هلال / قصة قصيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د مرتضى الشاوي
    عضو الملتقى
    • 08-07-2011
    • 85

    هلال / قصة قصيرة

    هِلال / قصة قصيرة
    عند الغروب في الأفق لاح جسمٌ أبيضٌ رشيقٌ في صفيحة اللازورد الرقيقة ، فاستبشر أبناء القرية بحلول طلعته .
    وأيقن " فلاح " أنّه الهلال قد عاد بثوب الطاعة والغفران من جديد ؛ كم كان تواقاً لكي يبدأ مرحلة العشق من جديد للوصول إلى ناموس المعشوق .
    لبس جلباب التقوى ، وشدّ حيازيم الصبر، فقام ليلته الأولى عابداً وقارئاً ، وصام نهاره بعد أن ودّع لذائذ الأكل ومختلف الأشربة الطيبة قبيل الفجر بعشر دقائق ، لم يتكاسل من قبل ، راح يعمل نهاراً وهو صائم ؛ لأجل التكسب ولقمة الحلال ، وكان يقوم ليله وصولاً لساحة المعشوق .
    لكنّ " فلاح " بعد عشرة أيام لاحظ في جسمه خفة غريبة ونشاطاً في الحركة لا مثيل له ، حيث الملابس سرعان ما تبدو واسعة ، إذ بدت عليه الملابس فضفاضة ، لينعم بصحة جيدة طبقاً للحديث النبوي " صوموا تصحّوا "
    وهكذا يوماً بعد يوم وليلة بعد ليلة راح " فلاح" يقطع أشواطاً وهو يمضي بين العمل صباحاً وقراءة القرآن عصراً وزيارة الأرحام ليلاً وحضور مجالس الوعظ والإرشاد بين فينة وأخرى في المساجد ، وهو على هذه الحال في برنامج عبادي اعتاد عليه في كلّ سنة لا ينقطع ساعة وتعلو على قسمات وجهه بشاشة الفرح وتغبطه راحة جسدية فريدة لا تمرّ عليه طيلة السنة إلا كمثلها في تلك الأيام المقبلة .
    ما إن حانت ليلة القدر المباركة إذ تطوّع مع أصحابه " نجاح وهادي وفاضل " كما اعتاد في كلّ سنة أن يحيوا تلك الليلة عابدين ناسكين ؛ لأنّها ( خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) *، فهبّوا جميعاً ما بين راكع وساجد وقارئ للقرآن من المساء إلى حلول ساعة السحر، وقبل بزوغ الفجر بنصف ساعة أخرج " فلاح " مائدة طيبة ؛ لتكون آخر مائدة ما بين الأحبة قد جمعتهم ليلة غراء .
    ومضى" فلاح " مستبشراً في الأيام العشرة الأخيرة من الشهر ، والهلال يتناقص ليعود(كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ )** بعدما كبر وأمسى قمراً منيراً في منتصف الشهر، وهو يعدو ليصبح هلالاً مرة أخرى .
    ودّع "حيدر" أصحابه في الليلة الأخيرة ليلتقوا غداً في مسجد القرية لحضور صلاة عيد الفطر مفارقاً ذلك الجسم السماوي الذي يراه في كلّ ليلة بثوب فضي ، وفجأة في صباح عيد الفطر رأى نفسه في المرآة ، وقد نحف جسمه وبان قوامه وأصبح رشيقاً كأنّه الهلال في طلعته .
    ______________________
    *( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) القدر / 3
    **( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) يس / 39
  • وفاء الدوسري
    عضو الملتقى
    • 04-09-2008
    • 6136

    #2
    قصة تربوية رائعة جدا
    نعم المعلم
    كل عام وأنتم بخير
    تقديري ,,,

    تعليق

    • د مرتضى الشاوي
      عضو الملتقى
      • 08-07-2011
      • 85

      #3
      مرورك الكريم أجمل تحية ورمضان مبارك عليكم واسعد ايامكم مع خالص الود

      تعليق

      • البكري المصطفى
        المصطفى البكري
        • 30-10-2008
        • 859

        #4
        الفاضل مرتضى الشاوي رمضان مبارك :
        لك أجران أجر الكتابة الأدبية بأسلوب يغرف من معين السلاسة والتلقائية . وأجر التنبيه على قيمة الشعور التعبدي النبيل الذي يزرع في القلب نبل الأمل في لقاء الخالق بطهر و إخلاص
        .

        تعليق

        • البكري المصطفى
          المصطفى البكري
          • 30-10-2008
          • 859

          #5
          الفاضل مرتضى الشاوي ؛ رمضان مبارك :
          لك أجران: أجر الكتابة الأدبية بأسلوب يغرف من معين السلاسة والتلقائية . وأجر التنبيه على قيمة الشعور التعبدي النبيل الذي يزرع في القلب نبل الأمل في لقاء الخالق بطهر و إخلاص.
          أجدد لك التحية.

          تعليق

          • د مرتضى الشاوي
            عضو الملتقى
            • 08-07-2011
            • 85

            #6
            تحية رمضانية صادقة الى الاخ البكري المصطفى وارجو لك التقدم والازدهار في نتاجكم الابداعي واسعد الله ايامكم ولك خالص المودة والتقدير

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #7
              جميلة القصة و هادفة و تليق لأدب الطفل أيضا و بامتياز .
              سررت بالقراءة لك.
              تقديري و كل عام و أنت بخير .
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • د مرتضى الشاوي
                عضو الملتقى
                • 08-07-2011
                • 85

                #8
                شكري وتقديري للأخت آسيا رحاحليه هذا النوع من القصص الواقعية تتضمن جوانب تربوية هادفة مع خالص الود

                تعليق

                • ميساء عباس
                  رئيس ملتقى القصة
                  • 21-09-2009
                  • 4186

                  #9
                  وأيقن " فلاح " أنّه الهلال قد عاد بثوب الطاعة والغفران من جديد ؛ كم كان تواقاً لكي يبدأ مرحلة العشق من جديد للوصول إلى ناموس المعشوق

                  سعدت جدا بهذا الهلال
                  وهذا الجو الروحاني الذي تنفست فيه حروفك
                  فوفقت بشعورنا بالغبطة وشعورنا بالمحبة
                  بهذا الشهر الفضيل الذي يحثنا
                  على الصوم عن كل الشر
                  بوركت يالعزيز
                  ودمت نقيا
                  ميساء العباس
                  مخالب النور .. بصوتي .. محبتي
                  https://www.youtube.com/watch?v=5AbW...ature=youtu.be

                  تعليق

                  • د مرتضى الشاوي
                    عضو الملتقى
                    • 08-07-2011
                    • 85

                    #10
                    سعدت بحروفك أيتها المبدعة ( ميساءعباس ) مع أجمل تحية رمضانية مطعمة بالود والتقدير ولكل المبدعين جميعاًفي الملتقى امنياتي الصادقة لكم

                    تعليق

                    • موسى الزعيم
                      أديب وكاتب
                      • 20-05-2011
                      • 1216

                      #11
                      تبدو جمالية النص في بساطته وهدفه وانه يغرف من راقع معاش
                      ويؤكد على قيمة تربوية
                      تحياتي د مرتضى

                      تعليق

                      يعمل...
                      X