لولا تجري / محمد زعل السلوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو الملتقى
    • 10-10-2009
    • 2967

    لولا تجري / محمد زعل السلوم

    لولا تجري بقلم محمد زعل السلوم لولا اسم فتاة ألمانية واسمه الحرفي اجري لولا اجري والجري هنا ليس في لقمة عيش ولا الجري وراء قطة أو أمام كلب سيعض؟! ولا الجري والنزوح خوفا من ظلم وقصف مدفعي وإنما الجري لإنقاذ حبيب ، وهو من الأفلام الشهيرة بالسينما الألمانية وقد شاهدته لأول مرة ببرنامج السينما بالتلفزيون السوري ومن ثم شاهدته بعد سنوات بمعهد غوته الألماني بدمشق ، قصة هذا الفيلم عن يوم صيفي ببرلين وعشرون دقيقة يتحدد فيها مصير إنسان ، إما الحياة أو الموت . تربط لولا وصديقها ماني الشابان في العشرينات من عمرهما علاقة حب . ويعمل ماني مع إحدى المجموعات التي تتاجر بشكل غير شرعي بالسيارات . كانت كل الأمور في هذا اليوم تجري بشكل خاطئ منذ البداية حيث يغادر ماني القطار ناسيا محفظته التي تحتوي على مائة ألف مارك . خلال عشرين دقيقة سوف يحضر مديره بالعمل لأخذ هذا المال . ماالذي يمكنه عمله ؟ وهو في هذه الحيرة يتصل ب"لولا " !. تفكر لولا بسرعة كيف يمكنها الحصول على مائة ألف مارك خلال عشرين دقيقة ؟ وتخرج إلى الشارع راكضة ، تركض من أجل حياتها من أجل حياة ماني ومن أجل حبهما . انتج الفيلم عام 1998 ومدته 81 دقيقة ومن اخراج توم تيكفر والممثلة هي فرانكا بوتنتي التي لفتت أنظار العالم اليها بهذا الفيلم وخصوصا شعرها الأحمر الذي وصفه أحد النقاد بالريد دراغون أي التنين الأحمر المليء بالإصرار على انقاذ حبيبها . فالجري باللحظات الأخيرة قد يؤدي إلى الإنقاذ أو كما يسمى بالمفهوم السياسي السير على حافة الهاوية ، ولكن ما الذي يجمع السير بالركض ؟ بالتأكيد الإثنان لهما هدف النجاة والوصول لنقطة أخرى من الحياة ، أو الحصول على الأقل على فرصة أخرى بالحياة . يقدم الفيلم ثلاث قصص مختلفة حول كيفية انقاذ صديق لولا ، حيث تتخيل لولا وهي تجري كيف لوالدها الرجل المصرفي سيقتنع بتقديم المال لها والموسيقى المرافقة للفيلم هي موسيقى تكنو وكان أهم أفلام السينما الألمانية في حقبة التسعينيات ونال شهرة عالمية واسعة لتلك الفتاة ذات الشعر الأحمر الناري. وقد مثلت فرانكا قبل ذلك فيلم " بعد الساعة الخامسة في الأدغال "عام 1995 من اخراج هانس كريستيان شميدت ودخلت السينما الأمريكية مع الفنان مات ديمون بفيلم " الذاكرة بالجسد والموت في الجسد " . كان مفهوم الجري بالفيلم أخاذا وبطريقة مختلفة عما اعتادت السينما على طرحه في المعارك وأفلام الأكشن ، هنا مفهوم الدخول في تفكير لولا وكيف عليها التحرك فتجري إلى مكتب والدها الذي لاتتحدث إليه من فترة طويلة فيقابلها بالجمود والبرود والسلبية ثم تعود لتقف والكاميرا تدور حول رأسها للبحث معها عن حل ، وملامح وجهها تنم عن تلك الحيرة والدهشة مما يجري حولها وكافة الأحداث العكسية . ولهذا الفيلم ذاكرة شخصية وتأثير شخصي علي ، فذات مرة تخيلت ذاتي لولا وكان علي القيام بعدة مهمات بذات الوقت وذات اليوم بين منزلي ومنزل عمتي في دمشق وتعلمت الكثير من هذا الفيلم للقيام بمهمات متعددة من تعليم والذهاب لحفلة واكتشاف حارات جديدة والتعرف إلى معالم واختصار وقت ، بل وقررت ذات يوم ممارسة الجري مع أصدقائي في سوق الحميدية وبالازدحام وكافة الناس تسير عكس اتجاهك وبالفعل كنت السبّاق فيه واستطعت اختراق الحميدية بوقت سريع وكان تحدي غريب وممتع ومن لا يعرف قصة عبارة "عباية " بسوق الحميدية والتي تدل على دخول شرطة باشا دمشق أيام العثمانيين فيفر الباعة الذين يفتحون بسطاتهم بالسوق وينتشرون جريا مع بضاعتهم بكافة الاتجاهات وبقيت هذه العبارة مستخدمة ليومنا هذا حيث تسمع أحدهم ينادي عباية أي "هريبة يا شباب " أو اجروا يا شباب. وبالمقابل قد يختلف ويتنوع مفهوم الجري فهناك الجري الأولمبي وهو رياضة مميزة ولكنه بحاجة إلى تمرين متواصل ، فحتى أسرع رجل بالعالم الكندي جاكسون توقف ذات يوم عن التمرين المعتاد وبعد أسبوع عاد لممارسة الرياضة فشعر بأنه بالكاد يلتقط أنفاسه وأصابه التعب ، والجري اليومي ينعش الصحة ويحافظ على التركيز واللياقة البدنية العالية فكيف لو كان فيلما ولفتاة عشرينية ذات شعر أحمر يعشعش في الذاكرة طويلا وتتم استعادة مشاهده بين الفينة والأخرى.
  • أبوقصي الشافعي
    رئيس ملتقى الخاطرة
    • 13-06-2011
    • 34905

    #2
    اهلا اخي الكريم
    الطرح هو تحليل لفيلم سينمائي
    وليس مكانه هنا
    بقسم الخاطرة
    سيتم نقله للقسم المناسب



    كم روضت لوعدها الربما
    كلما شروقٌ بخدها ارتمى
    كم أحلت المساء لكحلها
    و أقمت بشامتها للبين مأتما
    كم كفرت بفجرٍ لا يستهلها
    و تقاسمنا سوياً ذات العمى



    https://www.facebook.com/mrmfq

    تعليق

    يعمل...
    X