رهــين الوصــل
[poem=font="simplified arabic,7,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]أتت كانبلاج الفجر غيثاً مُعطرا=جبيناً كوجه الصبح بالليل أنورا
وباتت سواريها تجود هواطلا=يحث بها وصف الجمال كما ترى
فجازان مأوى الريم روض جنانها=يهيم بها الولهان وجدا ومنظرا
نمر على الروض الخصيب كأنما=زهورٌ تصوغ الطيب مسكا وعنبرا
تحنُّ على الأرياف إسبال حُلّةٍ=تجوب زوايا القفر شكلا ومظهرا
كأني بها لما رشفتُ رِضابها=سقيمٌ بدا يهذي وبالدمع أمطرا
فهل ياترى مثلي حبيس صبابةٍ=لخِّلٍ له قلبي نديما إذا ابترى
أمرُّ على الأشجان صحبة مهجةٍ=لعلي بها أرضي فؤادا مُكدرا
وأشكو لها حالي بوجدٍ لتهتدي=لِتُسدي بخدٍّ بالجمال تصدرا
فيامن تكنين الرؤى بعد وصفها=أنا جئتُ بالبشرى ولستُ مُحذِّرا
إذا كان عُذالي أتوني لنُصرتي=فمن ذا وشى فينا حديثا قد افترى
تعدّتْ نواياهم لكل نقيصةٍ=وذاك النوى ما كان يعرف ماجرى
أيا ويح من طال الحليم بقوله=فكيف إذا الشخصُ الحليمُ تفجرا
فياهندُ مهلا إنني لستُ أبتغي =لناريَى ظِلا..قد جعلتُكِ محورا
تطول اللياليَ دون أي تخاطرٍ=وبالعشق قصرا لاتدومُ ولا تُرى
وتلك الليالي أنتِ ملءُ جفونها=إذا العينُ نامت..كيف تُبصرُ يا ترى !
وإن سِرتُ في دربٍ سأبقى لأنني=مشيتُ به كي لا اعود إلى الورا
فقالت لماذا الحالُ بعديَ هكذا=أجبتُ لانّ البين أفضى وأخبرا
حياتي لذاك الوصل أمست رهينة=وإن حال دون الحبِ أمرٌ مُقدرا
ومن لي بشوقٍ فاق كل جوانحي=وأنتِ المنى ..بل أنتِ اجمل ما ارى
فإن شئتِ روحي ذاك أمرٌ نَذَرْتُهُ=بسابقِ عهدٍ كان فيكِ مُعذرا
فقالت كفانا الآن ماقد ذكرتَهُ=فليس الهوى تبراً يُباعُ ويُشْتَرى
يكونُ الهوى أسمى إذا ما خبرته=وإن كُنتَ جهلاً فيه صرتَ مُسيّرا
لأنّ المدى والقصد ياصاحِ بيننا=سيرسو مِرارا ..فلتكنْ لي إذا جرى
فقلتُ المدى ياهندُ أنتِ ومقصدي=فماذا يكونُ الآن؟ قالت كما ترى..![/poem]
تعليق