نافذة مشرعة على القلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد الفاضل
    أديب وكاتب
    • 21-12-2011
    • 208

    نافذة مشرعة على القلب

    نافذة مشرعة على القلب – محمد الفاضل

    قد تقسو عليك الحياة تارة وتدلهم عليك الخطوب وتنهار كل أحلامك دفعة واحدة وبدون سابق إنذار. وقد تعاني من تقلب صروف الدهر ونوازله وتارة اَخرى تحنو عليك وتجود بتجاربها المليئة بالعبر والعظات فتصقل روحك وتمدك بذلك الإحساس الرائع المترع بنكهة الحكمة وخبرات السنوات الطويلة بحلاوتها ومرارتها ، فيصبح مزيجاً روحانياً ومخزوناً لاينضب يلوذ به المرء ليتقوى به على مواصلة مشوار حياته اليومية الملئ بالمحطات التي يتوقف عندها المرء هنيهة ولكنه سرعان مايحزم حقائبه المليئة بالصور والذكريات ، ويركب قطار الحياة الذي لايأبه بتغير المحطات أو حتى تغير الركاب فتراه يسير برتابة ولايعبأ بكل ذلك. فما أن تنطلق الصافرة حتى يهرع كل الركاب بالصعود على متنه ولكل منهم حكاية أو وجهة يود الوصول إليها .

    وقد يتأخر القطار أحياناً ولكنه لا يلبث أن يعاود رحلته من جديد.وقد يفقد المرء أعز مايملك في هذه الحياة فتتلبد سماء حياته بغيوم الحزن والأسى فيصبح كل ماحوله بلا طعم أو لون. عندها يتفاعل داخل شواطئ الروح مزيج من المشاعر والأحاسيس المفعمة بالشجن. ولكنه سرعان مايتغلب على تلك المشاعر السوداوية فيواصل مشوار رحلته وينسى همومه في خضم زحمة الحياة وضجيجها.
    قد يلجأ المرء أحياناً للكتابة ويفتح نافذة القلب ليبث من خلالها لواعج نفسه ويطلق العنان لمشاعره الحزينة أن تطفو على السطح والتي تفيض جداولاً وغدراناً كنوع من الهروب من الواقع الأليم ، أو ليسكب من خلال يراعه أحزانه وليبث همومه. فالكتابة بحد ذاتها تعتبر كالرئة التي يتنفس من خلالها الكاتب يلجأ اليها بين الفينة والأخرى ليطل من خلالها على عالمه الخارجي بحلة قد يكسوها الفرح أو الحزن العميق.

    ولكن مايفوق احتمال المرء ويزلزل كيانه ويجعله يحس بعجزه التام ويشل تفكيره هو أن يرى أعز الناس على قلبه يعاني من خطب ما وبشكل يومي دون أن يستطيع أن يحرك ساكناً ليمد له يد العون ليخرجه من محنته تلك أو أن يرى الصرح الشامخ الذي عكف عليه طويلاً وأولاه عنايته وسقاه من عصارة محبته المتدفقة يتهدده أمر ما.
    عندئذ يتملك المرء شعور عارم بالألم والممزوج بالحسرة يخنق الروح ويجعلها تأن بصمت وحزن دفين فيطغى على مشهد الحياة برمته فلايستسيغ شراب أو يتلذذ بطعام فالأمرعنده يصبح سيان ، فالطعم يشوبه غصة وحرقة مهما أضيف إليه من معزز نكهات.

    نافذة مشرعة على القلب - محمد الفاضل
    sigpic

    روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2

    ولكن مايفوق احتمال المرء ويزلزل كيانه ويجعله يحس بعجزه التام ويشل تفكيره هو أن يرى أعز الناس على قلبه يعاني من خطب ما وبشكل يومي دون أن يستطيع أن يحرك ساكناً ليمد له يد العون ليخرجه من محنته تلك أو أن يرى الصرح الشامخ الذي عكف عليه طويلاً وأولاه عنايته وسقاه من عصارة محبته المتدفقة يتهدده أمر ما.
    عندئذ يتملك المرء شعور عارم بالألم والممزوج بالحسرة يخنق الروح ويجعلها تأن بصمت وحزن دفين فيطغى على مشهد الحياة برمته فلايستسيغ شراب أو يتلذذ بطعام فالأمرعنده يصبح سيان ، فالطعم يشوبه غصة وحرقة مهما أضيف إليه من معزز نكهات.

    ذكرتني بخواطر أحمد أمين الكلاسيكية
    التي تربينا عليها
    شربناها و تقوتنا على نبضها
    نعم صديقي و لا يبقى لك سوى الصبر
    و القبول و الرضا
    وهنا تأتي أيضا ذكرى أيوب ( ذي النون )
    فابتلاه ربه بما لا طاقة له به
    فنادي في الظلمات .................. !

    شكرا لك محمد أخي على تلك و إن طالت كثيرا

    محبتي

    sigpic

    تعليق

    • محمد الفاضل
      أديب وكاتب
      • 21-12-2011
      • 208

      #3
      أخجلتم تواضعنا أخي ربيع فأنا مازلت أحبو في عالم الأدب وينقصني الكثير ..
      شاكر لك كلماتك الرقيقة وإطرائك الجميل
      ودي ومحبتي
      sigpic

      روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

      تعليق

      • أبوقصي الشافعي
        رئيس ملتقى الخاطرة
        • 13-06-2011
        • 34905

        #4
        الخاطر جدا مشوق و له شجون
        ما بين قسوة دنيا و حسن ظن بالله
        خلق الانسان في كبد
        و ازمات الحياة هي اختبارات و تمحيص
        من العليم القدير
        وايمان بالقضاء و القدر
        ولكن باب الامل مفتوح على مصرعييه
        نصب احزاننا و نشبع سطورنا بها
        نروي المنا باقلامنا
        فما اجمل ان يقف احدهم
        و يرتب على كتفك
        يشعرك بانه معك
        يقاسمك المك
        يمنع ذرفها مرة اخرى
        يفتح لك افقا اخر للابتسامة
        والعكس ايضا صحيح
        حين تجد الصرامة من اعز الناس
        و اقربهم اليك
        الجفاء ...عدم شعوره بك
        احساس يسجنك بمدى الحسرة

        للحديث شجون استاذي الفاضل
        تقديري ليراعك السامي
        و شعورك الرفيع
        دمت بكل الفرح و السعادة



        كم روضت لوعدها الربما
        كلما شروقٌ بخدها ارتمى
        كم أحلت المساء لكحلها
        و أقمت بشامتها للبين مأتما
        كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
        و تقاسمنا سوياً ذات العمى



        https://www.facebook.com/mrmfq

        تعليق

        • محمد الفاضل
          أديب وكاتب
          • 21-12-2011
          • 208

          #5
          يامرحبا بالأستاذ قصي أشرقت الخاطرة بشذا عباراتك الجميلة وبوحك الرقيق
          مع خالص الود والتقدير
          sigpic

          روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

          تعليق

          • شيماءعبدالله
            أديب وكاتب
            • 06-08-2010
            • 7583

            #6
            القدير المميز محمد فاضل
            خاطر تخالج الروح
            ترتمي على أعتاب الحزن الذي يختلط بجراحاتنا
            كم من مرارة فقد
            كم نحتمل من الصبر والألم
            وإن نجزع أحيانا نبقى نقاوم
            ولكن هيهات ننسى من لهم أثرا كبيرا على نفوسنا وحياتنا وكل ما نملك

            سلمت وهذا النبض
            دائما حضورك يتسم بمصداقية واقع ما نحن فيه
            تحية كبيرة لعطاءك الزاخر
            مع فائق التقدير

            تعليق

            • محمد الفاضل
              أديب وكاتب
              • 21-12-2011
              • 208

              #7
              الأخت المميزة شيماء
              جمال الخاطرة مرهون بحضورك العطر وبوحك الشفيف وعباراتك الرقيقة
              حضورك الجميل يسعدني
              دمت بخير
              sigpic

              روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

              تعليق

              • مها منصور
                أديبة
                • 30-10-2011
                • 1212

                #8
                وهل تخلو الدنيا من هذا وذاك
                والصبر هو الطريق
                وإن طال
                بوح يجعل المشاعر تترقب
                هنا أفضت
                وهنا وقفنا نراقب السطر
                تقديري ..

                تعليق

                • محمد الفاضل
                  أديب وكاتب
                  • 21-12-2011
                  • 208

                  #9
                  الأخت مها منصور سعيد بانهمار فيض عباراتك الجميلة ...
                  كل عام وأنت بخير وشهر كريم
                  دمت بخير وعافية
                  sigpic

                  روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟

                  تعليق

                  يعمل...
                  X