[align=center]الصرصار والنملة
--------------------------------------------------------------------------------
صرصار الغناء يغني صوته جميلا, يفتل شاربيه, يتبـاهى بشعره الاشقر, يتقن سرد القصص , يقول ولا يعمل. انه الشاب الذي اغواها وهي الفتاه السمراء. حيويه ونشاط كلها , تعمل في الحقل مع والديها تساعدهما في الكفاح من اجل الحياه الكريمة.تزوجته وهي تعلم انه كسول لا يعمل. املت ان تغير نمط حياته وسلوكه . تفاءلت بثقتها بنفسها. ولكنه كان لايتقن سوى انجاب الاطفال . وكان مثاله الاعلى ذكر النحل .اصبحت اما لاربع بنات وطفل صبي كان اخر العنقود. والافواه لاتقبل السكوت على الجوع صراخها يفتت الاكباد , وهي تضاعف من نشاطها حبـا بـاطفالها وبدافع الامومة الحريصة على ابنائها.الطفل في سن الرضاعة وهومن اعطاه امتيازا( ابـا يوسف). هيا وبدل من مسيرتك وسيرة حياتك), وها قد نجدني شقيقي بدعوتك للعمل في الاغتراب وزودني بنفقات سفرك.اعجبته الفكر المجانية فهو يحب الجاهز في كل شيء , وسافر الى المهجر يتابع هوايته صيد الفرص الضائعة وسهر الليل ونوم النهار, وسمارها زاد من لفح الشمس وعملها في الحقول الى حافة السواد.سبعة عشر عاما مرت عليها اصبح الرضيع شابـا والبنات تزوجن كلهن, ليعود ابا يوسف من سفره المغبون بـالخيبة والخذلان خالي الوفاض حتى من همته المفقودة اصلا , ومزودا بلغه كسبها من حياته الماجن يدخلها في كلماته المعسولة ليلفت الانظار اليه , فرصيده كلاما فارغا وقولا اجوفا لارصد لهما.عاملها بخشونه وصار يناديها بـالسوداء. كان حبها لابنها هو الخيط الذي يشدها للتشبث ببيتها , واملها بـا ن يعوض ابنها ما فاتها من عمرها . ولكن الجمع بين الجد والكسل كمزج الزيت بالماء, ومما زاد الامور سؤا جنوحه لإصطياد فتاه بعمر اصغر بناته يلاحقها ويتواعد معها وينظم لها قصائده .تركته وعاشت مع ابنها قانعة من عمرها بوحيد قد يتابع تحصيله العلمي ويصبح رجلا يحميها ويرعاها . لم يسعفها حظها اذ اصابه مرضا قاتلا اودى بحياته وبدراهم جمعتها لتعليمه , تابعت الكفاح من جديد مع همومها ومرارة فقدان وحيدها تابعت دور النـمله التي كررت محاولة حمل حبة القمح الى بيتها , وتابع ابو يوسف الغناء على مواله كصرصار الصيف هي عملت في مدرسه للاطفال وهو بعد ان اصبح صوته نشازا ينام على ابواب المحسنين وشفقة الشامتين وقصة على لسان العارفين .
***
الشاعر اللبناني
ابو شوقي[/align]
--------------------------------------------------------------------------------
صرصار الغناء يغني صوته جميلا, يفتل شاربيه, يتبـاهى بشعره الاشقر, يتقن سرد القصص , يقول ولا يعمل. انه الشاب الذي اغواها وهي الفتاه السمراء. حيويه ونشاط كلها , تعمل في الحقل مع والديها تساعدهما في الكفاح من اجل الحياه الكريمة.تزوجته وهي تعلم انه كسول لا يعمل. املت ان تغير نمط حياته وسلوكه . تفاءلت بثقتها بنفسها. ولكنه كان لايتقن سوى انجاب الاطفال . وكان مثاله الاعلى ذكر النحل .اصبحت اما لاربع بنات وطفل صبي كان اخر العنقود. والافواه لاتقبل السكوت على الجوع صراخها يفتت الاكباد , وهي تضاعف من نشاطها حبـا بـاطفالها وبدافع الامومة الحريصة على ابنائها.الطفل في سن الرضاعة وهومن اعطاه امتيازا( ابـا يوسف). هيا وبدل من مسيرتك وسيرة حياتك), وها قد نجدني شقيقي بدعوتك للعمل في الاغتراب وزودني بنفقات سفرك.اعجبته الفكر المجانية فهو يحب الجاهز في كل شيء , وسافر الى المهجر يتابع هوايته صيد الفرص الضائعة وسهر الليل ونوم النهار, وسمارها زاد من لفح الشمس وعملها في الحقول الى حافة السواد.سبعة عشر عاما مرت عليها اصبح الرضيع شابـا والبنات تزوجن كلهن, ليعود ابا يوسف من سفره المغبون بـالخيبة والخذلان خالي الوفاض حتى من همته المفقودة اصلا , ومزودا بلغه كسبها من حياته الماجن يدخلها في كلماته المعسولة ليلفت الانظار اليه , فرصيده كلاما فارغا وقولا اجوفا لارصد لهما.عاملها بخشونه وصار يناديها بـالسوداء. كان حبها لابنها هو الخيط الذي يشدها للتشبث ببيتها , واملها بـا ن يعوض ابنها ما فاتها من عمرها . ولكن الجمع بين الجد والكسل كمزج الزيت بالماء, ومما زاد الامور سؤا جنوحه لإصطياد فتاه بعمر اصغر بناته يلاحقها ويتواعد معها وينظم لها قصائده .تركته وعاشت مع ابنها قانعة من عمرها بوحيد قد يتابع تحصيله العلمي ويصبح رجلا يحميها ويرعاها . لم يسعفها حظها اذ اصابه مرضا قاتلا اودى بحياته وبدراهم جمعتها لتعليمه , تابعت الكفاح من جديد مع همومها ومرارة فقدان وحيدها تابعت دور النـمله التي كررت محاولة حمل حبة القمح الى بيتها , وتابع ابو يوسف الغناء على مواله كصرصار الصيف هي عملت في مدرسه للاطفال وهو بعد ان اصبح صوته نشازا ينام على ابواب المحسنين وشفقة الشامتين وقصة على لسان العارفين .
***
الشاعر اللبناني
ابو شوقي[/align]
تعليق