نجيعُ الودِ - فتحي أبوعامرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتحي أبوعامرية
    أديب وكاتب
    • 13-07-2012
    • 58

    نجيعُ الودِ - فتحي أبوعامرية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذه أول مشاركة لي بالمنتدى أتمنى أن تحوز على رضاكم واستحسانكم

    نجيع الود


    [GASIDA="type=1 width="100%" border="none" font="bold x-large Arial" bkimage="""]سرى طيف الهوى ليلاً وزارا=وأوقد من نجيع الود نارا
    يلوم اللائمون لصدق شوقٍ=إلى سلمى وما كان اختيارا
    وأمكَنتِ العواذل من حصيفٍ=لعمرك لا يُقارع أو يُبارى
    أحاذر في الأمور عدا هواها=فمن تبع الهوى جهل الحِذارا
    وما من داءٍ استعيا شفاءً=كداء العشق أعّيا فاستطارا
    وداعِيَة إليَّ بدار سلمى=غداة البين تبتدر ابتدارا
    ورب هوى دعاك ولم تجبه=فما يغني تحسّره مرارا
    خذي ما شئت من عشقي وشوقي=إليها مثلما صبح أنارا
    فكم هاجت لها في القلب ذكرى=تُيامن بي وتردَّحُني يسارا
    ويسري عشقها في الروح حتى=غدا كأساً تبادره السكارى
    وما أشقى على العشاق صبرٌ=إذا حَلّ التنائي بهم وسارا
    وكل فتى سينسى كل ودٍ=إذا دار الزمان به وحارا
    ومن دَّنَفٌ ألمَّ به لعشقٍ=سيلهمه العياءُ بمن يزارا
    تجمّل كل مفتون بحسن=وحل الحسن من سلماء جارا
    لها عين الضباء تدرّ أسلاً=لناظرها وترشقه انتصارا
    وطرفٌ ساهدٌ من فوق زهرٍ=علا شهداً تمذّخ جُلنَّارا
    شِّفَارٌ باللحاظ وما رأينا=ذبيحاً حسبه يهوى الشِّفَارا
    إذا خطرت تراها غصن بانٍ=أتته الريح تحمله فسارا
    وإن نطقت تهيج لها شجونٌ=كنشوة شارب خاض الغمارا
    وتنجلي الأماني إذ رأتها=وتنكسر النفوس لها انكسارا
    متى آنستُ ناراً من شمالٍ=جعلت مقابس النار المسارا
    أسائل عن خمارٍ أو جوابٍ=يُشَّفي نفس من عشق الخمارا
    أعلل حاجتي بالجار منها=وإذ بالجار ينحرف ازورارا
    تُسّرُ الشمس من عَوْدٍ لسملى=لتكسب من عيادتها النهارا
    تماثل عشقها من مقل عيني=وقد نزلت من القلب الديارا
    سمت في مطلع الأفلاك نجم=وما نجم سواه غدا منارا
    نساء الأرض بادية عليه=و أجمل ما حوت فيها غبارا
    لكم بانت وبان بيَّ اشتياقي=كصاحب دلمسٍ ربص النهارا
    تدّرُ العين عبرات سجاما=تفيض صبابة وتشب نارا

    تخيَّر مُدَّعي الأنساب بطناً=تبُوعاً يبتغي منه الفخارا
    تسفّه كل مزعوم بقولٍ=عَلَي فزاد من قدري اغترارا
    ومن جارى السفيه بسوء فعلٍ=يلام وقد تراه به معارا
    ونحن غُضافرٌ و لأنت عَيرٌ=ولم تلد الغُضافِرة الحمارا
    وقد تجد الصغار بكل دارٍ=وتعجز إن طلبت لنا صغارا
    عففنا في الورى حتى بلغنا= منازل لا ترام ولا تجارا
    تدر النائبات علي عزماً=وتردي كل من طلب الوقارا
    تسابق كل مشغوفٍ لفخرٍ=حبكنا من براثنه السوارا
    تدّرعنا إلى الحرب المنايا=ونعشقها كعشقكم الفرارا
    سدمنا كل معترك بعزم=وسوّينا طرائقه مزارا
    وهل من سيرَّ النفس المعالي=كمن سَدَمَ السبيل لها مسارا
    إذا جاد الكرام ببضع مالٍ=نجود بأكرم المال انتصارا
    فضائلنا على الثقلين علمٌ=ونعرف بالجميل ولا نجارا
    لنا في كل مكرمة طعام=سراراً إن أردنا أو جهارا
    فطّنا في مناقب كل قومٍ=نهجنا من خصائصها الخيارا
    وما زلّت بنا الأقدام طوعاً=ونُجبلها ونضطر اضطرارا
    ويرضى كل صنديدٍ بضرٍ=لجارٍ ما رضينا به الضرارا
    سمونا في الورى حتى بلغنا=منازل لا ترام ولن تزارا
    أنفنا بالنفوس لكل خزي=فليس الخزي يُدرأ أو يوارى[/GASIDA]

    للمعلومية هنالك بيتان محذوفان من القصيدة
    التعديل الأخير تم بواسطة فتحي أبوعامرية; الساعة 20-07-2012, 03:13.
    [GASIDA="type=2 width="100%" border="none" font="bold x-large 'Traditional Arabic'" bkimage="""]
    قد أكثر القوم في الفتوى بجهلهم=حتى أدَّعوا أنهم للشعر أنساب
    يرومنا السفه من نذلٍ فنتركه ** إن اللبيب لقول النذل جناب؟!
    أسبابهم كان كالجهلاء مبتذلاً ** جهل الوشاة وما للجهل أسباب
    أمضى من السيف أقوال أسيرها ** لها وربك بين العُرب إِطناب
    [/GASIDA]
  • عبد الرحيم محمود
    عضو الملتقى
    • 19-06-2007
    • 7086

    #2
    شاعرنا الكبير
    قصيدة غاية في الروعة أصافحك من خلالها بحب كبير
    وأرى بك شاعرا راقيا رقيقا ، وقلما يقطر شهدا / تثبت .
    نثرت حروفي بياض الورق
    فذاب فؤادي وفيك احترق
    فأنت الحنان وأنت الأمان
    وأنت السعادة فوق الشفق​

    تعليق

    • خالدالبار
      عضو الملتقى
      • 24-07-2009
      • 2130

      #3
      قصيدة حملت الدرر من الحكم والمثل
      تشي بشاعر كبير وجميل
      اسجل اعجابي
      لكم ودي ومحبتي
      وشهركم مبارك
      أخالد كم أزحت الغل مني
      وهذبّت القصائد بالتغني

      أشبهكَ الحمامة في سلام
      أيا رمز المحبة فقت َ ظني
      (ظميان غدير)

      تعليق

      • الشاعر إبراهيم بشوات
        عضو أساسي
        • 11-05-2012
        • 592

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة فتحي أبوعامرية مشاهدة المشاركة
        بسم الله الرحمن الرحيم
        هذه أول مشاركة لي بالمنتدى أتمنى أن تحوز على رضاكم واستحسانكم

        نجيع الود


        [GASIDA="type=1 width="100%" border="none" font="bold x-large Arial" bkimage="""]سرى طيف الهوى ليلاً وزارا=وأوقد من نجيع الود نارا
        يلوم اللائمون لصدق شوقٍ=إلى سلمى وما كان اختيارا
        وأمكَنتِ العواذل من حصيفٍ=لعمرك لا يُقارع أو يُبارى
        أحاذر في الأمور عدا هواها=فمن تبع الهوى جهل الحِذارا
        وما من داءٍ استعيا شفاءً=كداء العشق أعّيا فاستطارا
        وداعِيَة إليَّ بدار سلمى=غداة البين تبتدر ابتدارا
        ورب هوى دعاك ولم تجبه=فما يغني تحسّره مرارا
        خذي ما شئت من عشقي وشوقي=إليها مثلما صبح أنارا
        فكم هاجت لها في القلب ذكرى=تُيامن بي وتردَّحُني يسارا
        ويسري عشقها في الروح حتى=غدا كأساً تبادره السكارى
        وما أشقى على العشاق صبرٌ=إذا حَلّ التنائي بهم وسارا
        وكل فتى سينسى كل ودٍ=إذا دار الزمان به وحارا
        ومن دَّنَفٌ ألمَّ به لعشقٍ=سيلهمه العياءُ بمن يزارا
        تجمّل كل مفتون بحسن=وحل الحسن من سلماء جارا
        لها عين الضباء تدرّ أسلاً=لناظرها وترشقه انتصارا
        وطرفٌ ساهدٌ من فوق زهرٍ=علا شهداً تمذّخ جُلنَّارا
        شِّفَارٌ باللحاظ وما رأينا=ذبيحاً حسبه يهوى الشِّفَارا
        إذا خطرت تراها غصن بانٍ=أتته الريح تحمله فسارا
        وإن نطقت تهيج لها شجونٌ=كنشوة شارب خاض الغمارا
        وتنجلي الأماني إذ رأتها=وتنكسر النفوس لها انكسارا
        متى آنستُ ناراً من شمالٍ=جعلت مقابس النار المسارا
        أسائل عن خمارٍ أو جوابٍ=يُشَّفي نفس من عشق الخمارا
        أعلل حاجتي بالجار منها=وإذ بالجار ينحرف ازورارا
        تُسّرُ الشمس من عَوْدٍ لسملى=لتكسب من عيادتها النهارا
        تماثل عشقها من مقل عيني=وقد نزلت من القلب الديارا
        سمت في مطلع الأفلاك نجم=وما نجم سواه غدا منارا
        نساء الأرض بادية عليه=و أجمل ما حوت فيها غبارا
        لكم بانت وبان بيَّ اشتياقي=كصاحب دلمسٍ ربص النهارا
        تدّرُ العين عبرات سجاما=تفيض صبابة وتشب نارا

        تخيَّر مُدَّعي الأنساب بطناً=تبُوعاً يبتغي منه الفخارا
        تسفّه كل مزعوم بقولٍ=عَلَي فزاد من قدري اغترارا
        ومن جارى السفيه بسوء فعلٍ=يلام وقد تراه به معارا
        ونحن غُضافرٌ و لأنت عَيرٌ=ولم تلد الغُضافِرة الحمارا
        وقد تجد الصغار بكل دارٍ=وتعجز إن طلبت لنا صغارا
        عففنا في الورى حتى بلغنا= منازل لا ترام ولا تجارا
        تدر النائبات علي عزماً=وتردي كل من طلب الوقارا
        تسابق كل مشغوفٍ لفخرٍ=حبكنا من براثنه السوارا
        تدّرعنا إلى الحرب المنايا=ونعشقها كعشقكم الفرارا
        سدمنا كل معترك بعزم=وسوّينا طرائقه مزارا
        وهل من سيرَّ النفس المعالي=كمن سَدَمَ السبيل لها مسارا
        إذا جاد الكرام ببضع مالٍ=نجود بأكرم المال انتصارا
        فضائلنا على الثقلين علمٌ=ونعرف بالجميل ولا نجارا
        لنا في كل مكرمة طعام=سراراً إن أردنا أو جهارا
        فطّنا في مناقب كل قومٍ=نهجنا من خصائصها الخيارا
        وما زلّت بنا الأقدام طوعاً=ونُجبلها ونضطر اضطرارا
        ويرضى كل ناطورٍ بضرٍ=لجارٍ ما رضينا به الضرارا
        سمونا في الورى حتى بلغنا=منازل لا ترام ولن تزارا
        أنفنا بالنفوس لكل خزي=فليس الخزي يُدرأ أو يوارى[/GASIDA]

        للمعلومية هنالك بيتان محذوفان من القصيدة
        أشجعك أخي فتحي على هذا الأسلوب الرصين والقوة في السبك على طريقة الأقدمين
        كانت وافرة الألفاظ والمعاني على البحر الوافر
        لك مني خالص التحيات
        أخوك إبراهيم بشوات

        تعليق

        • فتحي أبوعامرية
          أديب وكاتب
          • 13-07-2012
          • 58

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحيم محمود مشاهدة المشاركة
          شاعرنا الكبير
          قصيدة غاية في الروعة أصافحك من خلالها بحب كبير
          وأرى بك شاعرا راقيا رقيقا ، وقلما يقطر شهدا / تثبت .
          كل الشكر لك أستاذي الفاضل على مروروك
          الذي سجلته في سجل شرفي فلك كل تحية
          مني محملة أزهار الربيع.
          [GASIDA="type=2 width="100%" border="none" font="bold x-large 'Traditional Arabic'" bkimage="""]
          قد أكثر القوم في الفتوى بجهلهم=حتى أدَّعوا أنهم للشعر أنساب
          يرومنا السفه من نذلٍ فنتركه ** إن اللبيب لقول النذل جناب؟!
          أسبابهم كان كالجهلاء مبتذلاً ** جهل الوشاة وما للجهل أسباب
          أمضى من السيف أقوال أسيرها ** لها وربك بين العُرب إِطناب
          [/GASIDA]

          تعليق

          • فتحي أبوعامرية
            أديب وكاتب
            • 13-07-2012
            • 58

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة خالدالبار مشاهدة المشاركة
            قصيدة حملت الدرر من الحكم والمثل
            تشي بشاعر كبير وجميل
            اسجل اعجابي
            لكم ودي ومحبتي
            وشهركم مبارك
            أستاذي الفاضل خالد
            مرورك بحد ذاته شرف لي فكيف بثنائك
            فلقد أخجلتم تواضعنا بمديحكم ولا أقول
            إلا عسى أن يوفقني لأكون عند حسن ظنكم
            [GASIDA="type=2 width="100%" border="none" font="bold x-large 'Traditional Arabic'" bkimage="""]
            قد أكثر القوم في الفتوى بجهلهم=حتى أدَّعوا أنهم للشعر أنساب
            يرومنا السفه من نذلٍ فنتركه ** إن اللبيب لقول النذل جناب؟!
            أسبابهم كان كالجهلاء مبتذلاً ** جهل الوشاة وما للجهل أسباب
            أمضى من السيف أقوال أسيرها ** لها وربك بين العُرب إِطناب
            [/GASIDA]

            تعليق

            • فتحي أبوعامرية
              أديب وكاتب
              • 13-07-2012
              • 58

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة الشاعر إبراهيم بشوات مشاهدة المشاركة
              أشجعك أخي فتحي على هذا الأسلوب الرصين والقوة في السبك على طريقة الأقدمين
              كانت وافرة الألفاظ والمعاني على البحر الوافر
              لك مني خالص التحيات
              أخوك إبراهيم بشوات
              أستاذي الفاضل إبراهيم
              لقد أخجلت تواضعي بإطراءك فالكلام العابر
              من مثلك أستاذي الفاضل يقف عنده المرء مطولاً
              فما بالك بالمديح!

              تقبل مني أرق التحايا لشخصك الكريم
              [GASIDA="type=2 width="100%" border="none" font="bold x-large 'Traditional Arabic'" bkimage="""]
              قد أكثر القوم في الفتوى بجهلهم=حتى أدَّعوا أنهم للشعر أنساب
              يرومنا السفه من نذلٍ فنتركه ** إن اللبيب لقول النذل جناب؟!
              أسبابهم كان كالجهلاء مبتذلاً ** جهل الوشاة وما للجهل أسباب
              أمضى من السيف أقوال أسيرها ** لها وربك بين العُرب إِطناب
              [/GASIDA]

              تعليق

              يعمل...
              X