراق وألزمت مصطفى كمال وفق اتفاقية لوزان بأن يلغي الخلافة ويعزل الخليفة وينفيه ويقطع صلة تركيا بالإسلام والتوجه بها نحو أوروبا، وقد فعل فألغى الكتابة بالأحرف العربية ومنع الأذان وتبنى الدستور السويسري وسار في تحويل تركيا إلى قطعة من أوروبا وجعل من الجيش التركي حارسًا للعلمانية منذ ألغيت الخلافة وحتى يومنا هذا ...
إن الإنجليز يتقنون فن التفاوض والمراوغة والخداع؛ فيقع الخصم في أحابيل خداعهم فريسة سهلة وسلاحهم الكذب، فضلا عن معرفة دقيقة ووثيقة بشخصية الخصم من خلال الدراسات التي وفّرتها حركة الاستشراق التي كانت ملحقة بوزارة المستعمرات، وقد مكّنهم هذا من الدخول إلى عقول وقلوب الشعوب المستعمرة، فكسبوا عائلات وشخصيات منها للعمل معهم وتثبيت نفوذهم وتحقيق أهدافهم، وقد استخدم الإنجليز المال في معركة كسب العقول والقلوب، وأتذكر المهمة التي جندت الاستخبارات البريطانية في مصر المطربة أسمهان في الحرب العالمية الثانية حين أعطتها مبلغ ستين ألف جنيه أسترليني وكلفتها بتوزيعها على عملاء بريطانيا فمرت بفلسطين وزارت القدس وزارت سوريا ولبنان و...
ما الذي يجمع الإنجليز باليهود ..؟
إن الإنجليز يتقنون فن التفاوض والمراوغة والخداع؛ فيقع الخصم في أحابيل خداعهم فريسة سهلة وسلاحهم الكذب، فضلا عن معرفة دقيقة ووثيقة بشخصية الخصم من خلال الدراسات التي وفّرتها حركة الاستشراق التي كانت ملحقة بوزارة المستعمرات، وقد مكّنهم هذا من الدخول إلى عقول وقلوب الشعوب المستعمرة، فكسبوا عائلات وشخصيات منها للعمل معهم وتثبيت نفوذهم وتحقيق أهدافهم، وقد استخدم الإنجليز المال في معركة كسب العقول والقلوب، وأتذكر المهمة التي جندت الاستخبارات البريطانية في مصر المطربة أسمهان في الحرب العالمية الثانية حين أعطتها مبلغ ستين ألف جنيه أسترليني وكلفتها بتوزيعها على عملاء بريطانيا فمرت بفلسطين وزارت القدس وزارت سوريا ولبنان و...
ما الذي يجمع الإنجليز باليهود ..؟
ليس صدفة أن يتبنى الإنجليز اليهود ويعدوهم بوطن على حساب شعب آمن في وطنه فيسرقوه منه في رابعة النهار ..وقد قامت الكنيسة الإنجليكانية البريطانية بالترويج للفكرة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر على أن فلسطين هي أرض الميعاد .. وقد جندت الكنيسة الإنجليكانية للترويج للفكرة علماء سياسة واقتصاد واجتماع وشعراء ومؤرخين ليس بينهم يهودي واحد .. كلهم إنجليز..!!
إن ما يجمع اليهود بالإنجليز هو فن صناعة الكذب وكما قال الروائي البريطاني جورج أوريل في روايته المزرعة: اكذب اكذب اكذب حتى تُصدِّق ..!! وهكذا وجدت الكذبة التربة الخصبة، وصدق الإنجليز أنفسهم الكذبة ومعهم اليهود وادّعى اليهود أن أرض الميعاد هي فلسطين، وصدر وعد بلفور الذي وصفه الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني رحمه الله أبلغ وصف فقال عنه: وعْد مَن لا يملك لمن لا يستحق ..
إن ما يجمع اليهود بالإنجليز هو فن صناعة الكذب وكما قال الروائي البريطاني جورج أوريل في روايته المزرعة: اكذب اكذب اكذب حتى تُصدِّق ..!! وهكذا وجدت الكذبة التربة الخصبة، وصدق الإنجليز أنفسهم الكذبة ومعهم اليهود وادّعى اليهود أن أرض الميعاد هي فلسطين، وصدر وعد بلفور الذي وصفه الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني رحمه الله أبلغ وصف فقال عنه: وعْد مَن لا يملك لمن لا يستحق ..
الخيانة والغدر ديدن الإنجليز.. واليهود والإنجليز وجهان لعملة واحدة
ما يجمع الإنجليز باليهود نقض العهود والتنّكر للمواثيق وخيانتهم لعهودهم مع الشريف حسين الذي أملوه بالخلافة على أنقاض الخلافة الإسلامية العثمانية وملك كبير في البلاد العربية ليكون ملكا على العرب وأعطوا ابنه الشريف علي ورقة وقعوا عليها على بياض وطلبوا من الشريف حسين أن يشرط شروطه ويكتبها فوق توقيع المندوب السامي البريطاني في مصر في محاولة لتطمين الشريف حسين مقابل دخوله في حلف معهم ضد دولة الخلافة لإدراكهم لخطورة خروج الشريف حسين وأبنائه على سلطان الخلافة وأهمية قتاله إلى جانبهم بصفة انتسابهم لآل البيت؛ فهذا يكسب قتال دولة الخلافة الإسلامية العثمانية شرعية دينية أمام الشعوب الإسلامية الأخرى وقد كان الإنجليز يسخّرون آلاف الهنود المسلمين للقتال في الجيش البريطاني على مختلف الجبهات وخاصة ضد الجيش العثماني المسلم جيش الخلافة ..وفي النهاية قال لورنس عبارته المشهورة: أن تنقض عهدك وتنتصر خير من أن تنجزه وتنهزم .. وهكذا نقض الإنجليز عهودهم بل زادوا على ذلك بإهانة الهاشميين حين نفوا الشريف حسين إلى قبرص وعاش هناك حياة قاسية ذليلة وأما الأمير عبد الله فقد التقى بتشرشل على جبل المكبر في القدس وقد خاطبه تشرشل: قلْ لأخيك فيصل أن ينسحب من سوريا ويصبح ملكا على العراق، وأنت ستكون أميرا على شرق الأردن..!! فانتفض الأمير عبد الله وقال: عرش العراق يقرره أهل العراق!! فما كان من تشرشل إلا أن مصّ غليونه ثم نفخ في وجه الأمير عبد الله .. وهذا ما ذكره ناصر الدين النشاشيبي في كتابه من قتل الملك عبد الله .. والإنجليز هم الذين دبّروا عملية اغتيال الملك عبد الله في القدس أثناء زيارته للمسجد الأقصى وكان السفير الأمريكي قد نصحه بألاّ يذهب واعتذر للملك عبد الله كثير من مرافقيه المعتادين في تلك الزيارة عن مرافقته لعلمهم بأن هناك مؤامرة اغتيال للملك عبد الله، لكن الملك عبد الله أصر على الزيارة وكان ما كان من اغتياله بتدبير من الاستخبارات البريطانية .. والإنجليز هم الذين اغتالوا الملك غازي ملك العراق .. وهم أيضا كانوا وراء تسميم الملك فيصل الأول حين كان في سويسرا .. وما أشبه اليوم بالأمس وقد ثبت أن اليهود ربيبي بريطانيا قد سمّموا عرفات مع أن عرفات اعترف بإسرائيل وما كان لأحد أن يضفي شرعية على كيان يهود ولو اعترف كل العالم بهم لولا اعتراف عرفات بهم كما قالت ريموندا الطويل أم زوجة عرفات ..
اليهود والإنجليز مثلان في الخيانة والغدر والكذب .. لا تنظروا إلى دموعهم وانظروا إلى ما تفعله أيديهم .. تاريخهم شاهد على الخيانة وعلى كراهيتهم للإسلام وأهله .. وقد غذت بريطانيا أمريكا بلبان الكراهية للإسلام وقدمت لها خبرتها في مواجهة المسلمين والعالم الإسلامي حتى لا يقوى على النهوض والوقوف على أقدامه .. ليبقى غارقا في ردّات الفعل بعيدا عن الفعل النهضويّ المثمر البنّاء ..
لا تنظر إلى دموعه بل انظر إلى ما تفعله يداه ..
لا تنظر إلى دموعه وانظر إلى ما تفعله يداه.. كل تصريحات المسؤولين الغربيين ومنهم البريطانيون كذب في كذب .. حتى حقوق الإنسان يسيّسونها لخدمة مصالحهم .. حتى أعمال الإغاثة الإنسانية يسيّسونها فيقودها جواسيس يعملون في أجهزة الاستخبارات أو يخترقونها .. منذ سبعة عشر شهرا والشعب السوري يتعرض لذبح منظم ومجازر مروعة .. والعالم الغربي يتفرج ويتعذر بالفيتو الروسي والصيني ..عذر أقبح من ذنب لأن الأعمال الإنسانية الرفيعة من السهل صناعة رأي عام عالمي لها يبرر أي تدخل أو تهديد بالتدخل أو حتى دعم الناس المظلومين المروعين وليس شيئا من هذا حصل بل مزيد من المهل لاستنزاف قوى الشعب السوري ولتحطيم معنويات الجيش السوري الذي غرق في أوحال معركة غير مشرفة ومهينة لشرفه العسكري؛ فهو قد انشغل بحماية نظام عن حماية شعبه وأهله بل بقتلهم وترويعهم وإفساد حياتهم وتدمير ممتلكاتهم وكأنه يقاتل في أرض عدو ..
والغرب ينتظر أن يتدخل على أشلاء وطن ممزق وشعب منهك .. وعشرات الآلاف من الضحايا والسجناء المعذبين والمخطوفين والمختفين وأمهات ثكالى وزوجات أرامل .. حتى تستطيع إسرائيل أن تفرض شروطها في الحل وتكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على المنطقة .. لقد سمعت المستشار الليبي مصطفى عبد الجليل يقول لمحاوره من قناة العربية: لقد مرت علينا لحظات كنا مستعدين أن نوقع على أي شيء مقابل استمرار ضربات الناتو.. وهذا ما ينتظره الغرب في سوريا ..
الاستبداد صناعة غربية تجسدت بزعماء المنطقة
زعماء المنطقة الذين أطاح بهم الربيع العربي هم صناعة بريطانية فرنسية أو أمريكية .. والغرب نفسه هو المسؤول عن الاستبداد في منطقتنا؛ لأن هؤلاء الحكام هم صناعته ولم يكن ليجد أناسا شرفاء يتعاونون معه .. فتعاون مع هذه الشراذم التي حافظت على مصالحه وخاضت حروبًا عنه بالنيابة ولقد كشفت أحداث الربيع العربي عن علاقات وطيدة ووثيقة بين إسلام القذافي وأجهزة الاستخبارات البريطانية وكشفت عن تعاون وثيق بين أجهزة الاستخبارات البريطانية والاستخبارات الليبية حين كان موسى كوسا رئسيا لجهاز الاستخبارات الليبية وكشفت الوثائق التي ضبطت في ملفات الاستخبارات الليبية أن الاستخبارات البريطانية سلمت معارضين ليبيين يقيمون في بريطانيا للاستخبارات الليبية في عمليات لا إنسانية قذرة وكان من هؤلاء عبد الكريم بلحاج ...
تبجح كريستوفر ماير وافتراءات كسينجر
لقد شعرت بالغثيان وأنا أستمع لكريستوفر ماير السفير البريطاني السابق في أمريكا وهو يتحدث متبجحا عن السياسة الخارجية البريطانية التي صنعها السفراء والديبلوماسيون الإنجليز تلك التي صاغت هويتنا ومركزنا على حد قوله .. ولقد كان مما لفت نظري قول كسينجر إن تاريخ العقوبات الاقتصادية بالمجمل ليس سارًّا .. وهذا أوحى لي بأن الغرب حين يلجأ إلى العقوبات الاقتصادية لحل مشكلة فهذا يعني أنه ليس جادًا في معاقبة الدولة التي هو بصدد عقابها .. أما أسوأ ما افتراه كسينجر وليس بغريب عنه؛ فهو يهودي واليهود أمة البهت .. فهو قوله: إن ما قتل على أيدي الأنبياء أكثر مما قتل على أيدي السياسيين في التاريخ .. ولذلك فإن الإصرار على المثل والقيم كمعيار وحيد لا يعتبر من الدروس المطمئنة ..
أما ما يدمي القلب أكثر وأكثر فهو أن دولنا التي فرقها الإنجليز على أساس نظرية فرق تسد لا تملك سياسة خارجية في العالم لأنها دول تابعة .. دول تابعة عميلة لا تملك من أمرها شيئا بل تنفذ سياسات الدول الكبرى وتقوم بخدمة مشاريعها في المنطقة بل والعالم ..
ما يجمع الإنجليز باليهود نقض العهود والتنّكر للمواثيق وخيانتهم لعهودهم مع الشريف حسين الذي أملوه بالخلافة على أنقاض الخلافة الإسلامية العثمانية وملك كبير في البلاد العربية ليكون ملكا على العرب وأعطوا ابنه الشريف علي ورقة وقعوا عليها على بياض وطلبوا من الشريف حسين أن يشرط شروطه ويكتبها فوق توقيع المندوب السامي البريطاني في مصر في محاولة لتطمين الشريف حسين مقابل دخوله في حلف معهم ضد دولة الخلافة لإدراكهم لخطورة خروج الشريف حسين وأبنائه على سلطان الخلافة وأهمية قتاله إلى جانبهم بصفة انتسابهم لآل البيت؛ فهذا يكسب قتال دولة الخلافة الإسلامية العثمانية شرعية دينية أمام الشعوب الإسلامية الأخرى وقد كان الإنجليز يسخّرون آلاف الهنود المسلمين للقتال في الجيش البريطاني على مختلف الجبهات وخاصة ضد الجيش العثماني المسلم جيش الخلافة ..وفي النهاية قال لورنس عبارته المشهورة: أن تنقض عهدك وتنتصر خير من أن تنجزه وتنهزم .. وهكذا نقض الإنجليز عهودهم بل زادوا على ذلك بإهانة الهاشميين حين نفوا الشريف حسين إلى قبرص وعاش هناك حياة قاسية ذليلة وأما الأمير عبد الله فقد التقى بتشرشل على جبل المكبر في القدس وقد خاطبه تشرشل: قلْ لأخيك فيصل أن ينسحب من سوريا ويصبح ملكا على العراق، وأنت ستكون أميرا على شرق الأردن..!! فانتفض الأمير عبد الله وقال: عرش العراق يقرره أهل العراق!! فما كان من تشرشل إلا أن مصّ غليونه ثم نفخ في وجه الأمير عبد الله .. وهذا ما ذكره ناصر الدين النشاشيبي في كتابه من قتل الملك عبد الله .. والإنجليز هم الذين دبّروا عملية اغتيال الملك عبد الله في القدس أثناء زيارته للمسجد الأقصى وكان السفير الأمريكي قد نصحه بألاّ يذهب واعتذر للملك عبد الله كثير من مرافقيه المعتادين في تلك الزيارة عن مرافقته لعلمهم بأن هناك مؤامرة اغتيال للملك عبد الله، لكن الملك عبد الله أصر على الزيارة وكان ما كان من اغتياله بتدبير من الاستخبارات البريطانية .. والإنجليز هم الذين اغتالوا الملك غازي ملك العراق .. وهم أيضا كانوا وراء تسميم الملك فيصل الأول حين كان في سويسرا .. وما أشبه اليوم بالأمس وقد ثبت أن اليهود ربيبي بريطانيا قد سمّموا عرفات مع أن عرفات اعترف بإسرائيل وما كان لأحد أن يضفي شرعية على كيان يهود ولو اعترف كل العالم بهم لولا اعتراف عرفات بهم كما قالت ريموندا الطويل أم زوجة عرفات ..
اليهود والإنجليز مثلان في الخيانة والغدر والكذب .. لا تنظروا إلى دموعهم وانظروا إلى ما تفعله أيديهم .. تاريخهم شاهد على الخيانة وعلى كراهيتهم للإسلام وأهله .. وقد غذت بريطانيا أمريكا بلبان الكراهية للإسلام وقدمت لها خبرتها في مواجهة المسلمين والعالم الإسلامي حتى لا يقوى على النهوض والوقوف على أقدامه .. ليبقى غارقا في ردّات الفعل بعيدا عن الفعل النهضويّ المثمر البنّاء ..
لا تنظر إلى دموعه بل انظر إلى ما تفعله يداه ..
لا تنظر إلى دموعه وانظر إلى ما تفعله يداه.. كل تصريحات المسؤولين الغربيين ومنهم البريطانيون كذب في كذب .. حتى حقوق الإنسان يسيّسونها لخدمة مصالحهم .. حتى أعمال الإغاثة الإنسانية يسيّسونها فيقودها جواسيس يعملون في أجهزة الاستخبارات أو يخترقونها .. منذ سبعة عشر شهرا والشعب السوري يتعرض لذبح منظم ومجازر مروعة .. والعالم الغربي يتفرج ويتعذر بالفيتو الروسي والصيني ..عذر أقبح من ذنب لأن الأعمال الإنسانية الرفيعة من السهل صناعة رأي عام عالمي لها يبرر أي تدخل أو تهديد بالتدخل أو حتى دعم الناس المظلومين المروعين وليس شيئا من هذا حصل بل مزيد من المهل لاستنزاف قوى الشعب السوري ولتحطيم معنويات الجيش السوري الذي غرق في أوحال معركة غير مشرفة ومهينة لشرفه العسكري؛ فهو قد انشغل بحماية نظام عن حماية شعبه وأهله بل بقتلهم وترويعهم وإفساد حياتهم وتدمير ممتلكاتهم وكأنه يقاتل في أرض عدو ..
والغرب ينتظر أن يتدخل على أشلاء وطن ممزق وشعب منهك .. وعشرات الآلاف من الضحايا والسجناء المعذبين والمخطوفين والمختفين وأمهات ثكالى وزوجات أرامل .. حتى تستطيع إسرائيل أن تفرض شروطها في الحل وتكون هي القوة الوحيدة المهيمنة على المنطقة .. لقد سمعت المستشار الليبي مصطفى عبد الجليل يقول لمحاوره من قناة العربية: لقد مرت علينا لحظات كنا مستعدين أن نوقع على أي شيء مقابل استمرار ضربات الناتو.. وهذا ما ينتظره الغرب في سوريا ..
الاستبداد صناعة غربية تجسدت بزعماء المنطقة
زعماء المنطقة الذين أطاح بهم الربيع العربي هم صناعة بريطانية فرنسية أو أمريكية .. والغرب نفسه هو المسؤول عن الاستبداد في منطقتنا؛ لأن هؤلاء الحكام هم صناعته ولم يكن ليجد أناسا شرفاء يتعاونون معه .. فتعاون مع هذه الشراذم التي حافظت على مصالحه وخاضت حروبًا عنه بالنيابة ولقد كشفت أحداث الربيع العربي عن علاقات وطيدة ووثيقة بين إسلام القذافي وأجهزة الاستخبارات البريطانية وكشفت عن تعاون وثيق بين أجهزة الاستخبارات البريطانية والاستخبارات الليبية حين كان موسى كوسا رئسيا لجهاز الاستخبارات الليبية وكشفت الوثائق التي ضبطت في ملفات الاستخبارات الليبية أن الاستخبارات البريطانية سلمت معارضين ليبيين يقيمون في بريطانيا للاستخبارات الليبية في عمليات لا إنسانية قذرة وكان من هؤلاء عبد الكريم بلحاج ...
تبجح كريستوفر ماير وافتراءات كسينجر
لقد شعرت بالغثيان وأنا أستمع لكريستوفر ماير السفير البريطاني السابق في أمريكا وهو يتحدث متبجحا عن السياسة الخارجية البريطانية التي صنعها السفراء والديبلوماسيون الإنجليز تلك التي صاغت هويتنا ومركزنا على حد قوله .. ولقد كان مما لفت نظري قول كسينجر إن تاريخ العقوبات الاقتصادية بالمجمل ليس سارًّا .. وهذا أوحى لي بأن الغرب حين يلجأ إلى العقوبات الاقتصادية لحل مشكلة فهذا يعني أنه ليس جادًا في معاقبة الدولة التي هو بصدد عقابها .. أما أسوأ ما افتراه كسينجر وليس بغريب عنه؛ فهو يهودي واليهود أمة البهت .. فهو قوله: إن ما قتل على أيدي الأنبياء أكثر مما قتل على أيدي السياسيين في التاريخ .. ولذلك فإن الإصرار على المثل والقيم كمعيار وحيد لا يعتبر من الدروس المطمئنة ..
أما ما يدمي القلب أكثر وأكثر فهو أن دولنا التي فرقها الإنجليز على أساس نظرية فرق تسد لا تملك سياسة خارجية في العالم لأنها دول تابعة .. دول تابعة عميلة لا تملك من أمرها شيئا بل تنفذ سياسات الدول الكبرى وتقوم بخدمة مشاريعها في المنطقة بل والعالم ..
تعليق